وانتهت هذه المقابلة التي حضرها الدكتور عصمت عبدالمجيد.. مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة.. بمشادة حادة.. عندما أعلن الزيات رفضه لهذه التهديدات.. فانفجر كيسنجر غاضبا وصارخا شاءت العناية الإلهية.. أن تهل علينا هذه الأيام من شهر أكتوبر.. ونحن نحتفل بأكثر من عيد.. نحن نحتفل بعيد الأضحي المبارك.. عيد الفداء. ونحتفل بذكري حرب أكتوبر المجيدة.. عيد النصر.. والعزة والكرامة الوطنية. نذكر حرب أكتوبر التي كانت أشبه بالمعجزة.. بعد الاتفاق الذي تم الاتفاق عليه بين الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدةالأمريكية علي حل أزمة الشرق الأوسط بالطرق السلمية.. وأشير هنا إلي البيان الثاني الذي صدر بعد آخر زيارة قام بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لموسكو.. قبل وفاته بشهور قليلة.. ونشرته صحيفة »أخبار اليوم» الاسبوعية كاملا.. ومضي علي حل أزمة الشرق الأوسط سلميا.. ودون اللجوء للحرب.. وقبول مبادرة روجرز التي نقلت الأزمة من سلطان الأممالمتحدة إلي سلطان واشنطن! *** يروي الرئيس الراحل أنور السادات.. الجانب السياسي من الحرب المجيدة وما جري في الكواليس فيقول: بعد 6 ساعات من بدء الحرب في السادس من أكتوبر.. جاءني السفير السوفيتي يطلب مقابلة عاجلة.. وكنت في غرفة العمليات.. وخرجت بعد أن اطمأننت إلي نجاح العبور.. وهنأت الضباط بهذا الانتصار التاريخي.. وكانت ألوية الجيش تتسابق في رفع أعلامها علي خط بارليف.. وقابلت السفير السوفييتي في قصر الطاهرة.. القريب.. ورفضت فكرة وقف إطلاق النار التي عرضها عليَّ.. وفي اليوم التالي.. أي بعد أقل من 24 ساعة علي لقائنا مساء 6 أكتوبر.. رفضت الفكرة مرة ثانية.. وكذلك رفضت الفكرة عندما جاءني الكسي كوسيجين رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي يوم 12 أكتوبر.. وبقي في زيارة القاهرة أربعة أيام. *** ويروي السفير الراحل صلاح زكي سكرتير وزير الخارجية الدكتور محمد حسن الزيات مذكراته وما يلي: كنا في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي الصباح الباكر ليوم 6 أكتوبر تصاعدت.. وعلي غير العادة اتصالات مكثفة.. مع هنري كيسنجر وزير خارجية الولاياتالمتحدة الذي كان يقيم في فندق والدورف استوريا.. وهو نفس الفندق الذي يقيم فيه الوزير الزيات.. حيث أجري ثلاثة اتصالات مع الزيات خلال ساعة واحدة من السابعة صباحا بتوقيت نيويورك.. وتركزت هذه الاتصالات علي أن القوات المصرية والسورية تعد للهجوم علي إسرائيل خلال الساعات القادمة، وانحصر رد الوزير الزيات في انه ليس لديه معلومات في هذا الشأن.. وأن ما تدعيه إسرائيل هو تكرار لما حدث من خداع سنة 1967. ويقول صلاح زكي في مذكراته: بعد بدء المعركة بان القلق الشديد للولايات المتحدة في اللقاء الذي تم بين الدكتور الزيات وهنري كيسنجر بناء علي طلب الأخير بعد الساعة الثامنة مساء نفس اليوم السبت السادس من أكتوبر.. أي بعد ساعات من معركة عبور قناة السويس.. ومن أهم ما جاء في حديث كيسنجر ان إسرائيل لديها ما يكفيها من العتاد العسكري لمدة عشرة أيام.. وعلي القوات المصرية أن تنسحب من الأراضي التي »احتلتها» فورا.. والعودة إلي ما كانت عليه.. وأن الولاياتالمتحدة ستتدخل تدخلا مباشراً.. إذا لم يتم ذلك! وكان رد الزيات وفقا لمذكرات صلاح زكي.. كما يلي: أريد أن أصحح بعض ما