بمشاركة نخبة من الخبراء في مختلف التخصصات.. كلية الطب بالقوات المسلحة تنظم المؤتمر الطبي الثاني    واعظات الأوقاف يقدمن لقاءات توعوية لمكافحة العنف ضد الأطفال بشمال سيناء    «الوطني الفلسطيني»: غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية    «250 جنيهًا في الجرام».. انهيار مفاجئ في أسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي    مدبولي: افتتاح المتحف الكبير سيسهم في المزيد من الحركة السياحية    شقق شركة مدينة مصر تبدأ بمقدم 140 ألف جنيه وقسط شهري 5 آلاف فقط.. تفاصيل المشاريع وفرص الاستثمار العقاري    وزيرة التخطيط: تهيئة بيئة الاستثمار لتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص    البرلمان يناقش اتفاقية دعم الاقتصاد ب4 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي    محافظة أسوان تنفذ حملة لرفع 500 حالة إشغال ومراجعة تراخيص المحلات    محافظ الفيوم يتفقد المركز التكنولوجي بطامية ويوجه بتسريع وتيرة العمل في ملفات التصالح    زيلينسكى: مستعدون للسلام دون التنازل عن أراضٍ    الرئيس اللبناني: انتصرنا على الإرهاب بالمواجهة الفكرية والثقافية والأهلية    كروس مدافعًا عن فينيسيوس بعد مشادة الكلاسيكو.. مشاعر طبيعية    موعد مباراة أتالانتا وميلان في الدوري الإيطالي    حسم موقف آدم كايد من مباراة الزمالك والبنك الأهلي    رابطة الأندية: لا تأجيل لمباراتي بيراميدز.. وطولان لم يقدم برنامج إعداد المنتخب الثاني    «الأرصاد»: طقس خريفي معتدل خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر    صانع محتوى يدّعى تعرضه للسرقة لزيادة المشاهدات.. والأمن يكشف الحقيقة    اعترافات صادمة لقاتل مقاول كفر الشيخ.. أمه غسلت هدومه من دم الضحية    حملات أمنية مكبرة بكافة قطاعات العاصمة.. صور    هذا هو موعد عرض مسلسل كارثة طبيعية بطولة محمد سلام    تقترب من 19 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم «أوسكار عودة الماموث»    الإفتاء توضح الحكم الشرعي لتقنية الميكرو بليدينج لتجميل الحواجب    عشرات شاحنات المساعدات تغادر رفح البري متجهة إلى غزة عبر كرم أبو سالم    مقتل ثلاثة أشخاص في جامايكا أثناء الاستعدادات لوصول إعصار ميليسا    جراجات مجانية لأعضاء النادي في انتخابات الأهلي    "القومي للمرأة" يشارك في احتفال اليوبيل الماسي للهيئة القبطية الإنجيلية    استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال بالضفة الغربية    رئيس جامعة سوهاج يعلن تكليف 1113 أخصائي تمريض لدعم المستشفيات الجامعية    3 وزارات تناقش تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائي في مصر    الشبكة هدية أم مهر؟.. حكم النقض ينهى سنوات من النزاع بين الخطاب    ذكرى رحيل عميد الأدب العربى طه حسين    جامعة القناة السويس تنظم قافلة شاملة بقرية أم عزام بمركز القصاصين    دراسة: زيارة المعارض الفنية تُحسن الصحة النفسية    ب«الشيكولاتة والعسل والتوت».. طريقة عمل ال«بان كيك» أمريكي خطوة بخطوة    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    غيران ولا عادي.. 5 أبراج الأكثر غيرة على الإطلاق و«الدلو» بيهرب    صحيفة إسبانية: الملك فيليبى يشارك فى افتتاح المتحف المصرى الكبير    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع