أسعار الدولار اليوم الأحد 29 يونيو 2025    مصدر أمريكي بالوساطة ل الشروق: خطة ترامب لتهجير سكان غزة لم تعد قائمة    مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضريبي    نشطاء تونسيون: من حق إيران امتلاك التقنية النووية السلمية    تقارير: روسيا تستهدف مناطق أوكرانية بعيدة عن الخطوط الأمامية    موعد مباراة تشيلسي ضد بالميراس في ربع نهائي كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    خالد الغندور: شلبي يرفض الرحيل.. وخلاف مالي يُعطل انضمامه للبنك الأهلي    الأرصاد تحذر من اضطراب الملاحة البحرية اليوم وغدا    توافد طلاب الثانوية العامة على لجان امتحان الإنجليزي بالسادس من أكتوبر وسط إجراءات أمنية مشددة    أفضل الأدعية لطلب الرزق مع شروق الشمس    سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه الأحد 29-6-2025 بعد هبوطه الأخير في 8 بنوك    منتخب السعودية يخسر بثنائية أمام المكسيك ويودع الكأس الذهبية    جدو يعلن تجديد تعاقد يورتشيتش مع بيراميدز    الاتحاد الأوروبي يشهر سلاح العقوبات مجددًا ضد روسيا.. والحسم خلال أيام!    إعلام عبري: إيران جنّدت مستوطنا لاغتيال وزير جيش الاحتلال كاتس    موقف محرج لشيرين عبد الوهاب على مسرح مهرجان موازين (فيديو)    مي عمر شعبية في مسلسلها الجديد برمضان 2026    45 دقيقة تأخيرات القطارات بين قليوب والزقازيق والمنصورة    رحلة نقل ملكية السيارة تبدأ من هنا.. إليك المستندات المطلوبة    اليوم.. الإعلان عن تنسيق القبول بالثانوية العامة والمدارس الفنية بمدارس الجيزة    إحداها عادت بعد 120 دقيقة.. العواصف توقف 6 مباريات في كأس العالم للأندية    مدرب بالميراس: سنقاتل حتى النهاية من أجل حلمنا في كأس العالم للأندية    حقيقة عرض وكيل زيزو اللاعب على بشكتاش وفنربخشة    البحرين ترحب باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا وتشيد بدور واشنطن والدوحة    النائب عاطف مغاوري: أزمة الإيجار القديم تحل نفسها.. وستنخفض لأقل من 3% في 2027    «ماسك»: قانون خفض الإنفاق الحكومي «انتحار سياسي»    ضبط الأب المتهم بالتعدي على ابنه بالشرقية    مشاركة متميزة لشركات وزارة قطاع الأعمال في معرض "صحة إفريقيا Africa Health ExCon 2025"    وارن بافيت يعلن عن تبرعات بقيمة 6 مليارات دولار لخمس مؤسسات    «واخدلي بالك» على مسرح قصر ثقافة العريش    كايروكي يشعلون استاد القاهرة برسائل دعم لغزة وصور الشهداء    اللواء أبو هميلة: "الشيوخ" تسير بشفافية لجاهزية "الوطنية للانتخابات"    هل يجوز الخروج من المنزل دون الاغتسال من الجنابة؟.. دار الإفتاء توضح    ما أفضل صدقة جارية على روح المتوفي.. الإفتاء تجيب    أضف إلى معلوماتك الدينية | 10 حقائق عن المتوفي خلال عمله    في جوف الليل| حين تتكلم الأرواح ويصعد الدعاء.. اللهم اجعل قلبي لك ساجدًا ولسانِي لك ذاكرًا    اكتشاف فيروس جديد في الخفافيش أخطر من كورونا    دواء جديد يعطي أملا لمرضى السكري من النوع الأول    أشرف زكي ناعيا ضحايا حادث المنوفية: للفقيدات الرحمة ولذويهم خالص العزاء    فيديو.. كريم محمود عبد العزيز: سعيد بتقديم دراما بشكل جديد في مملكة الحرير    شاب يقتل والدته ويدفنها في أرض زراعية بالمنيا    يسبب التسمم.. احذر من خطأ شائع عند تناول البطيخ    اليوم، امتحان مادة "التاريخ" لطلاب الأدبي بالثانوية الأزهرية    بعد توصية طارق مصطفى.. رئيس البنك الأهلي يعلن رحيل نجم الأهلي السابق (خاص)    بعد فشل توربينات سد النهضة، خبير جيولوجي يحذر من حدوث فيضانات بالخرطوم قريبا    ثبات حتى الرحيل .. "أحمد سليمان".. قاضٍ ووزير وقف في وجه الطابور الخامس    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قياديين في "حزب الله" بغارات جنوب لبنان    تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة كفر الشيخ.. الحد الأدنى للقبول    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 29 يونيو 2025    5 أبراج «ناجحون في الإدارة»: مجتهدون يحبون المبادرة ويمتلكون رؤية ثاقبة    للتعامل مع القلق والتوتر بدون أدوية.. 