نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    موسكو: الاتحاد الأوروبي سيضطر لمراجعة نهجه في العقوبات ضد روسيا    وزارة الشباب والرياضة تحقق أهداف رؤية مصر 2030 بالقوافل التعليمية المجانية    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    الخارجية القطرية: أمن السعودية ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن قطر    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    أمين البحوث الإسلامية يتفقّد منطقة الوعظ ولجنة الفتوى والمعرض الدائم للكتاب بالمنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
أيزنهاور وافتتاح المركز الإسلامي بواشنطن

بالمنطق وإعمال العقل.. تُحل المشكلات وتتضح الرؤية وتبتعد أشواك الطريق
مازلت أذكر ذلك اليوم البعيد، يوم أردت أن أجري حواراً صحفياً مع شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد عبدالرحمن بيصار، وطلبت منه أن يكون الحوار في عزبته القريبة من مطوبس بكفر الشيخ، حتي لا يكون الموضوع تقليدياً في مكتبه، ووافق الإمام الأكبر وحدد موعداً للذهاب إليه في ريف كفر الشيخ، وكان معي في هذه الرحلة المصور الفنان حسن دياب، ومدير مكتب الإمام: الشيخ موسي محمد علي.
واستقبلنا الإمام الأكبر بحفاوة وتواضع شديدين، وكان رحمه الله يجيد الانجليزية، وقد نال الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية من أدنبرة.
وقبل الحوار معه تحدث عن الفترة التي عاشها في واشنطن مديراً للمركز الثقافي الإسلامي بها، قبل أن يعود إلي مصر ويتدرج في المناصب المهمة حتي أصبح شيخاً للأزهر الشريف وسألته إن كان قد استفاد من وجوده في المجتمع الأمريكي قرابة أربع سنوات، وكان رأيه أنه لم يستفد كثيراً من ناحية الانطباع الأخلاقي أو القيم، وأنه ذهب لتولي هذا المنصب لكي يعرِّف بالفكر الإسلامي، ولكنه استفاد من نمط الحياة الأمريكية المتطور المزدهر.
وقال: ومهما كان التطور والازدهار فهما يشتملان أحياناً علي عناصر لا تتناسب مع قيم الإسلام ومبادئه وأدبه، إذ لا شك أن هناك اختلافاً في النظر إلي الحياة بين التصور الإسلامي والتصور الأمريكي، ولكن الإنسان عندما يكون في موضع المسئولية، فإنه كمن يقف علي منار يستطلع من حوله ومَن حوله، فيكتشف بعض خواص الخير ونواحي الحُسن التي تعجبه، ويكتشف في الوقت نفسه بعض نواحي الشر والقبح التي لا تعجبه، وفي كل عملية اكتشاف لهذا أو ذاك لابد أن يكتسب خبرة، ويحصل علي خبرة يضيفها إلي خبراته وتجاربه لكي ينتفع بها في مستقبل حياته.
ويضرب فضيلته مثلاً عندما كان في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1955 1959 مسئولاً عن المركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، وكيف دعا الرئيس الأمريكي أيزنهاور لزيارة المركز الإسلامي عند افتتاحه، واستجاب الرئيس الأمريكي لذلك وحدد موعداً للزيارة، وكانت هناك المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز بجانب الصراع بين أعضاء مجلس الإدارة نفسه، حيث يتسابق الكل ليكون رئيساً لمجلس الإدارة حتي يمكنه استقبال أيزنهاور معي.
ويقول الإمام الأكبر:
وقد حللنا هذا الإشكال الداخلي بأن أرجأنا مشكلة المجلس إلي ما بعد الزيارة، علي أن يكون في استقبال الرئيس الأمريكي معي سفير السعودية وسفير باكستان.
ولكن ظهرت مشكلة حساسة كانت تغذيها وتقودها بعض المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز، وهي هل يدخل أيزنهاور المسجد التابع للمركز الإسلامي حافي القدمين تبعاً لتقاليد الإسلام أم يدخل المسجد بالحذاء؟!
وكان الملك سعود رحمه الله في زيارة لواشنطن فزار المركز وصلي به جمعة من الجمعات، ودخل الملك بخف كان يلبسه.
