«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعددت الأنواع وتنوع المخرجون .. والسينما واحدة
من الميلودراما إلى الواقعية والكوميديا الموسيقية مرورا بأفلام الحركة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 17 - 11 - 2014

أقيمت على هامش أسبوع النقاد الدولى أحد فروع مسابقات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى حلقة بحث عن السينما المصرية وأفلام النوع بالتعاون مع برنامج
الثقافات المرئية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تحدث فيها كل من د.ميشيل سيرسو، د.سلمى مبارك ، أحمد حسونة ، د.رانيا يحيى ،المخرج سمير سيف ، عرب لطفى ود.مالك
خورى
تحدثت فيها د.سلمى مبارك استاذ الأدب بجامعة القاهرة عن اعادة اكتشاف الميلودراما فى السينما المصرية كشكل فنى سهل والعودة لأصولها مؤكدة أنها
نوع هجين مر عبر فنون عديدة بدأ بالمسرح ثم الرواية ثم السينما، ظهر فى القرن ال 18 أعقاب الثورة الفرنسية وارتبط بحقبة من التقلبات الإجتماعية والثقافية
أطلق عليه "درامب " أو دراما مصاحبة بالموسيقى لكنها ليست كالكوميديا الموسيقية ولكنها عبارة عن فقرات موسيقية تتخلل الشخصيات ، لكن الجمهور سريعا
ما مل تلك النوعية
وقالت :"ما بين عام 1800 و1830 ظهرت الدراما على المسرح الأوربى وكان القرن ال 18 العصر الذهبى للميلودراما واشتهر فيه كتاب عظام مثل "ايملى برونت"
و"تشارلز ديكنز" وتدين لهما الميلودراما بالكثير ، أما بالنسبة للسينما وبعيدا عن القوالب الدرامية البحتة أصبحت الدراما أسلوبا يتخلل أنواعا أخرى مثل قصص الحب
وقصص الحرب وتلك كانت وجهة نظر "بيتر برونكس"،أما إدجار مورا" فيرى أن الدراما إحياء لتقاليد من الحكايا الشعبية".
وتابعت مبارك "هناك وجهتا نظر فى الميلودراما فى االسينما المصرية احدهما لفيولا شفيق التى قالت إنها بدأت مع السينما المصرية مع فيلمى "زينب "و "ليلى "
ونرى أن استخدام هذا النموذج فى هذه الفترة وهى فترة المد القومى والحركة النسوية كان مناسبا ... ووجهة النظر الأخرى هى لمحسن ويفى الذى تحدث ايضا عن الدراما
ويرى أنها سيطرت على أنواع السينما المصرية مثل كوميديا الفارس واستمر حتى مع ميلاد التيار الواقعى فيما يرى نقاد آخرون أن الميلودراما ما هى إلا نوع من
أنواع الضحك على المشاهد !".
وعرضت مبارك نموذجان للميلودراما فى السينما المصرية هما فيلم "أنا بنت ناس" إخراج حسن الإمام وفيلم "أيامنا الحلوة " إخراج حلمى حليم ويتفق الفيلمان - كما
تؤكد - على وجود بيئة عميقة للميلودراما .. ففى فيلم "أنا بنت ناس" نرى ثنائيات كثيرا ما تستخدمها الدراما أولها سعى البطلة إلى اعتراف المجتمع بها
وثانيها الكارثة فالدراما محورها الكارثة والكارثة لا تأتى وحيدة أبدا وإنما عن طريق التراكم فى الأحداث والمغالاة وهى الآليات التى تقود السرد للأمام ، وحالة الخروج
يقابلها حالة من الدخول ففى هذا الفيلم تخرج البطلة من المكان االآمن وهو حجرة السطوح الى الجدة ثم الأب وتتراكم الفواجع وتنهمر الدموع ، والبكاء سمة من سمات
الميلودراما وكثيرا ما يصاحب صورة الدموع صوت المطر.
وترى د.سلمى مبارك أن نظام الشخصيات فى الميلودراما يعتمد على االشخصيات المتناقضة وشخصية نعمت فى فيلم "انا بنت ناس" تحتوى على هويتين اولهما شخصية
النجمة المحبوبة وهى "فاتن حمامة" والثانية شخصية بطلة الفيلم وهى ضحية والضحية دائما تعانى من نقص ما سواء من الأهل أو المال، واليتم أيضا من الحالات
الدارجة فى الميلودراما وغياب الأب دعامة دائمة للميلودراما ..والصراع فى الميلودراما هو صراع بين الخير والشر دائما وما يعطى النهاية السعيدة هو الاعتراف
بالحق دون أى شكل طبقى.
أما فى فيلم "أيامنا الحلوة" فنجد تطويرا للشكل الدرامى الكلاسيكى وأيضا القصة تبدأ بالخروج وعنوان الفيلم يدل على البهجة لكن خلفها دلالات البهجة والحزن وذلك عكس الاتجاه السائد
فى الميلودراما ، والبطلة فى الفيلم أيضا ضحية لليتم والفقر ونجد فى الفيلم ثنائية شهيرة من ثنائيات الدراما وهى الجهل المعرفى، فهى يتيمة مجهولة النسب فدائما نجد
الشخصيات تتوجس منها لجهل المعرفة بها وتجتهد فى تعريف نفسها للمجتمع ونجد فى الفيلم كل خصائص الدراما :
ثنائية الحزن والفرح - ثنائية الجهل والمعرفة - الضحية - ثنائية الفقر والثراء - اليتم - المبالغة فى الود والشهامة - المرض والبحث عن شخصية الشرير
وعندما نبحث عن شخصية الشرير فى الفيلم لانجد وفى رأيى ان الشرير هنا هو المرض "السل"
وتؤكد مبارك أن السمة البصرية والسمعية تمهد لمأساة البطلة فنجد تقاطعا ومساحات الظلال والنور وهذا الشكل من الإضاءة يضفى الكآبة للمشهد .. والسمة الثانية
الموسيقى فالموسيقى فى الفيلم تأتى من مصدرين الأول أغانى عبد الحليم والثاني الموسيقى التصويرية لآرام خشمونيان .
وتداخل البهجة مع الحزن ليس من علامات الدراما فى رأى د.سلمى مبارك قائلة "الموسيقى لها شحنة انفعالية جامدة لأن مؤلف الموسيقى من أصول ارمينية وهى موسيقى لها طراز
شرقى يحرك المتلقى العربى واستخدمت موسيقاه كثيرا فى السينما وهذه الموسيقى أحيانا تكون أقوى من الموقف"
وترى مبارك أن نهاية الفيلم كانت صادمة مرتين أولها موت البطلة وهى النجمة المحبوبة ثانيا تحول البهجة إلى مآساة وتعمد البطلة مخالفة أوامر الطبيب بعدم التحرك
لأن ذلك يعرضها للموت فينتهى الفيلم بمشهد ترك البطلة للسرير حيث تذهب للنافذة وتسقط لتموت وهذا يبتعد عن الشكل الكلاسيكى للميلودراما
وتؤكد د .سلمى مبارك فى ختام كلمتها فى البحث أنه مابين عامى 1951و1955 حدث تطور داخل نوع الميلودراما ونحن أمام نوع عنده ديناميكية عالية
عنده تطور باستمرار وذلك يجعلنا نبحث عما يميزه فى السينما المصرية
وانتقل الناقد والمخرج "أحمد حسونة " إلى نوع آخر من السينما وهو "الفيلم نوار " وهو اكتشاف فرنسى اكتشفه النقاد الفرنسيون فى الخمسينات بعد الحرب العالمية
الثانية - كما يؤكد حسونة- مضيفا " فى تلك الفترة كان استيراد الأفلام السينمائية من الولايات المتحدة الامريكية الى اوروبا يواجه صعوبات كثيرة
وفى تلك الفترة أسس النقاد الفرنسيون عددا من المجلات السينمائية المتخصصة لعل أشهرها "كراسة السينما " وحين بدأ الاستيراد يجد طريقه وتراجعت الصعوبات
بدأت الافلام الامريكية تعرض فى دور السينما الاوربية وحينها وجد النقاد أن السمة الغالبة عليها هو "طابع الجريمة" وأطلق عليها "أفلام الجريمة السيكولوجية" والتعبير هنا
جاء من الروايات الشعبية الخاصة بالجريمة وكتب عنها العديد من النظريات، ولعل من أشهر أفلام تلك الفترة فيلم "الصقر الملطى" وشعر الجمهور الفرنسى
أن هناك أفلاما مختلفة عما اعتاد عليه وخاصة في الشكل والمضمون والشخصيات نفسها.. الشكل يعتمد على مناطق نائية وعادة الكادرات تكون مائلة
وتلك الكادرات مأخوذة من السينما الألمانية ، وصناعة السينما فى مصر بدأت بالتأثر من السينما الألمانية وكثير ممن دشنوا صناعة السينما فى مصر تلقوا دراسات
فى المانيا عن السينما واستوردوا التعبيرية الالمانية للسينما المصرية ".
