الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن تفاصيل إجراء انتخابات مجلس الشيوخ الثلاثاء المقبل    مدارس البترول الحكومية بعد الإعدادية 2025 (الشروط والأوراق المطلوبة)    زيادة التعويضات لضحايا حادث طريق أشمون ل500 ألف جنيه لأسرة كل متوفي    البابا تواضروس الثاني يلتقي وكلاء المطرانيات وأعضاء المجالس الإكليريكية الفرعية (صور)    السيسي يوافق على قرض بقيمة 35 مليون يورو لإنشاء خط سكة حديد الروبيكي    تداول 13 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    انطلاق منتدى مصر الدولى للتعدين 15 يوليو المقبل    ترامب: اتفاق قريب لإنهاء حرب غزة واحتفال مرتقب في البيت الأبيض    بنفيكا يخطط لإنقاذ جواو فيليكس من دكة تشيلسي    مجلة «جون أفريك» تكشف كواليس مطاردات الموساد لعناصر حزب الله في أفريقيا    موعد مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في دور الستة عشر من كأس العالم للأندية    وزيرا الأوقاف والعمل يضعان حجر الأساس لبناء مسجد برأس غارب بتبرع من رجل أعمال    الاحتفاء بمسيرة أحمد الباسوسي في أمسية بقصر الإبداع الفني بأكتوبر    تحت عنوان «عودة الغايب».. فضل شاكر يحيي حفلا غنائيا لأول مرة في قطر يوليو المقبل    إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة    فوائد مشروب الكركم وأفضل طرق لعمله والاستفادة منه    أيامه أصبحت معدودة.. تفاصيل العروض الخارجية لضم وسام أبو علي من الأهلي    سيريس السويدى يترقب الحصول على 10% من إجمالى صفقة بيع وسام أبو علي    قمة برازيلية.. الموعد والقناة الناقلة لمباراة بالميراس وبوتافوجو في كأس العالم للأندية    «عايزين يفجروا أزمة ويضربوا استقرار الأهلي».. إبراهيم المنيسي يفتح النار على عضو مجلس الزمالك    بتكلفة 850 مليون جنيه.. افتتاح وصلة قطار بلقاس - المنصورة بالدقهلية    خرجت بمحض إرادتها.. مصدر أمني يكشف تفاصيل تغيب «فتاة سوهاج»    غلق وتشميع 35 محلا وكافيه غير مرخص فى أسوان    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى فيصل دون إصابات    تجديد حبس عاطل بتهمة سرقة مبلغ مالى من مكان عمله السابق    الحرس الثوري الإيراني: سنرد على أي اعتداء جديد "بشكل مختلف وأشد قوة"    الجيش الروسي يحرر بلدة تشيرفونا زيركا في دونيتسك    فى ذكرى ميلاده.. أبرز مؤلفات عباس العقاد    مدير مركز القدس للدراسات: إسرائيل ترفض أى تهدئة وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة    انطلاق التحضيرات لمهرجان أكاديمية الفنون للعرائس وتعيين إدارة تنفيذية جديدة    أسفار الحج (6)..الصفا والمروة وزهرة اللوتس    عيبك أولى بالإصلاح من عيوب الآخرين    حركة حماس تنعى والد عزت الرشق القيادى بالحركة    وزير الزراعة: الصادرات الزراعية المصرية إلى هولندا 500 مليون دولار    محاضرات وجولات توعية خلال حملة التبرع بالدم في المنيا    بينها «500 ألف طوارئ و100 ألف عملية».. عميد قصر العيني: نستقبل سنويًا 2 مليون مريض    تأجيل محاكمة عاطل قتل نجل زوجته بالسلام إلى جلسة 27 أغسطس    عودة الهضبة وعمرو مصطفى للتعاون الفني.. أبرز ملامح ألبوم عمرو دياب الجديد    شيماء عبد الحميد.. من مدرسة الصنايع إلى كلية الهندسة ثم وداع لا يُحتمل    مديرية الصحة في شمال سيناء تطلق حملة لتعزيز الوعي بأهمية وفوائد نقل الدم    نوران جوهر بعد تتويجها ببطولة العظماء الثمانية: لم يكن لديّ ما أخسره    منظمة أكشن إيد: مراكز توزيع المساعدات تحولت إلى فخ مميت لأهالي غزة    موعد مباراة الهلال القادمة في كأس العالم للأندية بعد الصعود لدور الستة عشر    ضحى همام.. رحلت قبل أن تفرح بنجاحها في الإعدادية    12 أكتوبر.. روبي تحيي حفلا في فرنسا    "كانت بتنشر الغسيل".. مصرع سيدة سقطت من الرابع في قنا    الإنتاج الحربي: الشركات التابعة حققت إيرادات نشاط بنسبة 144% بمعدل نمو بنسبة 44% عن العام الماضي    "الفنية العسكرية" توقع اتفاقين لدعم الابتكار في المسابقة الدولية التاسعة    مصر ترحب باتفاق السلام بين الكونجو الديموقراطية ورواندا    قصة كفاح مهندسي مصر من أجل تحقيق حلم.. 8 سنوات تلخص رحلة إنشاء مصيف مطروح.. 