وأخذ المنظمون للحفل يتساءلون هل يدخل الرئيس إيزنهاور بخف كالملك سعود أم لا؟!
ولم يفرقوا بين الخف والحذاء.
وقبيل الافتتاح بأربعة أيام زارنا رئيس البروتوكول في البيت الأبيض، وتحدثنا في موضوع الاحتفال، ونحن خارجون، وضع ذراعه في ذراعي ونحن نمر بحديقة المركز، ثم جاء علي لسانه نفس السؤال: هل من الضروري خلع حذاء الرئيس عند دخول المركز؟!
وأدركت علي الفور أن المشكلة أخذت شكلاً جاداً..
قلت له: إن الأصل في مساجدنا أن تكون طاهرة نظيفة، وإن كان الرئيس ايزنهاور يؤذي صحياً من خلع حذائه بأن يصاب ببرد أو نحو ذلك، فنحن لا نرضي أن نسبب له متاعب صحية، وقد أحضرنا له غطاء يلبسه في حذائه قبل أن يدخل المسجد، أما إن كان لا يخشي شيئا من ذلك ففي نظري أن يخلع حذاءه كما يخلع المسلمون أحذيتهم أمام مساجدهم.
واستطرد الإمام الأكبر متابعاً حديثه :
وأحضرت سكرتيرة المركز الأغطية الجوخية الخضراء، فقال رئيس البروتوكول: سأرد عليكم.
وفي اليوم التالي أخبرنا بأن الرئيس سيدخل المسجد بلا حذاء.
وعند الافتتاح كانت كاميرات العالم تركز علي قدم الرئيس ايزنهاور!
نجيب محفوظ
والخلود الأدبي
في الذكري الثامنة لرحيل عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ يتداعي إلي ذهني العديد من الذكريات حول هذه الشخصية الآسرة، كما يتداعي إلي ذهني ما قرأته له وعنه مما يثير في النفس الإعجاب به، والفخر بأنني حاورته كثيراً وعاصرته.. وعندما نال جائزة نوبل أرهقته كثرة الأحاديث معه عالمياً ومحلياً حتي خيل إليّ أنه ضاق ذرعاً من كثرة ملاحقته من الصحف الأجنبية والمصرية، وطلب مني رئيس تحرير »آخر ساعة»‬ حينئذ الأستاذ محمد وجدي قنديل ضرورة إجراء حوار معه لينشر في نفس الأسبوع الذي نال فيه الجائزة، ولم يكن أمامي إلا أن أنتظره عند باب منزله قبيل شروق الشمس، ومعي الزميل المصور مكرم جاد الكريم.. وكالعادة رحّب بنا الأستاذ.
وأخبرته أن المطلوب أخذ صور له وهو في طريقه إلي مقهاه المفضل في ميدان التحرير، وأن عليه أن يتحملنا بأن نسير بجانبه حتي تشرق الشمس، وابتسم موافقاً، وطلب مني أن أكتب الموضوع من خلال إجاباته عن أسئلتي فيما سبق أن أجريت معه من حوارات.!
يومها تحدثت معه في موضوعات بعيدة كل البعد عن الأدب والثقافة، وعندما كان لا يعجبه سؤال معين يتظاهر بعدم سماعه، وأتظاهر أنا باقتناعي بأنه لم يسمع السؤال، ولا أعاود الحديث معه حول الموضوع الذي يرفض الحديث عنه.
وقد قفز في ذهني تساؤل: لماذا يكتب نجيب محفوظ، وهل الغرض من كتاباته الخلود الأدبي؟
وهذا السؤال سبق له الإجابة عنه في أحد حواراتي معه، يومها قال الكاتب الكبير:
»‬الخلود في الأدب حلم كما هو حلم في الحياة نفسها.. أما هدفي فقد كان ولايزال هو الوصول إلي قرائي المعاصرين الذين تجمعني وإياهم القضايا المشتركة التي أكتب فيها، وإنني مسلِّم فيما بيني وبين نفسي، بأن يحتمل جداً أن أصير لا شيء في الجيل التالي مباشرة!
