بداية وطنية شهدتها مئوية سيد البلد وخاتمة جماهيرية رائعة لعشاقه وأحبائه ونجومه عاشت معها الإسكندرية ليلة من ليالي العمر . البداية والنشأة كانت وطنية للاتحاد السكندرى منذ مائة عام ..والخاتمة كانت رائعة وجماهيرية فى لقاء ممتع مع سبورتنج لشبونة البرتغالي أمس الأحد 5 أغسطس . ونستعرض فى تقرير مفصل و أرشيفى تاريخ قلعة سيد البلد ونتوقف عبر أبرز محطاته المضيئة التي رصدناها من أرشيفنا العملاق. تولد الأندية صغيرة و تكبر، شأنها في ذلك شأن البشر و سائر المخلوقات ، إلا أن نادي الاتحاد السكندري ، ولد عملاقا و ماردا جبارا ، منفردا في أرقامه التي حققها عن كثير من الأندية التي سبقته في الميلاد . ولد نادي الاتحاد السكندري سنة 1914 بعد اندماج نادي الحديثة و نادي الأبطال ، و لم يكن هذا الاندماج إلا من أجل مواجهة القوة و النفوذ الجبار لنادي الموظفين و الذي تحول فيما بعد إلى " النادي الأوليمبي " ، و نظرا لأن نادي الموظفين قاصر على الموظفين بالفعل فقد اتسعت جماهيرية نادي الاتحاد و ازداد أعضائه بإيقاع سريع . في العام 1918 ، أي بعد مرور أربع سنوات على ميلاد نادي الاتحاد تم دمج النادي مع ناد آخر كان يسمى ب " النادي السكندري " و من ثم فقد أصبح إسم النادي بعد هذا الدمج الأخير هو " نادي الاتحاد السكندري " ، و كان أول رئيس للنادي في تاريخه هو عبده الحمامي ، ثم حسن رسمي ، و ثالث رئيس للنادي هو محمد شاهين و الذي يعد أيضا أول من رأس النادي تحت مسماه الجديد " الإتحاد السكندري " . و مما يتفرد به النادي العملاق أنه النادي الوحيد في مصر الذي لم يترأسه أجنبي كما حدث مع بعض الأندية في ذلك الوقت ،و على كثرة الأجانب الذين تقلدوا مناصب رياضية في مصر آنذاك ، و كان الإتحاد السكندري هو أول نادي مصري يلعب خارج مصر ، حيث سافر النادي في رحلة إلى أوروبا بلغت خمسين يوما و كان ذلك في عام 1926 . ولعب النادي خلالها 13 مباراة فاز في 12 منها ، و من بين الفرق التي أذاقها الاتحاد السكندري العظيم مرارة الهزيمة كان منتخب بلغاريا بهدف ، و فنار بختشه التركي بهدفين ، و جلطة سراي التركي بخمسة أهداف ، و منتخب أزمير من تركيا أيضا بثلاثة أهداف نظيفة . كما كان الاتحاد السكندري كذلك أول ناد مصري يشارك في بطولة الأندية الإفريقية أبطال الكئوس و كان ذلك في العام 1977 ، و تأكيدا على عراقته فإن نادينا المحتفل بمئويته كان من أول الأندية التي ساهمت في تأسيس الإتحاد المصري لكرة القدم . وكانت أولى الأزمات التي واجهت النادي العريق في العام 1960 حين أعلن النادي إفلاسه ، الأمر الذي أثار ضيق و استياء عشاقه، حتى أن طلعت خيري وزير الشئون الاجتماعية آنذاك قام بدعم النادي بمبلغ خمسة آلاف جنيه في محاولة لإيقاف قرار المحكمة بالحجز على ممتلكات النادي و بيعها في مزاد علني وفاء لديون النادي ، لكن ثمة معجزة يحظ بها النادي تنتشله من الهاوية المظلمة التي أوشك على الوقوع و الضياع