25 مليون جنيه تكلفة المشروع    مصدر فلسطيني مسئول لسكاي نيوز عربية: حماس تضع 4 شروط لقبول صفقة التبادل    السبت 28 يونيو 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع    5 حالات يجوز فيها التعاقد لحالات الضرورة بقانون الخدمة المدنية    مع شروق الشمس.. أفضل الأدعية لبداية يوم جديد    إرادة جيل يطلق أولى دوراته التدريبية لتأهيل المرشحين استعدادا لانتخابات 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 28-6-2025 في محافظة قنا    رسميًا.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة لمحو ذنوب عام كامل    عبداللطيف: الزمالك يحتاج إلى التدعيم في هذه المراكز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
أيزنهاور وافتتاح المركز الإسلامي بواشنطن

بالمنطق وإعمال العقل.. تُحل المشكلات وتتضح الرؤية وتبتعد أشواك الطريق
مازلت أذكر ذلك اليوم البعيد، يوم أردت أن أجري حواراً صحفياً مع شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد عبدالرحمن بيصار، وطلبت منه أن يكون الحوار في عزبته القريبة من مطوبس بكفر الشيخ، حتي لا يكون الموضوع تقليدياً في مكتبه، ووافق الإمام الأكبر وحدد موعداً للذهاب إليه في ريف كفر الشيخ، وكان معي في هذه الرحلة المصور الفنان حسن دياب، ومدير مكتب الإمام: الشيخ موسي محمد علي.
واستقبلنا الإمام الأكبر بحفاوة وتواضع شديدين، وكان رحمه الله يجيد الانجليزية، وقد نال الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية من أدنبرة.
وقبل الحوار معه تحدث عن الفترة التي عاشها في واشنطن مديراً للمركز الثقافي الإسلامي بها، قبل أن يعود إلي مصر ويتدرج في المناصب المهمة حتي أصبح شيخاً للأزهر الشريف وسألته إن كان قد استفاد من وجوده في المجتمع الأمريكي قرابة أربع سنوات، وكان رأيه أنه لم يستفد كثيراً من ناحية الانطباع الأخلاقي أو القيم، وأنه ذهب لتولي هذا المنصب لكي يعرِّف بالفكر الإسلامي، ولكنه استفاد من نمط الحياة الأمريكية المتطور المزدهر.
وقال: ومهما كان التطور والازدهار فهما يشتملان أحياناً علي عناصر لا تتناسب مع قيم الإسلام ومبادئه وأدبه، إذ لا شك أن هناك اختلافاً في النظر إلي الحياة بين التصور الإسلامي والتصور الأمريكي، ولكن الإنسان عندما يكون في موضع المسئولية، فإنه كمن يقف علي منار يستطلع من حوله ومَن حوله، فيكتشف بعض خواص الخير ونواحي الحُسن التي تعجبه، ويكتشف في الوقت نفسه بعض نواحي الشر والقبح التي لا تعجبه، وفي كل عملية اكتشاف لهذا أو ذاك لابد أن يكتسب خبرة، ويحصل علي خبرة يضيفها إلي خبراته وتجاربه لكي ينتفع بها في مستقبل حياته.
ويضرب فضيلته مثلاً عندما كان في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1955 1959 مسئولاً عن المركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، وكيف دعا الرئيس الأمريكي أيزنهاور لزيارة المركز الإسلامي عند افتتاحه، واستجاب الرئيس الأمريكي لذلك وحدد موعداً للزيارة، وكانت هناك المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز بجانب الصراع بين أعضاء مجلس الإدارة نفسه، حيث يتسابق الكل ليكون رئيساً لمجلس الإدارة حتي يمكنه استقبال أيزنهاور معي.
ويقول الإمام الأكبر:
وقد حللنا هذا الإشكال الداخلي بأن أرجأنا مشكلة المجلس إلي ما بعد الزيارة، علي أن يكون في استقبال الرئيس الأمريكي معي سفير السعودية وسفير باكستان.
ولكن ظهرت مشكلة حساسة كانت تغذيها وتقودها بعض المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز، وهي هل يدخل أيزنهاور المسجد التابع للمركز الإسلامي حافي القدمين تبعاً لتقاليد الإسلام أم يدخل المسجد بالحذاء؟!
وكان الملك سعود رحمه الله في زيارة لواشنطن فزار المركز وصلي به جمعة من الجمعات، ودخل الملك بخف كان يلبسه.
