الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن أسماء المرشحين على النظام الفردي بانتخابات مجلس النواب    حصلت فاتورة الكهرباء، تعرف على سعر أسطوانة البوتاجاز الجديدة بعد الزيادة المرتقبة    اختراق مكبرات الصوت في أمريكا وكندا وبث رسائل تنتقد ترامب وتدعم حماس    عماد النحاس وجهازه المعاون يصل إلى بغداد لقيادة فريق الزوراء العراقي    ضبط ربع طن لحوم فاسدة في 4 مطاعم شهيرة بأسوان وغلق 8 منشآت مخالفة (صور)    فشلوا في العثور على فصيلة دمه، وفاة الفنان أشرف بوزيشن بعد تدهور حالته الصحية    انطلاق البطولة المصرية المفتوحة للهواة وسط حضور دولي واسع يضم أكثر من 100 لاعب| فيديو وصور    إعلام إسرائيلي: حماس أبلغت الوسطاء بعثورها على مزيد من جثث المحتجزين    أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة البحيرة لانتخابات مجلس النواب 2025    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    أسعار البنزين الجديدة تتصدر التريند.. وترقب بمحطات البنزين    الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو    «سينما من أجل الإنسانية» تتجسد في انطلاق الدورة 8 من مهرجان الجونة    مساعد الرئيس الروسي: بوتين يؤيد فكرة ترامب بعقد قمة روسية أمريكية فى بودابست    اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ب 18 تهمة بينها الاحتفاظ بوثائق بشكل غير قانوني    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    سعر اليورو أمام الجنيه المصري في تعاملات الجمعة 17 أكتوبر 2025    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    عاجل- أمن المقاومة يحذر من الشائعات حول مصير أبو عبيدة وسط اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    «زي النهارده».. وفاة الفنان والملحن منير مراد 17 أكتوبر 1981    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    هشام عنانى: حزب المستقلين الجدد يخوض انتخابات النواب على مقاعد فردية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    حماس: إعادة جثث الرهائن من غزة قد يستغرق وقتًا بسبب دفنها في أنفاق    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السادات وأخبار اليوم كثيراً من الحب والصدام!
حملات صحفية تتجاوز الخطوط الحمراء وتهاجم الفاسد والفاسدين في عهد مبارك

بدأت "أخبار اليوم" تحتل صدارة الصحف العربية بسبب الانفرادات الصحفية التي كان إحسان عبدالقدوس ينشرها بالإضافة لقصص وروايات التي جذبت آلاف القراء.
صحيفة معارضة
ولكن بعد حرب أكتوبر..بدأ السادات في تأكيد خطواته على طريق الحرية السياسية.. وكان أول انفراج حقيقى في حرية الصحافة هو الإفراج عن مصطفى أمين.
ففي 27 يناير 1974افرج السادات عنه..وعادت كتاباته إلى "أخبار اليوم" وعاد على أمين من الخارج وكان منذ 1965 يخشى العودة لمصر خوفا من بطش مراكز القوي.
وفى 9 فبراير 1974 قرر السادات إلغاء الرقابة على الصحف، وأحس الناس بالحياة تدب في الصحف فأقبلوا على قراءتها.
وبدأت «أخبار اليوم» تقود المعارضة في مصر.. وكتب مصطفى أمين يقول لقد انتهت صحافة الدولة.. وبدأت صحافة الشعب.
وفى أغسطس 1974 وجهت «أخبار اليوم» النقد إلى رئيس الوزراء ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء والى وزير الخارجية.. كما كتب الأستاذ جلال الحمامصى مقالا يهاجم فيه د. عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء بسبب سوء حال المياه بالقاهرة..ولم يعتقل احد من الكتاب أو يصادر أحد «أخبار اليوم».
واستمرت «أخبار اليوم» في النقد وبدأت تظهر أبواب جديدة للآراء الحرة.. مثل باب عزيزتي «أخبار اليوم» والرأي والرأي الآخر.
وكانت «أخبار اليوم» أول صحيفة تطالب برفع الحظر عن الزعماء الوطنيين والذى كان مفروضا منذ عهد عبد الناصر..ونشرت «أخبار اليوم» مقالا للدكتور ضياء الريس عن سعد زغلول الزعيم الديمقراطي ومع المقال توضيح من الجريدة بالسماح بالكتابة عن الزعماء بعد الحظر لمدة طويلة. وهذا المقال مع غيره كان من المقالات الممنوعة.
