مشهد يليق بعظيمات مصر.. طوابير نسائية طويلة تعلن دعمها الكامل للمسار الديمقراطي    الرئيس السيسي يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع الدلتا الجديدة    أنباء عن استلام ميانمار أول شحنة غاز طبيعي مسال منذ أربع سنوات    الرئيس السيسى يتابع مستجدات الموقف التنفيذى لمشروع الدلتا الجديدة    تسريبات أوربية تهدد بعرقلة خطة ترامب حول أوكرانيا    الصين: اعتزام اليابان نشر أسلحة هجومية قرب تايوان يهدد بإثارة التوترات الإقليمية    عبد الرؤوف يمنح لاعبي الزمالك راحة اليوم من التدريبات    منتخب القوس والسهم يحقق إنجازا جديدا ويحصد 5 ميداليات فى بطولة أفريقيا    كشف ملابسات فيديو لرقص مجموعة من سائقي الدراجات النارية داخل نفق بالشرقية    القبض على 11 متهمًا لقيامهم باستغلال 19 طفلاً في التسول بالقاهرة    الهلال الأحمر المصري يشارك في تقديم الدعم اللازم للناخبين خلال المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    حفل جديد لفرقة التخت العربي على مسرح الجمهورية    مسلسل لينك.. نهاية سعيدة للأبطال وبيومي فؤاد يعلن عن جزء ثان    نهايات سعيدة لأبطال "لينك" وظهور بيومي فؤاد يمهد للجزء الثاني    الرعاية الصحية: استمرار مبادرة "انتخب واطمّن" للتأمين الطبي للانتخابات بمحافظات التأمين الشامل    استقبال 64 طلبًا من المواطنين بالعجوزة عقب الإعلان عن منظومة إحلال واستبدال التوك توك بالمركبات الجديدة    قرار جمهورى بإضافة كليات جديدة لجامعتى «اللوتس» و «سفنكس»    تشابي ألونسو: النتيجة هي ما تحكم.. وريال مدريد لم يسقط    اليوم.. إياب نهائي دوري المرتبط لكرة السلة بين الأهلي والاتحاد    الداخلية تواصل عقد لقاءات مع طلبة المدارس والجامعات للتوعية بمخاطر تعاطى المواد المخدرة    هبوط المؤشر الرئيسي للبورصة بمنتصف التعاملات بضغوط تراجع أسهم قيادية    الفيضانات توقف حركة القطارات وتقطع الطرق السريعة جنوبي تايلاند    في تعاونها الثاني مع كريم محمود عبدالعزيز .. دينا الشربينى تروج لفيلمها الجديد طلقنى عبر حسابها على إنستجرام    كأس العرب - حامد حمدان: عازمون على عبور ليبيا والتأهل لمرحلة المجموعات    طريقة عمل سبرنج رول بحشو الخضار    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل 26 ألف مواطن خلال شهر نوفمبر الجاري    الرئيس البرازيلي السابق يبرر إتلاف سوار المراقبة بهلوسات ناجمة عن الدواء    جامعة حلوان تطلق منافسات الألعاب الإلكترونية وسط مشاركة طلابية واسعة وحماس كبير    د. أحمد ماهر أبورحيل يكتب: الانفصام المؤسسي في المنظمات الأهلية: أزمة حقيقية تعطل الديمقراطية    معاكسة تتحول إلى مشاجرة بالمطرية.. والداخلية تضبط أطراف الواقعة    إزالة 586 حالة إشغال طريق داخل مراكز محافظة البحيرة    ترامب يؤكد انتظاره لقرار المحكمة العليا بشأن الرسوم الجمركية    وزارة الدفاع الروسية: مسيرات روسية تدمر 3 هوائيات اتصالات أوكرانية    كيفو: محبط من الأداء والنتيجة أمام ميلان.. وعلينا التركيز أمام هجمات أتلتيكو مدريد المرتدة    بانوراما الفيلم الأوروبي تعلن برنامج دورتها الثامنة عشرة    عمرها سبعون عاما.. سعودية تتم حفظ القرآن الكريم فى جمعية ترتيل بالباحة    تألق مصري فى كونجرس السلاح بالبحرين وجوائز عالمية تؤكد الهيمنة الدولية    البرهان يهاجم المبعوث الأمريكي ويصفه ب"العقبة أمام السلام في السودان"    التشى ضد الريال.. الملكى يعانى وألونسو يبحث عن حلول عاجلة    وزير الصحة يستعرض المنصة الرقمية الموحدة لإدارة المبادرات الرئاسية ودمجها مع «التأمين الشامل»    بدء توافد المواطنين على لجان الانتخابات بشمال سيناء للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع    ماراثون التصويت ينطلق بقوة.. شبين القناطر تسجل كثافة لافتة أمام اللجان    محافظ دمياط يتابع انتخابات مجلس النواب من مركز السيطرة    سعر جرام الذهب صباح اليوم الإثنين، عيار 21 وصل إلى هذا المستوى    رئيس حزب الجبهة الوطنية يدلى بصوته في انتخابات النواب 2025    مأساة على طريق القاهرة-الفيوم.. وفاة شخصين وإصابة آخرين في تصادم سيارتين    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2025    كيفية تأثير الأجهزة اللوحية على نوم الأطفال ؟    