ويضيف حسونة "إن شخصيات (الفيلم نوار) ليست بطولية وغير محددة ماهيتها هل هى خير ام شر مثل الميلودراما بل هى شخصيات غير واضحة بها نوع من الازدواجية
فى تركيبتها ..وبالنسبة للسرد أو الحبكة لا تكون واضحة مثل الميلودراما وفى افلام (الفيلم نوار) التوقع عند الجمهور يكون مهما وفى السينما المصرية رأيت أن
من أهم افلام (الفيلم نوار) هي فيلم " من أجل امراة " للمخرج كمال الشيخ وهو واحد ممن قدموا الفيلم نوار بشكل جيد وهو مأخوذ عن الفيلم الأمريكى
"هوية مزدوجة" لكن الفيلم المصرى لم ينجح فى خلق حالة الفيلم نوار بداية من الاسم وهو من أجل امرأة وفى رأيى انه أضعف الموضوع لأنه ركز على الجريمة
أكثر من المرأة ، وهو يعتمد على الثالوث الشهير الزوج - الزوجة والعشيق واتفاق الزوجة مع العشيق على قتل الزوج وغلب الطابع التجارى على الفيلم المصرى
أكثر حتى فى الموسيقى التصويرية التى تميزت فى الامريكى اكثر لان فى المصرى تميل الموسيقى أكثر لتجسيد علاقة الحب بين الزوجة والعشيق .
أما فيلم "المنزل 13" لكمال الشيخ فينتمى للفيلم نوار لكنه ينتمى أكثر للسينما التعبيرية الألمانية ، وفيلم "إمراة فى الطريق " للمخرج "عز الدين ذو الفقار "
ينتمى لنوعية الفيلم نوار أيضا
وإن كنت - والكلام على لسان أحمد حسونة - لم اعجب به كثيرا للمبالغة فى تمثيل أبطاله وعدم ملاءمة بطلته "هدى سلطان " للدور وأيضا نهاية الفيلم التراجيدية
ومن أهم سمات الفيلم نوار كما يقول أحمد حسونة استخدام الرموز الجنسية ففى فيلم امرأة فى الطريق نجد مشهد "شكرى سرحان " وهو يملأ سيارته النقل بالبنزين
بينما هو عاجز جنسيا عبر عنه هذا المشهد.
ومن أكثر الأفلام المعبرة عن الفيلم نوار فى السينما المصرية فيلم "الرجل الثانى " لذو الفقار أيضا واستخدام كل سمات الفيلم نوار من الاضاءة القاتمة واستخدام الظلال واستخدام
الرموز الجنسية و"تأطير "الكادر الذى يعبر عن عزل الشخصيات بعضها عن بعض أو عزلها عن نفسها .
ويرى حسونة أن فيلم "دعاء الكروان " لبركات رغم انه ينتمى لنوعية الميلودراما الا انه يستخدم كل عناصر الفيلم نوار بداية من الموسيقى التصويرية
لأندريه رايدرونفس الموسيقى بالمناسبة مستخدمة فى افلام الرجل الثانى وامرأة على الطريق لكن بتنويعات بسيطة
ويضيف احمد حسونة أن الفيلم نوار ظهر فى امريكا بعد الحربا لعالمية الثانية واستمر خمس سنوات ثم بدأ يختفى لكنه بدأ فى الظهرو ثانية وكان له تأثير
على افلام أخرى ..ويكاد يختفى من السينما المصرية أيضا فلم يعد هناك افلام تنتمى للفيلم نوار اللهم فيلم "ملاكى اسكندرية "فى السنوات الأخيرة لكنه تحول
الى فيلم أكشن أكثر ،وينبغى أن تقوم دراسات أكثر على الفيلم نورا فى مصر لانه غير منتشر الآن وهو ما سيساعد على تطوير الدراما.
وتحدثت د."رانيا يحيى " الأستاذ بالمعهد العالى لنقد الفنى عن نوع آخر من السينما وهو "الكوميديا الموسيقية " مستهلة حديثها قائلة :" كنت أعتقد أن البحث
فى نوعية الافلام أمر سهل لكنى فوجئت أن أجناس السينما شيئ صعب جدا وتحديد نوع الفيلم مهمة شاقة وصعبة خاصة أنى وجدت أن المتخصصين
يجدون صعوبة فى تحديد نوعية الكوميديا الموسيقية وهل تندرج تحت نوع الفيلم الموسيقى أم لا ؟مما اثار حيرتى بعد كل هذا اللغط والتخبط الا أن وجدت -وباختصار-
أن الكوميديا الموسيقية يجب أن يتوافر فيها أهم عنصرين وهما : "المرح -الموسيقى" ولا أقصد هنا الموسيقى التصويرية لانها تكون مصاحبة للفيلم يتم وضعها
بعد الانتهاء من تصوير الفيلم .ولكنى أقصد الموسيقى عندما تكون مكون أساسى من مكونات الفيلم .
فالكوميديا الموسيقية -كما تؤكد يحيى- هى نوع من الفنون يعتمد على تركيز الحوار أيا كان نوعه ،عاطفى أو كوميدى يعتمد على الاستعراض والحوار يكون متوازيا
معه مع وجود الأغانى والموسيقى فى الفيلم ..وقد حدث بعض الخلط بين الملهاة الموسيقية والكوميديا الموسيقية ةرأى بعض النقاد أنهما يختلفان عن يعضهما البعض
وذلك غير صحيح .
وتعرف .د.رانيا يحيى الفيلم الموسيقى قائلة :" نجد أنواع الموسيقى تتفرع فى الفيلم الموسيقى ففيه دراما وفيه اوبرا وتتعادل الموسيقى مع الرقص والحوار وغالبا
تتعادل ككيان اساسى مع الاعمال الادبية مثل فيلم "مغنى الجاز" لآلان بروسلين الذى كان أول فيلم موسيقى غنائى، أما الفيلم الكوميدى - والكلام لازال ليحيى -
فهو فيلم يعتمد على الفكاهة لتحقيق المتعة للمشاهد ،وليس كل فيلم به غناء وموسيقى يطلق عليه فيلم غنائى فهى نوع من الافلام الموسيقية لكنالاخيرة ستظل
هى النوع الأشمل الذى يميزه عن بقية الأفلام.
وتضيف د.رانيا يحيى " جاءت الكوميديا الموسيقية من المسرح فهو أبو الفنون ومن أهم العناصر المسرحية "الأوبرا " و"الأوبريت " فنجد أن تطور الفنون
الموسيقية إنتقل من المسرح لشاشة السينما ..والأوبرا ن استمر من القرن ال 17 وتطور وانتشر فى فرنسا وبدأ بأوبرا "بالايدا " وهى كوميديا شعبية موسيقية
وفن المسرح فى مصر قائم على "الفوتيل" وهو الإعتماد على الحوار واالديكور والموسيقى وتراجع دور الموسيقى لصالح الدراما ثم مع التطور اتى نوع جديد وهو
"الاوبريت "وموسيقى الاوبريت تختلف عن الاوبرا المغناه ،فالاوبريت يعتمد على الحوار العادى والموسيقى الشعبية ،ثم ظهر بعد ذلك المسرحية الموسيقيةوحققت
نجاحا كبيرا حتى إنتقلت الى شاشة السينما ومن أشهر الأمثلة لذلك "قصة الحى الغربى "و "قبلينى يا كيت "،ورغم أن السينما الصامتة مثل افلام " شارلى شابلن "
لكننا لا ننستطيع أن نطلق عليها كوميديا موسيقية لأن الموسيقى فيها مصاحبةللفيلم وليست مكون اساسى من بنائه إعتمدت على الموسيقى .