حوار وراء الأسوار
في عام 1974 بدأ سيل من الكتب السياسية يظهر في الأسواق.. وكان أكثرها يدين العهد الناصري ويتهمه بالديكتاتور.وبدأت «أخبار اليوم» تتوسع في نشر هذه الكتب.. وكان أهمها كتاب حوار وراء الأسوار الذي نشره جلال الحمامصى حيث اتهم الكاتب الرئيس جمال عبدا لناصر بالاستيلاء على 15 مليون جنيه من اموال الدوله..حولها الى بنوك خارج البلاد باسمه خلال شهر يونيه 1967
وغضب الرئيس أنور السادات جدا.. وألقى خطاب في مجلس الشعب هاجم فيه «أخبار اليوم» واتهم الأستاذ الحمامصى مؤلف الكتاب بالحقد على عبدالناصر.
ودخل مصطفى أمين على الخط كرئيس لتحرير «أخبار اليوم» بإقناع توفيق الحكيم بنشر صفحات من كتابه عودة الوعي في «أخبار اليوم» مما أحدث ضجة كبرى ولم يكتف مصطفى أمين بذلك إنما نشر سلسلة كتب أهمها «لا» وصاحب الجلالة الحب.وهى تدور حول زواج المشير عامر.بالفنانة برلنتى عبدالحميد..كما نشر الكتاب الممنوع عن ثورة 19 والذي سبق أن منع الرئيس جمال عبدالناصر منعه.
ثم زاد الهجوم على عبدالناصر..عندما قام على أمين بنشر مقال..عن الطفل المعجزة..وكان يقصد به اشرف مروان زوج السيدة منى عبدالناصر..وقال على أمين في مقاله.إن أشرف مروان يسيء إلى السادات ولم يجد السادات حلا لازمته مع «أخبار اليوم» سوى إصدار قرار بتغيير قيادات المؤسسات الصحفية وذلك فى 28 مارس 1976
وتم إبعاد الحمامصي.. وكان رئيساً لتحرير «الأخبار» واحد قيادات «أخبار اليوم» وتم تعيين موسى صبري رئيسا لمجلس إدارة «أخبار اليوم» وعين احمد زين مديرا للتحرير.
ورفع اسم على أمين من رأس صحيفة «أخبار اليوم» كرئيس لمجلس الادارة ومحمد التابعي كمدير لتحريرها.
وتم إبعاد جميع قيادات «أخبار اليوم» وهم أحمد الصاوى محمد وجلال الحمامصى وحسين فهمى ومحمد ذكى عبدالقادر.
الصدام مع السادات
لم تهدأ الأحوال في «أخبار اليوم» إنما زادت اشتعالا وقام مصطفى أمين الصدام مع الرئيس السادات وقد بدأ في المطالبة بإلغاء الاتحاد الاشتراكي والدعوة إلى حرية تكوين الأحزاب.
ولكن المشكلة الكبرى جاءت عندما أعلن الرئيس السادات تأسيس الحزب الوطنى يوم 14 أغسطس 1978
وفور هذا الإعلان أسرع كل أعضاء حزب مصر إلى الانضمام إلى حزب الرئيس وبقيت قله قليلة فى الحزب.
وكتب مصطفى أمين فكرته ..ناقدا هرولة النواب من حزب مصر إلى الحزب الوطني لأنه حزب السيد رئيس الدولة.
أحدث المقال ضجة كاملة اذ ذهب النواب إلى الرئيس السادات وأوغروا قلبه ضد مصطفى أمين.. فأمر الرئيس السادات قرارا بمنعه من كتابه بابه اليومي فكرة في الأخبار. ومقالته الأسبوعية «الموقف السياسي» في «أخبار اليوم».
واستمر منع الكاتب الكبير 40 يوما. وكان لمنع مقالاته أثره السيئ على القراء وعلى بعض المسئولين في الحكومة.
ويروى موسى صبري في كتابه.. السادات الحقيقة والأسطورة القصة الكاملة لتحول «أخبار اليوم» إلى صحيفة معارضه أيام السادات فيقول: أن مصطفى أمين أيد السادات كثيرا بعد الإفراج عنه.. ولكنه بدأ يعدل من موقف التأييد ويتحول لمعارض لسياسات السادات.