اليوم.. نظر محاكمة 9 متهمين بخلية داعش مدينة نصر    رئيس الهيئة الوطنية: كل صوت في صندوق الاقتراع له أثر في نتيجة الانتخابات    مسلم: «رجعت زوجتي عند المأذون ومش هيكون بينا مشاكل تاني»    أدعية المظلوم على الظالم وفضل الدعاء بنصرة المستضعفين    تامر حسني يعود إلى مصر لاستكمال علاجه.. ويكشف تفاصيل أزمته الصحية    ردد الآن| دعاء صلاة الفجر وأفضل الأذكار التي تقال في هذا الوقت المبارك    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 24نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    أسامة نبيه: تكريم محمد صبري أقل ما نقدمه.. وموهبة لا تُنسى تركت إرثًا في الزمالك    نقيب المأذونين ل«استوديو إكسترا»: الزوجة صاحبة قرار الطلاق في الغالب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فانصروا الوطن يرحمكم الله !؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أستانا - الهام تاريخ كازاخستان الجديد

أستانا مدينة فريدة من نوعها تجمع بين هويتها القومية المتميزة من ناحية وثقافتها الشرقية الغربية من ناحية أخرى . وتقع المدينة عند ملتقى قارتى أوروبا وآسيا أو دعنا نقول في قلب أوراسيا و فى الوقت الراهن تعد أستانا أحدث عاصمة في العالم.
فى تاريخ البشرية جم من الأمثلة التى ارتبطت فيها ميلاد وإنشاء أشهر مدن العالم بشخصيات شهيرة تتمتع بالثقل مثل بطرس الأكبر الذى أسس مدينة سانكت بطرسبرج و الأمير يوري دولغوروكي الذى أسس مدينة موسكو و نابليون بونابرت الذى أعاد إحياء مدينة باريس و امبراطور اليابان المصلح مايدزى الذى قام بنقل العاصمة من مدينة كيوتو إلى مدينة طوكيو (إيدو سابقا) و كذلك الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم مؤسس دبي الحديثة و الخ. أما أستانا - حلم رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف - فقد تجسد هذا الحلم و صار حقيقة واقعة.
أصبحت مدينة أستانا عاصمة لكازاخستان في عام 1997 عندما تقدم الرئيس نور سلطان نزارباييف للشعب باقتراح لنقل العاصمة حيث لاقى دعما شعبيا منقطع النظير. وكان من الأسباب الرئيسية فى اختيار موقع العاصمة الجديدة هو وضع المدينة الجيوسياسى الهام علاوة على توافر البنية التحتية المتطورة فى مجال النقل والاتصالات ووجود الأراضي الشاغرة الواعدة بالنمو وتواؤم الظروف البيئية المواتية مع البيئة الطبيعية المتوازنة. كان الافتتاح الدولى لأستانا كعاصمة جديدة لجمهورية كازاخستان فى 10 يوليو 1988 حيث شارك فيه العديد من رؤساء الدول و كبار ساسة العالم و مشاهير الثقافة والفنون و ممثلى وسائل الإعلام والصحافة من مختلف الأنحاء . ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا اليوم هو العيد القومى لمدينة أستانا. ومع البداية الناشطة للقرن الحادي والعشرين وبفضل تضافر الاستثمارات الكبيرة الأجنبية و المحلية - في بناء المدينة - مع الإرادة السياسية الهائلة للرئيس نازارباييف فى ظل التأييد الشعبى الكامل فى كازاخستان نجحت الدولة فى تشييد المدينة الحديثة التى تعد على حق مدينة عالمية رائدة من حيث وتائر البناء خلال فترة وجيزة على مدى خمس عشرة سنة تتسابق فيها زمنيا وتشييد دبي الحديثة. وفى هذا الصدد فقد شارك في بناء مدينة استانا 71 مدينة كازاخية و 135 مصنع وأكثر من 400 شركة للمقاولات ممثلة للعديد من الشركات المحلية جنبا إلى جنب مع الشركات التركية والإيطالية والفرنسية والسويسرية ولذلك فقد اعتاد الناس - كل عام - على ظهور العديد من المنشآت الجديدة فى أستانا.