وأن هذا أمر طبيعي، وأن علي الفنان ألا يطمح في أكثر من ذلك في هذا العالم الذي يتمخض كل ساعة عن جديد».
قلت له: هل توصلت إلي هذه النظرة إلي الخلود منذ زمن بعيد؟
بابتسامة هادئة قال:
كنت أؤمن بالخلود الذي تسأل عنه من قبل، وكنت أفضل أن أعيش كاتباً خاملاً مجهولاً لو تحقق لي الخلود الأدبي بعد الموت.
أما الآن فإني أؤمن كل الإيمان بالعكس تماماً.
الخلود الأدبي في نظري هو التفاعل بيني وبين قرائي المعاصرين الذين يهمهم ما أكتبه.
وما أكثر الذكريات التي تتداعي إلي خاطري، وأنا أتذكر نجيب محفوظ، ولعل أجمل نقد قرأته عنه هو ما كتبه عنه أديبنا الكبير يحيي حقي.. عن أدبه. وعن شخصيته قال:
نجيب محفوظ لم يكتب فحسب أرقي أنماط الرواية، بل كتب الرواية المصرية منتزعة من الشعب، متتبعة تاريخه وقضاياه، راسمة له مثله الذي يؤمن به نجيب محفوظ.. الليبرالية الديمقراطية والتسامح، وأخيراً الإيمان بالعلم، وتحقق له شرط أساسي وهو أن يكون صادقاً مع نفسه..فهو لم يكتب عن العمال لأنه باعترافه لم يخالطهم، ولا عن القرية لأنه لم يلسعه بعوضها ولم يصب بالبلهارسيا.
من أجل هذه الصفات كلها نال الجائزة العالمية، وما هي إلا تصديق علي استفتاء شعبي، حكم بالإجماع علي أنه كاتب مصر الأول المبدع، وما دخلت دكان قصَّاب أو بقال في حيّنا، إلا ورأيت أصحابه يتهللون من الفرح، ففرحت واستبشرت بأن هموم الثقافة أصبحت من هم الشعب المصري.
ويقول يحيي حقي عن شخصية نجيب محفوظ:
لم أر رجلاً مثله يجمع بين التحفظ أشد التحفظ والسماحة أجمل السماحة.. جاد في كتاباته أشد الجد، فكه في مجالسه أشهي الفكاهة.. لم أسمعه قط يستنقص أن يذم أو يغتاب أحداً.. من أكبر نعم الله عليَّ أنني فزت بصداقته.
هذا هو نجيب محفوظ.. كاتباً وأديباً.. وإنساناً.. إنه يمثل قسمة الوجه للأدب العربي والثقافة المصرية.. رحمه الله.
الحب في المنفي
قرأت كثيراً عن الثورة الفرنسية، وما أحدثته من تغيرات هائلة داخل فرنسا وفي القارة الأوروبية وفي العالم.. وقرأت كثيراً عن نابليون بونابرت وعبقريته العسكرية وطموحاته الشخصية، وغرامياته أيضاً.
وقرأت كثيراً عن الحملة الفرنسية التي قادها نابليون علي مصر، واحتلاله لبلادنا، وما أعقب ذلك من ثورات شعبية ضد الاحتلال، وطريقة حكم نابليون لمصر ومعاملته للمصريين، وإيجابيات وسلبيات هذه الحملة علي مستقبل مصر.
لقد رجع نابليون إلي فرنسا ليحقق أحلامه وطموحاته التوسعية، وترك كليبر ليحل محله في مصر، وقتل كليبر علي يد سليمان الحلبي، وبعده تولي »‬مينو» قيادة الجيش الفرنسي، وأثناء وجوده في مدينة رشيد، أعلن إسلامه وكان يتردد علي مساجد رشيد، ويؤدي فيها صلاة التراويح في رمضان، ليقنع الأهالي أنه شديد التمسك بإسلامه، عندما كان حاكماً عليها، وتزوج فتاة من رشيد »‬زبيدة» وأنجب منها طفلاً أسماه سليمان!
