أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    ترامب: الإغلاق الحكومى فى الولايات المتحدة يقترب من نهايته    مجلس الشيوخ الأمريكي يتوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب لوقف إطلاق النار    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    اليوم..1283 مرشحًا فرديًا يتنافسون على 142 مقعدًا فى «ماراثون النواب»    التحول الرقمي.. مساعد وزير الصحة: هدفنا تمكين متخذي القرار عبر بيانات دقيقة وموثوقة    بالأسماء.. شيكابالا يكشف 12 لاعبًا يستحقون الاستمرار مع الزمالك    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    رعب في بروكسل بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق أكبر محطة نووية    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    طارق قنديل: الدوري لن يخرج من الأهلي.. وتوروب يسير بخطى ثابتة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    عمرو أديب عن العلاقات المصرية السعودية: «أنا عايز حد يقولي إيه المشكلة؟!»    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
أيزنهاور وافتتاح المركز الإسلامي بواشنطن

بالمنطق وإعمال العقل.. تُحل المشكلات وتتضح الرؤية وتبتعد أشواك الطريق
مازلت أذكر ذلك اليوم البعيد، يوم أردت أن أجري حواراً صحفياً مع شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد عبدالرحمن بيصار، وطلبت منه أن يكون الحوار في عزبته القريبة من مطوبس بكفر الشيخ، حتي لا يكون الموضوع تقليدياً في مكتبه، ووافق الإمام الأكبر وحدد موعداً للذهاب إليه في ريف كفر الشيخ، وكان معي في هذه الرحلة المصور الفنان حسن دياب، ومدير مكتب الإمام: الشيخ موسي محمد علي.
واستقبلنا الإمام الأكبر بحفاوة وتواضع شديدين، وكان رحمه الله يجيد الانجليزية، وقد نال الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية من أدنبرة.
وقبل الحوار معه تحدث عن الفترة التي عاشها في واشنطن مديراً للمركز الثقافي الإسلامي بها، قبل أن يعود إلي مصر ويتدرج في المناصب المهمة حتي أصبح شيخاً للأزهر الشريف وسألته إن كان قد استفاد من وجوده في المجتمع الأمريكي قرابة أربع سنوات، وكان رأيه أنه لم يستفد كثيراً من ناحية الانطباع الأخلاقي أو القيم، وأنه ذهب لتولي هذا المنصب لكي يعرِّف بالفكر الإسلامي، ولكنه استفاد من نمط الحياة الأمريكية المتطور المزدهر.
وقال: ومهما كان التطور والازدهار فهما يشتملان أحياناً علي عناصر لا تتناسب مع قيم الإسلام ومبادئه وأدبه، إذ لا شك أن هناك اختلافاً في النظر إلي الحياة بين التصور الإسلامي والتصور الأمريكي، ولكن الإنسان عندما يكون في موضع المسئولية، فإنه كمن يقف علي منار يستطلع من حوله ومَن حوله، فيكتشف بعض خواص الخير ونواحي الحُسن التي تعجبه، ويكتشف في الوقت نفسه بعض نواحي الشر والقبح التي لا تعجبه، وفي كل عملية اكتشاف لهذا أو ذاك لابد أن يكتسب خبرة، ويحصل علي خبرة يضيفها إلي خبراته وتجاربه لكي ينتفع بها في مستقبل حياته.
ويضرب فضيلته مثلاً عندما كان في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1955 1959 مسئولاً عن المركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، وكيف دعا الرئيس الأمريكي أيزنهاور لزيارة المركز الإسلامي عند افتتاحه، واستجاب الرئيس الأمريكي لذلك وحدد موعداً للزيارة، وكانت هناك المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز بجانب الصراع بين أعضاء مجلس الإدارة نفسه، حيث يتسابق الكل ليكون رئيساً لمجلس الإدارة حتي يمكنه استقبال أيزنهاور معي.
ويقول الإمام الأكبر:
وقد حللنا هذا الإشكال الداخلي بأن أرجأنا مشكلة المجلس إلي ما بعد الزيارة، علي أن يكون في استقبال الرئيس الأمريكي معي سفير السعودية وسفير باكستان.
