نبيلة مكرم عن شيخ الأزهر:" ما بقلوش غير أبويا وما استحملش عليه كلمة"    عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية    قصف مدفعي للاحتلال الإسرائيلي يستهدف مناطق شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    تنفيذاً لتوجيهات الرئيس.. عودة 71 مواطنا مصريًا من ليبيا بعد الأحداث الأخيرة    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال    «ترانس جاس» تنفي شائعة تسرب الغاز بكفر الشيخ    نبيلة مكرم عن علاقتها بشيخ الأزهر: بحبه وما بقلهوش غير يا أبويا وما أستحملش كلمة فيه (فيديو)    ميلاد جديد ل«تاريخ لا يغيب».. العالم يترقب «سيمفونية الخلود» على أرض الأهرامات    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    حريق محدود بورشة رخام في جهينة دون إصابات    هزة أرضية بقوة 3 ريختر تضرب جزيرة كريت في اليونان    "تاس": طائرة تقل 270 جندياً روسياً أُعيدوا من الأسر الأوكراني هبطت فى موسكو    «مش شبه الأهلي».. رئيس وادي دجلة يكشف رأيه في إمام عاشور    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية    رابط نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور    اليوم| أولى جلسات محاكمة «القنصل» أكبر مزور شهادات جامعية و16 آخرين    حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو    ضبط 2.5 طن أعلاف مخلوطة بالقمح المحلي في التل الكبير بالإسماعيلية    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    أسماء المقبولين بمسابقة 30 ألف معلم.. تعليم الشرقية تعلن النتائج    اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية    الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية    بن شريفة: بنتايج من أفضل لاعب في مركزه.. ومصدق مستقبل الدفاع المغربي    استشارية أسرية: الحب مجرد تفاعل هرموني لا يصمد أمام ضغوط الحياة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. جوتيريش يرفض أى خطة لا تحترم القانون الدولى بشأن قطاع غزة.. ترامب يتوعد "أبل" ب25% رسوم جمركية.. وإصابة 12 فى هجوم بسكين بمحطة قطارات هامبورج بألمانيا    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو محليا وعالميا بعد الارتفاع.. بكام عيار 21 الآن؟    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 24 مايو 2025    إسقاط كومو لا يكفي.. إنتر ميلان يخسر لقب الدوري الإيطالي بفارق نقطة    "الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك    يوريشتش يستقر على تشكيل بيراميدز أمام صن داونز.. يجهز القوة الضاربة    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم الدفعة الثالثة بالشرقية (مستند)    ترامب والشرق الأوسط.. خطط مخفية أم وعود حقيقية؟!    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السادات وأخبار اليوم كثيراً من الحب والصدام!
حملات صحفية تتجاوز الخطوط الحمراء وتهاجم الفاسد والفاسدين في عهد مبارك

بدأت "أخبار اليوم" تحتل صدارة الصحف العربية بسبب الانفرادات الصحفية التي كان إحسان عبدالقدوس ينشرها بالإضافة لقصص وروايات التي جذبت آلاف القراء.
صحيفة معارضة
ولكن بعد حرب أكتوبر..بدأ السادات في تأكيد خطواته على طريق الحرية السياسية.. وكان أول انفراج حقيقى في حرية الصحافة هو الإفراج عن مصطفى أمين.
ففي 27 يناير 1974افرج السادات عنه..وعادت كتاباته إلى "أخبار اليوم" وعاد على أمين من الخارج وكان منذ 1965 يخشى العودة لمصر خوفا من بطش مراكز القوي.
وفى 9 فبراير 1974 قرر السادات إلغاء الرقابة على الصحف، وأحس الناس بالحياة تدب في الصحف فأقبلوا على قراءتها.
وبدأت «أخبار اليوم» تقود المعارضة في مصر.. وكتب مصطفى أمين يقول لقد انتهت صحافة الدولة.. وبدأت صحافة الشعب.
وفى أغسطس 1974 وجهت «أخبار اليوم» النقد إلى رئيس الوزراء ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء والى وزير الخارجية.. كما كتب الأستاذ جلال الحمامصى مقالا يهاجم فيه د. عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء بسبب سوء حال المياه بالقاهرة..ولم يعتقل احد من الكتاب أو يصادر أحد «أخبار اليوم».