وترى د.رانيا يحيى :أن السينما فى مصر بدأت فى أصلا كوميدية ..ففيلم "الخالة أمريكا " الذى قدمه "على الكسار " عام 1920فيلم كوميدي ثم ظهرت الأفلام
الموسيقية مثل "ليلى "وهذا يعود إلى طبيعة المناخ السائد فى مصر آنذاك فكان الترحيب كبير بالكوميديا خاصة فى ظل وجود مجموعة كبيرة من الكوميديانات
تواجدوا على الساحة الفنية فى ذلك الوقتلذلك سمى هذا العصر بالعصر الذهبى للكوميديا
أول من إهتم بالأفلام الموسيقية -ولكلام لازال ليحيى- هو المخرج "محمد كريم "الذى أخرج أفلام عبد الوهاب وهى أفلام غنائية تدل على أهمية الموسيقى والغناء
فى سينما ذلك الوقت وأيضا المخرج "نيازى مصطفى " من اهم من تناول الكوميديا الموسيقية فى السينما المصرية انذاك فقدم فيلم "من أين لك هذا " عام 1954
وفيلم "تاكسى الغرام "وأيضا المخرج "حسين فوزى"قدم العديد من الأفلام الكوميدية الموسيقية مع نعيمة عاكف مثل "العيش والملح"و "لهاليبو"، والمخرج "عباس
كامل "الذى قدم أفلام "خد الجميل ولسانك حصانك" ، والمخرج "حلمى رفلة "الذى قدم أفلام " الآنسة ماما _المليونير- وليالى الحب "... والفنان "أنور وجدى"
الذى يعد واحد من أهم -إن لم يكن أهمهم على الاطلاق- ممن قدموا الأفلام الاستعراضية والتى توفر فيها عنصر الكوميديا خاصة مع الافلام التى انتجها للنجمة الصغيرة
التى اكتشفها "فيروز" "دهب- ياسمين".
وتضيف يحيى أن هناك بعض المخرجين الذين تناولوا الكوميديا المويسقية لكن ليس بشكل كبير ويختلف كل مخرج باختلاف البطل مع الذى يكون مطرب عادة
فيختلف احمد بدرخان مثلا فى افلامه التى اخرجها لام كلثوم عن افلامه التى اخرجها لفريد الأطرش وكذلك هنرى بركات الذى قدم ورد الغرام مع ليلى مراد ومحمد فوزى
وعز الدين ذو الفقار فى شارع الحب لعبد الحيلم وصباح، على رضا فى فيليمه اجازة نص السنة وغرام فى الكرنك ، حسن الامام فى خللى بالك من زوزو
وحسين كمال فى مولد يا دنيا ..وأحمد ياسين فى فيلم مع تحياتى لأستاذى العزيز وهو من اخر الأفلام التى قدمت نوع الكوميديا الموسيقية ..وحاليا لا يوجد
أفلام فى السينما المصرية ترقى لتصنيفها الكوميديا الموسيقية
أما المخرجة "عرب لطفى "فقد قدمت نوعا آخر من السينما وهو "الأسلوبية الواقعية " مستهلة حديثها قائلة :"فى رايى ان السينما تميزهاالأساسى عن المسرح وغيره
من الفنون هو أنها تملك القدرة على رصد الواقع من خلال الكاميرا وتستطيع التعبير عن بنية الحياة التى تعبر عنها رغم أن فى بداياتها تأثرت بالمسرح حتى تطورت
لغتها وأصبحت اللغة السينمائية هى لغة التعبير فى الدراما وساركز فى حديثى عن تحولات السينما المصرية منذ بدايتها بعيدا عن تأثيرات السينما العالمية-مع عدم
تجاهلها- ..فقد لاحظت ان العديد من الأبحاث التى تناولت السينما المصرية وجدت أن تطورها منطلق من تأثرها بالسينما الأوربيةوكأنها هى الملهمة
بدأت السينما الواقعية إرهاصاتها فى مصر مع فيلم "العزيمة "لكمال سليم والذى عمل به صلاح أبو سيف كمساعد له -وهو الذى قاد تيار الواقعية السينمائية
المصرية فيما بعد-، ولقد لفت نظرى -والكلام للطفى- عند مشاهدتى للعزيمة أن الطابع لهذا الفيلم يحمل الكثير من المبالغة ويعتمد على "اللوكيشن " المصنوع فى
البلاتوه والتمثيل فيه أقرب للطابع المسرحى ..وجاء بعده فيلم "السوق السوداء" فقد وجدته يحمل نفس المشاكل مع عدم التقليل من الموضوع الذى ناقشه الفيلم
وكان شائكا وقتها مما أدى لمنع الفيلم لكن هذا الفيلم أضاف ملمح مهم جدا من ملامحا لاسلوبية الواقعية وهو الطابع التسجيلى احد سمات السينما الواقعية
وبمناسبة النزعة التسجيلية لن نجد أهم من الفيلم الصامت الأول فى السينما المصرية وهو "برسوم يبحث عن وظيفة"لرائد السينما فى مصر المخرج والمنتج
"محمد بيومى" وهو واحد من اهم افلام السينما لواقعية -بل- ورائدها فى مصر فالكوميديابه تنطلق من الواقع واستدعاء شخصيات واقعة وعرض المتنوع المجتمعى
من الناحية الطبيقة والدينية فى المجتمع المصرى، وقد قام بتمثيل شخصية برسوم الممثل -الناشئ وقتها- "بشارة واكيم" الذى كان فى بداية مشوراه السينمائى
وبقية الممثلين لم نراهم فيما بعد ورغم قدم الفيلم الا انه لا زال يحمل "طزاجة " العصر الحالى فهو فيلم لكل العصور ،ويتميز بيومى عن معاصريه ومن جاءوا
بعده ليس فقط بالريادة كأول مخرج بالسينما المصرية ،لكنه أيضا أول من خرج بالكاميرا من البلاتوه وتمرد على الطابع المسرحى والمبالغة التمثيلية وخرج
من عمق الحداثة المصرية الناشئة واكتشاف طرق تعبير مختلفة ..فقد كان مهووسا بالتعبير من خلال الصورة وقد ضشارك فى إنشاء ستديو مصر،وقدم فيلمين صامتين
وبعض الأفلام التسجيلية ..وقد إنطلقت تجارب بيومى من السينما الراصدة للواقع ولم يكن مقيد بالادوات القديمة لسرد الحكاية
وتضيف المخرجة عرب لطفى "إذا تجاوزنا مرحلة بيومى سنجد أن معظم المحاولات الجادة لم تخرج عن النمط التقليدى للآداء السينمائى وهناك تجربتين تستحقان التآمل
هما فيلميى "سلامة فى خير ولعبة الست"الذى كتب قصتهما "بديع خيرى" وشاركه كتابة السيناريو والحوار" بطلهما "نجيب الريحانى" ،فهذين الفيلمين تميزاببنية
السيناريو الذى كان له دور فى حث المخرجلتقديم تفاصيل داخل البناء السينمائى كالرصد والتركيز على مناطق اعطت صورة خاصة للواقعية المصرية أظهرت
الحياة فى القاهرة بتنوعهاوأخرجنا من البيئة المغلقة "المسرح" ليدخلنا لعالم الرصد السينمائىفى تفاصيل يفرضها الواقع.
