عندما حطم العقل المصرى موانع المستحيل    أمين "التثقيف" بحماة الوطن: انتصارات أكتوبر نموذج للإرادة الوطنية والتضحيات العظيمة    الرئيس السيسي: القوات المسلحة قدمت كل ما لديها للحفاظ على الدولة المصرية    1200 جنيه ارتفاع في سعر عملات الذهب خلال أسبوع    البنك الأهلي المصري يدير 25 صفقة تمويلية بقيمة 402 مليار جنيه    ترامب: مباحثات إطلاق الرهائن في غزة قد تستمر بضعة أيام    بيراميدز يقسو على الجيش الرواندي بثلاثية ويتأهل لدور ال32 بأبطال أفريقيا    جوزيه جوميز يشكو الزمالك ل"فيفا".. تعرف على التفاصيل    إصابة 9 عمال إثر إصطدام سيارتي ميكروباص بطريق شبراخيت بالبحيرة    المؤبد لربة منزل وغرامة 500 ألف جنيه لإتجارها في الترامادول    ما وراء الشهرة: متحف "بسيط" يخطف الأضواء    فى الذكرى 52 لحرب النصر «الوثائقية» تحتفى بذكري النصر المجيد    عمر بطيشة:6 أكتوبر أسعد أيام حياتى    هل يجوز ضرب الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يعود أشرف حكيمي لريال مدريد الصيف المقبل بتدخلات من مبابي؟    6 نصائح لعلاج فطريات اللسان عند الكبار والصغار    بسعة 30 سريرا، نائب وزير الصحة يفتتح وحدة الرعاية المركزة بمستشفى صدر المنصورة    هالاند يقود جوارديولا لانتصاره رقم 250 في الدوري الإنجليزي على حساب برينتفورد    نشاط فني مكثف.. علاء مرسي بين الكوميديا والدراما والسينما    السكة الحديد تُسير الرحلة ال23 لإعادة الأشقاء السودانيين إلى وطنهم    دور المقاومة الشعبية في السويس ضمن احتفالات قصور الثقافة بذكرى النصر    برينتفورد بتشكيلة هجومية أمام مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي    حماس: تصعيد استيطاني غير مسبوق في الضفة لابتلاع مزيد من الأراضي الفلسطينية    فابريس: نحترم الأهلي ولكننا نؤمن بحظوظنا في تحقيق المفاجأة    سيارة مسرعة تنهي حياة طفل أثناء عبوره الطريق بصحبة والدته في العجوزة    احزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : في يوم المعلم… منارة العلم تُطفئها الحاجة..!!    سعر الذهب اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025.. عيار 18 بدون مصنعية ب4483 جنيها    القاهرة الإخبارية: انتهاء عمليات الاقتراع في عموم المحافظات السورية    روبيو: لا يمكن تجاهل تأثير الحرب في غزة على مكانة إسرائيل في العالم    هل يشارك كيليان مبابي مع منتخب فرنسا فى تصفيات كأس العالم رغم الإصابة؟    أفضل 5 أبراج تنجح في التدريس أولهم برج القوس فى يوم المعلم العالمى    وزير التموين: تكثيف الرقابة والتصدى الحاسم لحالات الغش التجارى    طرح 11 وحدة صناعية جديدة بمجمع المطاهرة بمحافظة المنيا    تأجيل محاكمة 71 متهما بخلية الهيكل الإدارى بالتجمع لجلسة 21 ديسمبر    مستشفى الغردقة العام تستقبل الراغبين فى الترشح لانتخابات النواب لإجراء الكشف الطبي    رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها    وزارة الإسكان السعودي تحدد نقاط أولوية الدعم السكني 2025    تعليق مفاجئ من الجيش اللبناني بعد تسليم فضل شاكر لنفسه    هل نحن أمة تستحق البقاء؟! (2)    إزالة 50 حالة تعدٍّ واسترداد 760 فدان أملاك دولة ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال27    سر إعلان أسرة عبد الحليم حافظ فرض رسوم على زيارة منزل الراحل    مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يكرم فناني ومبدعي المدينة (صور)    «اطلع على كراسات الطلاب وفتح حوارا عن البكالوريا».. وزير التعليم يفتتح منشآت تربوية جديدة في الإسكندرية (صور)    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    شهيد لقمة العيش.. وفاة شاب