واستمرت «أخبار اليوم» في النقد وبدأت تظهر أبواب جديدة للآراء الحرة.. مثل باب عزيزتي «أخبار اليوم» والرأي والرأي الآخر.
وكانت «أخبار اليوم» أول صحيفة تطالب برفع الحظر عن الزعماء الوطنيين والذى كان مفروضا منذ عهد عبد الناصر..ونشرت «أخبار اليوم» مقالا للدكتور ضياء الريس عن سعد زغلول الزعيم الديمقراطي ومع المقال توضيح من الجريدة بالسماح بالكتابة عن الزعماء بعد الحظر لمدة طويلة. وهذا المقال مع غيره كان من المقالات الممنوعة.
حوار وراء الأسوار
في عام 1974 بدأ سيل من الكتب السياسية يظهر في الأسواق.. وكان أكثرها يدين العهد الناصري ويتهمه بالديكتاتور.وبدأت «أخبار اليوم» تتوسع في نشر هذه الكتب.. وكان أهمها كتاب حوار وراء الأسوار الذي نشره جلال الحمامصى حيث اتهم الكاتب الرئيس جمال عبدا لناصر بالاستيلاء على 15 مليون جنيه من اموال الدوله..حولها الى بنوك خارج البلاد باسمه خلال شهر يونيه 1967
وغضب الرئيس أنور السادات جدا.. وألقى خطاب في مجلس الشعب هاجم فيه «أخبار اليوم» واتهم الأستاذ الحمامصى مؤلف الكتاب بالحقد على عبدالناصر.
ودخل مصطفى أمين على الخط كرئيس لتحرير «أخبار اليوم» بإقناع توفيق الحكيم بنشر صفحات من كتابه عودة الوعي في «أخبار اليوم» مما أحدث ضجة كبرى ولم يكتف مصطفى أمين بذلك إنما نشر سلسلة كتب أهمها «لا» وصاحب الجلالة الحب.وهى تدور حول زواج المشير عامر.بالفنانة برلنتى عبدالحميد..كما نشر الكتاب الممنوع عن ثورة 19 والذي سبق أن منع الرئيس جمال عبدالناصر منعه.
ثم زاد الهجوم على عبدالناصر..عندما قام على أمين بنشر مقال..عن الطفل المعجزة..وكان يقصد به اشرف مروان زوج السيدة منى عبدالناصر..وقال على أمين في مقاله.إن أشرف مروان يسيء إلى السادات ولم يجد السادات حلا لازمته مع «أخبار اليوم» سوى إصدار قرار بتغيير قيادات المؤسسات الصحفية وذلك فى 28 مارس 1976
وتم إبعاد الحمامصي.. وكان رئيساً لتحرير «الأخبار» واحد قيادات «أخبار اليوم» وتم تعيين موسى صبري رئيسا لمجلس إدارة «أخبار اليوم» وعين احمد زين مديرا للتحرير.
ورفع اسم على أمين من رأس صحيفة «أخبار اليوم» كرئيس لمجلس الادارة ومحمد التابعي كمدير لتحريرها.
وتم إبعاد جميع قيادات «أخبار اليوم» وهم أحمد الصاوى محمد وجلال الحمامصى وحسين فهمى ومحمد ذكى عبدالقادر.
الصدام مع السادات
لم تهدأ الأحوال في «أخبار اليوم» إنما زادت اشتعالا وقام مصطفى أمين الصدام مع الرئيس السادات وقد بدأ في المطالبة بإلغاء الاتحاد الاشتراكي والدعوة إلى حرية تكوين الأحزاب.
ولكن المشكلة الكبرى جاءت عندما أعلن الرئيس السادات تأسيس الحزب الوطنى يوم 14 أغسطس 1978
وفور هذا الإعلان أسرع كل أعضاء حزب مصر إلى الانضمام إلى حزب الرئيس وبقيت قله قليلة فى الحزب.
وكتب مصطفى أمين فكرته ..ناقدا هرولة النواب من حزب مصر إلى الحزب الوطني لأنه حزب السيد رئيس الدولة.
أحدث المقال ضجة كاملة اذ ذهب النواب إلى الرئيس السادات وأوغروا قلبه ضد مصطفى أمين.. فأمر الرئيس السادات قرارا بمنعه من كتابه بابه اليومي فكرة في الأخبار. ومقالته الأسبوعية «الموقف السياسي» في «أخبار اليوم».