وتضيف لطفى أن الواقعية فى السينما المصرية بدأت تتقدم خطوات خجولة إلى أن جاءت تجربة "صلاح أبو سيف" بعدما عاد من إيطايلا متأثرا بالواقعية الايطالية الجديدة
وأيضا متأثرا بخلفيته الشعبية التى جعلته يرصد الواقع بشكل أشمل وأدق خاصة بعدما التقى مع "نجيب محفوظ" ذو النشأة الشعبية أيضا وساهما معا فى خلق أسلوب
واقعية جديدفى السينما المصرية..ورغم تأثره بالواقعية الايطالية إلا أنه ظل محافظا فى اسلوب عمله السينمائى فقد تمسك بالعمل داخل البلاتوه و الإعتماد علىى النجوم
الحبكة والدراما ونمط الشخصيات هم سر واقعية ابو سيف -كما ترى لطفى- فهو دائما كان يبحث عن النص الذى يعطيه القدرة للتحدث عن تفاصيل الشخصية المصرية
كما فى افلام "بداية ونهاية -القاهرة 30 " وكانت تلك الافلام ثورة فى ذلك الوقت وأيضا فيلم مثل "بين السما والأرض " تميز بالجراة فى المعالجة وكان شكلا غريبا
انذاك ولم يحقق نجاح عند عرضه ثم حقق النجاح بعد ذلك وحتى الآن
"يوسف شاهين - بركات - توفيق صالح " من اهم مخرجى الاسلوبية الواقعية فى السينما المصرية - كما تؤكد المخرجة عرب لطفى- قائلة :" شاهين ارتبط بالسينما الهوليوودية
إلا أنه قدمأول اعماله بانحياز قوى للأسلوب الواقعى عبر عمل يتميز بالجرأة فى الكتابة والاخراج والتمثيل وهو "بابا أمين "ليسجل غعترافه بانتمائه بكل جوارحه للوطن
والإنسان ،فهو شكل أسلوبه الخاص كأى فنان يؤثر ويتأثر..وفى فيلم "باب الحديد " رصد عالم الشخصيات بكل تفاصيلها التسجيلية ولن ننسى مشهد تنفيذ حكم الاعدام
فى "عبد الوارث عسر "فى فيلم "صراع فى الوادى "وهو من أكثر المشاهد صدمة فى السينما المصرية الذى بث شحنة توتر للمشاهد بكل التفاصيل من الاضاءة وكادر
التصوير والموسيقى ..وفى فيلم "الأرض " إستطاع تتبع تفاصيل القرية المصرية بكل تفاصيلها وهذا أيضا ما فعله " حسين كمال "فى فيلم "البوسطجى "
وفعله "بركات "فى فيلم " الحرام" ..أما فى فيلم " القاهرة منورة بأهلها " صنع فيلما طبيعيا ضمن البيئة التسجيلية رغم أن به بناء درامى وهى
تجربة جريئة لها خصوصيتها
وتضيف لطفى " توفيق صالح " إنحاز للواقعية منذ اللحظة الأولى ومحاولته الأولى تراوحت بين تبنى الكلاسيكية فى السينما من حيث استخدام البلاتوه ، فى فيلم
"المخدوعون" حرر نفسه من كل قيوده واستطاع أن يصل للمعادلة السينمائية بالفيلم الواقعى من حيث استخدام أماكن تصوير طبيعية واستخدامه لنجوم غير معروفين
وقتها -تألقوا فيما بعد- ، وعبر مغامراته الطويلة وصل لمعادلة تضعه فى مصاف رائدى السينما الوااقعية فى العالم العربى ,المخدوعون كان مؤسس لتلك السينما .
"بركات "قدم العديد من الاعمال التى تميزت بشاعرية الاسلوب وافلامه تحمل كثير من الانماط السينمائية المختلفة لكنه لم يهتم بالواقعية السينمائية الا بعد سنوات
طويلة من عمله بالسينما ،فعندما بدأ يلتفت لذلك قدم تجارب غاية فى التميز مثل "فى بيتنا رجل " ومشهد الافتتاح لكوبرى عباس ومظاهرات الطلبة فوقه وبنى مشهد
سينمائى يعتمد الاسلوبية الواقعية بشكل كامل وقدم واحد من أقوى مشاهد السينما المصرية..قدم أيضا "الباب المفتوح " و"الحرام "واستخدم الواقعية من خلال السرد السينمائى
وتنهى المخرجة "عرب لطفى "كلامها مؤكدة بأن كل هؤلاء أسسوا للغة الواقعية فى السينما ثم جاءت السبعينات فى محاولة لاستدعاء ما فات وبدأت تعلن إنحيازها للسينما
التسجيلية بدأا بفيلم "أغنية على الممر "وكان طليعة سينما جديدة اعلنت عن نفسها تحت اسم "جماعة السينما الجديدة " وفيلم "العوامة 70 " الذى استخدم تكنينك
السينما التسجيلية وافلام " سواق الاتوبيس - احلام هند وكاميليا " ..وقد إمتدت التجربة لتشمل جيل آخرمثل "يسرى نصرا لله " فى سرقات صيفية ومجدى احمد على
فى "يا دنيا يا غرامى " واسامة فوزى فى "عفاريت الاسفلت " ومن التجارب المتميزة أيضا على مستوى لتجريب فى الاسلوبية الواقعية نجد تجارب "احمد عبدالله-
هالة لطفى و ابراهيم البطوط".
المخرج "سمير سيف " ختم حلقة البحث بالحديث عن نوع اخر من السينما وهى "فيلم الحركة " ..قائلا " الجونر هو تعبير أمريكى المقصود به الترويج والتسويق
للفيلم ثم يأتى النقد لاحقا على ليحول الناقد المفهوم التجارى إلى مفاهيم نقدية ..فالجونر هو التعاقد بين المشاهد وصانع الفيلم ويستطيع كل مخرج من خلاله
أن يعبر عن تفرده الخاص وسماته الاسلوبية من خلالالمواصفات القياسية لكل نوع، والحركة تعبير يشمل عدة انواع يشمل انواع المغامرة وفيلم نوار وافلام العصابات
والافلام التاريخية
ويوضح سيف المقصود بافلام الحركة ان لكل نوع طريقة فى التعبير عن مكونات الفيلم البنائية وفيلم الحركة هو فيلم محكم الصنع وليس من الافلام ذات النهاية المفتوحة
وكل تفصيلة فيه لها دوربدونها ينهار البناء الدرامى وفيلم الحركة بدأ مع السينما المصريةبفيلم " قبلة فى الصحراء " وهو رؤية مصرية لفيلم ويسترن امريكى
ولا تتطور الانواع بصفة عامة الا بالتمازج والتهجينوهناك انواع اخرى من السينما تلتمس الحل الحركى فمثلا فيلم "العزيمة "اسلوبية واقعية ..
يلجأ للحركة بمشاجرة فى نهاية الفيلم ..وفى افلام انور وجدى الاستعراضية كان يلجأ للحركة فى مشاهد عراك بين العصابة والبطلوهو مزج بين الفيلم الحركى
والفيلم الاستعراضى
ويرى سيف أن الهنود استلهموا من السينما المصرية القديمة هذا المزج السائد فى سينماتهم الان الاستعراضية والحركة و العاطفية ..ويؤكد على انه لا ضرر ان يكون
فيلم الحركة مقتبس من سينما اخرى فى العالم لكنه يشدد على وجوب "صنعه جيدا " فكل افلام الحركة المصرية مأخوذة من افلام امريكية
وعالمية لكن لانها نفذت بجودة عالية تماهى المشاهد معها ونسى الاصل المأخوذة منه
ومن أشهر مخرجى الحركة فى السينما المصرية "نيازى مصطفى" ونتذكر له فيلم "حميدو" وهو تمصير للرواية الامريكية "المآساة الأمريكية "التى انتجت كفيلم فى خمسينات
القرن العشرين كفيلم "مكان فى الشمس "وتم تقديمه فى السينما المصرية مرة اخرى فى فيلم "نهاية حب" لشكرى سرحان وماجدة وصباح ..وعندما مصرها "السيد بدير"
فى حميدو جعل منها دراما سكندرية بحتة يقوم بها " فريد شوقى " ومن يرى هذ الفيلم لا يصدق انه مقتبس من فيلم امريكى !