من كفر الشيخ إثر حادث سير بالكويت (صورة)    «بس ماترجعوش تزعلوا».. شوبير يعتذر ل عمرو زكي    وزير الصحة: تم تدريب 21 ألف كادر طبي على مفاهيم سلامة المرضى    مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الشرقية    3 عقبات تعرقل إقالة يانيك فيريرا المدير الفني للزمالك .. تعرف عليها    3 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا الاتجار في العملات ب«السوق السوداء»    «السبكي» يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حماة الأرض» لبحث أوجه التعاون    الخميس المقبل إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى 6 أكتوبر    بدء أول انتخابات لاختيار أعضاء مجلس الشعب في سوريا منذ سقوط نظام الأسد    عقد مؤتمر في القاهرة لعرض فرص الاستثمار الزراعي والتعدين بالولاية الشمالية في السودان    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    أيقونات نصر أكتوبر    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأحد 5-10-2025 في بني سويف    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير طاقة: معامل تكرير بترول انتهى عمرها..والحل: تشجيع المستثمرين
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 12 - 08 - 2014

في ظل تأكيدات وزارة البترول على تطوير معامل التكرير إلا أن هناك عقبات تواجه تلك الصناعة، تستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتحفيز المستثمرين على اقتحام هذا المجال المربح والذي يخشاه اغلبهم.
وتتطلب تلك الصناعة تكنولوجيا متطورة تحتاج استثمارات ضخمة واندماج كيانات عديدة لشد قاطرة التكرير التي تعتبر عصب الصناعة.
من جانبه أكد وزير البترول المهندس شريف إسماعيل على أن قطاع البترول ينفذ خطة متكاملة لتطوير ورفع كفاءة وزيادة طاقات معامل التكرير تتضمن إزالة الاختناقات وإضافة وحدات إنتاجية جديدة ومتطورة واستغلال الطاقات الفائضة.
وأشار الوزير إلى تحديث معدات الإنتاج وأنظمة السلامة والصحة المهنية إلى جانب تحسين مواصفات استخدام المنتجات البترولية، بما يسهم في تأمين إمدادات الوقود للسوق المحلي، وخفض الاستيراد من الخارج بما يسهم في خفض جانب من عبء الدعم عن كاهل الموازنة العامة للدولة، مشددا على أن المرحلة المقبلة تستدعي بذل مزيد من الجهد لزيادة معدلات الإنتاج، وتطوير معامل التكرير.
ومن جهته قال خبير البترول والطاقة المهندس مدحت يوسف إن قطاع البترول المصري لديه مسؤولية كبرى بتأمين احتياجات البلاد من الوقود بمختلف أنواعه لإمداد القطاعات المختلفة بالطاقة اللازمة لدفع عجلة الإنتاج بعيدا عن الأزمات السابقة للوقود والتي أثرت كثيرا على المشهد السياسي، مما يستوجب تحرك عاجل لدفع استثمارات هائلة لإنشاء معامل تكرير من الجيل الرابع لتلبي احتياجات الوقود.
وشدد على ضرورة تحفيز الشراكة بين الدولة ورجال الإعمال للانتباه للاستثمار الواعد في معامل التكرير، مؤكدا على ضرورة أن يعلم الجميع حقائق موقف معامل التكرير وهى المسؤولة عن تحويل الزيت الخام إلى أنواع مختلفة من الوقود البترولي شريطة عدم إهدار الزيت الخام مرتفع القيمة سواء من الإنتاج المحلى أو المستورد من الخارج باستخدام انسب الأساليب لإدارة اقتصادية ناجحة مع تأمين الاحتياجات في آن واحد.
وتابع يوسف قائلا: "لدينا معامل تكرير متواضعة من الناحية التكنولوجية وهي النصر للبترول، والقاهرة لتكرير البترول، ومعمل تكرير مسطرد وطنطا، وأسيوط لتكرير البترول وجميعهم ذات وحدات متهالكة والتهالك يعني فاقد كبير في الزيت الخام أثناء عمليات التشغيل علاوة على الخرير الهائل نتيجة تقادم الخطوط والموصول معظمها بوصلات نتيجة كسر أو تأكل من طول الاستخدام.