واستمر منع الكاتب الكبير 40 يوما. وكان لمنع مقالاته أثره السيئ على القراء وعلى بعض المسئولين في الحكومة.
ويروى موسى صبري في كتابه.. السادات الحقيقة والأسطورة القصة الكاملة لتحول «أخبار اليوم» إلى صحيفة معارضه أيام السادات فيقول: أن مصطفى أمين أيد السادات كثيرا بعد الإفراج عنه.. ولكنه بدأ يعدل من موقف التأييد ويتحول لمعارض لسياسات السادات.
وبدأت مقالات «الموقف السياسي في أخبار اليوم» بالذات تأخذ اتجاها مخالفا ومعارضا للرئيس السادات في كل ما يكتبه.
وفى كل الاستفتاءات التي دعا إليها السادات كتب مصطفى أمين عن الحرية والديمقراطية ومقاومة حكم الفرد..إلى أن تكون حزب الوفد برئاسة فؤاد سراج الدين.. وبدأ التحالف واضحا فيما تنشره «أخبار اليوم» وبين الوفد الجديد.. ووصف سراج الدين ثورة 23 يوليو بأنها انقلاب عسكري.. ودافع عن الإقطاع وعن حكم الباشاوات.. وأبرزت «أخبار اليوم» هذه التصريحات.
ليس هذا فقط. بل ظهر الموقف السياسي في «أخبار اليوم» بقلم مصطفى أمين بعنوان..مرحبا بالوفد الجديد..والمقال كله يوحى أن عودة الوفد هي عودة الحرية وعودة حقوق الإنسان وعودة الديمقراطية إلى آخر هذه المعاني.. كما أن الخبر الأول في الصفحة الأولى من «أخبار اليوم» يحمل هذه المعاني.
ويستكمل موسى صبري حديثه ويقول.. فوجئت بمكالمة تليفونية من الرئيس السادات وهو غاضب هل قرأت ما كتبه مصطفى أمين؟
قلت: نعم
فقال: هل أصبح مصطفى أمين وفديا أو أن «أخبار اليوم» قد أصبحت لسان حال حزب الوفد الجديد ولم اعلق. واستطرد السادات وقد ارتفع صوته في غضب.. أنا لا قبل هذا التحالف لضرب ثورة 23 يوليو..لقد عرفنا قصص فساد الوفد وبالذات سراج الدين مما كان ينشره مصطفى أمين في «أخبار اليوم» لقد اقنعنا بهذا الفساد.
ولم يتوقف السادات.
أرجو أن تبلغ مصطفى أمين أن أمامه خياران إما أن يكتب ابتداء من السبت القادم فى «أخبار اليوم» سلسلة مقالات مثل التي كتبها في الأربعينيات وعنوانها: لماذا ساءت العلاقات بين القصر والوفد.. والتي هاجم فيها سياسة الوفد وفساد حكمه لكي يفهم الجيل الجديد الحقائق.. وإما أن يترك مكتبه ويجلس في بلدته مستريحا وسيصل إليه مرتبه.
وحاولت أن أهدئ الرئيس ولكن دون جدوى فقد كان مقتنعا ان «أخبار اليوم» قد أصبحت جريدة معارضه بالفعل.. ولابد لها من حل! خاصة ان كل مقالات الحمامصى كانت تركز على عبارات تمس الرئيس مباشرة.. واعتقد انه كان يتعمد ذلك.
موضوعات مثيرة
والحقيقة أن «أخبار اليوم» في النصف الثاني من السبعينيات قد تحولت بالفعل الى جريدة معارضة وبدأت تتوسع فى كل ما يثير الرئيس السادات ومن هذه الموضوعات: أن «أخبار اليوم» أقنعت السيدة فاطمة أرملة المرحوم أنور المفتى الذي كان يشارك في علاج عبدالناصر وأسرته ويستمتع بالحوار معه أن تنشر اتهاما ضد عبدالناصر ووافقت على النشر.
وغضب السادات غضبا شديدا.. وكان يرى هذا افتراء وتشهيراً ضد عبدالناصر..وانه لم يكن قاتلا..
موضوع آخر توسعت فيه «أخبار اليوم» وهو زواج أحد أبناء عبدالناصر من فتاة من أسرة البدراوى عاشور..وقد نشر هذا الخبر فى الصفحة الأولي.. وكانت الغرض منه الإيحاء أن ثورة يوليو تتزوج من الإقطاع الذي قامت الثورة لتصفيته.. وكان الخبر يحمل اكبر سخرية من أسرة عبدالناصر الذي قضى على الإقطاع.