وكنت أتساءل فيما بيني وبين نفسي هل أسلم بالفعل؟ وما مصير هذا الزواج بعد انسحاب الحملة الفرنسية من مصر؟
أسئلة حائزة ومحيرة لم أعرف الإجابة عنها إلا بعد أن قرأت ما كتبه مؤرخنا الكبير عبدالرحمن الرافعي في كتابه »‬مصر المجاهدة في العصر الحديث» والكتاب يتضمن كفاح شعب مصر من عهد الحملة الفرنسية إلي ولاية محمد علي باشا.
وتحدث فيه عن مسألة إسلام مينو وزواجه.. وكيف تزوج من سيدة مصرية عندما كان حاكماً لرشيد، وهي السيدة زبيدة كريمة السيد محمد البواب أحد أعيان رشيد، وكانت مطلقة سليم أغا نعمة الله، وتم عقد زواجهما في وثيقة شرعية تضمنت اعتناقه الإسلام وزواجه بالسيدة المذكورة، وتسمي »‬منو» في وثيقة الزواج باسم »‬عبدالله باشا منو» وهذه الوثيقة مؤرخة في 25 رمضان سنة 1231 »‬يوافق 2 مارس سنة 1799» ومسجلة في دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية وموجودة بها حتي الآن.
ويقول الرافعي بعد أن يحدثنا عن إنجابه لولد في يناير 1801 أسماه »‬سليمان مراد جاك منو».. وأنها ظلت في رشيد بعد أن تولي زوجها القيادة العامة للجيش الفرنسي وظلت بها إلي أن احتلها الأتراك والانجليز، فخرجت في صحبة أخيها لأمها السيد علي الحمامي، وانتقل بها إلي الرحمانية، ولما احتلها الحلفاء قدم بها إلي مصر، فدخلاها في أوائل محرم سنة 1236، ونزلا بدار القائد العام بالأزبكية، ثم انتقلا إلي القلعة ليكونا بمأمن من الاضطرابات، وكان »‬منو» وقتئذ بالاسكندرية. ويقول الرافعي:
وبقيت السيدة زبيدة وابنها وحاشيتها بالقاهرة إلي أن أبرم الجنرال بليار شروط التسليم، وتم جلاء الفرنسيين عنها، فأذن لها قائد الجيش الانجليزي بالسفر إلي الاسكندرية لتلحق بزوجها، علي أن »‬منو» طلب الإذن لها بالسفر إلي فرنسا، فرحلت إليها علي إحدي السفن التي أقلت الجنرال »‬بليار».. ولما جلا الجيش الفرنسي عن الاسكندرية، ووصل منو إلي فرنسا التقي بزوجته هناك وظلت في عصمته.
ويقول الرافعي:
علي أنه يؤخذ من الوثائق والمراجع الصحيحة أن »‬منو» قد أساء معاملة زوجته المصرية، وتنكر لها وهجرها في تورينو بإيطاليا، وأبدل بها بعض الراقصات، واتخذهن خليلات وتركها تعاني غصص العيش وغضاضة الهجر إلي أن توفيت بها!!
تراتيل الغضب
الشعر ضرورة من ضرورات الحياة.. إنه التعبير المباشر عن الوجدان.. والشاعر الجيد يكون أشبه بالمرآة التي تعكس ما يجري في دنيا الناس، وما يعتمل في وجدان الشاعر من عواطف وأحاسيس يجسدها في قصائد تصل إلي عقل ووجدان المتلقي بسهولة ويسر، فيعطي للقارئ نشوة فنية، تجعل للحياة طعماً ومذاقاً خاصاً.
ونادراً ما أجد مثل هذا الشعر الآن، إلي أن قرأت آخر ديوان صدر للشاعر الكبير أحمد سويلم تحت عنوان »‬تراتيل الغضب» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه يتحدث عن مشاعره أيام ثورة 25 يناير، وشهداء هذه الثورة.. وأحداثها.. بجانب مشاعره كشاعر أمام أمور الحياة.. وتوقفت أمام هذه الكلمات:
لن ننسي كيف تناسي الأفاقون
أن الناس إذا جاعوا غضبوا
وإذا غضبوا ثاروا
وإذا ثاروا.. لعنوا
وإذا لعنوا سلُّوا سيف الغدر
وإذا غدروا لا يوقفهم مدٌّ ولا جزر
وما أجمل الإبحار في ديوان شعر جيد
كلمات مضيئة
إن المثل الأعلي للجمال، هو نفس جميلة في جسد جميل.