وأخذ المنظمون للحفل يتساءلون هل يدخل الرئيس إيزنهاور بخف كالملك سعود أم لا؟!
ولم يفرقوا بين الخف والحذاء.
وقبيل الافتتاح بأربعة أيام زارنا رئيس البروتوكول في البيت الأبيض، وتحدثنا في موضوع الاحتفال، ونحن خارجون، وضع ذراعه في ذراعي ونحن نمر بحديقة المركز، ثم جاء علي لسانه نفس السؤال: هل من الضروري خلع حذاء الرئيس عند دخول المركز؟!
وأدركت علي الفور أن المشكلة أخذت شكلاً جاداً..
قلت له: إن الأصل في مساجدنا أن تكون طاهرة نظيفة، وإن كان الرئيس ايزنهاور يؤذي صحياً من خلع حذائه بأن يصاب ببرد أو نحو ذلك، فنحن لا نرضي أن نسبب له متاعب صحية، وقد أحضرنا له غطاء يلبسه في حذائه قبل أن يدخل المسجد، أما إن كان لا يخشي شيئا من ذلك ففي نظري أن يخلع حذاءه كما يخلع المسلمون أحذيتهم أمام مساجدهم.
واستطرد الإمام الأكبر متابعاً حديثه :
وأحضرت سكرتيرة المركز الأغطية الجوخية الخضراء، فقال رئيس البروتوكول: سأرد عليكم.
وفي اليوم التالي أخبرنا بأن الرئيس سيدخل المسجد بلا حذاء.
وعند الافتتاح كانت كاميرات العالم تركز علي قدم الرئيس ايزنهاور!
نجيب محفوظ
والخلود الأدبي
في الذكري الثامنة لرحيل عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ يتداعي إلي ذهني العديد من الذكريات حول هذه الشخصية الآسرة، كما يتداعي إلي ذهني ما قرأته له وعنه مما يثير في النفس الإعجاب به، والفخر بأنني حاورته كثيراً وعاصرته.. وعندما نال جائزة نوبل أرهقته كثرة الأحاديث معه عالمياً ومحلياً حتي خيل إليّ أنه ضاق ذرعاً من كثرة ملاحقته من الصحف الأجنبية والمصرية، وطلب مني رئيس تحرير »آخر ساعة»‬ حينئذ الأستاذ محمد وجدي قنديل ضرورة إجراء حوار معه لينشر في نفس الأسبوع الذي نال فيه الجائزة، ولم يكن أمامي إلا أن أنتظره عند باب منزله قبيل شروق الشمس، ومعي الزميل المصور مكرم جاد الكريم.. وكالعادة رحّب بنا الأستاذ.
وأخبرته أن المطلوب أخذ صور له وهو في طريقه إلي مقهاه المفضل في ميدان التحرير، وأن عليه أن يتحملنا بأن نسير بجانبه حتي تشرق الشمس، وابتسم موافقاً، وطلب مني أن أكتب الموضوع من خلال إجاباته عن أسئلتي فيما سبق أن أجريت معه من حوارات.!
يومها تحدثت معه في موضوعات بعيدة كل البعد عن الأدب والثقافة، وعندما كان لا يعجبه سؤال معين يتظاهر بعدم سماعه، وأتظاهر أنا باقتناعي بأنه لم يسمع السؤال، ولا أعاود الحديث معه حول الموضوع الذي يرفض الحديث عنه.
وقد قفز في ذهني تساؤل: لماذا يكتب نجيب محفوظ، وهل الغرض من كتاباته الخلود الأدبي؟
وهذا السؤال سبق له الإجابة عنه في أحد حواراتي معه، يومها قال الكاتب الكبير:
»‬الخلود في الأدب حلم كما هو حلم في الحياة نفسها.. أما هدفي فقد كان ولايزال هو الوصول إلي قرائي المعاصرين الذين تجمعني وإياهم القضايا المشتركة التي أكتب فيها، وإنني مسلِّم فيما بيني وبين نفسي، بأن يحتمل جداً أن أصير لا شيء في الجيل التالي مباشرة!
وأن هذا أمر طبيعي، وأن علي الفنان ألا يطمح في أكثر من ذلك في هذا العالم الذي يتمخض كل ساعة عن جديد».
قلت له: هل توصلت إلي هذه النظرة إلي الخلود منذ زمن بعيد؟
بابتسامة هادئة قال:
كنت أؤمن بالخلود الذي تسأل عنه من قبل، وكنت أفضل أن أعيش كاتباً خاملاً مجهولاً لو تحقق لي الخلود الأدبي بعد الموت.
أما الآن فإني أؤمن كل الإيمان بالعكس تماماً.
الخلود الأدبي في نظري هو التفاعل بيني وبين قرائي المعاصرين الذين يهمهم ما أكتبه.