رقص ب«ملابس خادشة» في الإسكندرية    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ومستشار الرئيس الأمريكي لبحث تطورات الأوضاع في السودان وليبيا    «بسبب فاترينة سجائر».. «أمن القليوبية» يكشف ملابسات مشاجرة بين طرفين في شبرا الخيمة    شيخ الأزهر للرئيس الإيطالي: ننتظر إعلان إيطاليا الاعتراف بدولة فلسطين    ضبط 3 أطنان دقيق في حملات مكثفة لمواجهة التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في محافظة الأقصر    موعد مباراة بوروسيا دورتموند وآينتراخت فرانكفورت في كأس ألمانيا والقنوات الناقلة    ميسي يكشف عن موقفه من المشاركة في كأس العالم 2026    الصين تحقق مع نائب برلماني تايواني للاشتباه في قيامه بالدعوة للانفصال    وزير الداخلية التركي: لا خسائر بشرية جراء زلزال باليكسير    14 شاشة لمشاهدة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير بأسوان    رابط حجز تذاكر دخول المتحف المصري الكبير    تأكد غياب رباعي الأهلي عن السوبر.. وموقف إمام عاشور (تفاصيل)    نزلات البرد وأصحاب المناعة الضعيفة.. كيف تتعامل مع الفيروسات الموسمية دون مضاعفات؟    وزارة الصحة تكشف خطتها للتأمين الطبي لافتتاح المتحف المصري الكبير    الباعة الجائلون بعد افتتاح سوق العتبة: "مكناش نحلم بحاجة زي كده"    لترسيخ الانتماء الوطني.. انطلاق مبادرة «تاريخ بلادنا في عيون ولادنا» بالأقصر    استقرار اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 28اكتوبر 2025 فى المنيا    خالد الجندي: في الطلاق رأيان.. اختر ما يريحك وما ضيّق الله على أحد    بعد حلقة الحاجة نبيلة.. الملحن محمد يحيى لعمرو أديب: هو أنا ضباب! أطالب بحقي الأدبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. جمال زهران يكتب
ظاهرة المتنطعين في الإعلام: متي تتوقف
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 23 - 10 - 2014

أفيقوا أيها السادة، فإقطاعيات الإعلام الممنهج ضد الشعب وثورتيه آن لها أن تتوقف وأن يكون للسلطة موقف حاسم، وللنقابة دور واضح في ضبط هذا الإعلام
حالة التنطع التي أتحدث عنها أصبحت ظاهرة تعكس حالة الخواء والفراغ والتسيب والانفلات إلي حد الفوضي في مجال الإعلام الذي هو أداة في الأصل لغرس القيم الإيجابية الناجزة الدافعة للعمل وحب الوطن والانتماء له وليس أداة للهدم والتحريض وتوجيه الشتائم وليّ الحقائق، والترويج للشائعات والإساءات المتعمدة لشخصيات معينة وتزييف الوعي العام والتدليس علي الرأي العام من خلال أسئلة ملتوية ومغرضة، والتعمد في تشويه أصحاب الرأي وكأنهم يمسكون بالمدافع والمسدسات!! والأمثلة كثيرة علي كل كلمة أقولها، ويصل رصدي إلي الربط بين التوظيف السياسي للوسيلة الإعلامية وبين التآمر الحقيقي علي الشعب المصري وثورتيه 25 يناير، 30 يونيو.
مثلاً: نري في صحيفة قومية وغيرها أموراً عجيبة، حيث إتاحة الفرص لشخصيات تنتمي إلي نظام مبارك وعملت معه، وتكتب في المساحات المخصصة لها ذكرياتها!! فما أهمية ذلك للقارئ بعد ثورتين؟! الرأي عندي أن إتاحة الفرصة لهؤلاء هو استحضار ممنهج لنظام مبارك ورموزه وكأن ثورتين لم تقعا.. فهؤلاء مكانهم المنزل يكتبون مذكراتهم ويبحثون عن ناشر من »‬الفلول»، أو يطبعونها علي نفقتهم الخاصة، كما أنه بالمقابل أيضاً تخصص وسائل الإعلام الخاصة برامج معينة لهذه النوعية لغسيل سمعتهم وسمعة نظام مبارك علي خلفية أنه كان في نظام مبارك الصالح والطالح وينسون أن الثورات لا تميز عند اندلاعها لأنها تسقط نظاماً برموزه وسياساته وقواعد عمله، وبالتالي لا وجود لأمثال هؤلاء علي الإطلاق، ولكنه التواطؤ العمدي في إتاحة الفرصة لهؤلاء ليبقي نظام مبارك برموزه في ذاكرة الناس، والهدف هزيمة الثورة وتصدير الإحباط للشعب حتي يكره الثورة ويندم علي ما فات ليقول »‬فين أيامك يا مبارك!!»