وفيلم "سواق نص الليل " مقتبس من فيلم " سارق البسكيلتة " لفيتوريو دى سيكا ..فالاقتباس فى فيلم الحركة مشروع فنياطالما نجح فى خلق بيئة محلية
فكيروساوا من اكثر من تأثروا بجون فورد ورغم ذلك يقدم افلام عن الساموراى غارقة فى تفاصيل الثقافة اليابانية لكن مع تأثره بافلام جون فورد الويتسرن الامريكية
ويؤكد المخرج سمير سيف أن أفلام الحركة فى السينما لمصرية بلغت أوج مجدها عندما قدمها مخرجين كبارمثل فيلم الفتوة لابو سيف وصراع فى الوادى لشاهين
وحتى ملك الرومانسية عز الدين ذو الفقار قدم الحركة فى فيلم "قطار الليل "وعاطف سالم صاحب الافلام الاجتماعية قدم الحركة فى "جعلونى مجرما وشاطئ
الاسرار"وكانت من اقوى افلام الحركة فى السينما لمصرية
ويرى سيف ان فيلم الحركة يرتبط دائما بالتقدم التكنولوجى ونجاحه مرتبط بسخاء الانتاج وتوفر الميزانيات الضخمة لهومهما بلغ الاتقان الحركى لن ينجح الفيلم
مالم يتضمن البعد الانسانى وهو الذى يضمن لفيلم الحركة البقاء على مر العصور..وان لم يكن فيلم الحركة مغموسا فى الواقع المصرى سيصبح فيلما بلا معنى
أو قيمة
أقيمت على هامش أسبوع النقاد الدولى أحد فروع مسابقات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى حلقة بحث عن السينما المصرية وأفلام النوع بالتعاون مع برنامج
الثقافات المرئية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تحدث فيها كل من د.ميشيل سيرسو، د.سلمى مبارك ، أحمد حسونة ، د.رانيا يحيى ،المخرج سمير سيف ، عرب لطفى ود.مالك
خورى
تحدثت فيها د.سلمى مبارك استاذ الأدب بجامعة القاهرة عن اعادة اكتشاف الميلودراما فى السينما المصرية كشكل فنى سهل والعودة لأصولها مؤكدة أنها
نوع هجين مر عبر فنون عديدة بدأ بالمسرح ثم الرواية ثم السينما، ظهر فى القرن ال 18 أعقاب الثورة الفرنسية وارتبط بحقبة من التقلبات الإجتماعية والثقافية
أطلق عليه "درامب " أو دراما مصاحبة بالموسيقى لكنها ليست كالكوميديا الموسيقية ولكنها عبارة عن فقرات موسيقية تتخلل الشخصيات ، لكن الجمهور سريعا
ما مل تلك النوعية
وقالت :"ما بين عام 1800 و1830 ظهرت الدراما على المسرح الأوربى وكان القرن ال 18 العصر الذهبى للميلودراما واشتهر فيه كتاب عظام مثل "ايملى برونت"
و"تشارلز ديكنز" وتدين لهما الميلودراما بالكثير ، أما بالنسبة للسينما وبعيدا عن القوالب الدرامية البحتة أصبحت الدراما أسلوبا يتخلل أنواعا أخرى مثل قصص الحب
وقصص الحرب وتلك كانت وجهة نظر "بيتر برونكس"،أما إدجار مورا" فيرى أن الدراما إحياء لتقاليد من الحكايا الشعبية".
وتابعت مبارك "هناك وجهتا نظر فى الميلودراما فى االسينما المصرية احدهما لفيولا شفيق التى قالت إنها بدأت مع السينما المصرية مع فيلمى "زينب "و "ليلى "
ونرى أن استخدام هذا النموذج فى هذه الفترة وهى فترة المد القومى والحركة النسوية كان مناسبا ... ووجهة النظر الأخرى هى لمحسن ويفى الذى تحدث ايضا عن الدراما
ويرى أنها سيطرت على أنواع السينما المصرية مثل كوميديا الفارس واستمر حتى مع ميلاد التيار الواقعى فيما يرى نقاد آخرون أن الميلودراما ما هى إلا نوع من
أنواع الضحك على المشاهد !".
وعرضت مبارك نموذجان للميلودراما فى السينما المصرية هما فيلم "أنا بنت ناس" إخراج حسن الإمام وفيلم "أيامنا الحلوة " إخراج حلمى حليم ويتفق الفيلمان - كما
تؤكد - على وجود بيئة عميقة للميلودراما .. ففى فيلم "أنا بنت ناس" نرى ثنائيات كثيرا ما تستخدمها الدراما أولها سعى البطلة إلى اعتراف المجتمع بها
وثانيها الكارثة فالدراما محورها الكارثة والكارثة لا تأتى وحيدة أبدا وإنما عن طريق التراكم فى الأحداث والمغالاة وهى الآليات التى تقود السرد للأمام ، وحالة الخروج
يقابلها حالة من الدخول ففى هذا الفيلم تخرج البطلة من المكان االآمن وهو حجرة السطوح الى الجدة ثم الأب وتتراكم الفواجع وتنهمر الدموع ، والبكاء سمة من سمات
الميلودراما وكثيرا ما يصاحب صورة الدموع صوت المطر.
وترى د.سلمى مبارك أن نظام الشخصيات فى الميلودراما يعتمد على االشخصيات المتناقضة وشخصية نعمت فى فيلم "انا بنت ناس" تحتوى على هويتين اولهما شخصية
النجمة المحبوبة وهى "فاتن حمامة" والثانية شخصية بطلة الفيلم وهى ضحية والضحية دائما تعانى من نقص ما سواء من الأهل أو المال، واليتم أيضا من الحالات
الدارجة فى الميلودراما وغياب الأب دعامة دائمة للميلودراما ..والصراع فى الميلودراما هو صراع بين الخير والشر دائما وما يعطى النهاية السعيدة هو الاعتراف
بالحق دون أى شكل طبقى.
أما فى فيلم "أيامنا الحلوة" فنجد تطويرا للشكل الدرامى الكلاسيكى وأيضا القصة تبدأ بالخروج وعنوان الفيلم يدل على البهجة لكن خلفها دلالات البهجة والحزن وذلك عكس الاتجاه السائد
فى الميلودراما ، والبطلة فى الفيلم أيضا ضحية لليتم والفقر ونجد فى الفيلم ثنائية شهيرة من ثنائيات الدراما وهى الجهل المعرفى، فهى يتيمة مجهولة النسب فدائما نجد
الشخصيات تتوجس منها لجهل المعرفة بها وتجتهد فى تعريف نفسها للمجتمع ونجد فى الفيلم كل خصائص الدراما :
ثنائية الحزن والفرح - ثنائية الجهل والمعرفة - الضحية - ثنائية الفقر والثراء - اليتم - المبالغة فى الود والشهامة - المرض والبحث عن شخصية الشرير
وعندما نبحث عن شخصية الشرير فى الفيلم لانجد وفى رأيى ان الشرير هنا هو المرض "السل"
وتؤكد مبارك أن السمة البصرية والسمعية تمهد لمأساة البطلة فنجد تقاطعا ومساحات الظلال والنور وهذا الشكل من الإضاءة يضفى الكآبة للمشهد .. والسمة الثانية
الموسيقى فالموسيقى فى الفيلم تأتى من مصدرين الأول أغانى عبد الحليم والثاني الموسيقى التصويرية لآرام خشمونيان .
وتداخل البهجة مع الحزن ليس من علامات الدراما فى رأى د.سلمى مبارك قائلة "الموسيقى لها شحنة انفعالية جامدة لأن مؤلف الموسيقى من أصول ارمينية وهى موسيقى لها طراز
شرقى يحرك المتلقى العربى واستخدمت موسيقاه كثيرا فى السينما وهذه الموسيقى أحيانا تكون أقوى من الموقف"
وترى مبارك أن نهاية الفيلم كانت صادمة مرتين أولها موت البطلة وهى النجمة المحبوبة ثانيا تحول البهجة إلى مآساة وتعمد البطلة مخالفة أوامر الطبيب بعدم التحرك
لأن ذلك يعرضها للموت فينتهى الفيلم بمشهد ترك البطلة للسرير حيث تذهب للنافذة وتسقط لتموت وهذا يبتعد عن الشكل الكلاسيكى للميلودراما
وتؤكد د .سلمى مبارك فى ختام كلمتها فى البحث أنه مابين عامى 1951و1955 حدث تطور داخل نوع الميلودراما ونحن أمام نوع عنده ديناميكية عالية
عنده تطور باستمرار وذلك يجعلنا نبحث عما يميزه فى السينما المصرية
وانتقل الناقد والمخرج "أحمد حسونة " إلى نوع آخر من السينما وهو "الفيلم نوار " وهو اكتشاف فرنسى اكتشفه النقاد الفرنسيون فى الخمسينات بعد الحرب العالمية
الثانية - كما يؤكد حسونة- مضيفا " فى تلك الفترة كان استيراد الأفلام السينمائية من الولايات المتحدة الامريكية الى اوروبا يواجه صعوبات كثيرة
وفى تلك الفترة أسس النقاد الفرنسيون عددا من المجلات السينمائية المتخصصة لعل أشهرها "كراسة السينما " وحين بدأ الاستيراد يجد طريقه وتراجعت الصعوبات
بدأت الافلام الامريكية تعرض فى دور السينما الاوربية وحينها وجد النقاد أن السمة الغالبة عليها هو "طابع الجريمة" وأطلق عليها "أفلام الجريمة السيكولوجية" والتعبير هنا
جاء من الروايات الشعبية الخاصة بالجريمة وكتب عنها العديد من النظريات، ولعل من أشهر أفلام تلك الفترة فيلم "الصقر الملطى" وشعر الجمهور الفرنسى
أن هناك أفلاما مختلفة عما اعتاد عليه وخاصة في الشكل والمضمون والشخصيات نفسها.. الشكل يعتمد على مناطق نائية وعادة الكادرات تكون مائلة
وتلك الكادرات مأخوذة من السينما الألمانية ، وصناعة السينما فى مصر بدأت بالتأثر من السينما الألمانية وكثير ممن دشنوا صناعة السينما فى مصر تلقوا دراسات
فى المانيا عن السينما واستوردوا التعبيرية الالمانية للسينما المصرية ".