وما أكثر الذكريات التي تتداعي إلي خاطري، وأنا أتذكر نجيب محفوظ، ولعل أجمل نقد قرأته عنه هو ما كتبه عنه أديبنا الكبير يحيي حقي.. عن أدبه. وعن شخصيته قال:
نجيب محفوظ لم يكتب فحسب أرقي أنماط الرواية، بل كتب الرواية المصرية منتزعة من الشعب، متتبعة تاريخه وقضاياه، راسمة له مثله الذي يؤمن به نجيب محفوظ.. الليبرالية الديمقراطية والتسامح، وأخيراً الإيمان بالعلم، وتحقق له شرط أساسي وهو أن يكون صادقاً مع نفسه..فهو لم يكتب عن العمال لأنه باعترافه لم يخالطهم، ولا عن القرية لأنه لم يلسعه بعوضها ولم يصب بالبلهارسيا.
من أجل هذه الصفات كلها نال الجائزة العالمية، وما هي إلا تصديق علي استفتاء شعبي، حكم بالإجماع علي أنه كاتب مصر الأول المبدع، وما دخلت دكان قصَّاب أو بقال في حيّنا، إلا ورأيت أصحابه يتهللون من الفرح، ففرحت واستبشرت بأن هموم الثقافة أصبحت من هم الشعب المصري.
ويقول يحيي حقي عن شخصية نجيب محفوظ:
لم أر رجلاً مثله يجمع بين التحفظ أشد التحفظ والسماحة أجمل السماحة.. جاد في كتاباته أشد الجد، فكه في مجالسه أشهي الفكاهة.. لم أسمعه قط يستنقص أن يذم أو يغتاب أحداً.. من أكبر نعم الله عليَّ أنني فزت بصداقته.
هذا هو نجيب محفوظ.. كاتباً وأديباً.. وإنساناً.. إنه يمثل قسمة الوجه للأدب العربي والثقافة المصرية.. رحمه الله.
الحب في المنفي
قرأت كثيراً عن الثورة الفرنسية، وما أحدثته من تغيرات هائلة داخل فرنسا وفي القارة الأوروبية وفي العالم.. وقرأت كثيراً عن نابليون بونابرت وعبقريته العسكرية وطموحاته الشخصية، وغرامياته أيضاً.
وقرأت كثيراً عن الحملة الفرنسية التي قادها نابليون علي مصر، واحتلاله لبلادنا، وما أعقب ذلك من ثورات شعبية ضد الاحتلال، وطريقة حكم نابليون لمصر ومعاملته للمصريين، وإيجابيات وسلبيات هذه الحملة علي مستقبل مصر.
لقد رجع نابليون إلي فرنسا ليحقق أحلامه وطموحاته التوسعية، وترك كليبر ليحل محله في مصر، وقتل كليبر علي يد سليمان الحلبي، وبعده تولي »‬مينو» قيادة الجيش الفرنسي، وأثناء وجوده في مدينة رشيد، أعلن إسلامه وكان يتردد علي مساجد رشيد، ويؤدي فيها صلاة التراويح في رمضان، ليقنع الأهالي أنه شديد التمسك بإسلامه، عندما كان حاكماً عليها، وتزوج فتاة من رشيد »‬زبيدة» وأنجب منها طفلاً أسماه سليمان!
وكنت أتساءل فيما بيني وبين نفسي هل أسلم بالفعل؟ وما مصير هذا الزواج بعد انسحاب الحملة الفرنسية من مصر؟
أسئلة حائزة ومحيرة لم أعرف الإجابة عنها إلا بعد أن قرأت ما كتبه مؤرخنا الكبير عبدالرحمن الرافعي في كتابه »‬مصر المجاهدة في العصر الحديث» والكتاب يتضمن كفاح شعب مصر من عهد الحملة الفرنسية إلي ولاية محمد علي باشا.
وتحدث فيه عن مسألة إسلام مينو وزواجه.. وكيف تزوج من سيدة مصرية عندما كان حاكماً لرشيد، وهي السيدة زبيدة كريمة السيد محمد البواب أحد أعيان رشيد، وكانت مطلقة سليم أغا نعمة الله، وتم عقد زواجهما في وثيقة شرعية تضمنت اعتناقه الإسلام وزواجه بالسيدة المذكورة، وتسمي »‬منو» في وثيقة الزواج باسم »‬عبدالله باشا منو» وهذه الوثيقة مؤرخة في 25 رمضان سنة 1231 »‬يوافق 2 مارس سنة 1799» ومسجلة في دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية وموجودة بها حتي الآن.