وبدأت مقالات «الموقف السياسي في أخبار اليوم» بالذات تأخذ اتجاها مخالفا ومعارضا للرئيس السادات في كل ما يكتبه.
وفى كل الاستفتاءات التي دعا إليها السادات كتب مصطفى أمين عن الحرية والديمقراطية ومقاومة حكم الفرد..إلى أن تكون حزب الوفد برئاسة فؤاد سراج الدين.. وبدأ التحالف واضحا فيما تنشره «أخبار اليوم» وبين الوفد الجديد.. ووصف سراج الدين ثورة 23 يوليو بأنها انقلاب عسكري.. ودافع عن الإقطاع وعن حكم الباشاوات.. وأبرزت «أخبار اليوم» هذه التصريحات.
ليس هذا فقط. بل ظهر الموقف السياسي في «أخبار اليوم» بقلم مصطفى أمين بعنوان..مرحبا بالوفد الجديد..والمقال كله يوحى أن عودة الوفد هي عودة الحرية وعودة حقوق الإنسان وعودة الديمقراطية إلى آخر هذه المعاني.. كما أن الخبر الأول في الصفحة الأولى من «أخبار اليوم» يحمل هذه المعاني.
ويستكمل موسى صبري حديثه ويقول.. فوجئت بمكالمة تليفونية من الرئيس السادات وهو غاضب هل قرأت ما كتبه مصطفى أمين؟
قلت: نعم
فقال: هل أصبح مصطفى أمين وفديا أو أن «أخبار اليوم» قد أصبحت لسان حال حزب الوفد الجديد ولم اعلق. واستطرد السادات وقد ارتفع صوته في غضب.. أنا لا قبل هذا التحالف لضرب ثورة 23 يوليو..لقد عرفنا قصص فساد الوفد وبالذات سراج الدين مما كان ينشره مصطفى أمين في «أخبار اليوم» لقد اقنعنا بهذا الفساد.
ولم يتوقف السادات.
أرجو أن تبلغ مصطفى أمين أن أمامه خياران إما أن يكتب ابتداء من السبت القادم فى «أخبار اليوم» سلسلة مقالات مثل التي كتبها في الأربعينيات وعنوانها: لماذا ساءت العلاقات بين القصر والوفد.. والتي هاجم فيها سياسة الوفد وفساد حكمه لكي يفهم الجيل الجديد الحقائق.. وإما أن يترك مكتبه ويجلس في بلدته مستريحا وسيصل إليه مرتبه.
وحاولت أن أهدئ الرئيس ولكن دون جدوى فقد كان مقتنعا ان «أخبار اليوم» قد أصبحت جريدة معارضه بالفعل.. ولابد لها من حل! خاصة ان كل مقالات الحمامصى كانت تركز على عبارات تمس الرئيس مباشرة.. واعتقد انه كان يتعمد ذلك.
موضوعات مثيرة
والحقيقة أن «أخبار اليوم» في النصف الثاني من السبعينيات قد تحولت بالفعل الى جريدة معارضة وبدأت تتوسع فى كل ما يثير الرئيس السادات ومن هذه الموضوعات: أن «أخبار اليوم» أقنعت السيدة فاطمة أرملة المرحوم أنور المفتى الذي كان يشارك في علاج عبدالناصر وأسرته ويستمتع بالحوار معه أن تنشر اتهاما ضد عبدالناصر ووافقت على النشر.
وغضب السادات غضبا شديدا.. وكان يرى هذا افتراء وتشهيراً ضد عبدالناصر..وانه لم يكن قاتلا..
موضوع آخر توسعت فيه «أخبار اليوم» وهو زواج أحد أبناء عبدالناصر من فتاة من أسرة البدراوى عاشور..وقد نشر هذا الخبر فى الصفحة الأولي.. وكانت الغرض منه الإيحاء أن ثورة يوليو تتزوج من الإقطاع الذي قامت الثورة لتصفيته.. وكان الخبر يحمل اكبر سخرية من أسرة عبدالناصر الذي قضى على الإقطاع.