ويضيف حسونة "إن شخصيات (الفيلم نوار) ليست بطولية وغير محددة ماهيتها هل هى خير ام شر مثل الميلودراما بل هى شخصيات غير واضحة بها نوع من الازدواجية
فى تركيبتها ..وبالنسبة للسرد أو الحبكة لا تكون واضحة مثل الميلودراما وفى افلام (الفيلم نوار) التوقع عند الجمهور يكون مهما وفى السينما المصرية رأيت أن
من أهم افلام (الفيلم نوار) هي فيلم " من أجل امراة " للمخرج كمال الشيخ وهو واحد ممن قدموا الفيلم نوار بشكل جيد وهو مأخوذ عن الفيلم الأمريكى
"هوية مزدوجة" لكن الفيلم المصرى لم ينجح فى خلق حالة الفيلم نوار بداية من الاسم وهو من أجل امرأة وفى رأيى انه أضعف الموضوع لأنه ركز على الجريمة
أكثر من المرأة ، وهو يعتمد على الثالوث الشهير الزوج - الزوجة والعشيق واتفاق الزوجة مع العشيق على قتل الزوج وغلب الطابع التجارى على الفيلم المصرى
أكثر حتى فى الموسيقى التصويرية التى تميزت فى الامريكى اكثر لان فى المصرى تميل الموسيقى أكثر لتجسيد علاقة الحب بين الزوجة والعشيق .
أما فيلم "المنزل 13" لكمال الشيخ فينتمى للفيلم نوار لكنه ينتمى أكثر للسينما التعبيرية الألمانية ، وفيلم "إمراة فى الطريق " للمخرج "عز الدين ذو الفقار "
ينتمى لنوعية الفيلم نوار أيضا
وإن كنت - والكلام على لسان أحمد حسونة - لم اعجب به كثيرا للمبالغة فى تمثيل أبطاله وعدم ملاءمة بطلته "هدى سلطان " للدور وأيضا نهاية الفيلم التراجيدية
ومن أهم سمات الفيلم نوار كما يقول أحمد حسونة استخدام الرموز الجنسية ففى فيلم امرأة فى الطريق نجد مشهد "شكرى سرحان " وهو يملأ سيارته النقل بالبنزين
بينما هو عاجز جنسيا عبر عنه هذا المشهد.
ومن أكثر الأفلام المعبرة عن الفيلم نوار فى السينما المصرية فيلم "الرجل الثانى " لذو الفقار أيضا واستخدام كل سمات الفيلم نوار من الاضاءة القاتمة واستخدام الظلال واستخدام
الرموز الجنسية و"تأطير "الكادر الذى يعبر عن عزل الشخصيات بعضها عن بعض أو عزلها عن نفسها .
ويرى حسونة أن فيلم "دعاء الكروان " لبركات رغم انه ينتمى لنوعية الميلودراما الا انه يستخدم كل عناصر الفيلم نوار بداية من الموسيقى التصويرية
لأندريه رايدرونفس الموسيقى بالمناسبة مستخدمة فى افلام الرجل الثانى وامرأة على الطريق لكن بتنويعات بسيطة
ويضيف احمد حسونة أن الفيلم نوار ظهر فى امريكا بعد الحربا لعالمية الثانية واستمر خمس سنوات ثم بدأ يختفى لكنه بدأ فى الظهرو ثانية وكان له تأثير
على افلام أخرى ..ويكاد يختفى من السينما المصرية أيضا فلم يعد هناك افلام تنتمى للفيلم نوار اللهم فيلم "ملاكى اسكندرية "فى السنوات الأخيرة لكنه تحول
الى فيلم أكشن أكثر ،وينبغى أن تقوم دراسات أكثر على الفيلم نورا فى مصر لانه غير منتشر الآن وهو ما سيساعد على تطوير الدراما.
وتحدثت د."رانيا يحيى " الأستاذ بالمعهد العالى لنقد الفنى عن نوع آخر من السينما وهو "الكوميديا الموسيقية " مستهلة حديثها قائلة :" كنت أعتقد أن البحث
فى نوعية الافلام أمر سهل لكنى فوجئت أن أجناس السينما شيئ صعب جدا وتحديد نوع الفيلم مهمة شاقة وصعبة خاصة أنى وجدت أن المتخصصين
يجدون صعوبة فى تحديد نوعية الكوميديا الموسيقية وهل تندرج تحت نوع الفيلم الموسيقى أم لا ؟مما اثار حيرتى بعد كل هذا اللغط والتخبط الا أن وجدت -وباختصار-
أن الكوميديا الموسيقية يجب أن يتوافر فيها أهم عنصرين وهما : "المرح -الموسيقى" ولا أقصد هنا الموسيقى التصويرية لانها تكون مصاحبة للفيلم يتم وضعها
بعد الانتهاء من تصوير الفيلم .ولكنى أقصد الموسيقى عندما تكون مكون أساسى من مكونات الفيلم .
فالكوميديا الموسيقية -كما تؤكد يحيى- هى نوع من الفنون يعتمد على تركيز الحوار أيا كان نوعه ،عاطفى أو كوميدى يعتمد على الاستعراض والحوار يكون متوازيا
معه مع وجود الأغانى والموسيقى فى الفيلم ..وقد حدث بعض الخلط بين الملهاة الموسيقية والكوميديا الموسيقية ةرأى بعض النقاد أنهما يختلفان عن يعضهما البعض
وذلك غير صحيح .
وتعرف .د.رانيا يحيى الفيلم الموسيقى قائلة :" نجد أنواع الموسيقى تتفرع فى الفيلم الموسيقى ففيه دراما وفيه اوبرا وتتعادل الموسيقى مع الرقص والحوار وغالبا
تتعادل ككيان اساسى مع الاعمال الادبية مثل فيلم "مغنى الجاز" لآلان بروسلين الذى كان أول فيلم موسيقى غنائى، أما الفيلم الكوميدى - والكلام لازال ليحيى -
فهو فيلم يعتمد على الفكاهة لتحقيق المتعة للمشاهد ،وليس كل فيلم به غناء وموسيقى يطلق عليه فيلم غنائى فهى نوع من الافلام الموسيقية لكنالاخيرة ستظل
هى النوع الأشمل الذى يميزه عن بقية الأفلام.
وتضيف د.رانيا يحيى " جاءت الكوميديا الموسيقية من المسرح فهو أبو الفنون ومن أهم العناصر المسرحية "الأوبرا " و"الأوبريت " فنجد أن تطور الفنون
الموسيقية إنتقل من المسرح لشاشة السينما ..والأوبرا ن استمر من القرن ال 17 وتطور وانتشر فى فرنسا وبدأ بأوبرا "بالايدا " وهى كوميديا شعبية موسيقية
وفن المسرح فى مصر قائم على "الفوتيل" وهو الإعتماد على الحوار واالديكور والموسيقى وتراجع دور الموسيقى لصالح الدراما ثم مع التطور اتى نوع جديد وهو
"الاوبريت "وموسيقى الاوبريت تختلف عن الاوبرا المغناه ،فالاوبريت يعتمد على الحوار العادى والموسيقى الشعبية ،ثم ظهر بعد ذلك المسرحية الموسيقيةوحققت
نجاحا كبيرا حتى إنتقلت الى شاشة السينما ومن أشهر الأمثلة لذلك "قصة الحى الغربى "و "قبلينى يا كيت "،ورغم أن السينما الصامتة مثل افلام " شارلى شابلن "
لكننا لا ننستطيع أن نطلق عليها كوميديا موسيقية لأن الموسيقى فيها مصاحبةللفيلم وليست مكون اساسى من بنائه إعتمدت على الموسيقى .