ولكن ظهرت مشكلة حساسة كانت تغذيها وتقودها بعض المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز، وهي هل يدخل أيزنهاور المسجد التابع للمركز الإسلامي حافي القدمين تبعاً لتقاليد الإسلام أم يدخل المسجد بالحذاء؟!
وكان الملك سعود رحمه الله في زيارة لواشنطن فزار المركز وصلي به جمعة من الجمعات، ودخل الملك بخف كان يلبسه.
وأخذ المنظمون للحفل يتساءلون هل يدخل الرئيس إيزنهاور بخف كالملك سعود أم لا؟!
ولم يفرقوا بين الخف والحذاء.
وقبيل الافتتاح بأربعة أيام زارنا رئيس البروتوكول في البيت الأبيض، وتحدثنا في موضوع الاحتفال، ونحن خارجون، وضع ذراعه في ذراعي ونحن نمر بحديقة المركز، ثم جاء علي لسانه نفس السؤال: هل من الضروري خلع حذاء الرئيس عند دخول المركز؟!
وأدركت علي الفور أن المشكلة أخذت شكلاً جاداً..
قلت له: إن الأصل في مساجدنا أن تكون طاهرة نظيفة، وإن كان الرئيس ايزنهاور يؤذي صحياً من خلع حذائه بأن يصاب ببرد أو نحو ذلك، فنحن لا نرضي أن نسبب له متاعب صحية، وقد أحضرنا له غطاء يلبسه في حذائه قبل أن يدخل المسجد، أما إن كان لا يخشي شيئا من ذلك ففي نظري أن يخلع حذاءه كما يخلع المسلمون أحذيتهم أمام مساجدهم.
واستطرد الإمام الأكبر متابعاً حديثه :
وأحضرت سكرتيرة المركز الأغطية الجوخية الخضراء، فقال رئيس البروتوكول: سأرد عليكم.
وفي اليوم التالي أخبرنا بأن الرئيس سيدخل المسجد بلا حذاء.
وعند الافتتاح كانت كاميرات العالم تركز علي قدم الرئيس ايزنهاور!
نجيب محفوظ
والخلود الأدبي
في الذكري الثامنة لرحيل عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ يتداعي إلي ذهني العديد من الذكريات حول هذه الشخصية الآسرة، كما يتداعي إلي ذهني ما قرأته له وعنه مما يثير في النفس الإعجاب به، والفخر بأنني حاورته كثيراً وعاصرته.. وعندما نال جائزة نوبل أرهقته كثرة الأحاديث معه عالمياً ومحلياً حتي خيل إليّ أنه ضاق ذرعاً من كثرة ملاحقته من الصحف الأجنبية والمصرية، وطلب مني رئيس تحرير »آخر ساعة»‬ حينئذ الأستاذ محمد وجدي قنديل ضرورة إجراء حوار معه لينشر في نفس الأسبوع الذي نال فيه الجائزة، ولم يكن أمامي إلا أن أنتظره عند باب منزله قبيل شروق الشمس، ومعي الزميل المصور مكرم جاد الكريم.. وكالعادة رحّب بنا الأستاذ.
وأخبرته أن المطلوب أخذ صور له وهو في طريقه إلي مقهاه المفضل في ميدان التحرير، وأن عليه أن يتحملنا بأن نسير بجانبه حتي تشرق الشمس، وابتسم موافقاً، وطلب مني أن أكتب الموضوع من خلال إجاباته عن أسئلتي فيما سبق أن أجريت معه من حوارات.!
يومها تحدثت معه في موضوعات بعيدة كل البعد عن الأدب والثقافة، وعندما كان لا يعجبه سؤال معين يتظاهر بعدم سماعه، وأتظاهر أنا باقتناعي بأنه لم يسمع السؤال، ولا أعاود الحديث معه حول الموضوع الذي يرفض الحديث عنه.
وقد قفز في ذهني تساؤل: لماذا يكتب نجيب محفوظ، وهل الغرض من كتاباته الخلود الأدبي؟
وهذا السؤال سبق له الإجابة عنه في أحد حواراتي معه، يومها قال الكاتب الكبير:
»‬الخلود في الأدب حلم كما هو حلم في الحياة نفسها.. أما هدفي فقد كان ولايزال هو الوصول إلي قرائي المعاصرين الذين تجمعني وإياهم القضايا المشتركة التي أكتب فيها، وإنني مسلِّم فيما بيني وبين نفسي، بأن يحتمل جداً أن أصير لا شيء في الجيل التالي مباشرة!