، فبماذا يفسر إجراء حوار بين رئيس تحرير »‬الوطن» والرئيس المخلوع حسني مبارك، بماذا تفسر نشر الجريدة وغيرها لزيارة المشيرطنطاوي لمبارك، ولماذا ينشر عن زيارات لشخصيات فنية مستفزة، لمبارك وتنشر تصريحاتهم المستفزة أيضاً؟!! إلا أنها محاولات عمدية لاستحضار نظام مبارك في المشهد وغسيل سمعته وتبييضها وأن الثورتين لم تندلعا!! في نفس الوقت فإن هناك منهجة واضحة لتهيئة الرأي العام لحكم البراءة لحسني مبارك، ويتجاوز المحامي دوره في الدفاع داخل المحكمة إلي ممارسة دور سياسي عبر وسائل الإعلام وفي مقدمتها قناة »‬صدي البلد» التي حصلت علي امتياز محكمة مبارك بالإذاعة الحصرية للمحاكمة، وإعداد تقرير عن ملفات القضية، وكلها خطوات علي طريق التبرئة.. وفي المقابل لم يسكت المجتمع فأقام بعض الوطنيين دعوي مخاصمة للقاضي، لم تحظ بالتغطية رغم أنها هي السبب لتأجيل إعلان الحكم بالبراءة حسب توقعي، إلي 29 نوفمبر القادم بعد نظر المخاصمة يوم 20 نوفمبر!! وهناك تعتيم إعلامي في ظل منهج التزييف الإعلامي العمدي، علي هذه الدعوي، الأمر الذي يعكس حجم وقوة نظام مبارك الذي تزايد وجوده بعد 30 يونيو مما أقام فجوة بين ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو، لدي قطاعات واسعة من الشعب في مقدمتها الشباب المصري صاحب الثورتين، ونحاول من جانبنا التأكيد علي تلاحم الثورتين وتداخلهما معاً، إلا أن رموز مبارك تصر علي إنكار ثورة 25 يناير واعتبارها مؤامرة كما يحدث في العديد من البرامج والصحف الخاصة، وهو ما يحدث يومياً في برنامج لمذيع له صلة بأجهزة أمنية قبل خلع مبارك وبعده!!
والغريب في الأمر أن نقابة الصحفيين تحركت بسرعة لمجرد أنه تم عمل لجنة للتشريع الإعلامي صدرت عن حكومة محلب!! ولكنها لم تتحرك إزاء التزييف العمدي للرأي العام وحالة الانفلات الإعلامي غير المسبوقة!! والرأي عندي، تأميم القنوات الخاصة الفلولية لعدد من أعضاء مجلس النقابة »‬الصحفيين» في مقدمتهم النقيب شخصياً، بإتاحة الفرصة لهم بتقديم برامج مقابل آلاف الجنيهات، وهي جريمة سياسية في حق الشعب المصري، كان أولي بهؤلاء أن يتفرغوا لإدارة شئون الإعلام للنهوض به بعد ثورتين والتدخل بالإدانة لأية تصرفات خارجة وهو ما لم يحدث بكل أسف لتصبح الساحة خالية من بوصلة الضبط الإعلامي في الخطاب واللغة وطريقة العرض!! وقد وصل ببعض البرامج وحتي المقالات، إلي ممارسة البلطجة بتوظيف الوسيلة الإعلامية لنشر الشتائم وتوجيه الاتهامات دون تحرك الأجهزة الأمر الذي يعكس الرضا لدي هؤلاء لتستمر حالة العدوان علي وعي وثقافة الشعب المصري وثورتيه، وتجد نفسك أمام ثلاثي يتم استحضاره بشكل مستمر بالساعات »‬مرتضي موسي الديب»!! والسؤال الذي يواجهني به بعض فئات الشعب هو: متي تتوقف حالة البلطجة الإعلامية والسياسية التي تصدع الأدمغة؟! فما الفارق بين جريمة الجزيرة وصدي البلد وغيرهما؟!