وأشار إلى أن هذه المعامل صغيرة وليست بها وحدات تحويلية وهذا النمط من معامل التكرير لا يوجد منها في أغلب دول العالم كونها تحقق خسائر تصل إلى ما يوازى 5-7 دولار للبرميل الواحد، فإذا ما قامت الدولة ببيع الخام لتلك المعامل بذات الأسعار التي تقوم بشرائها من الشريك الأجنبي في مصر ثم قامت بشراء المنتجات من الوقود بالأسعار العالمية منها، فان تلك المعامل ستحقق خسائر كبيرة للغاية ولذلك تحايل قطاع البترول بعدم إظهار هذه الحقائق باللجوء إلى تأجير معامل التكرير والتعامل معها بنظام المقاولة فتاهت الحقيقة واختفت.
وأضاف خبير البترول والطاقة أن السبب يرجع لخسارة تلك النوعية من معامل التكرير إلى سبب بسيط للغاية خلاف الفاقد والخرير وهي أن تلك النوعيات من معامل التكرير تقوم بإنتاج المازوت بكميات كبيرة في ظل انحسار أسعاره بالمقارنة بالزيت الخام.
وشدد على أن المملكة السعودية تقوم ببناء 4 معامل تكرير بسعات 400 ألف برميل / اليوم تم تشغيل أحداها هذا العام، ونفس الحال لدى الإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان، أما مصر فهي بعيدة تماماً عن المشهد، فلا يوجد مشروع واحد حتى الآن من النوعية المتوسطة أو الكبيرة، لافتا إلى ضرورة التحرك العاجل وعقد شراكة مع تلك الدول الصديقة لمواكبة الطفرة الهائلة في مجال التكرير.
وأوضح أن معمل تكرير مسطرد ارتبط بمشروع المصرية للتكرير المباع النصيب الأكبر لمستثمر قطري والارتباط بدأ عند بداية التعاقد بنوع من تبادل المصالح على أساس مشاركة المصرية للتكرير في شراء جزء من الزيت الخام وتكريره لدى معمل مسطرد بفئة تكرير جيدة تحقق للشركة قدرة على التحديث لمواجهة متطلبات مشروع حديث علاوة على ذلك تقوم مسطرد بإمداد الشركة بالمازوت مقابل تسعيره عالمية بدون علاوات سعريه.
وطالب الدولة بمواجهة المتطلبات الاستثمارية للتحديث بعد ضياع إلزام المصرية للتكرير.
وأكد مدحت على أن شركة السويس لتصنيع البترول، والعامرية لتكرير البترول، والإسكندرية للبترول، وتلك المعامل تندرج تحت ما يسمى المعامل التحويلية، مشيرا إلى أنهم يعانون من التقادم بشكل كبير ولذلك تكثر بها عمليات التوقف لإجراء الصيانات وتعاني من تعاظم الفاقد وتحتاج إلى إعادة التحديث بالكامل من حيث البنية الأساسية فجميع مرافقها انتهى عمرها الافتراضي منذ زمن بعيد.
وتابع أن تلك المعامل تحقق خسائر بذات أسس المعامل البسيطة وان كانت بنسب اقل بمعنى وصول الخسائر للبرميل المكرر بها إلى ما يوازى 3-5 دولار، نظرا للتركيبة الإنتاجية التي لا تتماشى مع التركيبة السعرية العالمية وبالتالي عدلت جميع الشركات العالمية تلك المعامل بأنماط إنتاجية حديثة تحقق ربحية عالية.
وأكد على أن البديل الأسهل هو الاستيراد دون التكرير ولكن مع مراعاة اللوجستيات "حركة نقل المنتجات البترولية من موانئ الاستيراد إلى مستودعات التخزين الرئيسية والفرعية تمهيدا لتوصيله للمستهلك النهائي"، وهي ذات أهمية إستراتيجية قصوى يجب مراعاتها بمنتهى الحذر والحيطة عند اتخاذ القرار.