وأن هذا أمر طبيعي، وأن علي الفنان ألا يطمح في أكثر من ذلك في هذا العالم الذي يتمخض كل ساعة عن جديد».
قلت له: هل توصلت إلي هذه النظرة إلي الخلود منذ زمن بعيد؟
بابتسامة هادئة قال:
كنت أؤمن بالخلود الذي تسأل عنه من قبل، وكنت أفضل أن أعيش كاتباً خاملاً مجهولاً لو تحقق لي الخلود الأدبي بعد الموت.
أما الآن فإني أؤمن كل الإيمان بالعكس تماماً.
الخلود الأدبي في نظري هو التفاعل بيني وبين قرائي المعاصرين الذين يهمهم ما أكتبه.
وما أكثر الذكريات التي تتداعي إلي خاطري، وأنا أتذكر نجيب محفوظ، ولعل أجمل نقد قرأته عنه هو ما كتبه عنه أديبنا الكبير يحيي حقي.. عن أدبه. وعن شخصيته قال:
نجيب محفوظ لم يكتب فحسب أرقي أنماط الرواية، بل كتب الرواية المصرية منتزعة من الشعب، متتبعة تاريخه وقضاياه، راسمة له مثله الذي يؤمن به نجيب محفوظ.. الليبرالية الديمقراطية والتسامح، وأخيراً الإيمان بالعلم، وتحقق له شرط أساسي وهو أن يكون صادقاً مع نفسه..فهو لم يكتب عن العمال لأنه باعترافه لم يخالطهم، ولا عن القرية لأنه لم يلسعه بعوضها ولم يصب بالبلهارسيا.
من أجل هذه الصفات كلها نال الجائزة العالمية، وما هي إلا تصديق علي استفتاء شعبي، حكم بالإجماع علي أنه كاتب مصر الأول المبدع، وما دخلت دكان قصَّاب أو بقال في حيّنا، إلا ورأيت أصحابه يتهللون من الفرح، ففرحت واستبشرت بأن هموم الثقافة أصبحت من هم الشعب المصري.
ويقول يحيي حقي عن شخصية نجيب محفوظ:
لم أر رجلاً مثله يجمع بين التحفظ أشد التحفظ والسماحة أجمل السماحة.. جاد في كتاباته أشد الجد، فكه في مجالسه أشهي الفكاهة.. لم أسمعه قط يستنقص أن يذم أو يغتاب أحداً.. من أكبر نعم الله عليَّ أنني فزت بصداقته.
هذا هو نجيب محفوظ.. كاتباً وأديباً.. وإنساناً.. إنه يمثل قسمة الوجه للأدب العربي والثقافة المصرية.. رحمه الله.
الحب في المنفي
قرأت كثيراً عن الثورة الفرنسية، وما أحدثته من تغيرات هائلة داخل فرنسا وفي القارة الأوروبية وفي العالم.. وقرأت كثيراً عن نابليون بونابرت وعبقريته العسكرية وطموحاته الشخصية، وغرامياته أيضاً.
وقرأت كثيراً عن الحملة الفرنسية التي قادها نابليون علي مصر، واحتلاله لبلادنا، وما أعقب ذلك من ثورات شعبية ضد الاحتلال، وطريقة حكم نابليون لمصر ومعاملته للمصريين، وإيجابيات وسلبيات هذه الحملة علي مستقبل مصر.
لقد رجع نابليون إلي فرنسا ليحقق أحلامه وطموحاته التوسعية، وترك كليبر ليحل محله في مصر، وقتل كليبر علي يد سليمان الحلبي، وبعده تولي »‬مينو» قيادة الجيش الفرنسي، وأثناء وجوده في مدينة رشيد، أعلن إسلامه وكان يتردد علي مساجد رشيد، ويؤدي فيها صلاة التراويح في رمضان، ليقنع الأهالي أنه شديد التمسك بإسلامه، عندما كان حاكماً عليها، وتزوج فتاة من رشيد »‬زبيدة» وأنجب منها طفلاً أسماه سليمان!