ومن بين الجرائم، ما أشار به رئيس تحرير جريدة خاصة، يعلق علي رأي لي منشور في أحد المواقع، التي انتشرت دون ضوابط أو قانون، وبطبيعة الحال النقابة غائبة لأنها مشغولة بما هو خاص!!، بالقول: »‬اقتراح د. زهران.. نوايا طيبة تقود إلي الجحيم»، فبماذا يعني مثل هذا العنوان ورسالته، وآخر يزعم التحدث باسم تكتل القوي الثورية الذي تفكك أصلاً، ولكنه يتاجر به ويرتزق إلي الحد الذي يخلط بين عمله الإعلامي والدور السياسي، فأصبح يمرر ما يراه الفلول ورموزهم عبر جريدة قومية، وما لم يستطع تمريره، يمرره في جريدة حزبية تم استقطابه فيها علي أمل الحصول علي المقعد البرلماني المنتظر!! تصوروا هذا الشخص القزم يقول عن رأيي »‬أنصاف السياسيين وأرباع المفكرين»!! ماذا تفعل مع مثل هذا الشخص الانتهازي والجاهل والأرزقي والسطحي، وكيف يؤتمن مستقبلاً حال حصوله علي كرسي النيابة؟! فحالياً يوظف نفسه لخدمة أصحاب المال، ورموز الفساد ولديه صفحة في جريدة الجمهورية، فماذا سيفعل غداً؟! ألن يكون في خدمة »‬أحمد عز» القديم أو الجديد باعتبار أن ذلك تعبير عن فساد عصر سابق، وعصر قادم نتمني ألا يحدث، بينما كاتب آخر أن ما طرحته بشأن حل الأحزاب وإعادة بنائها بأنها تعطيل لخارطة المستقبل، وكأنني صاحب سلطة في ذلك، بينما أنا لا أمتلك سوي مجرد رأي أطرحه!! فهل ما أقول وصل إلي حد هذه القوة والسطوة، أم أنه هجوم علي شخصي المتواضع تفادياً لهجوم مستحق علي السلطة في البلاد والتي قد تغضب عليه فيخسر كل شيء!1 فهو هجوم عليّ.. كرسالة للسلطة بشكل خبيث!! والمعروف أن هذا الشخص، يقدم برنامجاً في احدي القنوات. يستضيف فيه رموزا من جميع الاتجاهات دون موقف وكذا تجاهل لثورتين وإهانة للشعب المصري، تحت زعم الحياد، ولكنه دس السم في العسل!!
أفيقوا أيها السادة، فإقطاعيات الإعلام الممنهج ضد الشعب وثورتيه آن لها أن تتوقف وأن يكون للسلطة موقف حاسم، وللنقابة دور واضح في ضبط هذا الإعلام والبداية هي التفرغ لإدارة شئون النقابة والفصل بين ما هو عام وخاص، وإلا فانتظروا الخراب.. وهدم المعبد علي رؤوسنا جميعا من أجل ذلك فالثورة مستمرة حتي النصر بإذن الله، ولازال الحوار متصلاً.
أفيقوا أيها السادة، فإقطاعيات الإعلام الممنهج ضد الشعب وثورتيه آن لها أن تتوقف وأن يكون للسلطة موقف حاسم، وللنقابة دور واضح في ضبط هذا الإعلام
حالة التنطع التي أتحدث عنها أصبحت ظاهرة تعكس حالة الخواء والفراغ والتسيب والانفلات إلي حد الفوضي في مجال الإعلام الذي هو أداة في الأصل لغرس القيم الإيجابية الناجزة الدافعة للعمل وحب الوطن والانتماء له وليس أداة للهدم والتحريض وتوجيه الشتائم وليّ الحقائق، والترويج للشائعات والإساءات المتعمدة لشخصيات معينة وتزييف الوعي العام والتدليس علي الرأي العام من خلال أسئلة ملتوية ومغرضة، والتعمد في تشويه أصحاب الرأي وكأنهم يمسكون بالمدافع والمسدسات!! والأمثلة كثيرة علي كل كلمة أقولها، ويصل رصدي إلي الربط بين التوظيف السياسي للوسيلة الإعلامية وبين التآمر الحقيقي علي الشعب المصري وثورتيه 25 يناير، 30 يونيو.