موضوع ثالث..عندما قامت الثورة الإيرانية توسعت «أخبار اليوم» في النشر في الوقت الذي تعرف مدى العلاقة الوطيدة التي تربط السادات بشاه إيران.. وكتب مصطفى أمين مقالا في الموقف السياسي.. وعنوانه.. الوصايا العشر لشاه إيران.
وحول هذا المقال تروى السيدة جيهان السادات أنها دخلت على السادات وهو يقرأ «أخبار اليوم» وما أن انتهى حتى القى بها في غضب على الأرض وهو يقول: مصطفى أمين لا يكتب الوصايا العشر لشاه إيران.. إنما لأنور السادات! وقام غاضبا واتصل بموسى صبري وابلغه بذلك!
هكذا استمرت «أخبار اليوم» في معارضتها للسادات حتى رحيله.. لتبدأ بعدها مرحلة أخرى في المعارضة أيام إبراهيم سعدة عندما فتح صفحات أخبار من خلال التحقيقات الصحفية الجريئة التي تعارض الحكومة. وعلى صفحات «أخبار اليوم» أبدع الكاتب أحمد رجب ومصطفى أمين في خلق شخصية فلاح الهناودة والذي يذهب كل أسبوع إلى الدكتور عاطف صدقي لعرض مشاكل قريته عليه.
بدأت "أخبار اليوم" تحتل صدارة الصحف العربية بسبب الانفرادات الصحفية التي كان إحسان عبدالقدوس ينشرها بالإضافة لقصص وروايات التي جذبت آلاف القراء.
صحيفة معارضة
ولكن بعد حرب أكتوبر..بدأ السادات في تأكيد خطواته على طريق الحرية السياسية.. وكان أول انفراج حقيقى في حرية الصحافة هو الإفراج عن مصطفى أمين.
ففي 27 يناير 1974افرج السادات عنه..وعادت كتاباته إلى "أخبار اليوم" وعاد على أمين من الخارج وكان منذ 1965 يخشى العودة لمصر خوفا من بطش مراكز القوي.
وفى 9 فبراير 1974 قرر السادات إلغاء الرقابة على الصحف، وأحس الناس بالحياة تدب في الصحف فأقبلوا على قراءتها.
وبدأت «أخبار اليوم» تقود المعارضة في مصر.. وكتب مصطفى أمين يقول لقد انتهت صحافة الدولة.. وبدأت صحافة الشعب.
وفى أغسطس 1974 وجهت «أخبار اليوم» النقد إلى رئيس الوزراء ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء والى وزير الخارجية.. كما كتب الأستاذ جلال الحمامصى مقالا يهاجم فيه د. عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء بسبب سوء حال المياه بالقاهرة..ولم يعتقل احد من الكتاب أو يصادر أحد «أخبار اليوم».
واستمرت «أخبار اليوم» في النقد وبدأت تظهر أبواب جديدة للآراء الحرة.. مثل باب عزيزتي «أخبار اليوم» والرأي والرأي الآخر.
وكانت «أخبار اليوم» أول صحيفة تطالب برفع الحظر عن الزعماء الوطنيين والذى كان مفروضا منذ عهد عبد الناصر..ونشرت «أخبار اليوم» مقالا للدكتور ضياء الريس عن سعد زغلول الزعيم الديمقراطي ومع المقال توضيح من الجريدة بالسماح بالكتابة عن الزعماء بعد الحظر لمدة طويلة. وهذا المقال مع غيره كان من المقالات الممنوعة.
حوار وراء الأسوار
في عام 1974 بدأ سيل من الكتب السياسية يظهر في الأسواق.. وكان أكثرها يدين العهد الناصري ويتهمه بالديكتاتور.وبدأت «أخبار اليوم» تتوسع في نشر هذه الكتب.. وكان أهمها كتاب حوار وراء الأسوار الذي نشره جلال الحمامصى حيث اتهم الكاتب الرئيس جمال عبدا لناصر بالاستيلاء على 15 مليون جنيه من اموال الدوله..حولها الى بنوك خارج البلاد باسمه خلال شهر يونيه 1967
وغضب الرئيس أنور السادات جدا.. وألقى خطاب في مجلس الشعب هاجم فيه «أخبار اليوم» واتهم الأستاذ الحمامصى مؤلف الكتاب بالحقد على عبدالناصر.