وكنت أتساءل فيما بيني وبين نفسي هل أسلم بالفعل؟ وما مصير هذا الزواج بعد انسحاب الحملة الفرنسية من مصر؟
أسئلة حائزة ومحيرة لم أعرف الإجابة عنها إلا بعد أن قرأت ما كتبه مؤرخنا الكبير عبدالرحمن الرافعي في كتابه »‬مصر المجاهدة في العصر الحديث» والكتاب يتضمن كفاح شعب مصر من عهد الحملة الفرنسية إلي ولاية محمد علي باشا.
وتحدث فيه عن مسألة إسلام مينو وزواجه.. وكيف تزوج من سيدة مصرية عندما كان حاكماً لرشيد، وهي السيدة زبيدة كريمة السيد محمد البواب أحد أعيان رشيد، وكانت مطلقة سليم أغا نعمة الله، وتم عقد زواجهما في وثيقة شرعية تضمنت اعتناقه الإسلام وزواجه بالسيدة المذكورة، وتسمي »‬منو» في وثيقة الزواج باسم »‬عبدالله باشا منو» وهذه الوثيقة مؤرخة في 25 رمضان سنة 1231 »‬يوافق 2 مارس سنة 1799» ومسجلة في دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية وموجودة بها حتي الآن.
ويقول الرافعي بعد أن يحدثنا عن إنجابه لولد في يناير 1801 أسماه »‬سليمان مراد جاك منو».. وأنها ظلت في رشيد بعد أن تولي زوجها القيادة العامة للجيش الفرنسي وظلت بها إلي أن احتلها الأتراك والانجليز، فخرجت في صحبة أخيها لأمها السيد علي الحمامي، وانتقل بها إلي الرحمانية، ولما احتلها الحلفاء قدم بها إلي مصر، فدخلاها في أوائل محرم سنة 1236، ونزلا بدار القائد العام بالأزبكية، ثم انتقلا إلي القلعة ليكونا بمأمن من الاضطرابات، وكان »‬منو» وقتئذ بالاسكندرية. ويقول الرافعي:
وبقيت السيدة زبيدة وابنها وحاشيتها بالقاهرة إلي أن أبرم الجنرال بليار شروط التسليم، وتم جلاء الفرنسيين عنها، فأذن لها قائد الجيش الانجليزي بالسفر إلي الاسكندرية لتلحق بزوجها، علي أن »‬منو» طلب الإذن لها بالسفر إلي فرنسا، فرحلت إليها علي إحدي السفن التي أقلت الجنرال »‬بليار».. ولما جلا الجيش الفرنسي عن الاسكندرية، ووصل منو إلي فرنسا التقي بزوجته هناك وظلت في عصمته.
ويقول الرافعي:
علي أنه يؤخذ من الوثائق والمراجع الصحيحة أن »‬منو» قد أساء معاملة زوجته المصرية، وتنكر لها وهجرها في تورينو بإيطاليا، وأبدل بها بعض الراقصات، واتخذهن خليلات وتركها تعاني غصص العيش وغضاضة الهجر إلي أن توفيت بها!!
تراتيل الغضب
الشعر ضرورة من ضرورات الحياة.. إنه التعبير المباشر عن الوجدان.. والشاعر الجيد يكون أشبه بالمرآة التي تعكس ما يجري في دنيا الناس، وما يعتمل في وجدان الشاعر من عواطف وأحاسيس يجسدها في قصائد تصل إلي عقل ووجدان المتلقي بسهولة ويسر، فيعطي للقارئ نشوة فنية، تجعل للحياة طعماً ومذاقاً خاصاً.