ويقول الرافعي بعد أن يحدثنا عن إنجابه لولد في يناير 1801 أسماه »‬سليمان مراد جاك منو».. وأنها ظلت في رشيد بعد أن تولي زوجها القيادة العامة للجيش الفرنسي وظلت بها إلي أن احتلها الأتراك والانجليز، فخرجت في صحبة أخيها لأمها السيد علي الحمامي، وانتقل بها إلي الرحمانية، ولما احتلها الحلفاء قدم بها إلي مصر، فدخلاها في أوائل محرم سنة 1236، ونزلا بدار القائد العام بالأزبكية، ثم انتقلا إلي القلعة ليكونا بمأمن من الاضطرابات، وكان »‬منو» وقتئذ بالاسكندرية. ويقول الرافعي:
وبقيت السيدة زبيدة وابنها وحاشيتها بالقاهرة إلي أن أبرم الجنرال بليار شروط التسليم، وتم جلاء الفرنسيين عنها، فأذن لها قائد الجيش الانجليزي بالسفر إلي الاسكندرية لتلحق بزوجها، علي أن »‬منو» طلب الإذن لها بالسفر إلي فرنسا، فرحلت إليها علي إحدي السفن التي أقلت الجنرال »‬بليار».. ولما جلا الجيش الفرنسي عن الاسكندرية، ووصل منو إلي فرنسا التقي بزوجته هناك وظلت في عصمته.
ويقول الرافعي:
علي أنه يؤخذ من الوثائق والمراجع الصحيحة أن »‬منو» قد أساء معاملة زوجته المصرية، وتنكر لها وهجرها في تورينو بإيطاليا، وأبدل بها بعض الراقصات، واتخذهن خليلات وتركها تعاني غصص العيش وغضاضة الهجر إلي أن توفيت بها!!
تراتيل الغضب
الشعر ضرورة من ضرورات الحياة.. إنه التعبير المباشر عن الوجدان.. والشاعر الجيد يكون أشبه بالمرآة التي تعكس ما يجري في دنيا الناس، وما يعتمل في وجدان الشاعر من عواطف وأحاسيس يجسدها في قصائد تصل إلي عقل ووجدان المتلقي بسهولة ويسر، فيعطي للقارئ نشوة فنية، تجعل للحياة طعماً ومذاقاً خاصاً.
ونادراً ما أجد مثل هذا الشعر الآن، إلي أن قرأت آخر ديوان صدر للشاعر الكبير أحمد سويلم تحت عنوان »‬تراتيل الغضب» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه يتحدث عن مشاعره أيام ثورة 25 يناير، وشهداء هذه الثورة.. وأحداثها.. بجانب مشاعره كشاعر أمام أمور الحياة.. وتوقفت أمام هذه الكلمات:
لن ننسي كيف تناسي الأفاقون
أن الناس إذا جاعوا غضبوا
وإذا غضبوا ثاروا
وإذا ثاروا.. لعنوا
وإذا لعنوا سلُّوا سيف الغدر
وإذا غدروا لا يوقفهم مدٌّ ولا جزر
وما أجمل الإبحار في ديوان شعر جيد
كلمات مضيئة
إن المثل الأعلي للجمال، هو نفس جميلة في جسد جميل.
تولستوي
بالمنطق وإعمال العقل.. تُحل المشكلات وتتضح الرؤية وتبتعد أشواك الطريق
مازلت أذكر ذلك اليوم البعيد، يوم أردت أن أجري حواراً صحفياً مع شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد عبدالرحمن بيصار، وطلبت منه أن يكون الحوار في عزبته القريبة من مطوبس بكفر الشيخ، حتي لا يكون الموضوع تقليدياً في مكتبه، ووافق الإمام الأكبر وحدد موعداً للذهاب إليه في ريف كفر الشيخ، وكان معي في هذه الرحلة المصور الفنان حسن دياب، ومدير مكتب الإمام: الشيخ موسي محمد علي.
واستقبلنا الإمام الأكبر بحفاوة وتواضع شديدين، وكان رحمه الله يجيد الانجليزية، وقد نال الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية من أدنبرة.
وقبل الحوار معه تحدث عن الفترة التي عاشها في واشنطن مديراً للمركز الثقافي الإسلامي بها، قبل أن يعود إلي مصر ويتدرج في المناصب المهمة حتي أصبح شيخاً للأزهر الشريف وسألته إن كان قد استفاد من وجوده في المجتمع الأمريكي قرابة أربع سنوات، وكان رأيه أنه لم يستفد كثيراً من ناحية الانطباع الأخلاقي أو القيم، وأنه ذهب لتولي هذا المنصب لكي يعرِّف بالفكر الإسلامي، ولكنه استفاد من نمط الحياة الأمريكية المتطور المزدهر.