5 أعشاب فعالة في تهدئة الأعصاب    فوائد البنجر الأحمر، كنز طبيعي لتعزيز صحة الجسم    رئيس جهاز مدينة حدائق أكتوبر: تسليم وحدات مشروعي «810 و607 عمارة» قريبًا    عمرو أديب ل أحمد السقا ومها الصغير: «زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف» (فيديو)    «الغالي ثمنه فيه».. مؤتمر لابناء المرحلة الإعدادية بإيبارشية طيبة (صور)    موعد اعتماد نتيجة الشهادة الإعدادية بمحافظة قنا    القبض على 3متهمين بغسل الأموال    بنفيكا ضد تشيلسي.. جيمس يفتتح أهداف البلوز فى الدقيقة 64 "فيديو"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أستانا - الهام تاريخ كازاخستان الجديد

أستانا مدينة فريدة من نوعها تجمع بين هويتها القومية المتميزة من ناحية وثقافتها الشرقية الغربية من ناحية أخرى . وتقع المدينة عند ملتقى قارتى أوروبا وآسيا أو دعنا نقول في قلب أوراسيا و فى الوقت الراهن تعد أستانا أحدث عاصمة في العالم.
فى تاريخ البشرية جم من الأمثلة التى ارتبطت فيها ميلاد وإنشاء أشهر مدن العالم بشخصيات شهيرة تتمتع بالثقل مثل بطرس الأكبر الذى أسس مدينة سانكت بطرسبرج و الأمير يوري دولغوروكي الذى أسس مدينة موسكو و نابليون بونابرت الذى أعاد إحياء مدينة باريس و امبراطور اليابان المصلح مايدزى الذى قام بنقل العاصمة من مدينة كيوتو إلى مدينة طوكيو (إيدو سابقا) و كذلك الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم مؤسس دبي الحديثة و الخ. أما أستانا - حلم رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف - فقد تجسد هذا الحلم و صار حقيقة واقعة.
أصبحت مدينة أستانا عاصمة لكازاخستان في عام 1997 عندما تقدم الرئيس نور سلطان نزارباييف للشعب باقتراح لنقل العاصمة حيث لاقى دعما شعبيا منقطع النظير. وكان من الأسباب الرئيسية فى اختيار موقع العاصمة الجديدة هو وضع المدينة الجيوسياسى الهام علاوة على توافر البنية التحتية المتطورة فى مجال النقل والاتصالات ووجود الأراضي الشاغرة الواعدة بالنمو وتواؤم الظروف البيئية المواتية مع البيئة الطبيعية المتوازنة. كان الافتتاح الدولى لأستانا كعاصمة جديدة لجمهورية كازاخستان فى 10 يوليو 1988 حيث شارك فيه العديد من رؤساء الدول و كبار ساسة العالم و مشاهير الثقافة والفنون و ممثلى وسائل الإعلام والصحافة من مختلف الأنحاء . ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا اليوم هو العيد القومى لمدينة أستانا. ومع البداية الناشطة للقرن الحادي والعشرين وبفضل تضافر الاستثمارات الكبيرة الأجنبية و المحلية - في بناء المدينة - مع الإرادة السياسية الهائلة للرئيس نازارباييف فى ظل التأييد الشعبى الكامل فى كازاخستان نجحت الدولة فى تشييد المدينة الحديثة التى تعد على حق مدينة عالمية رائدة من حيث وتائر البناء خلال فترة وجيزة على مدى خمس عشرة سنة تتسابق فيها زمنيا وتشييد دبي الحديثة. وفى هذا الصدد فقد شارك في بناء مدينة استانا 71 مدينة كازاخية و 135 مصنع وأكثر من 400 شركة للمقاولات ممثلة للعديد من الشركات المحلية جنبا إلى جنب مع الشركات التركية والإيطالية والفرنسية والسويسرية ولذلك فقد اعتاد الناس - كل عام - على ظهور العديد من المنشآت الجديدة فى أستانا.