في عام 1999 منحت منظمة اليونسكو جائزة "مدينة السلام " لأستانا وفي عام 2003 أدرجت وكالة التصنيف الشهيرة "موديس اينفيستورز سرفيس" العاصمة الكازاخية فى تقريرها وهكذا أصبحت المدينة "العلامة التجارية " لكازاخستان ودخلت قائمة "أفضل 30 مدينة فى العالم". تولى كيسي كوروكاوا المهندس المعمارى اليابانى - مصمم مشروع متحف فان جوخ في أمستردام و المطار الدولي في كوالالامبور و المتحف الوطني للاثنولوجيا في أوساكا – شخصيا إدارة الخطة الخاصة ببناء أستانا. وأثناء دراسة المفهوم المعمارى للمدينة تم فى عين الاعتبار وضع أفكار الرئيس نور سلطان نزارباييف التى وجهت بإعطاء الملامح الأوراسية للمدينة. أشرف الرئيس على عملية بناء العاصمة بأكملها و يعتبر أيضا المبدع الأول لظاهر أستانا المعمارى لتوقيعه شخصيا على كل منشأة جديدة أو مشروع معماري قبل إنشائه على أرض الواقع .
أصبحت اليوم عاصمة كازاخستان أكثر جاذبية سواء للمقيمين بها أو لزائريها من حيث المباني الشاهقة التي تجمع بين الحداثة والثقافة القومية ومجموعات من مختلف الأنماط المعمارية التى تخلق جمعاء تناغم من تناسق الطرز. وتعد أستانا - مدينة المستقبل - مرآة صادقة تعكس اطراد التنمية فى كازاخستان الحديثة. ويظهر هذا جليا فى كل نمط معمارى حديث من حيث التصميم والحجم والألوان و براعة التخطيط. نذكر هنا بعض الأعمال التى تضفى زينة للعاصمة وتعد من علاماتها المميزة ألا وهى المجمع الحديث المكون من مجموعة العمارات الادارية فى الميدان الرئيسى بما فيها مقر الئيس "اق – أوردا" و مبنى الحكومة و مبنى البرلمان و الفنادق المشهورة مثل "ريكسوس" و "بيجينج بالاس" و "راديسون" والكونجرس هول والحديقة الاثنوغرافية و الأنصبة التذكارية "اتامكان" التى تضم نماذج مجسمة من الخزانات الطبيعية و التماثيل التاريخية ومدن كازاخستان الكبرى . كما توجد أيضا العمارة الحديثة التى يقع فيها مركز المعارض الضخم "كورمى". وعلى خلفية هذه المنشآت الحديثة تجد السهول ذات المساحات الشاسعة .وعلى الرغم من كثرة المباني الحديثة تعد أستانا مدينة رحبة تفتح ذراعيها لزائريها . ويعتبر الممشى الفسيح على طول شاطئ نهر ايشيم البديع المتدفق عبر المدينة - مثل نهر السين في باريس و نهر التايمز في لندن - واحة الهدوء يستمتع من خلالها الزائر برؤية النهضة المعمارية والجسور رائعة التصميم و المزينة بالتماثيل البرونزية لغزلان وأحصنة طائرة و ظباء وثابة .وترتدى أستانا فى المساء أثواب العرس المرصعة بالإضاءة الخلابة للمبانى والطرق و النافورات الراقصة متعددة الألوان فى شارع الماء والخضر الذى أصبح المكان المفضل لسكان المدينة علاوة على إشراقة واجهات المتاجر والحانات والملاهي . يجتمع الكثير من الناس في أستانا بالقرب من الرمز الرئيسي فى الميدان و هو نصب تذكارى يسمى "بايتيريك" الذى تتجسد فيه فكرة الكون عند الشعب الكازاخى.و وفقا للأسطورة القديمة فإن "بايتيريك " هو شجرة الحياة التى يقصدها الطائر سامروك المقدس لدى البدو الرحل فى الماضى . نرى فى العاصمة عدد كبير من ناطحات السحاب وكأنها أتت من المستقبل والمبانى الذهبية على شكل مخاريط مقلوبة و القباب الشاهقة المبناه على الطرز العربية والممرات على النمط القديم و الحديث والمساجد الفاخرة الجديدة الخ. هذا هو الطراز المعمارى الجديد الذى يعكس بدقة روح العاصمة بصفتها مركز كازاخستان التعليمى والثقافى والسياسى والاقتصادى. .