فيها تماما .. و تمثلت تلك المعجزة في تعاطف كوكب الشرق السيدة أم كلثوم رحمة الله عليها مع النادي و قيامها بمبادرة شخصية بالإعلان عن قيامها بالغناء في حفل بالإسكندرية يخصص إيراده لنادي الإتحاد السكندري العظيم ، و من توفيق الله أن نجح الحفل نجاحا باهرا و حقق إيرادا طيبا ، كما وافقت السيدة كوكب الشرق على إقامة حفل سنوي بالإسكندرية لمصلحة نادي الاتحاد السكندري و هكذا انتهت أزمة النادي . و عرفانا بالجميل أقام النادي مدرجا كبيرا في ملعب الكرة أطلق عليه إسم مدرج أم كلثوم وقد افتتحته كوكب الشرق بنفسها و غنت فيه واضعة شعار النادي على صدرها ، و عرفانا بالجميل أيضا توجت السيدة أم كلثوم رئيس شرف للنادي في سابقة هي الأولى من نوعها .. و اجتذب نادي الاتحاد السكندري كذلك نجوما آخرين حرصوا على دعمهم له بعد الدفعة الكبرى التي أمدته بها أم كلثوم ، حيث قام عبد الحليم حافظ المشهور بانتمائه و عشقه للنادي الأهلي و دعمه الدائم له ، بإقامة حفل لتكريم النادي بعد حصوله على كأس مصر سنة 1975 . و كما تفرد نادي الاتحاد السكندري بأنه أول ناد من خارج القاهرة يفوز بكأس مصر و ذلك في عام 1926 ، و أول ناد مصري يقوم برحلة خارجية للعب في أوروبا بل و حقق فيها نتائج طيبة ، فقد كان أيضا أول ناد يقدم حارس مرمى يتصدى لخمس ضربات ترجيح في مباراة واحدة و ذلك للمرة الأولى و الأخيرة في تاريخ الكرة . حدث ذلك حين تصدى حسن عرابي لخمس ضربات جزاء في المباراة التي جمعت فريقه بالنادي الإسماعيلي في نهائي الكأس بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي و لجأ الناديان إلى ضربات الترجيح ، و كان القانون في ذلك الوقت يفرض لعب جميع الضربات حتى لو كان الفريق قد ضمن الفوز بإحرازه ثلاثة منها هكذا يتصدى عرابي العظيم للضربات الخمسة في سابقة هي الأولى و الأخيرة من نوعها . و لا يفوتنا التذكير بأن نادينا المحتفل بمئويته قد حفل بنجوم كبار رفعوا رايته خفاقة ، على سبيل المثال لا الحصر نجد ، الحارس العظيم أحمد كاطو ، و هناك سعد راشد و أحمد صالح و شحته الإسكندراني و الجارم ، و بوبو و عرابي و البابلي و طلعت يوسف و الديبة و محمود حودة و شقيقه السيد حودة .. و عشت يا نادي الاتحاد السكندري يا سيد البلد تاريخا عظيما و قلعة مبدعة من قلاع الرياضة المصرية . البوم الصور الاتحاد يتعادل مع سبورتنج لشبونة 2/2 في احتفالية المئوية /images/images/small/820144231827.jpg 1. مئوية الاتحاد السكندري - تصوير: عصام عبد المنعم 2. مئوية الاتحاد السكندري - تصوير: عصام عبد المنعم 3. مئوية الاتحاد السكندري - تصوير: عصام عبد المنعم 4. مئوية الاتحاد السكندري - تصوير: عصام عبد المنعم 5. مئوية الاتحاد السكندري - تصوير: عصام عبد المنعم 6. مئوية الاتحاد السكندري - تصوير: عصام عبد المنعم 7. مئوية الاتحاد السكندري - تصوير: عصام عبد المنعم 8. مئوية الاتحاد السكندري - تصوير: عصام عبد المنعم