أكد الكاتب الأمريكي، آرون ديفيد ميللر، انشغال من وصفهم بمدمني عملية السلام في واشنطن، ولا سيما وزير الخارجية جون كيري، بالوضع المشتعل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وراهن ميللر، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي"، الثلاثاء 8 يوليو، على أن كيري منشغل الآن برسم خطط حول كيفية نزع فتيل هذا الصراع، أو كيفية استخدام الأزمة الراهنة للتقدم على صعيد عملية السلام. وعاد ميللر بالأذهان إلى عام 1996 وأزمة نفق الحشمونانيم ( نفق حائط المبكى) كما يسميه الإسرائيليون وما أثاره من موجة عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين استمرت زهاء ثلاثة أشهر وانتهى بالتفاوض على اتفاق الخليل فبراير 1997. ووصف الكاتب هذه الأيام بالخوالي الطيبة، مشيرا إلى أن حركة "حماس" وقتها لم تكن تحكم غزة بعد، ولم يكن بحوزتها هذه الأسلحة المتطورة، ولم تكن الانتفاضة الثانية قامت بعد، ولم يكن الزعيم الفلسطيني -الجامع والقادر على اتخاذ قرار- ياسر عرفات قد وافته المنية. ورصد ميللر دعوة السيناتور الجمهوري جون ماكين لكيري مؤخرا بعمل شيء حيال العنف الدائر، قاصدا ضرورة سفر كيري إلى إسرائيل وتدشين حوار بين الطرفين المتصارعين... ورأى ميللر أن توقيت دعوة ماكين ليس صائبا، على الأقل في الوقت الراهن. ورأى ميللر أن المشكلة الآن ليست بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو (بيبي)؛ إنما هي بين إسرائيل وحماس في غزة، ومن ثمّ فإن محاولة التدخل بين هذين الطرفين من شأنه إضعاف جبهة الرئيس عباس.. كما أنه قد يسفر عن دعم الوحدة الفلسطينية وقد يترك إسرائيل مغتربة. ورأى صاحب المقال أن ما يتعين فعله في الوقت الراهن هو العمل على وقف إطلاق النار واستعادة الهدوء، مشيرا إلى أن كلا من مصر وإسرائيل تعرفان جيدا كيفية إقناع حماس بالتفاوض لعمل هدنة إذا أرادت حماس التهدئة. أما بخصوص مآرب حماس؛ واعتزامها الاستمرار في إطلاق الصورايخ لعدة أيام من عدمه، وأنها في قفص الاتهام دائما ومن ثمّ لا تبالي بتصعيد الموقف، وغير ذلك.. فإن رؤيته غير واضحة تماما بحسب ميللر، ومن ثمّ فهو يدعو كيري إلى ضرورة التروي والحذر الشديد من مغبة المزيد من محاولات التدخل الفاشلة في قضايا المنطقة وما قد يترتب عليه ذلك من مزيد من ضياع المصداقية الأمريكية. واختتم ميللر مقاله بدعوة كيري قائلا "إلزم مكانك.. أمامك أمور أخرى بناءة أكثر يمكنك استغلال وقتك في عملها".