ونادراً ما أجد مثل هذا الشعر الآن، إلي أن قرأت آخر ديوان صدر للشاعر الكبير أحمد سويلم تحت عنوان »‬تراتيل الغضب» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه يتحدث عن مشاعره أيام ثورة 25 يناير، وشهداء هذه الثورة.. وأحداثها.. بجانب مشاعره كشاعر أمام أمور الحياة.. وتوقفت أمام هذه الكلمات:
لن ننسي كيف تناسي الأفاقون
أن الناس إذا جاعوا غضبوا
وإذا غضبوا ثاروا
وإذا ثاروا.. لعنوا
وإذا لعنوا سلُّوا سيف الغدر
وإذا غدروا لا يوقفهم مدٌّ ولا جزر
وما أجمل الإبحار في ديوان شعر جيد
كلمات مضيئة
إن المثل الأعلي للجمال، هو نفس جميلة في جسد جميل.
تولستوي
بالمنطق وإعمال العقل.. تُحل المشكلات وتتضح الرؤية وتبتعد أشواك الطريق
مازلت أذكر ذلك اليوم البعيد، يوم أردت أن أجري حواراً صحفياً مع شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد عبدالرحمن بيصار، وطلبت منه أن يكون الحوار في عزبته القريبة من مطوبس بكفر الشيخ، حتي لا يكون الموضوع تقليدياً في مكتبه، ووافق الإمام الأكبر وحدد موعداً للذهاب إليه في ريف كفر الشيخ، وكان معي في هذه الرحلة المصور الفنان حسن دياب، ومدير مكتب الإمام: الشيخ موسي محمد علي.
واستقبلنا الإمام الأكبر بحفاوة وتواضع شديدين، وكان رحمه الله يجيد الانجليزية، وقد نال الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية من أدنبرة.
وقبل الحوار معه تحدث عن الفترة التي عاشها في واشنطن مديراً للمركز الثقافي الإسلامي بها، قبل أن يعود إلي مصر ويتدرج في المناصب المهمة حتي أصبح شيخاً للأزهر الشريف وسألته إن كان قد استفاد من وجوده في المجتمع الأمريكي قرابة أربع سنوات، وكان رأيه أنه لم يستفد كثيراً من ناحية الانطباع الأخلاقي أو القيم، وأنه ذهب لتولي هذا المنصب لكي يعرِّف بالفكر الإسلامي، ولكنه استفاد من نمط الحياة الأمريكية المتطور المزدهر.
وقال: ومهما كان التطور والازدهار فهما يشتملان أحياناً علي عناصر لا تتناسب مع قيم الإسلام ومبادئه وأدبه، إذ لا شك أن هناك اختلافاً في النظر إلي الحياة بين التصور الإسلامي والتصور الأمريكي، ولكن الإنسان عندما يكون في موضع المسئولية، فإنه كمن يقف علي منار يستطلع من حوله ومَن حوله، فيكتشف بعض خواص الخير ونواحي الحُسن التي تعجبه، ويكتشف في الوقت نفسه بعض نواحي الشر والقبح التي لا تعجبه، وفي كل عملية اكتشاف لهذا أو ذاك لابد أن يكتسب خبرة، ويحصل علي خبرة يضيفها إلي خبراته وتجاربه لكي ينتفع بها في مستقبل حياته.
ويضرب فضيلته مثلاً عندما كان في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1955 1959 مسئولاً عن المركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، وكيف دعا الرئيس الأمريكي أيزنهاور لزيارة المركز الإسلامي عند افتتاحه، واستجاب الرئيس الأمريكي لذلك وحدد موعداً للزيارة، وكانت هناك المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز بجانب الصراع بين أعضاء مجلس الإدارة نفسه، حيث يتسابق الكل ليكون رئيساً لمجلس الإدارة حتي يمكنه استقبال أيزنهاور معي.
ويقول الإمام الأكبر:
وقد حللنا هذا الإشكال الداخلي بأن أرجأنا مشكلة المجلس إلي ما بعد الزيارة، علي أن يكون في استقبال الرئيس الأمريكي معي سفير السعودية وسفير باكستان.
ولكن ظهرت مشكلة حساسة كانت تغذيها وتقودها بعض المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز، وهي هل يدخل أيزنهاور المسجد التابع للمركز الإسلامي حافي القدمين تبعاً لتقاليد الإسلام أم يدخل المسجد بالحذاء؟!
وكان الملك سعود رحمه الله في زيارة لواشنطن فزار المركز وصلي به جمعة من الجمعات، ودخل الملك بخف كان يلبسه.
