قرن من الزمان مر على إنشاء قلعة رياضية صنعت خلاله تاريخا حافلا ومشرفا من البطولات والإنجازات والنضال الوطنى، حيث كانت بداية التأسيس في عام 1906، برئاسة حسن إسماعيل وشهرته حسن رسمى، وكان ملعبه في أرض الملاحة الخضراء أمام قصر رأس التين، وفي عام 1908 تغير اسم نادي الاتحاد إلى الاتحاد الوطنى بعد رحيل الزعيم مصطفي كامل، ثم إنشاء نادي الحديثة في العام نفسه وفي عام 1910 تم إنشاء نادي الأبطال المتحدين. حتي جاء الموعد في عام 1914 ليندمج نادي الحديثة مع نادي الأبطال المتحدين تحت اسم نادي الاتحاد، وبذلك عاد مجددا اسم نادي الاتحاد للظهور مرة أخري، قبل أن يرأس على عبادي في عام 1919 نادي الاتحاد السكندري بعد اندماج نادي السكندري مع نادي الاتحاد تحت مسمى «نادي الاتحاد السكندري». وتأسس نادي الاتحاد السكندري من الشعب المصري وللشعب المصري بأيد وإرادة مصرية ليس بينها أجانب. ويعد الاتحاد أول الأندية المصرية التي يتم إنشاؤها من اتحاد واندماج أربعة أندية وطنية شعبية هى «الاتحاد الوطنى، الحديثة، الأبطال المتحدين، السكندري»، وقد يكون أول ناد في العالم يتكون من اندماج أربعة أندية. وكان لنادي الاتحاد وجماهيره دور وطنى كبير في الكفاح ضد الاستعمار والأجانب وامتيازاتهم. ولا ينسى التاريخ أن نادي الاتحاد السكندري هو النادي المصري الوحيد الذى رفض وبإصرار اشتراك أجانب في إنشائه أو في عضويته وبذلك تمكنوا من المساهمة بفاعلية في النضال الوطنى بحرية من أجل طرد الاحتلال واستقلال مصر، ثم بعد ذلك ساهم نادي الاتحاد في تجميع المتطوعين وقوات الدفاع الشعبى أثناء الحروب المختلفة. ونجح نادي الاتحاد عام 1929 في الحصول على استاد الشاطبى التاريخى، مقر الاتحاد المختلط للألعاب الرياضية، عن طريق رجال السياسة السكندريين بقيادة محمود فهمى النقراشى باشا، الذى أصبح رئيس وزراء مصر بعد ذلك. ملعب نادي الاتحاد السكندري الذى تمت إزالته مؤخرا هو أول استاد بنى في أفريفيا في عام 1910، ويعد نادي الاتحاد أول ناد في العالم يتم رفع العلم الأوليمبى الدولى الحديث على ملعبه، وذلك في عام 1914. ونظرا للطبيعة الفريدة لنادي الاتحاد ودوره الوطنى اكتسب شعبية جارفة على مستوى مصر وليس جماهير الثغر فقط، وكان من جماهيره المئات من قادة الفكر والعلم والثقافة والفن، منهم الموسيقار سيد درويش، الذى ترجم حبه لنادي الاتحاد في تلحين وغناء أغنية «يحيا الاتحاديين»، فضلا عن إسماعيل يس، فنان مصر الكوميدي الأول في ذلك الوقت، وحرصه على زيارة نادي الاتحاد في أكثر من مناسبة، إلى جانب العندليب عبدالحليم حافظ، الذى احتفل بفوز الاتحاد بكأس مصر عام 1973، وتأتي سيدة الغناء العربى أم كلثوم في صدارة معشوقى جماهير الاتحاد، خاصة بعد إحياء أكثر من حفلة بالإسكندرية، وخصصت إيراداتها لصالح النادي، قبل أن تحصل على الرئاسة الشرفية لنادي الاتحاد السكندري؛ تقديرا لدورها في دعم النادي، وعشقها غير المحدود للقلعة الخضراء. ولعل أشهر الحفلات التي أقامتها «أم كلثوم» كانت داخل استاد الإسكندرية في حضور أكثر من عشرة آلاف شخص، قبل أن تظهر وهى ترتدي الفستان الأخضر، وتضع شعار نادي الاتحاد السكندري، وتغنت بأغنية أعدتها خصيصا للنادي، تعبيرا عن عشقها لكيان القلعة الخضراء. ونظرا لمكانة نادي الاتحاد السكندري حرص الملك فؤاد الأول ومن بعده الملك فاروق، ملك مصر في ذلك الوقت، على زيارة مقر النادي بالشاطبى في أكثر من مناسبة. ووصلت شعبية الاتحاد إلى أعلى مستوياتها بعد عام 1926، خاصة بعد رحلة فريق الكرة بنادي الاتحاد إلى عدد من الدول الأوروبية وتحقيق نتائج غير مسبوقة على أعرق الفرق الأجنبية والمنتخبات. منذ أوائل القرن العشرين وحتي نهاية الأربعينيات كان مستوى كرة القدم بالإسكندرية في أبهى فتراته؛ لدرجة أن منتخب مصر كان يضم في بعض الأحيان أكثر من 10 لاعبين، وحتي عام 1920 لم يكن في مصر أندية وطنية إلا اثنين: الاتحاد السكندري والأهلى، وكان بينهما تعاون دائم. نجوم وأبطال قدم نادي الاتحاد السكندري على مدار تاريخه العريق عددا كبيرا من النجوم واللاعبين الموهوبين إلى منتخب مصر ولعل أشهرهم: محمود حمودة «أبورجل دهب»: هو أفضل من لعب كرة القدم في تاريخ مصر وشارك في ثلاث دورات أوليمبية وسجل خلالها أربعة أهداف. الديبة: أول لاعب مصري يحصل على لقب هداف بطولة أمم أفريقيا، خاصة بعد تسجيله أربعة أهداف خلال نهائي بطولة كاس الأمم عام 1957. شحتة الإسكندرانى: مهندس خط الوسط، أول لاعب مصري ينضم إلى منتخب أفريقيا، ومن أفضل المواهب الكروية في تاريخ مصر، وشارك مع منتخب أفريقيا ببطولة القارات بالبرازيل. إلى جانب ذلك عدد كبير من نجوم الكرة الكبار الذين لمعوا على مستوى مصر، خاصة الجارم، وعادل البابلى، وبوبو «صخرة الدفاع»، أحمد صالح «الجوهرة السوداء»، وعرابى، الحارس العملاق الذى نجح في التصدي لخمس ضربات جزاء في مباراة واحدة خلال مباراة الاتحاد والإسماعيلى في نهائي كأس مصر عام 1973، إلى جانب طلعت يوسف، والكيلانى، وأباظة، والسيد كروان، والإسناوى، ومحيى عثمان، ومحمد عمر، وطارق العشري، وأحمد ساري، والكثير من النجوم على مدار تاريخ النادي العريق. حصل الاتحاد السكندري على مدار تاريخه على ست بطولات كأس مصر في أعوام: 1926، 1936، 1948، 1963، 1973، 1976. نادي الاتحاد السكندري هو أول ناد مصري يشارك في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس، ووصل للدور قبل النهائي، وذلك في عام 1974، ولعب مع نادي رعد، بطل الكاميرون، بالإسكندرية، وفاز بنتيجة كبيرة 4 - صفر، قبل أن يفاجأ بظلم تحكيمى فاضح خلال لقاء العودة بالكاميرون، لينسحب الفريق بسبب اعتداءات لاعبى الفريق الكاميرونى وجماهيره. شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن
