عندما تم الإعلان عن المناظرة الرئاسية لم يكن احد طرفيها رئيس سابق، كما يحدث في بلاد أخرى، ولكن كان طرفاها مصريان وطنيان. لذا كانت المناقشة بين كل طرف وآخر محصورة في النهوض بمصر من خلال البرنامج الإصلاحي لنظام أطاح بأحلام المصريين وكان له من المساوئ ما جعل مصر تفقد ريادتها التي تعود عليها العالم العربي والإفريقي والعالم كله. كانت نتائج المناظرة الأولى كالتالي: إدارة المناظرة: جيد جدا بسبب الجهد المبذول من معدين ومقدمي المناظرة الذين عاهدوا القراء والمشاهدين على الصدق والارتقاء بالفكر الديمقراطي. منسقي الحوار : ممتازون حيث كانوا كانوا بعيدين كل البعد عن الأسئلة الاستدراجية للحصول على إجابات تتفق مع هوى كل منهم، وكانت الحيادية هي السمة والسلوك والمنهج الذي أضفى على المناظرة رونقا تمتع به كل من شاهد المناظرة، كما كان أسلوب إدارة المناظرة راقيا، ولمعت كعادتها المشاغبة خفيفة الظل منى الشاذلي كما لمع يسري فودة الذي التزم بتعليمات كيفية توجيه الأسئلة. فريق العمل: كان الجندي المجهول، فكانت الخلفية الديكورية المتمثلة في الصقر بشموخه وعظمته ونظرته الثاقبة التي تنحني أمامها الأضواء مما أعطى للمشاهد متعة لم يتذوقها من قبل، وحرص الكثيرون على مشاهدة المناظرة حتى لو تم إعادتها مئات المرات. "من الفائز في المناظرة" ..سؤال تعرفه جيدا أيها القارئ هو "الفائز هو أنت وأنا.. هو الشعب المصري بأكمله سواء كان المسموح له بإبداء رأيه واختيار الرئيس القادم أو من لم يبلغوا السن القانونية بعد. إن الدرس الأول المستفاد من المناظرة هو إعادة بناء الإنسان المصري وإعادة الهوية المصرية إليه التي غابت عنه سنوات طوال، نعم المناظرة هي أولى خطوات خلق جيل جديد يتعلم أدب الحوار وأولى مبادئ تحقيق الديمقراطية وإبداء الرأي، واحترام الرأي الآخر وتعظيم حب مصر، وإحياء حب الانتماء لتراب الوطن . إن قلوب المشاهدين في مصر والعالم العربي زاد بها الأمل شوقا إلى رؤية مناظرات نتعلم جميعا كيف يكون حب الوطن في ظل الاختلاف من أجله وإعادة بناء مجده من جديد.