وترى د.رانيا يحيى :أن السينما فى مصر بدأت فى أصلا كوميدية ..ففيلم "الخالة أمريكا " الذى قدمه "على الكسار " عام 1920فيلم كوميدي ثم ظهرت الأفلام
الموسيقية مثل "ليلى "وهذا يعود إلى طبيعة المناخ السائد فى مصر آنذاك فكان الترحيب كبير بالكوميديا خاصة فى ظل وجود مجموعة كبيرة من الكوميديانات
تواجدوا على الساحة الفنية فى ذلك الوقتلذلك سمى هذا العصر بالعصر الذهبى للكوميديا
أول من إهتم بالأفلام الموسيقية -ولكلام لازال ليحيى- هو المخرج "محمد كريم "الذى أخرج أفلام عبد الوهاب وهى أفلام غنائية تدل على أهمية الموسيقى والغناء
فى سينما ذلك الوقت وأيضا المخرج "نيازى مصطفى " من اهم من تناول الكوميديا الموسيقية فى السينما المصرية انذاك فقدم فيلم "من أين لك هذا " عام 1954
وفيلم "تاكسى الغرام "وأيضا المخرج "حسين فوزى"قدم العديد من الأفلام الكوميدية الموسيقية مع نعيمة عاكف مثل "العيش والملح"و "لهاليبو"، والمخرج "عباس
كامل "الذى قدم أفلام "خد الجميل ولسانك حصانك" ، والمخرج "حلمى رفلة "الذى قدم أفلام " الآنسة ماما _المليونير- وليالى الحب "... والفنان "أنور وجدى"
الذى يعد واحد من أهم -إن لم يكن أهمهم على الاطلاق- ممن قدموا الأفلام الاستعراضية والتى توفر فيها عنصر الكوميديا خاصة مع الافلام التى انتجها للنجمة الصغيرة
التى اكتشفها "فيروز" "دهب- ياسمين".
وتضيف يحيى أن هناك بعض المخرجين الذين تناولوا الكوميديا المويسقية لكن ليس بشكل كبير ويختلف كل مخرج باختلاف البطل مع الذى يكون مطرب عادة
فيختلف احمد بدرخان مثلا فى افلامه التى اخرجها لام كلثوم عن افلامه التى اخرجها لفريد الأطرش وكذلك هنرى بركات الذى قدم ورد الغرام مع ليلى مراد ومحمد فوزى
وعز الدين ذو الفقار فى شارع الحب لعبد الحيلم وصباح، على رضا فى فيليمه اجازة نص السنة وغرام فى الكرنك ، حسن الامام فى خللى بالك من زوزو
وحسين كمال فى مولد يا دنيا ..وأحمد ياسين فى فيلم مع تحياتى لأستاذى العزيز وهو من اخر الأفلام التى قدمت نوع الكوميديا الموسيقية ..وحاليا لا يوجد
أفلام فى السينما المصرية ترقى لتصنيفها الكوميديا الموسيقية
أما المخرجة "عرب لطفى "فقد قدمت نوعا آخر من السينما وهو "الأسلوبية الواقعية " مستهلة حديثها قائلة :"فى رايى ان السينما تميزهاالأساسى عن المسرح وغيره
من الفنون هو أنها تملك القدرة على رصد الواقع من خلال الكاميرا وتستطيع التعبير عن بنية الحياة التى تعبر عنها رغم أن فى بداياتها تأثرت بالمسرح حتى تطورت
لغتها وأصبحت اللغة السينمائية هى لغة التعبير فى الدراما وساركز فى حديثى عن تحولات السينما المصرية منذ بدايتها بعيدا عن تأثيرات السينما العالمية-مع عدم
تجاهلها- ..فقد لاحظت ان العديد من الأبحاث التى تناولت السينما المصرية وجدت أن تطورها منطلق من تأثرها بالسينما الأوربيةوكأنها هى الملهمة
بدأت السينما الواقعية إرهاصاتها فى مصر مع فيلم "العزيمة "لكمال سليم والذى عمل به صلاح أبو سيف كمساعد له -وهو الذى قاد تيار الواقعية السينمائية
المصرية فيما بعد-، ولقد لفت نظرى -والكلام للطفى- عند مشاهدتى للعزيمة أن الطابع لهذا الفيلم يحمل الكثير من المبالغة ويعتمد على "اللوكيشن " المصنوع فى
البلاتوه والتمثيل فيه أقرب للطابع المسرحى ..وجاء بعده فيلم "السوق السوداء" فقد وجدته يحمل نفس المشاكل مع عدم التقليل من الموضوع الذى ناقشه الفيلم
وكان شائكا وقتها مما أدى لمنع الفيلم لكن هذا الفيلم أضاف ملمح مهم جدا من ملامحا لاسلوبية الواقعية وهو الطابع التسجيلى احد سمات السينما الواقعية
وبمناسبة النزعة التسجيلية لن نجد أهم من الفيلم الصامت الأول فى السينما المصرية وهو "برسوم يبحث عن وظيفة"لرائد السينما فى مصر المخرج والمنتج
"محمد بيومى" وهو واحد من اهم افلام السينما لواقعية -بل- ورائدها فى مصر فالكوميديابه تنطلق من الواقع واستدعاء شخصيات واقعة وعرض المتنوع المجتمعى
من الناحية الطبيقة والدينية فى المجتمع المصرى، وقد قام بتمثيل شخصية برسوم الممثل -الناشئ وقتها- "بشارة واكيم" الذى كان فى بداية مشوراه السينمائى
وبقية الممثلين لم نراهم فيما بعد ورغم قدم الفيلم الا انه لا زال يحمل "طزاجة " العصر الحالى فهو فيلم لكل العصور ،ويتميز بيومى عن معاصريه ومن جاءوا
بعده ليس فقط بالريادة كأول مخرج بالسينما المصرية ،لكنه أيضا أول من خرج بالكاميرا من البلاتوه وتمرد على الطابع المسرحى والمبالغة التمثيلية وخرج
من عمق الحداثة المصرية الناشئة واكتشاف طرق تعبير مختلفة ..فقد كان مهووسا بالتعبير من خلال الصورة وقد ضشارك فى إنشاء ستديو مصر،وقدم فيلمين صامتين
وبعض الأفلام التسجيلية ..وقد إنطلقت تجارب بيومى من السينما الراصدة للواقع ولم يكن مقيد بالادوات القديمة لسرد الحكاية
وتضيف المخرجة عرب لطفى "إذا تجاوزنا مرحلة بيومى سنجد أن معظم المحاولات الجادة لم تخرج عن النمط التقليدى للآداء السينمائى وهناك تجربتين تستحقان التآمل
هما فيلميى "سلامة فى خير ولعبة الست"الذى كتب قصتهما "بديع خيرى" وشاركه كتابة السيناريو والحوار" بطلهما "نجيب الريحانى" ،فهذين الفيلمين تميزاببنية
السيناريو الذى كان له دور فى حث المخرجلتقديم تفاصيل داخل البناء السينمائى كالرصد والتركيز على مناطق اعطت صورة خاصة للواقعية المصرية أظهرت
الحياة فى القاهرة بتنوعهاوأخرجنا من البيئة المغلقة "المسرح" ليدخلنا لعالم الرصد السينمائىفى تفاصيل يفرضها الواقع.