ودخل مصطفى أمين على الخط كرئيس لتحرير «أخبار اليوم» بإقناع توفيق الحكيم بنشر صفحات من كتابه عودة الوعي في «أخبار اليوم» مما أحدث ضجة كبرى ولم يكتف مصطفى أمين بذلك إنما نشر سلسلة كتب أهمها «لا» وصاحب الجلالة الحب.وهى تدور حول زواج المشير عامر.بالفنانة برلنتى عبدالحميد..كما نشر الكتاب الممنوع عن ثورة 19 والذي سبق أن منع الرئيس جمال عبدالناصر منعه.
ثم زاد الهجوم على عبدالناصر..عندما قام على أمين بنشر مقال..عن الطفل المعجزة..وكان يقصد به اشرف مروان زوج السيدة منى عبدالناصر..وقال على أمين في مقاله.إن أشرف مروان يسيء إلى السادات ولم يجد السادات حلا لازمته مع «أخبار اليوم» سوى إصدار قرار بتغيير قيادات المؤسسات الصحفية وذلك فى 28 مارس 1976
وتم إبعاد الحمامصي.. وكان رئيساً لتحرير «الأخبار» واحد قيادات «أخبار اليوم» وتم تعيين موسى صبري رئيسا لمجلس إدارة «أخبار اليوم» وعين احمد زين مديرا للتحرير.
ورفع اسم على أمين من رأس صحيفة «أخبار اليوم» كرئيس لمجلس الادارة ومحمد التابعي كمدير لتحريرها.
وتم إبعاد جميع قيادات «أخبار اليوم» وهم أحمد الصاوى محمد وجلال الحمامصى وحسين فهمى ومحمد ذكى عبدالقادر.
الصدام مع السادات
لم تهدأ الأحوال في «أخبار اليوم» إنما زادت اشتعالا وقام مصطفى أمين الصدام مع الرئيس السادات وقد بدأ في المطالبة بإلغاء الاتحاد الاشتراكي والدعوة إلى حرية تكوين الأحزاب.
ولكن المشكلة الكبرى جاءت عندما أعلن الرئيس السادات تأسيس الحزب الوطنى يوم 14 أغسطس 1978
وفور هذا الإعلان أسرع كل أعضاء حزب مصر إلى الانضمام إلى حزب الرئيس وبقيت قله قليلة فى الحزب.
وكتب مصطفى أمين فكرته ..ناقدا هرولة النواب من حزب مصر إلى الحزب الوطني لأنه حزب السيد رئيس الدولة.
أحدث المقال ضجة كاملة اذ ذهب النواب إلى الرئيس السادات وأوغروا قلبه ضد مصطفى أمين.. فأمر الرئيس السادات قرارا بمنعه من كتابه بابه اليومي فكرة في الأخبار. ومقالته الأسبوعية «الموقف السياسي» في «أخبار اليوم».
واستمر منع الكاتب الكبير 40 يوما. وكان لمنع مقالاته أثره السيئ على القراء وعلى بعض المسئولين في الحكومة.
ويروى موسى صبري في كتابه.. السادات الحقيقة والأسطورة القصة الكاملة لتحول «أخبار اليوم» إلى صحيفة معارضه أيام السادات فيقول: أن مصطفى أمين أيد السادات كثيرا بعد الإفراج عنه.. ولكنه بدأ يعدل من موقف التأييد ويتحول لمعارض لسياسات السادات.
وبدأت مقالات «الموقف السياسي في أخبار اليوم» بالذات تأخذ اتجاها مخالفا ومعارضا للرئيس السادات في كل ما يكتبه.
وفى كل الاستفتاءات التي دعا إليها السادات كتب مصطفى أمين عن الحرية والديمقراطية ومقاومة حكم الفرد..إلى أن تكون حزب الوفد برئاسة فؤاد سراج الدين.. وبدأ التحالف واضحا فيما تنشره «أخبار اليوم» وبين الوفد الجديد.. ووصف سراج الدين ثورة 23 يوليو بأنها انقلاب عسكري.. ودافع عن الإقطاع وعن حكم الباشاوات.. وأبرزت «أخبار اليوم» هذه التصريحات.
ليس هذا فقط. بل ظهر الموقف السياسي في «أخبار اليوم» بقلم مصطفى أمين بعنوان..مرحبا بالوفد الجديد..والمقال كله يوحى أن عودة الوفد هي عودة الحرية وعودة حقوق الإنسان وعودة الديمقراطية إلى آخر هذه المعاني.. كما أن الخبر الأول في الصفحة الأولى من «أخبار اليوم» يحمل هذه المعاني.