في عام 1999 منحت منظمة اليونسكو جائزة "مدينة السلام " لأستانا وفي عام 2003 أدرجت وكالة التصنيف الشهيرة "موديس اينفيستورز سرفيس" العاصمة الكازاخية فى تقريرها وهكذا أصبحت المدينة "العلامة التجارية " لكازاخستان ودخلت قائمة "أفضل 30 مدينة فى العالم". تولى كيسي كوروكاوا المهندس المعمارى اليابانى - مصمم مشروع متحف فان جوخ في أمستردام و المطار الدولي في كوالالامبور و المتحف الوطني للاثنولوجيا في أوساكا – شخصيا إدارة الخطة الخاصة ببناء أستانا. وأثناء دراسة المفهوم المعمارى للمدينة تم فى عين الاعتبار وضع أفكار الرئيس نور سلطان نزارباييف التى وجهت بإعطاء الملامح الأوراسية للمدينة. أشرف الرئيس على عملية بناء العاصمة بأكملها و يعتبر أيضا المبدع الأول لظاهر أستانا المعمارى لتوقيعه شخصيا على كل منشأة جديدة أو مشروع معماري قبل إنشائه على أرض الواقع .
أصبحت اليوم عاصمة كازاخستان أكثر جاذبية سواء للمقيمين بها أو لزائريها من حيث المباني الشاهقة التي تجمع بين الحداثة والثقافة القومية ومجموعات من مختلف الأنماط المعمارية التى تخلق جمعاء تناغم من تناسق الطرز. وتعد أستانا - مدينة المستقبل - مرآة صادقة تعكس اطراد التنمية فى كازاخستان الحديثة. ويظهر هذا جليا فى كل نمط معمارى حديث من حيث التصميم والحجم والألوان و براعة التخطيط. نذكر هنا بعض الأعمال التى تضفى زينة للعاصمة وتعد من علاماتها المميزة ألا وهى المجمع الحديث المكون من مجموعة العمارات الادارية فى الميدان الرئيسى بما فيها مقر الئيس "اق – أوردا" و مبنى الحكومة و مبنى البرلمان و الفنادق المشهورة مثل "ريكسوس" و "بيجينج بالاس" و "راديسون" والكونجرس هول والحديقة الاثنوغرافية و الأنصبة التذكارية "اتامكان" التى تضم نماذج مجسمة من الخزانات الطبيعية و التماثيل التاريخية ومدن كازاخستان الكبرى . كما توجد أيضا العمارة الحديثة التى يقع فيها مركز المعارض الضخم "كورمى". وعلى خلفية هذه المنشآت الحديثة تجد السهول ذات المساحات الشاسعة .وعلى الرغم من كثرة المباني الحديثة تعد أستانا مدينة رحبة تفتح ذراعيها لزائريها . ويعتبر الممشى الفسيح على طول شاطئ نهر ايشيم البديع المتدفق عبر المدينة - مثل نهر السين في باريس و نهر التايمز في لندن - واحة الهدوء يستمتع من خلالها الزائر برؤية النهضة المعمارية والجسور رائعة التصميم و المزينة بالتماثيل البرونزية لغزلان وأحصنة طائرة و ظباء وثابة .وترتدى أستانا فى المساء أثواب العرس المرصعة بالإضاءة الخلابة للمبانى والطرق و النافورات الراقصة متعددة الألوان فى شارع الماء والخضر الذى أصبح المكان المفضل لسكان المدينة علاوة على إشراقة واجهات المتاجر والحانات والملاهي . يجتمع الكثير من الناس في أستانا بالقرب من الرمز الرئيسي فى الميدان و هو نصب تذكارى يسمى "بايتيريك" الذى تتجسد فيه فكرة الكون عند الشعب الكازاخى.و وفقا للأسطورة القديمة فإن "بايتيريك " هو شجرة الحياة التى يقصدها الطائر سامروك المقدس لدى البدو الرحل فى الماضى . نرى فى العاصمة عدد كبير من ناطحات السحاب وكأنها أتت من المستقبل والمبانى الذهبية على شكل مخاريط مقلوبة و القباب الشاهقة المبناه على الطرز العربية والممرات على النمط القديم و الحديث والمساجد الفاخرة الجديدة الخ. هذا هو الطراز المعمارى الجديد الذى يعكس بدقة روح العاصمة بصفتها مركز كازاخستان التعليمى والثقافى والسياسى والاقتصادى. .