مثلاً: نري في صحيفة قومية وغيرها أموراً عجيبة، حيث إتاحة الفرص لشخصيات تنتمي إلي نظام مبارك وعملت معه، وتكتب في المساحات المخصصة لها ذكرياتها!! فما أهمية ذلك للقارئ بعد ثورتين؟! الرأي عندي أن إتاحة الفرصة لهؤلاء هو استحضار ممنهج لنظام مبارك ورموزه وكأن ثورتين لم تقعا.. فهؤلاء مكانهم المنزل يكتبون مذكراتهم ويبحثون عن ناشر من »‬الفلول»، أو يطبعونها علي نفقتهم الخاصة، كما أنه بالمقابل أيضاً تخصص وسائل الإعلام الخاصة برامج معينة لهذه النوعية لغسيل سمعتهم وسمعة نظام مبارك علي خلفية أنه كان في نظام مبارك الصالح والطالح وينسون أن الثورات لا تميز عند اندلاعها لأنها تسقط نظاماً برموزه وسياساته وقواعد عمله، وبالتالي لا وجود لأمثال هؤلاء علي الإطلاق، ولكنه التواطؤ العمدي في إتاحة الفرصة لهؤلاء ليبقي نظام مبارك برموزه في ذاكرة الناس، والهدف هزيمة الثورة وتصدير الإحباط للشعب حتي يكره الثورة ويندم علي ما فات ليقول »‬فين أيامك يا مبارك!!»، فبماذا يفسر إجراء حوار بين رئيس تحرير »‬الوطن» والرئيس المخلوع حسني مبارك، بماذا تفسر نشر الجريدة وغيرها لزيارة المشيرطنطاوي لمبارك، ولماذا ينشر عن زيارات لشخصيات فنية مستفزة، لمبارك وتنشر تصريحاتهم المستفزة أيضاً؟!! إلا أنها محاولات عمدية لاستحضار نظام مبارك في المشهد وغسيل سمعته وتبييضها وأن الثورتين لم تندلعا!! في نفس الوقت فإن هناك منهجة واضحة لتهيئة الرأي العام لحكم البراءة لحسني مبارك، ويتجاوز المحامي دوره في الدفاع داخل المحكمة إلي ممارسة دور سياسي عبر وسائل الإعلام وفي مقدمتها قناة »‬صدي البلد» التي حصلت علي امتياز محكمة مبارك بالإذاعة الحصرية للمحاكمة، وإعداد تقرير عن ملفات القضية، وكلها خطوات علي طريق التبرئة.. وفي المقابل لم يسكت المجتمع فأقام بعض الوطنيين دعوي مخاصمة للقاضي، لم تحظ بالتغطية رغم أنها هي السبب لتأجيل إعلان الحكم بالبراءة حسب توقعي، إلي 29 نوفمبر القادم بعد نظر المخاصمة يوم 20 نوفمبر!! وهناك تعتيم إعلامي في ظل منهج التزييف الإعلامي العمدي، علي هذه الدعوي، الأمر الذي يعكس حجم وقوة نظام مبارك الذي تزايد وجوده بعد 30 يونيو مما أقام فجوة بين ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو، لدي قطاعات واسعة من الشعب في مقدمتها الشباب المصري صاحب الثورتين، ونحاول من جانبنا التأكيد علي تلاحم الثورتين وتداخلهما معاً، إلا أن رموز مبارك تصر علي إنكار ثورة 25 يناير واعتبارها مؤامرة كما يحدث في العديد من البرامج والصحف الخاصة، وهو ما يحدث يومياً في برنامج لمذيع له صلة بأجهزة أمنية قبل خلع مبارك وبعده!!