وأخذ المنظمون للحفل يتساءلون هل يدخل الرئيس إيزنهاور بخف كالملك سعود أم لا؟!
ولم يفرقوا بين الخف والحذاء.
وقبيل الافتتاح بأربعة أيام زارنا رئيس البروتوكول في البيت الأبيض، وتحدثنا في موضوع الاحتفال، ونحن خارجون، وضع ذراعه في ذراعي ونحن نمر بحديقة المركز، ثم جاء علي لسانه نفس السؤال: هل من الضروري خلع حذاء الرئيس عند دخول المركز؟!
وأدركت علي الفور أن المشكلة أخذت شكلاً جاداً..
قلت له: إن الأصل في مساجدنا أن تكون طاهرة نظيفة، وإن كان الرئيس ايزنهاور يؤذي صحياً من خلع حذائه بأن يصاب ببرد أو نحو ذلك، فنحن لا نرضي أن نسبب له متاعب صحية، وقد أحضرنا له غطاء يلبسه في حذائه قبل أن يدخل المسجد، أما إن كان لا يخشي شيئا من ذلك ففي نظري أن يخلع حذاءه كما يخلع المسلمون أحذيتهم أمام مساجدهم.
واستطرد الإمام الأكبر متابعاً حديثه :
وأحضرت سكرتيرة المركز الأغطية الجوخية الخضراء، فقال رئيس البروتوكول: سأرد عليكم.
وفي اليوم التالي أخبرنا بأن الرئيس سيدخل المسجد بلا حذاء.
وعند الافتتاح كانت كاميرات العالم تركز علي قدم الرئيس ايزنهاور!
نجيب محفوظ
والخلود الأدبي
في الذكري الثامنة لرحيل عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ يتداعي إلي ذهني العديد من الذكريات حول هذه الشخصية الآسرة، كما يتداعي إلي ذهني ما قرأته له وعنه مما يثير في النفس الإعجاب به، والفخر بأنني حاورته كثيراً وعاصرته.. وعندما نال جائزة نوبل أرهقته كثرة الأحاديث معه عالمياً ومحلياً حتي خيل إليّ أنه ضاق ذرعاً من كثرة ملاحقته من الصحف الأجنبية والمصرية، وطلب مني رئيس تحرير »آخر ساعة»‬ حينئذ الأستاذ محمد وجدي قنديل ضرورة إجراء حوار معه لينشر في نفس الأسبوع الذي نال فيه الجائزة، ولم يكن أمامي إلا أن أنتظره عند باب منزله قبيل شروق الشمس، ومعي الزميل المصور مكرم جاد الكريم.. وكالعادة رحّب بنا الأستاذ.
وأخبرته أن المطلوب أخذ صور له وهو في طريقه إلي مقهاه المفضل في ميدان التحرير، وأن عليه أن يتحملنا بأن نسير بجانبه حتي تشرق الشمس، وابتسم موافقاً، وطلب مني أن أكتب الموضوع من خلال إجاباته عن أسئلتي فيما سبق أن أجريت معه من حوارات.!
يومها تحدثت معه في موضوعات بعيدة كل البعد عن الأدب والثقافة، وعندما كان لا يعجبه سؤال معين يتظاهر بعدم سماعه، وأتظاهر أنا باقتناعي بأنه لم يسمع السؤال، ولا أعاود الحديث معه حول الموضوع الذي يرفض الحديث عنه.
وقد قفز في ذهني تساؤل: لماذا يكتب نجيب محفوظ، وهل الغرض من كتاباته الخلود الأدبي؟
وهذا السؤال سبق له الإجابة عنه في أحد حواراتي معه، يومها قال الكاتب الكبير:
»‬الخلود في الأدب حلم كما هو حلم في الحياة نفسها.. أما هدفي فقد كان ولايزال هو الوصول إلي قرائي المعاصرين الذين تجمعني وإياهم القضايا المشتركة التي أكتب فيها، وإنني مسلِّم فيما بيني وبين نفسي، بأن يحتمل جداً أن أصير لا شيء في الجيل التالي مباشرة!
وأن هذا أمر طبيعي، وأن علي الفنان ألا يطمح في أكثر من ذلك في هذا العالم الذي يتمخض كل ساعة عن جديد».