تولستوي
بالمنطق وإعمال العقل.. تُحل المشكلات وتتضح الرؤية وتبتعد أشواك الطريق
مازلت أذكر ذلك اليوم البعيد، يوم أردت أن أجري حواراً صحفياً مع شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد عبدالرحمن بيصار، وطلبت منه أن يكون الحوار في عزبته القريبة من مطوبس بكفر الشيخ، حتي لا يكون الموضوع تقليدياً في مكتبه، ووافق الإمام الأكبر وحدد موعداً للذهاب إليه في ريف كفر الشيخ، وكان معي في هذه الرحلة المصور الفنان حسن دياب، ومدير مكتب الإمام: الشيخ موسي محمد علي.
واستقبلنا الإمام الأكبر بحفاوة وتواضع شديدين، وكان رحمه الله يجيد الانجليزية، وقد نال الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية من أدنبرة.
وقبل الحوار معه تحدث عن الفترة التي عاشها في واشنطن مديراً للمركز الثقافي الإسلامي بها، قبل أن يعود إلي مصر ويتدرج في المناصب المهمة حتي أصبح شيخاً للأزهر الشريف وسألته إن كان قد استفاد من وجوده في المجتمع الأمريكي قرابة أربع سنوات، وكان رأيه أنه لم يستفد كثيراً من ناحية الانطباع الأخلاقي أو القيم، وأنه ذهب لتولي هذا المنصب لكي يعرِّف بالفكر الإسلامي، ولكنه استفاد من نمط الحياة الأمريكية المتطور المزدهر.
وقال: ومهما كان التطور والازدهار فهما يشتملان أحياناً علي عناصر لا تتناسب مع قيم الإسلام ومبادئه وأدبه، إذ لا شك أن هناك اختلافاً في النظر إلي الحياة بين التصور الإسلامي والتصور الأمريكي، ولكن الإنسان عندما يكون في موضع المسئولية، فإنه كمن يقف علي منار يستطلع من حوله ومَن حوله، فيكتشف بعض خواص الخير ونواحي الحُسن التي تعجبه، ويكتشف في الوقت نفسه بعض نواحي الشر والقبح التي لا تعجبه، وفي كل عملية اكتشاف لهذا أو ذاك لابد أن يكتسب خبرة، ويحصل علي خبرة يضيفها إلي خبراته وتجاربه لكي ينتفع بها في مستقبل حياته.
ويضرب فضيلته مثلاً عندما كان في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1955 1959 مسئولاً عن المركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، وكيف دعا الرئيس الأمريكي أيزنهاور لزيارة المركز الإسلامي عند افتتاحه، واستجاب الرئيس الأمريكي لذلك وحدد موعداً للزيارة، وكانت هناك المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز بجانب الصراع بين أعضاء مجلس الإدارة نفسه، حيث يتسابق الكل ليكون رئيساً لمجلس الإدارة حتي يمكنه استقبال أيزنهاور معي.
ويقول الإمام الأكبر:
وقد حللنا هذا الإشكال الداخلي بأن أرجأنا مشكلة المجلس إلي ما بعد الزيارة، علي أن يكون في استقبال الرئيس الأمريكي معي سفير السعودية وسفير باكستان.
ولكن ظهرت مشكلة حساسة كانت تغذيها وتقودها بعض المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز، وهي هل يدخل أيزنهاور المسجد التابع للمركز الإسلامي حافي القدمين تبعاً لتقاليد الإسلام أم يدخل المسجد بالحذاء؟!
وكان الملك سعود رحمه الله في زيارة لواشنطن فزار المركز وصلي به جمعة من الجمعات، ودخل الملك بخف كان يلبسه.
وأخذ المنظمون للحفل يتساءلون هل يدخل الرئيس إيزنهاور بخف كالملك سعود أم لا؟!
ولم يفرقوا بين الخف والحذاء.