وقال: ومهما كان التطور والازدهار فهما يشتملان أحياناً علي عناصر لا تتناسب مع قيم الإسلام ومبادئه وأدبه، إذ لا شك أن هناك اختلافاً في النظر إلي الحياة بين التصور الإسلامي والتصور الأمريكي، ولكن الإنسان عندما يكون في موضع المسئولية، فإنه كمن يقف علي منار يستطلع من حوله ومَن حوله، فيكتشف بعض خواص الخير ونواحي الحُسن التي تعجبه، ويكتشف في الوقت نفسه بعض نواحي الشر والقبح التي لا تعجبه، وفي كل عملية اكتشاف لهذا أو ذاك لابد أن يكتسب خبرة، ويحصل علي خبرة يضيفها إلي خبراته وتجاربه لكي ينتفع بها في مستقبل حياته.
ويضرب فضيلته مثلاً عندما كان في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1955 1959 مسئولاً عن المركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، وكيف دعا الرئيس الأمريكي أيزنهاور لزيارة المركز الإسلامي عند افتتاحه، واستجاب الرئيس الأمريكي لذلك وحدد موعداً للزيارة، وكانت هناك المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز بجانب الصراع بين أعضاء مجلس الإدارة نفسه، حيث يتسابق الكل ليكون رئيساً لمجلس الإدارة حتي يمكنه استقبال أيزنهاور معي.
ويقول الإمام الأكبر:
وقد حللنا هذا الإشكال الداخلي بأن أرجأنا مشكلة المجلس إلي ما بعد الزيارة، علي أن يكون في استقبال الرئيس الأمريكي معي سفير السعودية وسفير باكستان.
ولكن ظهرت مشكلة حساسة كانت تغذيها وتقودها بعض المؤسسات الأمريكية المناوئة للمركز، وهي هل يدخل أيزنهاور المسجد التابع للمركز الإسلامي حافي القدمين تبعاً لتقاليد الإسلام أم يدخل المسجد بالحذاء؟!
وكان الملك سعود رحمه الله في زيارة لواشنطن فزار المركز وصلي به جمعة من الجمعات، ودخل الملك بخف كان يلبسه.
وأخذ المنظمون للحفل يتساءلون هل يدخل الرئيس إيزنهاور بخف كالملك سعود أم لا؟!
ولم يفرقوا بين الخف والحذاء.
وقبيل الافتتاح بأربعة أيام زارنا رئيس البروتوكول في البيت الأبيض، وتحدثنا في موضوع الاحتفال، ونحن خارجون، وضع ذراعه في ذراعي ونحن نمر بحديقة المركز، ثم جاء علي لسانه نفس السؤال: هل من الضروري خلع حذاء الرئيس عند دخول المركز؟!
وأدركت علي الفور أن المشكلة أخذت شكلاً جاداً..
قلت له: إن الأصل في مساجدنا أن تكون طاهرة نظيفة، وإن كان الرئيس ايزنهاور يؤذي صحياً من خلع حذائه بأن يصاب ببرد أو نحو ذلك، فنحن لا نرضي أن نسبب له متاعب صحية، وقد أحضرنا له غطاء يلبسه في حذائه قبل أن يدخل المسجد، أما إن كان لا يخشي شيئا من ذلك ففي نظري أن يخلع حذاءه كما يخلع المسلمون أحذيتهم أمام مساجدهم.
واستطرد الإمام الأكبر متابعاً حديثه :
وأحضرت سكرتيرة المركز الأغطية الجوخية الخضراء، فقال رئيس البروتوكول: سأرد عليكم.
وفي اليوم التالي أخبرنا بأن الرئيس سيدخل المسجد بلا حذاء.
وعند الافتتاح كانت كاميرات العالم تركز علي قدم الرئيس ايزنهاور!
نجيب محفوظ
والخلود الأدبي
في الذكري الثامنة لرحيل عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ يتداعي إلي ذهني العديد من الذكريات حول هذه الشخصية الآسرة، كما يتداعي إلي ذهني ما قرأته له وعنه مما يثير في النفس الإعجاب به، والفخر بأنني حاورته كثيراً وعاصرته.. وعندما نال جائزة نوبل أرهقته كثرة الأحاديث معه عالمياً ومحلياً حتي خيل إليّ أنه ضاق ذرعاً من كثرة ملاحقته من الصحف الأجنبية والمصرية، وطلب مني رئيس تحرير »آخر ساعة»‬ حينئذ الأستاذ محمد وجدي قنديل ضرورة إجراء حوار معه لينشر في نفس الأسبوع الذي نال فيه الجائزة، ولم يكن أمامي إلا أن أنتظره عند باب منزله قبيل شروق الشمس، ومعي الزميل المصور مكرم جاد الكريم.. وكالعادة رحّب بنا الأستاذ.
وأخبرته أن المطلوب أخذ صور له وهو في طريقه إلي مقهاه المفضل في ميدان التحرير، وأن عليه أن يتحملنا بأن نسير بجانبه حتي تشرق الشمس، وابتسم موافقاً، وطلب مني أن أكتب الموضوع من خلال إجاباته عن أسئلتي فيما سبق أن أجريت معه من حوارات.!