لا يتوقف الرئيس نازاربايف عند هذا الحد فبالفعل حدد بنفسه المهام الجديدة الخاصة بضرورة تطوير أستانا بصفتها مدينة المستقبل طبقا لخطة " المدينة الذكية" و تهدف هذه المهام إلى دخول العاصمة الكازاخية قائمة 50 "مدينة ذكية " في العالم قبل حلول عام 2017 وللعلم فإن أول خمس مدن دخلت هذه القائمة كانت فيينا و تورنتو و باريس و نيويورك ولندن. أما أستانا فهى فى الوقت الحالى تطابق 4 من 16 تبعا لمؤشرات تصنيف المدن الذكية. و في هذا الصدد يعد تنظيم المعرض الدولى "ايكسبو 2017" فى استانا من أهم مشاريع كازاخستان و يرجع هذا الحدث الجم إلى مبادرة الرئيس نازاربايف. فى 22 نوفمبر 2012 خلال اقتراع سري من بين ممثلى 161 دولة عضو في المكتب الدولى للمعارض نم اختيار مدينة أستانا مكانا لاستضافة المعرض الدولي التخصصى "ايكسبو2017 "
وفى خلال السنوات الأخيرة ظهرت مساهمة كازاخستان الواضحة فى مجال إصلاح الهياكل الأمنية الدولية ظهورا بالغا وتشهد على هذا نتائج فعاليات المنتدى الاقتصادي الذى يعقد فى أستانا سنويا. أصبح هذا المنتدى حدثا مشهورا معترف به دوليا حيث يجتمع فيه أفضل العقول البشرية لإيجاد حلول التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحديثة. لقد شارك فى هذا المنتدى أكثر من 9000 ممثل من جميع أنحاء العالم وكان الحدث الأكثر أهمية فى اطار المنتدى المذكور هو المؤتمر العالمى لمكافحة الأزمة الذى تم تنظيمه و انعقاده بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة والرئاسة الروسية في "مجموعة 20" وفى أعقاب هذا المؤتمر تم قبول إعلان أستانا الذى حدد الاتجاهات الرئيسية لخطة مكافحة الازمة العالمية. وتم رفع توصيات هذا المؤتمر إلى مستوى صناع القرار "لمجموعة 20" في قمة قادة الدول المشاركة والتى عقدت فى الفترة من 5 إلى 6 سبتمبر عام 2013 في روسيا و كذلك إلى "مجموعة 8" و صندوق النقد الدولى و البنك الدولى و الأمم المتحدة. يرمز نقل عاصمة كازاخستان إلى أستانا لمرحلة الانطلاقة الجديدة في تطوير الدولة. هل كانت هذه الخطوة صدفة أم لا؟ واليوم أستانا هى فخر كازاخستان ورمز توحيد الدولة و تجسيد الفكرة القومية.
أستانا مدينة فريدة من نوعها تجمع بين هويتها القومية المتميزة من ناحية وثقافتها الشرقية الغربية من ناحية أخرى . وتقع المدينة عند ملتقى قارتى أوروبا وآسيا أو دعنا نقول في قلب أوراسيا و فى الوقت الراهن تعد أستانا أحدث عاصمة في العالم.
فى تاريخ البشرية جم من الأمثلة التى ارتبطت فيها ميلاد وإنشاء أشهر مدن العالم بشخصيات شهيرة تتمتع بالثقل مثل بطرس الأكبر الذى أسس مدينة سانكت بطرسبرج و الأمير يوري دولغوروكي الذى أسس مدينة موسكو و نابليون بونابرت الذى أعاد إحياء مدينة باريس و امبراطور اليابان المصلح مايدزى الذى قام بنقل العاصمة من مدينة كيوتو إلى مدينة طوكيو (إيدو سابقا) و كذلك الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم مؤسس دبي الحديثة و الخ. أما أستانا - حلم رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف - فقد تجسد هذا الحلم و صار حقيقة واقعة.