وقبيل الافتتاح بأربعة أيام زارنا رئيس البروتوكول في البيت الأبيض، وتحدثنا في موضوع الاحتفال، ونحن خارجون، وضع ذراعه في ذراعي ونحن نمر بحديقة المركز، ثم جاء علي لسانه نفس السؤال: هل من الضروري خلع حذاء الرئيس عند دخول المركز؟!
وأدركت علي الفور أن المشكلة أخذت شكلاً جاداً..
قلت له: إن الأصل في مساجدنا أن تكون طاهرة نظيفة، وإن كان الرئيس ايزنهاور يؤذي صحياً من خلع حذائه بأن يصاب ببرد أو نحو ذلك، فنحن لا نرضي أن نسبب له متاعب صحية، وقد أحضرنا له غطاء يلبسه في حذائه قبل أن يدخل المسجد، أما إن كان لا يخشي شيئا من ذلك ففي نظري أن يخلع حذاءه كما يخلع المسلمون أحذيتهم أمام مساجدهم.
واستطرد الإمام الأكبر متابعاً حديثه :
وأحضرت سكرتيرة المركز الأغطية الجوخية الخضراء، فقال رئيس البروتوكول: سأرد عليكم.
وفي اليوم التالي أخبرنا بأن الرئيس سيدخل المسجد بلا حذاء.
وعند الافتتاح كانت كاميرات العالم تركز علي قدم الرئيس ايزنهاور!
نجيب محفوظ
والخلود الأدبي
في الذكري الثامنة لرحيل عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ يتداعي إلي ذهني العديد من الذكريات حول هذه الشخصية الآسرة، كما يتداعي إلي ذهني ما قرأته له وعنه مما يثير في النفس الإعجاب به، والفخر بأنني حاورته كثيراً وعاصرته.. وعندما نال جائزة نوبل أرهقته كثرة الأحاديث معه عالمياً ومحلياً حتي خيل إليّ أنه ضاق ذرعاً من كثرة ملاحقته من الصحف الأجنبية والمصرية، وطلب مني رئيس تحرير »آخر ساعة»‬ حينئذ الأستاذ محمد وجدي قنديل ضرورة إجراء حوار معه لينشر في نفس الأسبوع الذي نال فيه الجائزة، ولم يكن أمامي إلا أن أنتظره عند باب منزله قبيل شروق الشمس، ومعي الزميل المصور مكرم جاد الكريم.. وكالعادة رحّب بنا الأستاذ.
وأخبرته أن المطلوب أخذ صور له وهو في طريقه إلي مقهاه المفضل في ميدان التحرير، وأن عليه أن يتحملنا بأن نسير بجانبه حتي تشرق الشمس، وابتسم موافقاً، وطلب مني أن أكتب الموضوع من خلال إجاباته عن أسئلتي فيما سبق أن أجريت معه من حوارات.!
يومها تحدثت معه في موضوعات بعيدة كل البعد عن الأدب والثقافة، وعندما كان لا يعجبه سؤال معين يتظاهر بعدم سماعه، وأتظاهر أنا باقتناعي بأنه لم يسمع السؤال، ولا أعاود الحديث معه حول الموضوع الذي يرفض الحديث عنه.
وقد قفز في ذهني تساؤل: لماذا يكتب نجيب محفوظ، وهل الغرض من كتاباته الخلود الأدبي؟
وهذا السؤال سبق له الإجابة عنه في أحد حواراتي معه، يومها قال الكاتب الكبير:
»‬الخلود في الأدب حلم كما هو حلم في الحياة نفسها.. أما هدفي فقد كان ولايزال هو الوصول إلي قرائي المعاصرين الذين تجمعني وإياهم القضايا المشتركة التي أكتب فيها، وإنني مسلِّم فيما بيني وبين نفسي، بأن يحتمل جداً أن أصير لا شيء في الجيل التالي مباشرة!
وأن هذا أمر طبيعي، وأن علي الفنان ألا يطمح في أكثر من ذلك في هذا العالم الذي يتمخض كل ساعة عن جديد».