والغريب في الأمر أن نقابة الصحفيين تحركت بسرعة لمجرد أنه تم عمل لجنة للتشريع الإعلامي صدرت عن حكومة محلب!! ولكنها لم تتحرك إزاء التزييف العمدي للرأي العام وحالة الانفلات الإعلامي غير المسبوقة!! والرأي عندي، تأميم القنوات الخاصة الفلولية لعدد من أعضاء مجلس النقابة »‬الصحفيين» في مقدمتهم النقيب شخصياً، بإتاحة الفرصة لهم بتقديم برامج مقابل آلاف الجنيهات، وهي جريمة سياسية في حق الشعب المصري، كان أولي بهؤلاء أن يتفرغوا لإدارة شئون الإعلام للنهوض به بعد ثورتين والتدخل بالإدانة لأية تصرفات خارجة وهو ما لم يحدث بكل أسف لتصبح الساحة خالية من بوصلة الضبط الإعلامي في الخطاب واللغة وطريقة العرض!! وقد وصل ببعض البرامج وحتي المقالات، إلي ممارسة البلطجة بتوظيف الوسيلة الإعلامية لنشر الشتائم وتوجيه الاتهامات دون تحرك الأجهزة الأمر الذي يعكس الرضا لدي هؤلاء لتستمر حالة العدوان علي وعي وثقافة الشعب المصري وثورتيه، وتجد نفسك أمام ثلاثي يتم استحضاره بشكل مستمر بالساعات »‬مرتضي موسي الديب»!! والسؤال الذي يواجهني به بعض فئات الشعب هو: متي تتوقف حالة البلطجة الإعلامية والسياسية التي تصدع الأدمغة؟! فما الفارق بين جريمة الجزيرة وصدي البلد وغيرهما؟!
ومن بين الجرائم، ما أشار به رئيس تحرير جريدة خاصة، يعلق علي رأي لي منشور في أحد المواقع، التي انتشرت دون ضوابط أو قانون، وبطبيعة الحال النقابة غائبة لأنها مشغولة بما هو خاص!!، بالقول: »‬اقتراح د. زهران.. نوايا طيبة تقود إلي الجحيم»، فبماذا يعني مثل هذا العنوان ورسالته، وآخر يزعم التحدث باسم تكتل القوي الثورية الذي تفكك أصلاً، ولكنه يتاجر به ويرتزق إلي الحد الذي يخلط بين عمله الإعلامي والدور السياسي، فأصبح يمرر ما يراه الفلول ورموزهم عبر جريدة قومية، وما لم يستطع تمريره، يمرره في جريدة حزبية تم استقطابه فيها علي أمل الحصول علي المقعد البرلماني المنتظر!! تصوروا هذا الشخص القزم يقول عن رأيي »‬أنصاف السياسيين وأرباع المفكرين»!! ماذا تفعل مع مثل هذا الشخص الانتهازي والجاهل والأرزقي والسطحي، وكيف يؤتمن مستقبلاً حال حصوله علي كرسي النيابة؟! فحالياً يوظف نفسه لخدمة أصحاب المال، ورموز الفساد ولديه صفحة في جريدة الجمهورية، فماذا سيفعل غداً؟! ألن يكون في خدمة »‬أحمد عز» القديم أو الجديد باعتبار أن ذلك تعبير عن فساد عصر سابق، وعصر قادم نتمني ألا يحدث، بينما كاتب آخر أن ما طرحته بشأن حل الأحزاب وإعادة بنائها بأنها تعطيل لخارطة المستقبل، وكأنني صاحب سلطة في ذلك، بينما أنا لا أمتلك سوي مجرد رأي أطرحه!! فهل ما أقول وصل إلي حد هذه القوة والسطوة، أم أنه هجوم علي شخصي المتواضع تفادياً لهجوم مستحق علي السلطة في البلاد والتي قد تغضب عليه فيخسر كل شيء!1 فهو هجوم عليّ.. كرسالة للسلطة بشكل خبيث!! والمعروف أن هذا الشخص، يقدم برنامجاً في احدي القنوات. يستضيف فيه رموزا من جميع الاتجاهات دون موقف وكذا تجاهل لثورتين وإهانة للشعب المصري، تحت زعم الحياد، ولكنه دس السم في العسل!!
أفيقوا أيها السادة، فإقطاعيات الإعلام الممنهج ضد الشعب وثورتيه آن لها أن تتوقف وأن يكون للسلطة موقف حاسم، وللنقابة دور واضح في ضبط هذا الإعلام والبداية هي التفرغ لإدارة شئون النقابة والفصل بين ما هو عام وخاص، وإلا فانتظروا الخراب.. وهدم المعبد علي رؤوسنا جميعا من أجل ذلك فالثورة مستمرة حتي النصر بإذن الله، ولازال الحوار متصلاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.