أصبحت مدينة أستانا عاصمة لكازاخستان في عام 1997 عندما تقدم الرئيس نور سلطان نزارباييف للشعب باقتراح لنقل العاصمة حيث لاقى دعما شعبيا منقطع النظير. وكان من الأسباب الرئيسية فى اختيار موقع العاصمة الجديدة هو وضع المدينة الجيوسياسى الهام علاوة على توافر البنية التحتية المتطورة فى مجال النقل والاتصالات ووجود الأراضي الشاغرة الواعدة بالنمو وتواؤم الظروف البيئية المواتية مع البيئة الطبيعية المتوازنة. كان الافتتاح الدولى لأستانا كعاصمة جديدة لجمهورية كازاخستان فى 10 يوليو 1988 حيث شارك فيه العديد من رؤساء الدول و كبار ساسة العالم و مشاهير الثقافة والفنون و ممثلى وسائل الإعلام والصحافة من مختلف الأنحاء . ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا اليوم هو العيد القومى لمدينة أستانا. ومع البداية الناشطة للقرن الحادي والعشرين وبفضل تضافر الاستثمارات الكبيرة الأجنبية و المحلية - في بناء المدينة - مع الإرادة السياسية الهائلة للرئيس نازارباييف فى ظل التأييد الشعبى الكامل فى كازاخستان نجحت الدولة فى تشييد المدينة الحديثة التى تعد على حق مدينة عالمية رائدة من حيث وتائر البناء خلال فترة وجيزة على مدى خمس عشرة سنة تتسابق فيها زمنيا وتشييد دبي الحديثة. وفى هذا الصدد فقد شارك في بناء مدينة استانا 71 مدينة كازاخية و 135 مصنع وأكثر من 400 شركة للمقاولات ممثلة للعديد من الشركات المحلية جنبا إلى جنب مع الشركات التركية والإيطالية والفرنسية والسويسرية ولذلك فقد اعتاد الناس - كل عام - على ظهور العديد من المنشآت الجديدة فى أستانا.
في عام 1999 منحت منظمة اليونسكو جائزة "مدينة السلام " لأستانا وفي عام 2003 أدرجت وكالة التصنيف الشهيرة "موديس اينفيستورز سرفيس" العاصمة الكازاخية فى تقريرها وهكذا أصبحت المدينة "العلامة التجارية " لكازاخستان ودخلت قائمة "أفضل 30 مدينة فى العالم". تولى كيسي كوروكاوا المهندس المعمارى اليابانى - مصمم مشروع متحف فان جوخ في أمستردام و المطار الدولي في كوالالامبور و المتحف الوطني للاثنولوجيا في أوساكا – شخصيا إدارة الخطة الخاصة ببناء أستانا. وأثناء دراسة المفهوم المعمارى للمدينة تم فى عين الاعتبار وضع أفكار الرئيس نور سلطان نزارباييف التى وجهت بإعطاء الملامح الأوراسية للمدينة. أشرف الرئيس على عملية بناء العاصمة بأكملها و يعتبر أيضا المبدع الأول لظاهر أستانا المعمارى لتوقيعه شخصيا على كل منشأة جديدة أو مشروع معماري قبل إنشائه على أرض الواقع .
أصبحت اليوم عاصمة كازاخستان أكثر جاذبية سواء للمقيمين بها أو لزائريها من حيث المباني الشاهقة التي تجمع بين الحداثة والثقافة القومية ومجموعات من مختلف الأنماط المعمارية التى تخلق جمعاء تناغم من تناسق الطرز. وتعد أستانا - مدينة المستقبل - مرآة صادقة تعكس اطراد التنمية فى كازاخستان الحديثة. ويظهر هذا جليا فى كل نمط معمارى حديث من حيث التصميم والحجم والألوان و براعة التخطيط. نذكر هنا بعض الأعمال التى تضفى زينة للعاصمة وتعد من علاماتها المميزة ألا وهى المجمع الحديث المكون من مجموعة العمارات الادارية فى الميدان الرئيسى بما فيها مقر الئيس "اق – أوردا" و مبنى الحكومة و مبنى البرلمان و الفنادق المشهورة مثل "ريكسوس" و "بيجينج بالاس" و "راديسون" والكونجرس هول والحديقة الاثنوغرافية و الأنصبة التذكارية "اتامكان" التى تضم نماذج مجسمة من الخزانات الطبيعية و التماثيل التاريخية ومدن كازاخستان الكبرى . كما توجد أيضا العمارة الحديثة التى يقع فيها مركز المعارض الضخم "كورمى". وعلى خلفية هذه المنشآت الحديثة تجد السهول ذات المساحات الشاسعة .