قلت له: هل توصلت إلي هذه النظرة إلي الخلود منذ زمن بعيد؟
بابتسامة هادئة قال:
كنت أؤمن بالخلود الذي تسأل عنه من قبل، وكنت أفضل أن أعيش كاتباً خاملاً مجهولاً لو تحقق لي الخلود الأدبي بعد الموت.
أما الآن فإني أؤمن كل الإيمان بالعكس تماماً.
الخلود الأدبي في نظري هو التفاعل بيني وبين قرائي المعاصرين الذين يهمهم ما أكتبه.
وما أكثر الذكريات التي تتداعي إلي خاطري، وأنا أتذكر نجيب محفوظ، ولعل أجمل نقد قرأته عنه هو ما كتبه عنه أديبنا الكبير يحيي حقي.. عن أدبه. وعن شخصيته قال:
نجيب محفوظ لم يكتب فحسب أرقي أنماط الرواية، بل كتب الرواية المصرية منتزعة من الشعب، متتبعة تاريخه وقضاياه، راسمة له مثله الذي يؤمن به نجيب محفوظ.. الليبرالية الديمقراطية والتسامح، وأخيراً الإيمان بالعلم، وتحقق له شرط أساسي وهو أن يكون صادقاً مع نفسه..فهو لم يكتب عن العمال لأنه باعترافه لم يخالطهم، ولا عن القرية لأنه لم يلسعه بعوضها ولم يصب بالبلهارسيا.
من أجل هذه الصفات كلها نال الجائزة العالمية، وما هي إلا تصديق علي استفتاء شعبي، حكم بالإجماع علي أنه كاتب مصر الأول المبدع، وما دخلت دكان قصَّاب أو بقال في حيّنا، إلا ورأيت أصحابه يتهللون من الفرح، ففرحت واستبشرت بأن هموم الثقافة أصبحت من هم الشعب المصري.
ويقول يحيي حقي عن شخصية نجيب محفوظ:
لم أر رجلاً مثله يجمع بين التحفظ أشد التحفظ والسماحة أجمل السماحة.. جاد في كتاباته أشد الجد، فكه في مجالسه أشهي الفكاهة.. لم أسمعه قط يستنقص أن يذم أو يغتاب أحداً.. من أكبر نعم الله عليَّ أنني فزت بصداقته.
هذا هو نجيب محفوظ.. كاتباً وأديباً.. وإنساناً.. إنه يمثل قسمة الوجه للأدب العربي والثقافة المصرية.. رحمه الله.
الحب في المنفي
قرأت كثيراً عن الثورة الفرنسية، وما أحدثته من تغيرات هائلة داخل فرنسا وفي القارة الأوروبية وفي العالم.. وقرأت كثيراً عن نابليون بونابرت وعبقريته العسكرية وطموحاته الشخصية، وغرامياته أيضاً.
وقرأت كثيراً عن الحملة الفرنسية التي قادها نابليون علي مصر، واحتلاله لبلادنا، وما أعقب ذلك من ثورات شعبية ضد الاحتلال، وطريقة حكم نابليون لمصر ومعاملته للمصريين، وإيجابيات وسلبيات هذه الحملة علي مستقبل مصر.
لقد رجع نابليون إلي فرنسا ليحقق أحلامه وطموحاته التوسعية، وترك كليبر ليحل محله في مصر، وقتل كليبر علي يد سليمان الحلبي، وبعده تولي »‬مينو» قيادة الجيش الفرنسي، وأثناء وجوده في مدينة رشيد، أعلن إسلامه وكان يتردد علي مساجد رشيد، ويؤدي فيها صلاة التراويح في رمضان، ليقنع الأهالي أنه شديد التمسك بإسلامه، عندما كان حاكماً عليها، وتزوج فتاة من رشيد »‬زبيدة» وأنجب منها طفلاً أسماه سليمان!
وكنت أتساءل فيما بيني وبين نفسي هل أسلم بالفعل؟ وما مصير هذا الزواج بعد انسحاب الحملة الفرنسية من مصر؟
أسئلة حائزة ومحيرة لم أعرف الإجابة عنها إلا بعد أن قرأت ما كتبه مؤرخنا الكبير عبدالرحمن الرافعي في كتابه »‬مصر المجاهدة في العصر الحديث» والكتاب يتضمن كفاح شعب مصر من عهد الحملة الفرنسية إلي ولاية محمد علي باشا.