موضوع ثالث..عندما قامت الثورة الإيرانية توسعت «أخبار اليوم» في النشر في الوقت الذي تعرف مدى العلاقة الوطيدة التي تربط السادات بشاه إيران.. وكتب مصطفى أمين مقالا في الموقف السياسي.. وعنوانه.. الوصايا العشر لشاه إيران.
وحول هذا المقال تروى السيدة جيهان السادات أنها دخلت على السادات وهو يقرأ «أخبار اليوم» وما أن انتهى حتى القى بها في غضب على الأرض وهو يقول: مصطفى أمين لا يكتب الوصايا العشر لشاه إيران.. إنما لأنور السادات! وقام غاضبا واتصل بموسى صبري وابلغه بذلك!
هكذا استمرت «أخبار اليوم» في معارضتها للسادات حتى رحيله.. لتبدأ بعدها مرحلة أخرى في المعارضة أيام إبراهيم سعدة عندما فتح صفحات أخبار من خلال التحقيقات الصحفية الجريئة التي تعارض الحكومة. وعلى صفحات «أخبار اليوم» أبدع الكاتب أحمد رجب ومصطفى أمين في خلق شخصية فلاح الهناودة والذي يذهب كل أسبوع إلى الدكتور عاطف صدقي لعرض مشاكل قريته عليه.
بدأت "أخبار اليوم" تحتل صدارة الصحف العربية بسبب الانفرادات الصحفية التي كان إحسان عبدالقدوس ينشرها بالإضافة لقصص وروايات التي جذبت آلاف القراء.
صحيفة معارضة
ولكن بعد حرب أكتوبر..بدأ السادات في تأكيد خطواته على طريق الحرية السياسية.. وكان أول انفراج حقيقى في حرية الصحافة هو الإفراج عن مصطفى أمين.
ففي 27 يناير 1974افرج السادات عنه..وعادت كتاباته إلى "أخبار اليوم" وعاد على أمين من الخارج وكان منذ 1965 يخشى العودة لمصر خوفا من بطش مراكز القوي.
وفى 9 فبراير 1974 قرر السادات إلغاء الرقابة على الصحف، وأحس الناس بالحياة تدب في الصحف فأقبلوا على قراءتها.
وبدأت «أخبار اليوم» تقود المعارضة في مصر.. وكتب مصطفى أمين يقول لقد انتهت صحافة الدولة.. وبدأت صحافة الشعب.
وفى أغسطس 1974 وجهت «أخبار اليوم» النقد إلى رئيس الوزراء ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء والى وزير الخارجية.. كما كتب الأستاذ جلال الحمامصى مقالا يهاجم فيه د. عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء بسبب سوء حال المياه بالقاهرة..ولم يعتقل احد من الكتاب أو يصادر أحد «أخبار اليوم».
واستمرت «أخبار اليوم» في النقد وبدأت تظهر أبواب جديدة للآراء الحرة.. مثل باب عزيزتي «أخبار اليوم» والرأي والرأي الآخر.
وكانت «أخبار اليوم» أول صحيفة تطالب برفع الحظر عن الزعماء الوطنيين والذى كان مفروضا منذ عهد عبد الناصر..ونشرت «أخبار اليوم» مقالا للدكتور ضياء الريس عن سعد زغلول الزعيم الديمقراطي ومع المقال توضيح من الجريدة بالسماح بالكتابة عن الزعماء بعد الحظر لمدة طويلة. وهذا المقال مع غيره كان من المقالات الممنوعة.
حوار وراء الأسوار
في عام 1974 بدأ سيل من الكتب السياسية يظهر في الأسواق.. وكان أكثرها يدين العهد الناصري ويتهمه بالديكتاتور.وبدأت «أخبار اليوم» تتوسع في نشر هذه الكتب.. وكان أهمها كتاب حوار وراء الأسوار الذي نشره جلال الحمامصى حيث اتهم الكاتب الرئيس جمال عبدا لناصر بالاستيلاء على 15 مليون جنيه من اموال الدوله..حولها الى بنوك خارج البلاد باسمه خلال شهر يونيه 1967
وغضب الرئيس أنور السادات جدا.. وألقى خطاب في مجلس الشعب هاجم فيه «أخبار اليوم» واتهم الأستاذ الحمامصى مؤلف الكتاب بالحقد على عبدالناصر.