ورد في حديثك.. وهو أن القوات المصرية لم تقم باحتلال الأراضي التي تشير إليها.. ولكنها قامت بتحرير أرض مصرية ولن تنسحب منها! وانتهت هذه المقابلة التي حضرها الدكتور عصمت عبدالمجيد.. مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة.. بمشادة حادة.. عندما أعلن الزيات رفضه لهذه التهديدات.. فانفجر كيسنجر غاضبا وصارخا.. بسبب استخدام الزيات كلمة »تهديدات».. وقال منهيا المقابلة: إنني لن اتصل بك بعد ذلك.. وسوف اتصل بالقاهرة مباشرة! ويقول صلاح زكي.. انه من الواضح ان كيسنجر استخدم بعد هذه المقابلة خطاً مباشراً مع القاهرة. *** بعد هذه المقابلة الساخنة.. عاد سعير الاتصالات المكثفة بين الزيات وبين وزراء خارجية الدول الذين جاءوا لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وتكثفت الاتصالات الأمريكية اعتبارا من 7 أكتوبر في اتجاه دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بوقف القتال وعودة القوات إلي الخطوط التي كانت عليها قبل نشوب القتال. وأرادت واشنطن إشراك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإصدار هذا القرار.. ولكنها لم تجد استجابة من الاتحاد السوفيتي والصين وفرنسا.. وعدم وضوح الموقف البريطاني. وأرجأت الولاياتالمتحدة.. الدعوة لعقد مجلس الأمن انتظاراً لتطور الأحداث علي أرض المعركة في الوقت الذي أقامت فيه جسراً جوياً لإمداد إسرائيل بالسلاح الأمريكي المتطور وخاصة الصواريخ التي تستخدمها طائرات الهليوكوبتر ضد المدرعات التي تمكنت بها إسرائيل من إحداث الثغرة.. وفق معلومات صورتها الأقمار الصناعية الأمريكية.. وزودت بها إسرائيل.. مما أحدث توازنا علي أرض المعركة.. وبدأت واشنطن اعتباراً من 17 أكتوبر 1973 السعي لعقد اجتماع لمجلس الأمن.. لإصدار قرار بوقف القتال وإرسال قوات دولية للفصل بين القوتين المصرية والإسرائيلية بهدف إبقاء الوضع في الثغرة علي ما هو عليه.. لإيجاد نوع من التوازن في نتائج المعركة يمكنها من السيطرة مرة أخري علي القرار السياسي في المنطقة! *** وتدور الأيام.. وتتداعي الذكريات.. إلي اليوم الحزين الذي جري فيه اغتيال الرئيس الشهيد أنور السادات ويعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا طارئا برئاسة مناحم بيجين رئيس الوزراء.. ويتخذ بعد الاغتيال بساعة واحدة قراراً بإرجاء الانسحاب من سيناء.. حتي تتبين إسرائيل نوايا الرئيس الجديد من اتفاق السلام.. وقدرته علي الالتزام بما جري الاتفاق عليه في كامب ديفيد.. في إشارة من الجانب الإسرائيلي للمعارضة التي أبدتها بعض العناصر المصرية للاتفاق.. وتلك قصة أخري.. تروي ما جري في كواليس السياسة وتسجل بكل الشكر والوفاق.. مواقف أطراف سياسية أجبرت إسرائيل علي الانسحاب في الموعد المتفق عليه.. وفي مقدمتها المستشار الألماني هيلموت شميت الذي دفع ثمنا باهظا بسبب هذاالموقف.. ولايزال يدفعه حتي لحظة كتابة هذه السطور. *** الآن.. نحن نحتفل بعيد الأضحي المبارك.. وبانتصارنا في حرب أكتوبر المجيدة.. في أجواء الانتصار علي عصابات الفسق والفساد.. التي سعت للانتقام من قواتنا المسلحة.. وجنودنا الأبطال.. وإعادة سيناء لإسرائيل مرة ثالثة. كل عام والشعب المصري العظيم.. بخير.. يحقق الانتصارات.. في مجالات البناء والتعمير.. والإبداع.. ومكافحة الإرهاب الذي يرفع أعلام الإسلام.. ليرتكب كل جرائم الفجر والخلاعة! وانتهت