يومها تحدثت معه في موضوعات بعيدة كل البعد عن الأدب والثقافة، وعندما كان لا يعجبه سؤال معين يتظاهر بعدم سماعه، وأتظاهر أنا باقتناعي بأنه لم يسمع السؤال، ولا أعاود الحديث معه حول الموضوع الذي يرفض الحديث عنه.
وقد قفز في ذهني تساؤل: لماذا يكتب نجيب محفوظ، وهل الغرض من كتاباته الخلود الأدبي؟
وهذا السؤال سبق له الإجابة عنه في أحد حواراتي معه، يومها قال الكاتب الكبير:
»‬الخلود في الأدب حلم كما هو حلم في الحياة نفسها.. أما هدفي فقد كان ولايزال هو الوصول إلي قرائي المعاصرين الذين تجمعني وإياهم القضايا المشتركة التي أكتب فيها، وإنني مسلِّم فيما بيني وبين نفسي، بأن يحتمل جداً أن أصير لا شيء في الجيل التالي مباشرة!
وأن هذا أمر طبيعي، وأن علي الفنان ألا يطمح في أكثر من ذلك في هذا العالم الذي يتمخض كل ساعة عن جديد».
قلت له: هل توصلت إلي هذه النظرة إلي الخلود منذ زمن بعيد؟
بابتسامة هادئة قال:
كنت أؤمن بالخلود الذي تسأل عنه من قبل، وكنت أفضل أن أعيش كاتباً خاملاً مجهولاً لو تحقق لي الخلود الأدبي بعد الموت.
أما الآن فإني أؤمن كل الإيمان بالعكس تماماً.
الخلود الأدبي في نظري هو التفاعل بيني وبين قرائي المعاصرين الذين يهمهم ما أكتبه.
وما أكثر الذكريات التي تتداعي إلي خاطري، وأنا أتذكر نجيب محفوظ، ولعل أجمل نقد قرأته عنه هو ما كتبه عنه أديبنا الكبير يحيي حقي.. عن أدبه. وعن شخصيته قال:
نجيب محفوظ لم يكتب فحسب أرقي أنماط الرواية، بل كتب الرواية المصرية منتزعة من الشعب، متتبعة تاريخه وقضاياه، راسمة له مثله الذي يؤمن به نجيب محفوظ.. الليبرالية الديمقراطية والتسامح، وأخيراً الإيمان بالعلم، وتحقق له شرط أساسي وهو أن يكون صادقاً مع نفسه..فهو لم يكتب عن العمال لأنه باعترافه لم يخالطهم، ولا عن القرية لأنه لم يلسعه بعوضها ولم يصب بالبلهارسيا.
من أجل هذه الصفات كلها نال الجائزة العالمية، وما هي إلا تصديق علي استفتاء شعبي، حكم بالإجماع علي أنه كاتب مصر الأول المبدع، وما دخلت دكان قصَّاب أو بقال في حيّنا، إلا ورأيت أصحابه يتهللون من الفرح، ففرحت واستبشرت بأن هموم الثقافة أصبحت من هم الشعب المصري.
ويقول يحيي حقي عن شخصية نجيب محفوظ:
لم أر رجلاً مثله يجمع بين التحفظ أشد التحفظ والسماحة أجمل السماحة.. جاد في كتاباته أشد الجد، فكه في مجالسه أشهي الفكاهة.. لم أسمعه قط يستنقص أن يذم أو يغتاب أحداً.. من أكبر نعم الله عليَّ أنني فزت بصداقته.
هذا هو نجيب محفوظ.. كاتباً وأديباً.. وإنساناً.. إنه يمثل قسمة الوجه للأدب العربي والثقافة المصرية.. رحمه الله.
الحب في المنفي
قرأت كثيراً عن الثورة الفرنسية، وما أحدثته من تغيرات هائلة داخل فرنسا وفي القارة الأوروبية وفي العالم.. وقرأت كثيراً عن نابليون بونابرت وعبقريته العسكرية وطموحاته الشخصية، وغرامياته أيضاً.
وقرأت كثيراً عن الحملة الفرنسية التي قادها نابليون علي مصر، واحتلاله لبلادنا، وما أعقب ذلك من ثورات شعبية ضد الاحتلال، وطريقة حكم نابليون لمصر ومعاملته للمصريين، وإيجابيات وسلبيات هذه الحملة علي مستقبل مصر.
لقد رجع نابليون إلي فرنسا ليحقق أحلامه وطموحاته التوسعية، وترك كليبر ليحل محله في مصر، وقتل كليبر علي يد سليمان الحلبي، وبعده تولي »‬مينو» قيادة الجيش الفرنسي، وأثناء وجوده في مدينة رشيد، أعلن إسلامه وكان يتردد علي مساجد رشيد، ويؤدي فيها صلاة التراويح في رمضان، ليقنع الأهالي أنه شديد التمسك بإسلامه، عندما كان حاكماً عليها، وتزوج فتاة من رشيد »‬زبيدة» وأنجب منها طفلاً أسماه سليمان!