ودخل مصطفى أمين على الخط كرئيس لتحرير «أخبار اليوم» بإقناع توفيق الحكيم بنشر صفحات من كتابه عودة الوعي في «أخبار اليوم» مما أحدث ضجة كبرى ولم يكتف مصطفى أمين بذلك إنما نشر سلسلة كتب أهمها «لا» وصاحب الجلالة الحب.وهى تدور حول زواج المشير عامر.بالفنانة برلنتى عبدالحميد..كما نشر الكتاب الممنوع عن ثورة 19 والذي سبق أن منع الرئيس جمال عبدالناصر منعه.
ثم زاد الهجوم على عبدالناصر..عندما قام على أمين بنشر مقال..عن الطفل المعجزة..وكان يقصد به اشرف مروان زوج السيدة منى عبدالناصر..وقال على أمين في مقاله.إن أشرف مروان يسيء إلى السادات ولم يجد السادات حلا لازمته مع «أخبار اليوم» سوى إصدار قرار بتغيير قيادات المؤسسات الصحفية وذلك فى 28 مارس 1976
وتم إبعاد الحمامصي.. وكان رئيساً لتحرير «الأخبار» واحد قيادات «أخبار اليوم» وتم تعيين موسى صبري رئيسا لمجلس إدارة «أخبار اليوم» وعين احمد زين مديرا للتحرير.
ورفع اسم على أمين من رأس صحيفة «أخبار اليوم» كرئيس لمجلس الادارة ومحمد التابعي كمدير لتحريرها.
وتم إبعاد جميع قيادات «أخبار اليوم» وهم أحمد الصاوى محمد وجلال الحمامصى وحسين فهمى ومحمد ذكى عبدالقادر.
الصدام مع السادات
لم تهدأ الأحوال في «أخبار اليوم» إنما زادت اشتعالا وقام مصطفى أمين الصدام مع الرئيس السادات وقد بدأ في المطالبة بإلغاء الاتحاد الاشتراكي والدعوة إلى حرية تكوين الأحزاب.
ولكن المشكلة الكبرى جاءت عندما أعلن الرئيس السادات تأسيس الحزب الوطنى يوم 14 أغسطس 1978
وفور هذا الإعلان أسرع كل أعضاء حزب مصر إلى الانضمام إلى حزب الرئيس وبقيت قله قليلة فى الحزب.
وكتب مصطفى أمين فكرته ..ناقدا هرولة النواب من حزب مصر إلى الحزب الوطني لأنه حزب السيد رئيس الدولة.
أحدث المقال ضجة كاملة اذ ذهب النواب إلى الرئيس السادات وأوغروا قلبه ضد مصطفى أمين.. فأمر الرئيس السادات قرارا بمنعه من كتابه بابه اليومي فكرة في الأخبار. ومقالته الأسبوعية «الموقف السياسي» في «أخبار اليوم».
واستمر منع الكاتب الكبير 40 يوما. وكان لمنع مقالاته أثره السيئ على القراء وعلى بعض المسئولين في الحكومة.
ويروى موسى صبري في كتابه.. السادات الحقيقة والأسطورة القصة الكاملة لتحول «أخبار اليوم» إلى صحيفة معارضه أيام السادات فيقول: أن مصطفى أمين أيد السادات كثيرا بعد الإفراج عنه.. ولكنه بدأ يعدل من موقف التأييد ويتحول لمعارض لسياسات السادات.
وبدأت مقالات «الموقف السياسي في أخبار اليوم» بالذات تأخذ اتجاها مخالفا ومعارضا للرئيس السادات في كل ما يكتبه.
وفى كل الاستفتاءات التي دعا إليها السادات كتب مصطفى أمين عن الحرية والديمقراطية ومقاومة حكم الفرد..إلى أن تكون حزب الوفد برئاسة فؤاد سراج الدين.. وبدأ التحالف واضحا فيما تنشره «أخبار اليوم» وبين الوفد الجديد.. ووصف سراج الدين ثورة 23 يوليو بأنها انقلاب عسكري.. ودافع عن الإقطاع وعن حكم الباشاوات.. وأبرزت «أخبار اليوم» هذه التصريحات.