هذه المقابلة التي حضرها الدكتور عصمت عبدالمجيد.. مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة.. بمشادة حادة.. عندما أعلن الزيات رفضه لهذه التهديدات.. فانفجر كيسنجر غاضبا وصارخا شاءت العناية الإلهية.. أن تهل علينا هذه الأيام من شهر أكتوبر.. ونحن نحتفل بأكثر من عيد.. نحن نحتفل بعيد الأضحي المبارك.. عيد الفداء. ونحتفل بذكري حرب أكتوبر المجيدة.. عيد النصر.. والعزة والكرامة الوطنية. نذكر حرب أكتوبر التي كانت أشبه بالمعجزة.. بعد الاتفاق الذي تم الاتفاق عليه بين الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدةالأمريكية علي حل أزمة الشرق الأوسط بالطرق السلمية.. وأشير هنا إلي البيان الثاني الذي صدر بعد آخر زيارة قام بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لموسكو.. قبل وفاته بشهور قليلة.. ونشرته صحيفة »أخبار اليوم» الاسبوعية كاملا.. ومضي علي حل أزمة الشرق الأوسط سلميا.. ودون اللجوء للحرب.. وقبول مبادرة روجرز التي نقلت الأزمة من سلطان الأممالمتحدة إلي سلطان واشنطن! *** يروي الرئيس الراحل أنور السادات.. الجانب السياسي من الحرب المجيدة وما جري في الكواليس فيقول: بعد 6 ساعات من بدء الحرب في السادس من أكتوبر.. جاءني السفير السوفيتي يطلب مقابلة عاجلة.. وكنت في غرفة العمليات.. وخرجت بعد أن اطمأننت إلي نجاح العبور.. وهنأت الضباط بهذا الانتصار التاريخي.. وكانت ألوية الجيش تتسابق في رفع أعلامها علي خط بارليف.. وقابلت السفير السوفييتي في قصر الطاهرة.. القريب.. ورفضت فكرة وقف إطلاق النار التي عرضها عليَّ.. وفي اليوم التالي.. أي بعد أقل من 24 ساعة علي لقائنا مساء 6 أكتوبر.. رفضت الفكرة مرة ثانية.. وكذلك رفضت الفكرة عندما جاءني الكسي كوسيجين رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي يوم 12 أكتوبر.. وبقي في زيارة القاهرة أربعة أيام. *** ويروي السفير الراحل صلاح زكي سكرتير وزير الخارجية الدكتور محمد حسن الزيات مذكراته وما يلي: كنا في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي الصباح الباكر ليوم 6 أكتوبر تصاعدت.. وعلي غير العادة اتصالات مكثفة.. مع هنري كيسنجر وزير خارجية الولاياتالمتحدة الذي كان يقيم في فندق والدورف استوريا.. وهو نفس الفندق الذي يقيم فيه الوزير الزيات.. حيث أجري ثلاثة اتصالات مع الزيات خلال ساعة واحدة من السابعة صباحا بتوقيت نيويورك.. وتركزت هذه الاتصالات علي أن القوات المصرية والسورية تعد للهجوم علي إسرائيل خلال الساعات القادمة، وانحصر رد الوزير الزيات في انه ليس لديه معلومات في هذا الشأن.. وأن ما تدعيه إسرائيل هو تكرار لما حدث من خداع سنة 1967. ويقول صلاح زكي في مذكراته: بعد بدء المعركة بان القلق الشديد للولايات المتحدة في اللقاء الذي تم بين الدكتور الزيات وهنري كيسنجر بناء علي طلب الأخير بعد الساعة الثامنة مساء نفس اليوم السبت السادس من أكتوبر.. أي بعد ساعات من معركة عبور قناة السويس.. ومن أهم ما جاء في حديث كيسنجر ان إسرائيل لديها ما يكفيها من العتاد العسكري لمدة عشرة أيام.. وعلي القوات المصرية أن تنسحب من الأراضي التي »احتلتها» فورا.. والعودة إلي ما كانت عليه.. وأن الولاياتالمتحدة ستتدخل تدخلا مباشراً.. إذا لم يتم ذلك! وكان رد الزيات وفقا لمذكرات صلاح زكي.. كما يلي: أريد أن أصحح بعض ما