ويستكمل موسى صبري حديثه ويقول.. فوجئت بمكالمة تليفونية من الرئيس السادات وهو غاضب هل قرأت ما كتبه مصطفى أمين؟
قلت: نعم
فقال: هل أصبح مصطفى أمين وفديا أو أن «أخبار اليوم» قد أصبحت لسان حال حزب الوفد الجديد ولم اعلق. واستطرد السادات وقد ارتفع صوته في غضب.. أنا لا قبل هذا التحالف لضرب ثورة 23 يوليو..لقد عرفنا قصص فساد الوفد وبالذات سراج الدين مما كان ينشره مصطفى أمين في «أخبار اليوم» لقد اقنعنا بهذا الفساد.
ولم يتوقف السادات.
أرجو أن تبلغ مصطفى أمين أن أمامه خياران إما أن يكتب ابتداء من السبت القادم فى «أخبار اليوم» سلسلة مقالات مثل التي كتبها في الأربعينيات وعنوانها: لماذا ساءت العلاقات بين القصر والوفد.. والتي هاجم فيها سياسة الوفد وفساد حكمه لكي يفهم الجيل الجديد الحقائق.. وإما أن يترك مكتبه ويجلس في بلدته مستريحا وسيصل إليه مرتبه.
وحاولت أن أهدئ الرئيس ولكن دون جدوى فقد كان مقتنعا ان «أخبار اليوم» قد أصبحت جريدة معارضه بالفعل.. ولابد لها من حل! خاصة ان كل مقالات الحمامصى كانت تركز على عبارات تمس الرئيس مباشرة.. واعتقد انه كان يتعمد ذلك.
موضوعات مثيرة
والحقيقة أن «أخبار اليوم» في النصف الثاني من السبعينيات قد تحولت بالفعل الى جريدة معارضة وبدأت تتوسع فى كل ما يثير الرئيس السادات ومن هذه الموضوعات: أن «أخبار اليوم» أقنعت السيدة فاطمة أرملة المرحوم أنور المفتى الذي كان يشارك في علاج عبدالناصر وأسرته ويستمتع بالحوار معه أن تنشر اتهاما ضد عبدالناصر ووافقت على النشر.
وغضب السادات غضبا شديدا.. وكان يرى هذا افتراء وتشهيراً ضد عبدالناصر..وانه لم يكن قاتلا..
موضوع آخر توسعت فيه «أخبار اليوم» وهو زواج أحد أبناء عبدالناصر من فتاة من أسرة البدراوى عاشور..وقد نشر هذا الخبر فى الصفحة الأولي.. وكانت الغرض منه الإيحاء أن ثورة يوليو تتزوج من الإقطاع الذي قامت الثورة لتصفيته.. وكان الخبر يحمل اكبر سخرية من أسرة عبدالناصر الذي قضى على الإقطاع.
موضوع ثالث..عندما قامت الثورة الإيرانية توسعت «أخبار اليوم» في النشر في الوقت الذي تعرف مدى العلاقة الوطيدة التي تربط السادات بشاه إيران.. وكتب مصطفى أمين مقالا في الموقف السياسي.. وعنوانه.. الوصايا العشر لشاه إيران.
وحول هذا المقال تروى السيدة جيهان السادات أنها دخلت على السادات وهو يقرأ «أخبار اليوم» وما أن انتهى حتى القى بها في غضب على الأرض وهو يقول: مصطفى أمين لا يكتب الوصايا العشر لشاه إيران.. إنما لأنور السادات! وقام غاضبا واتصل بموسى صبري وابلغه بذلك!
هكذا استمرت «أخبار اليوم» في معارضتها للسادات حتى رحيله.. لتبدأ بعدها مرحلة أخرى في المعارضة أيام إبراهيم سعدة عندما فتح صفحات أخبار من خلال التحقيقات الصحفية الجريئة التي تعارض الحكومة. وعلى صفحات «أخبار اليوم» أبدع الكاتب أحمد رجب ومصطفى أمين في خلق شخصية فلاح الهناودة والذي يذهب كل أسبوع إلى الدكتور عاطف صدقي لعرض مشاكل قريته عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.