ليس هذا فقط. بل ظهر الموقف السياسي في «أخبار اليوم» بقلم مصطفى أمين بعنوان..مرحبا بالوفد الجديد..والمقال كله يوحى أن عودة الوفد هي عودة الحرية وعودة حقوق الإنسان وعودة الديمقراطية إلى آخر هذه المعاني.. كما أن الخبر الأول في الصفحة الأولى من «أخبار اليوم» يحمل هذه المعاني.
ويستكمل موسى صبري حديثه ويقول.. فوجئت بمكالمة تليفونية من الرئيس السادات وهو غاضب هل قرأت ما كتبه مصطفى أمين؟
قلت: نعم
فقال: هل أصبح مصطفى أمين وفديا أو أن «أخبار اليوم» قد أصبحت لسان حال حزب الوفد الجديد ولم اعلق. واستطرد السادات وقد ارتفع صوته في غضب.. أنا لا قبل هذا التحالف لضرب ثورة 23 يوليو..لقد عرفنا قصص فساد الوفد وبالذات سراج الدين مما كان ينشره مصطفى أمين في «أخبار اليوم» لقد اقنعنا بهذا الفساد.
ولم يتوقف السادات.
أرجو أن تبلغ مصطفى أمين أن أمامه خياران إما أن يكتب ابتداء من السبت القادم فى «أخبار اليوم» سلسلة مقالات مثل التي كتبها في الأربعينيات وعنوانها: لماذا ساءت العلاقات بين القصر والوفد.. والتي هاجم فيها سياسة الوفد وفساد حكمه لكي يفهم الجيل الجديد الحقائق.. وإما أن يترك مكتبه ويجلس في بلدته مستريحا وسيصل إليه مرتبه.
وحاولت أن أهدئ الرئيس ولكن دون جدوى فقد كان مقتنعا ان «أخبار اليوم» قد أصبحت جريدة معارضه بالفعل.. ولابد لها من حل! خاصة ان كل مقالات الحمامصى كانت تركز على عبارات تمس الرئيس مباشرة.. واعتقد انه كان يتعمد ذلك.
موضوعات مثيرة
والحقيقة أن «أخبار اليوم» في النصف الثاني من السبعينيات قد تحولت بالفعل الى جريدة معارضة وبدأت تتوسع فى كل ما يثير الرئيس السادات ومن هذه الموضوعات: أن «أخبار اليوم» أقنعت السيدة فاطمة أرملة المرحوم أنور المفتى الذي كان يشارك في علاج عبدالناصر وأسرته ويستمتع بالحوار معه أن تنشر اتهاما ضد عبدالناصر ووافقت على النشر.
وغضب السادات غضبا شديدا.. وكان يرى هذا افتراء وتشهيراً ضد عبدالناصر..وانه لم يكن قاتلا..
موضوع آخر توسعت فيه «أخبار اليوم» وهو زواج أحد أبناء عبدالناصر من فتاة من أسرة البدراوى عاشور..وقد نشر هذا الخبر فى الصفحة الأولي.. وكانت الغرض منه الإيحاء أن ثورة يوليو تتزوج من الإقطاع الذي قامت الثورة لتصفيته.. وكان الخبر يحمل اكبر سخرية من أسرة عبدالناصر الذي قضى على الإقطاع.
موضوع ثالث..عندما قامت الثورة الإيرانية توسعت «أخبار اليوم» في النشر في الوقت الذي تعرف مدى العلاقة الوطيدة التي تربط السادات بشاه إيران.. وكتب مصطفى أمين مقالا في الموقف السياسي.. وعنوانه.. الوصايا العشر لشاه إيران.
وحول هذا المقال تروى السيدة جيهان السادات أنها دخلت على السادات وهو يقرأ «أخبار اليوم» وما أن انتهى حتى القى بها في غضب على الأرض وهو يقول: مصطفى أمين لا يكتب الوصايا العشر لشاه إيران.. إنما لأنور السادات! وقام غاضبا واتصل بموسى صبري وابلغه بذلك!
هكذا استمرت «أخبار اليوم» في معارضتها للسادات حتى رحيله.. لتبدأ بعدها مرحلة أخرى في المعارضة أيام إبراهيم سعدة عندما فتح صفحات أخبار من خلال التحقيقات الصحفية الجريئة التي تعارض الحكومة. وعلى صفحات «أخبار اليوم» أبدع الكاتب أحمد رجب ومصطفى أمين في خلق شخصية فلاح الهناودة والذي يذهب كل أسبوع إلى الدكتور عاطف صدقي لعرض مشاكل قريته عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.