قلت له: هل توصلت إلي هذه النظرة إلي الخلود منذ زمن بعيد؟
بابتسامة هادئة قال:
كنت أؤمن بالخلود الذي تسأل عنه من قبل، وكنت أفضل أن أعيش كاتباً خاملاً مجهولاً لو تحقق لي الخلود الأدبي بعد الموت.
أما الآن فإني أؤمن كل الإيمان بالعكس تماماً.
الخلود الأدبي في نظري هو التفاعل بيني وبين قرائي المعاصرين الذين يهمهم ما أكتبه.
وما أكثر الذكريات التي تتداعي إلي خاطري، وأنا أتذكر نجيب محفوظ، ولعل أجمل نقد قرأته عنه هو ما كتبه عنه أديبنا الكبير يحيي حقي.. عن أدبه. وعن شخصيته قال:
نجيب محفوظ لم يكتب فحسب أرقي أنماط الرواية، بل كتب الرواية المصرية منتزعة من الشعب، متتبعة تاريخه وقضاياه، راسمة له مثله الذي يؤمن به نجيب محفوظ.. الليبرالية الديمقراطية والتسامح، وأخيراً الإيمان بالعلم، وتحقق له شرط أساسي وهو أن يكون صادقاً مع نفسه..فهو لم يكتب عن العمال لأنه باعترافه لم يخالطهم، ولا عن القرية لأنه لم يلسعه بعوضها ولم يصب بالبلهارسيا.
من أجل هذه الصفات كلها نال الجائزة العالمية، وما هي إلا تصديق علي استفتاء شعبي، حكم بالإجماع علي أنه كاتب مصر الأول المبدع، وما دخلت دكان قصَّاب أو بقال في حيّنا، إلا ورأيت أصحابه يتهللون من الفرح، ففرحت واستبشرت بأن هموم الثقافة أصبحت من هم الشعب المصري.
ويقول يحيي حقي عن شخصية نجيب محفوظ:
لم أر رجلاً مثله يجمع بين التحفظ أشد التحفظ والسماحة أجمل السماحة.. جاد في كتاباته أشد الجد، فكه في مجالسه أشهي الفكاهة.. لم أسمعه قط يستنقص أن يذم أو يغتاب أحداً.. من أكبر نعم الله عليَّ أنني فزت بصداقته.
هذا هو نجيب محفوظ.. كاتباً وأديباً.. وإنساناً.. إنه يمثل قسمة الوجه للأدب العربي والثقافة المصرية.. رحمه الله.
الحب في المنفي
قرأت كثيراً عن الثورة الفرنسية، وما أحدثته من تغيرات هائلة داخل فرنسا وفي القارة الأوروبية وفي العالم.. وقرأت كثيراً عن نابليون بونابرت وعبقريته العسكرية وطموحاته الشخصية، وغرامياته أيضاً.
وقرأت كثيراً عن الحملة الفرنسية التي قادها نابليون علي مصر، واحتلاله لبلادنا، وما أعقب ذلك من ثورات شعبية ضد الاحتلال، وطريقة حكم نابليون لمصر ومعاملته للمصريين، وإيجابيات وسلبيات هذه الحملة علي مستقبل مصر.
لقد رجع نابليون إلي فرنسا ليحقق أحلامه وطموحاته التوسعية، وترك كليبر ليحل محله في مصر، وقتل كليبر علي يد سليمان الحلبي، وبعده تولي »‬مينو» قيادة الجيش الفرنسي، وأثناء وجوده في مدينة رشيد، أعلن إسلامه وكان يتردد علي مساجد رشيد، ويؤدي فيها صلاة التراويح في رمضان، ليقنع الأهالي أنه شديد التمسك بإسلامه، عندما كان حاكماً عليها، وتزوج فتاة من رشيد »‬زبيدة» وأنجب منها طفلاً أسماه سليمان!
وكنت أتساءل فيما بيني وبين نفسي هل أسلم بالفعل؟ وما مصير هذا الزواج بعد انسحاب الحملة الفرنسية من مصر؟
أسئلة حائزة ومحيرة لم أعرف الإجابة عنها إلا بعد أن قرأت ما كتبه مؤرخنا الكبير عبدالرحمن الرافعي في كتابه »‬مصر المجاهدة في العصر الحديث» والكتاب يتضمن كفاح شعب مصر من عهد الحملة الفرنسية إلي ولاية محمد علي باشا.