وتضيف لطفى أن الواقعية فى السينما المصرية بدأت تتقدم خطوات خجولة إلى أن جاءت تجربة "صلاح أبو سيف" بعدما عاد من إيطايلا متأثرا بالواقعية الايطالية الجديدة
وأيضا متأثرا بخلفيته الشعبية التى جعلته يرصد الواقع بشكل أشمل وأدق خاصة بعدما التقى مع "نجيب محفوظ" ذو النشأة الشعبية أيضا وساهما معا فى خلق أسلوب
واقعية جديدفى السينما المصرية..ورغم تأثره بالواقعية الايطالية إلا أنه ظل محافظا فى اسلوب عمله السينمائى فقد تمسك بالعمل داخل البلاتوه و الإعتماد علىى النجوم
الحبكة والدراما ونمط الشخصيات هم سر واقعية ابو سيف -كما ترى لطفى- فهو دائما كان يبحث عن النص الذى يعطيه القدرة للتحدث عن تفاصيل الشخصية المصرية
كما فى افلام "بداية ونهاية -القاهرة 30 " وكانت تلك الافلام ثورة فى ذلك الوقت وأيضا فيلم مثل "بين السما والأرض " تميز بالجراة فى المعالجة وكان شكلا غريبا
انذاك ولم يحقق نجاح عند عرضه ثم حقق النجاح بعد ذلك وحتى الآن
"يوسف شاهين - بركات - توفيق صالح " من اهم مخرجى الاسلوبية الواقعية فى السينما المصرية - كما تؤكد المخرجة عرب لطفى- قائلة :" شاهين ارتبط بالسينما الهوليوودية
إلا أنه قدمأول اعماله بانحياز قوى للأسلوب الواقعى عبر عمل يتميز بالجرأة فى الكتابة والاخراج والتمثيل وهو "بابا أمين "ليسجل غعترافه بانتمائه بكل جوارحه للوطن
والإنسان ،فهو شكل أسلوبه الخاص كأى فنان يؤثر ويتأثر..وفى فيلم "باب الحديد " رصد عالم الشخصيات بكل تفاصيلها التسجيلية ولن ننسى مشهد تنفيذ حكم الاعدام
فى "عبد الوارث عسر "فى فيلم "صراع فى الوادى "وهو من أكثر المشاهد صدمة فى السينما المصرية الذى بث شحنة توتر للمشاهد بكل التفاصيل من الاضاءة وكادر
التصوير والموسيقى ..وفى فيلم "الأرض " إستطاع تتبع تفاصيل القرية المصرية بكل تفاصيلها وهذا أيضا ما فعله " حسين كمال "فى فيلم "البوسطجى "
وفعله "بركات "فى فيلم " الحرام" ..أما فى فيلم " القاهرة منورة بأهلها " صنع فيلما طبيعيا ضمن البيئة التسجيلية رغم أن به بناء درامى وهى
تجربة جريئة لها خصوصيتها
وتضيف لطفى " توفيق صالح " إنحاز للواقعية منذ اللحظة الأولى ومحاولته الأولى تراوحت بين تبنى الكلاسيكية فى السينما من حيث استخدام البلاتوه ، فى فيلم
"المخدوعون" حرر نفسه من كل قيوده واستطاع أن يصل للمعادلة السينمائية بالفيلم الواقعى من حيث استخدام أماكن تصوير طبيعية واستخدامه لنجوم غير معروفين
وقتها -تألقوا فيما بعد- ، وعبر مغامراته الطويلة وصل لمعادلة تضعه فى مصاف رائدى السينما الوااقعية فى العالم العربى ,المخدوعون كان مؤسس لتلك السينما .
"بركات "قدم العديد من الاعمال التى تميزت بشاعرية الاسلوب وافلامه تحمل كثير من الانماط السينمائية المختلفة لكنه لم يهتم بالواقعية السينمائية الا بعد سنوات
طويلة من عمله بالسينما ،فعندما بدأ يلتفت لذلك قدم تجارب غاية فى التميز مثل "فى بيتنا رجل " ومشهد الافتتاح لكوبرى عباس ومظاهرات الطلبة فوقه وبنى مشهد
سينمائى يعتمد الاسلوبية الواقعية بشكل كامل وقدم واحد من أقوى مشاهد السينما المصرية..قدم أيضا "الباب المفتوح " و"الحرام "واستخدم الواقعية من خلال السرد السينمائى
وتنهى المخرجة "عرب لطفى "كلامها مؤكدة بأن كل هؤلاء أسسوا للغة الواقعية فى السينما ثم جاءت السبعينات فى محاولة لاستدعاء ما فات وبدأت تعلن إنحيازها للسينما
التسجيلية بدأا بفيلم "أغنية على الممر "وكان طليعة سينما جديدة اعلنت عن نفسها تحت اسم "جماعة السينما الجديدة " وفيلم "العوامة 70 " الذى استخدم تكنينك
السينما التسجيلية وافلام " سواق الاتوبيس - احلام هند وكاميليا " ..وقد إمتدت التجربة لتشمل جيل آخرمثل "يسرى نصرا لله " فى سرقات صيفية ومجدى احمد على
فى "يا دنيا يا غرامى " واسامة فوزى فى "عفاريت الاسفلت " ومن التجارب المتميزة أيضا على مستوى لتجريب فى الاسلوبية الواقعية نجد تجارب "احمد عبدالله-
هالة لطفى و ابراهيم البطوط".
المخرج "سمير سيف " ختم حلقة البحث بالحديث عن نوع اخر من السينما وهى "فيلم الحركة " ..قائلا " الجونر هو تعبير أمريكى المقصود به الترويج والتسويق
للفيلم ثم يأتى النقد لاحقا على ليحول الناقد المفهوم التجارى إلى مفاهيم نقدية ..فالجونر هو التعاقد بين المشاهد وصانع الفيلم ويستطيع كل مخرج من خلاله
أن يعبر عن تفرده الخاص وسماته الاسلوبية من خلالالمواصفات القياسية لكل نوع، والحركة تعبير يشمل عدة انواع يشمل انواع المغامرة وفيلم نوار وافلام العصابات
والافلام التاريخية
ويوضح سيف المقصود بافلام الحركة ان لكل نوع طريقة فى التعبير عن مكونات الفيلم البنائية وفيلم الحركة هو فيلم محكم الصنع وليس من الافلام ذات النهاية المفتوحة
وكل تفصيلة فيه لها دوربدونها ينهار البناء الدرامى وفيلم الحركة بدأ مع السينما المصريةبفيلم " قبلة فى الصحراء " وهو رؤية مصرية لفيلم ويسترن امريكى
ولا تتطور الانواع بصفة عامة الا بالتمازج والتهجينوهناك انواع اخرى من السينما تلتمس الحل الحركى فمثلا فيلم "العزيمة "اسلوبية واقعية ..
يلجأ للحركة بمشاجرة فى نهاية الفيلم ..وفى افلام انور وجدى الاستعراضية كان يلجأ للحركة فى مشاهد عراك بين العصابة والبطلوهو مزج بين الفيلم الحركى
والفيلم الاستعراضى
ويرى سيف أن الهنود استلهموا من السينما المصرية القديمة هذا المزج السائد فى سينماتهم الان الاستعراضية والحركة و العاطفية ..ويؤكد على انه لا ضرر ان يكون
فيلم الحركة مقتبس من سينما اخرى فى العالم لكنه يشدد على وجوب "صنعه جيدا " فكل افلام الحركة المصرية مأخوذة من افلام امريكية
وعالمية لكن لانها نفذت بجودة عالية تماهى المشاهد معها ونسى الاصل المأخوذة منه
ومن أشهر مخرجى الحركة فى السينما المصرية "نيازى مصطفى" ونتذكر له فيلم "حميدو" وهو تمصير للرواية الامريكية "المآساة الأمريكية "التى انتجت كفيلم فى خمسينات
القرن العشرين كفيلم "مكان فى الشمس "وتم تقديمه فى السينما المصرية مرة اخرى فى فيلم "نهاية حب" لشكرى سرحان وماجدة وصباح ..وعندما مصرها "السيد بدير"
فى حميدو جعل منها دراما سكندرية بحتة يقوم بها " فريد شوقى " ومن يرى هذ الفيلم لا يصدق انه مقتبس من فيلم امريكى !
وفيلم "سواق نص الليل " مقتبس من فيلم " سارق البسكيلتة " لفيتوريو دى سيكا ..فالاقتباس فى فيلم الحركة مشروع فنياطالما نجح فى خلق بيئة محلية
فكيروساوا من اكثر من تأثروا بجون فورد ورغم ذلك يقدم افلام عن الساموراى غارقة فى تفاصيل الثقافة اليابانية لكن مع تأثره بافلام جون فورد الويتسرن الامريكية
ويؤكد المخرج سمير سيف أن أفلام الحركة فى السينما لمصرية بلغت أوج مجدها عندما قدمها مخرجين كبارمثل فيلم الفتوة لابو سيف وصراع فى الوادى لشاهين
وحتى ملك الرومانسية عز الدين ذو الفقار قدم الحركة فى فيلم "قطار الليل "وعاطف سالم صاحب الافلام الاجتماعية قدم الحركة فى "جعلونى مجرما وشاطئ
الاسرار"وكانت من اقوى افلام الحركة فى السينما لمصرية
ويرى سيف ان فيلم الحركة يرتبط دائما بالتقدم التكنولوجى ونجاحه مرتبط بسخاء الانتاج وتوفر الميزانيات الضخمة لهومهما بلغ الاتقان الحركى لن ينجح الفيلم
مالم يتضمن البعد الانسانى وهو الذى يضمن لفيلم الحركة البقاء على مر العصور..وان لم يكن فيلم الحركة مغموسا فى الواقع المصرى سيصبح فيلما بلا معنى
أو قيمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.