وكنت أتساءل فيما بيني وبين نفسي هل أسلم بالفعل؟ وما مصير هذا الزواج بعد انسحاب الحملة الفرنسية من مصر؟
أسئلة حائزة ومحيرة لم أعرف الإجابة عنها إلا بعد أن قرأت ما كتبه مؤرخنا الكبير عبدالرحمن الرافعي في كتابه »‬مصر المجاهدة في العصر الحديث» والكتاب يتضمن كفاح شعب مصر من عهد الحملة الفرنسية إلي ولاية محمد علي باشا.
وتحدث فيه عن مسألة إسلام مينو وزواجه.. وكيف تزوج من سيدة مصرية عندما كان حاكماً لرشيد، وهي السيدة زبيدة كريمة السيد محمد البواب أحد أعيان رشيد، وكانت مطلقة سليم أغا نعمة الله، وتم عقد زواجهما في وثيقة شرعية تضمنت اعتناقه الإسلام وزواجه بالسيدة المذكورة، وتسمي »‬منو» في وثيقة الزواج باسم »‬عبدالله باشا منو» وهذه الوثيقة مؤرخة في 25 رمضان سنة 1231 »‬يوافق 2 مارس سنة 1799» ومسجلة في دفتر خانة محكمة رشيد الشرعية وموجودة بها حتي الآن.
ويقول الرافعي بعد أن يحدثنا عن إنجابه لولد في يناير 1801 أسماه »‬سليمان مراد جاك منو».. وأنها ظلت في رشيد بعد أن تولي زوجها القيادة العامة للجيش الفرنسي وظلت بها إلي أن احتلها الأتراك والانجليز، فخرجت في صحبة أخيها لأمها السيد علي الحمامي، وانتقل بها إلي الرحمانية، ولما احتلها الحلفاء قدم بها إلي مصر، فدخلاها في أوائل محرم سنة 1236، ونزلا بدار القائد العام بالأزبكية، ثم انتقلا إلي القلعة ليكونا بمأمن من الاضطرابات، وكان »‬منو» وقتئذ بالاسكندرية. ويقول الرافعي:
وبقيت السيدة زبيدة وابنها وحاشيتها بالقاهرة إلي أن أبرم الجنرال بليار شروط التسليم، وتم جلاء الفرنسيين عنها، فأذن لها قائد الجيش الانجليزي بالسفر إلي الاسكندرية لتلحق بزوجها، علي أن »‬منو» طلب الإذن لها بالسفر إلي فرنسا، فرحلت إليها علي إحدي السفن التي أقلت الجنرال »‬بليار».. ولما جلا الجيش الفرنسي عن الاسكندرية، ووصل منو إلي فرنسا التقي بزوجته هناك وظلت في عصمته.
ويقول الرافعي:
علي أنه يؤخذ من الوثائق والمراجع الصحيحة أن »‬منو» قد أساء معاملة زوجته المصرية، وتنكر لها وهجرها في تورينو بإيطاليا، وأبدل بها بعض الراقصات، واتخذهن خليلات وتركها تعاني غصص العيش وغضاضة الهجر إلي أن توفيت بها!!
تراتيل الغضب
الشعر ضرورة من ضرورات الحياة.. إنه التعبير المباشر عن الوجدان.. والشاعر الجيد يكون أشبه بالمرآة التي تعكس ما يجري في دنيا الناس، وما يعتمل في وجدان الشاعر من عواطف وأحاسيس يجسدها في قصائد تصل إلي عقل ووجدان المتلقي بسهولة ويسر، فيعطي للقارئ نشوة فنية، تجعل للحياة طعماً ومذاقاً خاصاً.
ونادراً ما أجد مثل هذا الشعر الآن، إلي أن قرأت آخر ديوان صدر للشاعر الكبير أحمد سويلم تحت عنوان »‬تراتيل الغضب» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه يتحدث عن مشاعره أيام ثورة 25 يناير، وشهداء هذه الثورة.. وأحداثها.. بجانب مشاعره كشاعر أمام أمور الحياة.. وتوقفت أمام هذه الكلمات:
لن ننسي كيف تناسي الأفاقون
أن الناس إذا جاعوا غضبوا
وإذا غضبوا ثاروا
وإذا ثاروا.. لعنوا
وإذا لعنوا سلُّوا سيف الغدر
وإذا غدروا لا يوقفهم مدٌّ ولا جزر
وما أجمل الإبحار في ديوان شعر جيد
كلمات مضيئة
إن المثل الأعلي للجمال، هو نفس جميلة في جسد جميل.
تولستوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.