وتحدث فيه عن مسألة إسلام مينو وزواجه.. وكيف تزوج من سيدة مصرية عندما كان حاكماً لرشيد، وهي السيدة زبيدة كريمة السيد محمد البواب أحد أعيان رشيد، وكانت مطلقة سليم أغا نعمة الله، وتم عقد زواجهما في وثيقة شرعية تضمنت اعتناقه الإسلام وزواجه بالسيدة المذكورة، وتسمي »‬منو» في وثيقة الزواج باسم »‬عبدالله باشا منو» وهذه الوثيقة مؤرخة في 25 رمضان سنة 1231 »‬يوافق 2 مارس سنة 1799» ومسجلة في دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية وموجودة بها حتي الآن.
ويقول الرافعي بعد أن يحدثنا عن إنجابه لولد في يناير 1801 أسماه »‬سليمان مراد جاك منو».. وأنها ظلت في رشيد بعد أن تولي زوجها القيادة العامة للجيش الفرنسي وظلت بها إلي أن احتلها الأتراك والانجليز، فخرجت في صحبة أخيها لأمها السيد علي الحمامي، وانتقل بها إلي الرحمانية، ولما احتلها الحلفاء قدم بها إلي مصر، فدخلاها في أوائل محرم سنة 1236، ونزلا بدار القائد العام بالأزبكية، ثم انتقلا إلي القلعة ليكونا بمأمن من الاضطرابات، وكان »‬منو» وقتئذ بالاسكندرية. ويقول الرافعي:
وبقيت السيدة زبيدة وابنها وحاشيتها بالقاهرة إلي أن أبرم الجنرال بليار شروط التسليم، وتم جلاء الفرنسيين عنها، فأذن لها قائد الجيش الانجليزي بالسفر إلي الاسكندرية لتلحق بزوجها، علي أن »‬منو» طلب الإذن لها بالسفر إلي فرنسا، فرحلت إليها علي إحدي السفن التي أقلت الجنرال »‬بليار».. ولما جلا الجيش الفرنسي عن الاسكندرية، ووصل منو إلي فرنسا التقي بزوجته هناك وظلت في عصمته.
ويقول الرافعي:
علي أنه يؤخذ من الوثائق والمراجع الصحيحة أن »‬منو» قد أساء معاملة زوجته المصرية، وتنكر لها وهجرها في تورينو بإيطاليا، وأبدل بها بعض الراقصات، واتخذهن خليلات وتركها تعاني غصص العيش وغضاضة الهجر إلي أن توفيت بها!!
تراتيل الغضب
الشعر ضرورة من ضرورات الحياة.. إنه التعبير المباشر عن الوجدان.. والشاعر الجيد يكون أشبه بالمرآة التي تعكس ما يجري في دنيا الناس، وما يعتمل في وجدان الشاعر من عواطف وأحاسيس يجسدها في قصائد تصل إلي عقل ووجدان المتلقي بسهولة ويسر، فيعطي للقارئ نشوة فنية، تجعل للحياة طعماً ومذاقاً خاصاً.
ونادراً ما أجد مثل هذا الشعر الآن، إلي أن قرأت آخر ديوان صدر للشاعر الكبير أحمد سويلم تحت عنوان »‬تراتيل الغضب» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه يتحدث عن مشاعره أيام ثورة 25 يناير، وشهداء هذه الثورة.. وأحداثها.. بجانب مشاعره كشاعر أمام أمور الحياة.. وتوقفت أمام هذه الكلمات:
لن ننسي كيف تناسي الأفاقون
أن الناس إذا جاعوا غضبوا
وإذا غضبوا ثاروا
وإذا ثاروا.. لعنوا
وإذا لعنوا سلُّوا سيف الغدر
وإذا غدروا لا يوقفهم مدٌّ ولا جزر
وما أجمل الإبحار في ديوان شعر جيد
كلمات مضيئة
إن المثل الأعلي للجمال، هو نفس جميلة في جسد جميل.
تولستوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.