وعلى الرغم من كثرة المباني الحديثة تعد أستانا مدينة رحبة تفتح ذراعيها لزائريها . ويعتبر الممشى الفسيح على طول شاطئ نهر ايشيم البديع المتدفق عبر المدينة - مثل نهر السين في باريس و نهر التايمز في لندن - واحة الهدوء يستمتع من خلالها الزائر برؤية النهضة المعمارية والجسور رائعة التصميم و المزينة بالتماثيل البرونزية لغزلان وأحصنة طائرة و ظباء وثابة .وترتدى أستانا فى المساء أثواب العرس المرصعة بالإضاءة الخلابة للمبانى والطرق و النافورات الراقصة متعددة الألوان فى شارع الماء والخضر الذى أصبح المكان المفضل لسكان المدينة علاوة على إشراقة واجهات المتاجر والحانات والملاهي . يجتمع الكثير من الناس في أستانا بالقرب من الرمز الرئيسي فى الميدان و هو نصب تذكارى يسمى "بايتيريك" الذى تتجسد فيه فكرة الكون عند الشعب الكازاخى.و وفقا للأسطورة القديمة فإن "بايتيريك " هو شجرة الحياة التى يقصدها الطائر سامروك المقدس لدى البدو الرحل فى الماضى . نرى فى العاصمة عدد كبير من ناطحات السحاب وكأنها أتت من المستقبل والمبانى الذهبية على شكل مخاريط مقلوبة و القباب الشاهقة المبناه على الطرز العربية والممرات على النمط القديم و الحديث والمساجد الفاخرة الجديدة الخ. هذا هو الطراز المعمارى الجديد الذى يعكس بدقة روح العاصمة بصفتها مركز كازاخستان التعليمى والثقافى والسياسى والاقتصادى. .
لا يتوقف الرئيس نازاربايف عند هذا الحد فبالفعل حدد بنفسه المهام الجديدة الخاصة بضرورة تطوير أستانا بصفتها مدينة المستقبل طبقا لخطة " المدينة الذكية" و تهدف هذه المهام إلى دخول العاصمة الكازاخية قائمة 50 "مدينة ذكية " في العالم قبل حلول عام 2017 وللعلم فإن أول خمس مدن دخلت هذه القائمة كانت فيينا و تورنتو و باريس و نيويورك ولندن. أما أستانا فهى فى الوقت الحالى تطابق 4 من 16 تبعا لمؤشرات تصنيف المدن الذكية. و في هذا الصدد يعد تنظيم المعرض الدولى "ايكسبو 2017" فى استانا من أهم مشاريع كازاخستان و يرجع هذا الحدث الجم إلى مبادرة الرئيس نازاربايف. فى 22 نوفمبر 2012 خلال اقتراع سري من بين ممثلى 161 دولة عضو في المكتب الدولى للمعارض نم اختيار مدينة أستانا مكانا لاستضافة المعرض الدولي التخصصى "ايكسبو2017 "
وفى خلال السنوات الأخيرة ظهرت مساهمة كازاخستان الواضحة فى مجال إصلاح الهياكل الأمنية الدولية ظهورا بالغا وتشهد على هذا نتائج فعاليات المنتدى الاقتصادي الذى يعقد فى أستانا سنويا. أصبح هذا المنتدى حدثا مشهورا معترف به دوليا حيث يجتمع فيه أفضل العقول البشرية لإيجاد حلول التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحديثة. لقد شارك فى هذا المنتدى أكثر من 9000 ممثل من جميع أنحاء العالم وكان الحدث الأكثر أهمية فى اطار المنتدى المذكور هو المؤتمر العالمى لمكافحة الأزمة الذى تم تنظيمه و انعقاده بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة والرئاسة الروسية في "مجموعة 20" وفى أعقاب هذا المؤتمر تم قبول إعلان أستانا الذى حدد الاتجاهات الرئيسية لخطة مكافحة الازمة العالمية. وتم رفع توصيات هذا المؤتمر إلى مستوى صناع القرار "لمجموعة 20" في قمة قادة الدول المشاركة والتى عقدت فى الفترة من 5 إلى 6 سبتمبر عام 2013 في روسيا و كذلك إلى "مجموعة 8" و صندوق النقد الدولى و البنك الدولى و الأمم المتحدة. يرمز نقل عاصمة كازاخستان إلى أستانا لمرحلة الانطلاقة الجديدة في تطوير الدولة. هل كانت هذه الخطوة صدفة أم لا؟ واليوم أستانا هى فخر كازاخستان ورمز توحيد الدولة و تجسيد الفكرة القومية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.