ورد في حديثك.. وهو أن القوات المصرية لم تقم باحتلال الأراضي التي تشير إليها.. ولكنها قامت بتحرير أرض مصرية ولن تنسحب منها! وانتهت هذه المقابلة التي حضرها الدكتور عصمت عبدالمجيد.. مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة.. بمشادة حادة.. عندما أعلن الزيات رفضه لهذه التهديدات.. فانفجر كيسنجر غاضبا وصارخا.. بسبب استخدام الزيات كلمة »تهديدات».. وقال منهيا المقابلة: إنني لن اتصل بك بعد ذلك.. وسوف اتصل بالقاهرة مباشرة! ويقول صلاح زكي.. انه من الواضح ان كيسنجر استخدم بعد هذه المقابلة خطاً مباشراً مع القاهرة. *** بعد هذه المقابلة الساخنة.. عاد سعير الاتصالات المكثفة بين الزيات وبين وزراء خارجية الدول الذين جاءوا لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وتكثفت الاتصالات الأمريكية اعتبارا من 7 أكتوبر في اتجاه دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بوقف القتال وعودة القوات إلي الخطوط التي كانت عليها قبل نشوب القتال. وأرادت واشنطن إشراك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإصدار هذا القرار.. ولكنها لم تجد استجابة من الاتحاد السوفيتي والصين وفرنسا.. وعدم وضوح الموقف البريطاني. وأرجأت الولاياتالمتحدة.. الدعوة لعقد مجلس الأمن انتظاراً لتطور الأحداث علي أرض المعركة في الوقت الذي أقامت فيه جسراً جوياً لإمداد إسرائيل بالسلاح الأمريكي المتطور وخاصة الصواريخ التي تستخدمها طائرات الهليوكوبتر ضد المدرعات التي تمكنت بها إسرائيل من إحداث الثغرة.. وفق معلومات صورتها الأقمار الصناعية الأمريكية.. وزودت بها إسرائيل.. مما أحدث توازنا علي أرض المعركة.. وبدأت واشنطن اعتباراً من 17 أكتوبر 1973 السعي لعقد اجتماع لمجلس الأمن.. لإصدار قرار بوقف القتال وإرسال قوات دولية للفصل بين القوتين المصرية والإسرائيلية بهدف إبقاء الوضع في الثغرة علي ما هو عليه.. لإيجاد نوع من التوازن في نتائج المعركة يمكنها من السيطرة مرة أخري علي القرار السياسي في المنطقة! *** وتدور الأيام.. وتتداعي الذكريات.. إلي اليوم الحزين الذي جري فيه اغتيال الرئيس الشهيد أنور السادات ويعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا طارئا برئاسة مناحم بيجين رئيس الوزراء.. ويتخذ بعد الاغتيال بساعة واحدة قراراً بإرجاء الانسحاب من سيناء.. حتي تتبين إسرائيل نوايا الرئيس الجديد من اتفاق السلام.. وقدرته علي الالتزام بما جري الاتفاق عليه في كامب ديفيد.. في إشارة من الجانب الإسرائيلي للمعارضة التي أبدتها بعض العناصر المصرية للاتفاق.. وتلك قصة أخري.. تروي ما جري في كواليس السياسة وتسجل بكل الشكر والوفاق.. مواقف أطراف سياسية أجبرت إسرائيل علي الانسحاب في الموعد المتفق عليه.. وفي مقدمتها المستشار الألماني هيلموت شميت الذي دفع ثمنا باهظا بسبب هذاالموقف.. ولايزال يدفعه حتي لحظة كتابة هذه السطور. *** الآن.. نحن نحتفل بعيد الأضحي المبارك.. وبانتصارنا في حرب أكتوبر المجيدة.. في أجواء الانتصار علي عصابات الفسق والفساد.. التي سعت للانتقام من قواتنا المسلحة.. وجنودنا الأبطال.. وإعادة سيناء لإسرائيل مرة ثالثة. كل عام والشعب المصري العظيم.. بخير.. يحقق الانتصارات.. في مجالات البناء والتعمير.. والإبداع.. ومكافحة الإرهاب الذي يرفع أعلام الإسلام.. ليرتكب كل جرائم الفجر والخلاعة!