وتحدث فيه عن مسألة إسلام مينو وزواجه.. وكيف تزوج من سيدة مصرية عندما كان حاكماً لرشيد، وهي السيدة زبيدة كريمة السيد محمد البواب أحد أعيان رشيد، وكانت مطلقة سليم أغا نعمة الله، وتم عقد زواجهما في وثيقة شرعية تضمنت اعتناقه الإسلام وزواجه بالسيدة المذكورة، وتسمي »‬منو» في وثيقة الزواج باسم »‬عبدالله باشا منو» وهذه الوثيقة مؤرخة في 25 رمضان سنة 1231 »‬يوافق 2 مارس سنة 1799» ومسجلة في دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية وموجودة بها حتي الآن.
ويقول الرافعي بعد أن يحدثنا عن إنجابه لولد في يناير 1801 أسماه »‬سليمان مراد جاك منو».. وأنها ظلت في رشيد بعد أن تولي زوجها القيادة العامة للجيش الفرنسي وظلت بها إلي أن احتلها الأتراك والانجليز، فخرجت في صحبة أخيها لأمها السيد علي الحمامي، وانتقل بها إلي الرحمانية، ولما احتلها الحلفاء قدم بها إلي مصر، فدخلاها في أوائل محرم سنة 1236، ونزلا بدار القائد العام بالأزبكية، ثم انتقلا إلي القلعة ليكونا بمأمن من الاضطرابات، وكان »‬منو» وقتئذ بالاسكندرية. ويقول الرافعي:
وبقيت السيدة زبيدة وابنها وحاشيتها بالقاهرة إلي أن أبرم الجنرال بليار شروط التسليم، وتم جلاء الفرنسيين عنها، فأذن لها قائد الجيش الانجليزي بالسفر إلي الاسكندرية لتلحق بزوجها، علي أن »‬منو» طلب الإذن لها بالسفر إلي فرنسا، فرحلت إليها علي إحدي السفن التي أقلت الجنرال »‬بليار».. ولما جلا الجيش الفرنسي عن الاسكندرية، ووصل منو إلي فرنسا التقي بزوجته هناك وظلت في عصمته.
ويقول الرافعي:
علي أنه يؤخذ من الوثائق والمراجع الصحيحة أن »‬منو» قد أساء معاملة زوجته المصرية، وتنكر لها وهجرها في تورينو بإيطاليا، وأبدل بها بعض الراقصات، واتخذهن خليلات وتركها تعاني غصص العيش وغضاضة الهجر إلي أن توفيت بها!!
تراتيل الغضب
الشعر ضرورة من ضرورات الحياة.. إنه التعبير المباشر عن الوجدان.. والشاعر الجيد يكون أشبه بالمرآة التي تعكس ما يجري في دنيا الناس، وما يعتمل في وجدان الشاعر من عواطف وأحاسيس يجسدها في قصائد تصل إلي عقل ووجدان المتلقي بسهولة ويسر، فيعطي للقارئ نشوة فنية، تجعل للحياة طعماً ومذاقاً خاصاً.
ونادراً ما أجد مثل هذا الشعر الآن، إلي أن قرأت آخر ديوان صدر للشاعر الكبير أحمد سويلم تحت عنوان »‬تراتيل الغضب» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه يتحدث عن مشاعره أيام ثورة 25 يناير، وشهداء هذه الثورة.. وأحداثها.. بجانب مشاعره كشاعر أمام أمور الحياة.. وتوقفت أمام هذه الكلمات:
لن ننسي كيف تناسي الأفاقون
أن الناس إذا جاعوا غضبوا
وإذا غضبوا ثاروا
وإذا ثاروا.. لعنوا
وإذا لعنوا سلُّوا سيف الغدر
وإذا غدروا لا يوقفهم مدٌّ ولا جزر
وما أجمل الإبحار في ديوان شعر جيد
كلمات مضيئة
إن المثل الأعلي للجمال، هو نفس جميلة في جسد جميل.
تولستوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.