وأضاف مدحت أن شركة الشرق الأوسط لتكرير البترول "ميدور" وهو المعمل الوحيد بمصر الذي يضاهي معامل التكرير العالمية الحديثة وهو من نوعية التحويل العميق، كما أنه الوحيد الذي يطالب الدولة بشراء الخام بالسعر العالمي على أن يقوم ببيع إنتاجه بذات الأساس العالمي لكنه يشهد حاليا نوع من الخضوع الحكومي الذي أثر كثيرا على اقتصادياته بعدم قيام هيئة البترول بسداد قيمة مشترياتها من المنتجات وإجبار الشركة على الاعتماد على خامات محلية لا تتوافق مع التركيبة التشغيلية للوحدات التصنيعية ذات الدرجات التعقيدية.
وقال إن شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية "أموك" وهي شركة لإنتاج الزيوت الأساسية والشموع البترولية، وشركة انربك وهي متخصصة في إنتاج بنزين السيارات بجودة عالية وهما شركتان تعملان بقانون الاستثمار الداخلي ولديهما ميزة كبرى وهي الارتباط بقيام شركة الإسكندرية للبترول "قطاع عام" بتوفير المواد الخام دون أدنى عناء وبأسعار بها بعض التميز، وبالتالي تحقيق أرباح كبيرة على حساب خسائر لشركة الدولة.
وطالب مدحت يوسف الرئيس السيسي بتطوير صناعة التكرير لأنها قضية أمن قومي مقترحا عدة خطوات أبرزها "إعادة دعوة المستثمرين للاستثمار في مجال صناعة التكرير بغرض إحلال معامل التكرير الحديثة بديلا لمعامل التكرير البسيطة والتي تحمل الدولة خسائر كبيرة يتحملها المواطن، ومراعاة إلغاء الضرائب على الدخل لمعامل التكرير الحديثة من النوعية التحويلية لمشروعات المناطق الحرة، وإعادة النظر في التشريعات البيئية المتشددة لخضوعها لرغبات مجتمعية غير متخصصة، والوقوف بقوة أمام تعنت الموافقات المجتمعية.
ويتضمن الاقتراح الثاني "إعادة النظر في التعاقدات المبرمة بين شركات القطاع العام "الإسكندرية للبترول، والعامرية لتكرير البترول، والقاهرة لتكرير البترول" الموردة لمواد التغذية للشركات الاستثمارية "شركة أموك، وشركة انربك، وشركة ايلاب، والشركة المصرية للتكرير"، بما يحقق مكاسب مشتركة لطرفي التعاقد ودون تحقيق الشركات الاستثمارية أرباح كبيرة على حساب خسائر لشركات القطاع العام".
وتضمن الاقتراح الثالث "تخصيص جزء من تلك الأرباح يتم توجيهه لإحلال وتجديد الوحدات الإنتاجية المتقادمة بشركات القطاع العام خصوصا المرافق وخطوط الأنابيب الداخلية وخطوط الصرف، وبالتالي تساعد على استمرارية تشغيل الشركات الاستثمارية الجديدة نسبيا لفترات أطول".
في ظل تأكيدات وزارة البترول على تطوير معامل التكرير إلا أن هناك عقبات تواجه تلك الصناعة، تستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتحفيز المستثمرين على اقتحام هذا المجال المربح والذي يخشاه اغلبهم.
وتتطلب تلك الصناعة تكنولوجيا متطورة تحتاج استثمارات ضخمة واندماج كيانات عديدة لشد قاطرة التكرير التي تعتبر عصب الصناعة.
من جانبه أكد وزير البترول المهندس شريف إسماعيل على أن قطاع البترول ينفذ خطة متكاملة لتطوير ورفع كفاءة وزيادة طاقات معامل التكرير تتضمن إزالة الاختناقات وإضافة وحدات إنتاجية جديدة ومتطورة واستغلال الطاقات الفائضة.
وأشار الوزير إلى تحديث معدات الإنتاج وأنظمة السلامة والصحة المهنية إلى جانب تحسين مواصفات استخدام المنتجات البترولية، بما يسهم في تأمين إمدادات الوقود للسوق المحلي، وخفض الاستيراد من الخارج بما يسهم في خفض جانب من عبء الدعم عن كاهل الموازنة العامة للدولة، مشددا على أن المرحلة المقبلة تستدعي بذل مزيد من الجهد لزيادة معدلات الإنتاج، وتطوير معامل التكرير.
ومن جهته قال خبير البترول والطاقة المهندس مدحت يوسف إن قطاع البترول المصري لديه مسؤولية كبرى بتأمين احتياجات البلاد من الوقود بمختلف أنواعه لإمداد القطاعات المختلفة بالطاقة اللازمة لدفع عجلة الإنتاج بعيدا عن الأزمات السابقة للوقود والتي أثرت كثيرا على المشهد السياسي، مما يستوجب تحرك عاجل لدفع استثمارات هائلة لإنشاء معامل تكرير من الجيل الرابع لتلبي احتياجات الوقود.
وشدد على ضرورة تحفيز الشراكة بين الدولة ورجال الإعمال للانتباه للاستثمار الواعد في معامل التكرير، مؤكدا على ضرورة أن يعلم الجميع حقائق موقف معامل التكرير وهى المسؤولة عن تحويل الزيت الخام إلى أنواع مختلفة من الوقود البترولي شريطة عدم إهدار الزيت الخام مرتفع القيمة سواء من الإنتاج المحلى أو المستورد من الخارج باستخدام انسب الأساليب لإدارة اقتصادية ناجحة مع تأمين الاحتياجات في آن واحد.
وتابع يوسف قائلا: "لدينا معامل تكرير متواضعة من الناحية التكنولوجية وهي النصر للبترول، والقاهرة لتكرير البترول، ومعمل تكرير مسطرد وطنطا، وأسيوط لتكرير البترول وجميعهم ذات وحدات متهالكة والتهالك يعني فاقد كبير في الزيت الخام أثناء عمليات التشغيل علاوة على الخرير الهائل نتيجة تقادم الخطوط والموصول معظمها بوصلات نتيجة كسر أو تأكل من طول الاستخدام.
وأشار إلى أن هذه المعامل صغيرة وليست بها وحدات تحويلية وهذا النمط من معامل التكرير لا يوجد منها في أغلب دول العالم كونها تحقق خسائر تصل إلى ما يوازى 5-7 دولار للبرميل الواحد، فإذا ما قامت الدولة ببيع الخام لتلك المعامل بذات الأسعار التي تقوم بشرائها من الشريك الأجنبي في مصر ثم قامت بشراء المنتجات من الوقود بالأسعار العالمية منها، فان تلك المعامل ستحقق خسائر كبيرة للغاية ولذلك تحايل قطاع البترول بعدم إظهار هذه الحقائق باللجوء إلى تأجير معامل التكرير والتعامل معها بنظام المقاولة فتاهت الحقيقة واختفت.
وأضاف خبير البترول والطاقة أن السبب يرجع لخسارة تلك النوعية من معامل التكرير إلى سبب بسيط للغاية خلاف الفاقد والخرير وهي أن تلك النوعيات من معامل التكرير تقوم بإنتاج المازوت بكميات كبيرة في ظل انحسار أسعاره بالمقارنة بالزيت الخام.
وشدد على أن المملكة السعودية تقوم ببناء 4 معامل تكرير بسعات 400 ألف برميل / اليوم تم تشغيل أحداها هذا العام، ونفس الحال لدى الإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان، أما مصر فهي بعيدة تماماً عن المشهد، فلا يوجد مشروع واحد حتى الآن من النوعية المتوسطة أو الكبيرة، لافتا إلى ضرورة التحرك العاجل وعقد شراكة مع تلك الدول الصديقة لمواكبة الطفرة الهائلة في مجال التكرير.
وأوضح أن معمل تكرير مسطرد ارتبط بمشروع المصرية للتكرير المباع النصيب الأكبر لمستثمر قطري والارتباط بدأ عند بداية التعاقد بنوع من تبادل المصالح على أساس مشاركة المصرية للتكرير في شراء جزء من الزيت الخام وتكريره لدى معمل مسطرد بفئة تكرير جيدة تحقق للشركة قدرة على التحديث لمواجهة متطلبات مشروع حديث علاوة على ذلك تقوم مسطرد بإمداد الشركة بالمازوت مقابل تسعيره عالمية بدون علاوات سعريه.
وطالب الدولة بمواجهة المتطلبات الاستثمارية للتحديث بعد ضياع إلزام المصرية للتكرير.
وأكد مدحت على أن شركة السويس لتصنيع البترول، والعامرية لتكرير البترول، والإسكندرية للبترول، وتلك المعامل تندرج تحت ما يسمى المعامل التحويلية، مشيرا إلى أنهم يعانون من التقادم بشكل كبير ولذلك تكثر بها عمليات التوقف لإجراء الصيانات وتعاني من تعاظم الفاقد وتحتاج إلى إعادة التحديث بالكامل من حيث البنية الأساسية فجميع مرافقها انتهى عمرها الافتراضي منذ زمن بعيد.
وتابع أن تلك المعامل تحقق خسائر بذات أسس المعامل البسيطة وان كانت بنسب اقل بمعنى وصول الخسائر للبرميل المكرر بها إلى ما يوازى 3-5 دولار، نظرا للتركيبة الإنتاجية التي لا تتماشى مع التركيبة السعرية العالمية وبالتالي عدلت جميع الشركات العالمية تلك المعامل بأنماط إنتاجية حديثة تحقق ربحية عالية.
وأكد على أن البديل الأسهل هو الاستيراد دون التكرير ولكن مع مراعاة اللوجستيات "حركة نقل المنتجات البترولية من موانئ الاستيراد إلى مستودعات التخزين الرئيسية والفرعية تمهيدا لتوصيله للمستهلك النهائي"، وهي ذات أهمية إستراتيجية قصوى يجب مراعاتها بمنتهى الحذر والحيطة عند اتخاذ القرار.
وأضاف مدحت أن شركة الشرق الأوسط لتكرير البترول "ميدور" وهو المعمل الوحيد بمصر الذي يضاهي معامل التكرير العالمية الحديثة وهو من نوعية التحويل العميق، كما أنه الوحيد الذي يطالب الدولة بشراء الخام بالسعر العالمي على أن يقوم ببيع إنتاجه بذات الأساس العالمي لكنه يشهد حاليا نوع من الخضوع الحكومي الذي أثر كثيرا على اقتصادياته بعدم قيام هيئة البترول بسداد قيمة مشترياتها من المنتجات وإجبار الشركة على الاعتماد على خامات محلية لا تتوافق مع التركيبة التشغيلية للوحدات التصنيعية ذات الدرجات التعقيدية.
وقال إن شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية "أموك" وهي شركة لإنتاج الزيوت الأساسية والشموع البترولية، وشركة انربك وهي متخصصة في إنتاج بنزين السيارات بجودة عالية وهما شركتان تعملان بقانون الاستثمار الداخلي ولديهما ميزة كبرى وهي الارتباط بقيام شركة الإسكندرية للبترول "قطاع عام" بتوفير المواد الخام دون أدنى عناء وبأسعار بها بعض التميز، وبالتالي تحقيق أرباح كبيرة على حساب خسائر لشركة الدولة.
وطالب مدحت يوسف الرئيس السيسي بتطوير صناعة التكرير لأنها قضية أمن قومي مقترحا عدة خطوات أبرزها "إعادة دعوة المستثمرين للاستثمار في مجال صناعة التكرير بغرض إحلال معامل التكرير الحديثة بديلا لمعامل التكرير البسيطة والتي تحمل الدولة خسائر كبيرة يتحملها المواطن، ومراعاة إلغاء الضرائب على الدخل لمعامل التكرير الحديثة من النوعية التحويلية لمشروعات المناطق الحرة، وإعادة النظر في التشريعات البيئية المتشددة لخضوعها لرغبات مجتمعية غير متخصصة، والوقوف بقوة أمام تعنت الموافقات المجتمعية.
ويتضمن الاقتراح الثاني "إعادة النظر في التعاقدات المبرمة بين شركات القطاع العام "الإسكندرية للبترول، والعامرية لتكرير البترول، والقاهرة لتكرير البترول" الموردة لمواد التغذية للشركات الاستثمارية "شركة أموك، وشركة انربك، وشركة ايلاب، والشركة المصرية للتكرير"، بما يحقق مكاسب مشتركة لطرفي التعاقد ودون تحقيق الشركات الاستثمارية أرباح كبيرة على حساب خسائر لشركات القطاع العام".
وتضمن الاقتراح الثالث "تخصيص جزء من تلك الأرباح يتم توجيهه لإحلال وتجديد الوحدات الإنتاجية المتقادمة بشركات القطاع العام خصوصا المرافق وخطوط الأنابيب الداخلية وخطوط الصرف، وبالتالي تساعد على استمرارية تشغيل الشركات الاستثمارية الجديدة نسبيا لفترات أطول".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.