لا يتوقف الرئيس نازاربايف عند هذا الحد فبالفعل حدد بنفسه المهام الجديدة الخاصة بضرورة تطوير أستانا بصفتها مدينة المستقبل طبقا لخطة " المدينة الذكية" و تهدف هذه المهام إلى دخول العاصمة الكازاخية قائمة 50 "مدينة ذكية " في العالم قبل حلول عام 2017 وللعلم فإن أول خمس مدن دخلت هذه القائمة كانت فيينا و تورنتو و باريس و نيويورك ولندن. أما أستانا فهى فى الوقت الحالى تطابق 4 من 16 تبعا لمؤشرات تصنيف المدن الذكية. و في هذا الصدد يعد تنظيم المعرض الدولى "ايكسبو 2017" فى استانا من أهم مشاريع كازاخستان و يرجع هذا الحدث الجم إلى مبادرة الرئيس نازاربايف. فى 22 نوفمبر 2012 خلال اقتراع سري من بين ممثلى 161 دولة عضو في المكتب الدولى للمعارض نم اختيار مدينة أستانا مكانا لاستضافة المعرض الدولي التخصصى "ايكسبو2017 "
وفى خلال السنوات الأخيرة ظهرت مساهمة كازاخستان الواضحة فى مجال إصلاح الهياكل الأمنية الدولية ظهورا بالغا وتشهد على هذا نتائج فعاليات المنتدى الاقتصادي الذى يعقد فى أستانا سنويا. أصبح هذا المنتدى حدثا مشهورا معترف به دوليا حيث يجتمع فيه أفضل العقول البشرية لإيجاد حلول التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحديثة. لقد شارك فى هذا المنتدى أكثر من 9000 ممثل من جميع أنحاء العالم وكان الحدث الأكثر أهمية فى اطار المنتدى المذكور هو المؤتمر العالمى لمكافحة الأزمة الذى تم تنظيمه و انعقاده بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة والرئاسة الروسية في "مجموعة 20" وفى أعقاب هذا المؤتمر تم قبول إعلان أستانا الذى حدد الاتجاهات الرئيسية لخطة مكافحة الازمة العالمية. وتم رفع توصيات هذا المؤتمر إلى مستوى صناع القرار "لمجموعة 20" في قمة قادة الدول المشاركة والتى عقدت فى الفترة من 5 إلى 6 سبتمبر عام 2013 في روسيا و كذلك إلى "مجموعة 8" و صندوق النقد الدولى و البنك الدولى و الأمم المتحدة. يرمز نقل عاصمة كازاخستان إلى أستانا لمرحلة الانطلاقة الجديدة في تطوير الدولة. هل كانت هذه الخطوة صدفة أم لا؟ واليوم أستانا هى فخر كازاخستان ورمز توحيد الدولة و تجسيد الفكرة القومية.
أستانا مدينة فريدة من نوعها تجمع بين هويتها القومية المتميزة من ناحية وثقافتها الشرقية الغربية من ناحية أخرى . وتقع المدينة عند ملتقى قارتى أوروبا وآسيا أو دعنا نقول في قلب أوراسيا و فى الوقت الراهن تعد أستانا أحدث عاصمة في العالم.
فى تاريخ البشرية جم من الأمثلة التى ارتبطت فيها ميلاد وإنشاء أشهر مدن العالم بشخصيات شهيرة تتمتع بالثقل مثل بطرس الأكبر الذى أسس مدينة سانكت بطرسبرج و الأمير يوري دولغوروكي الذى أسس مدينة موسكو و نابليون بونابرت الذى أعاد إحياء مدينة باريس و امبراطور اليابان المصلح مايدزى الذى قام بنقل العاصمة من مدينة كيوتو إلى مدينة طوكيو (إيدو سابقا) و كذلك الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم مؤسس دبي الحديثة و الخ. أما أستانا - حلم رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف - فقد تجسد هذا الحلم و صار حقيقة واقعة.
أصبحت مدينة أستانا عاصمة لكازاخستان في عام 1997 عندما تقدم الرئيس نور سلطان نزارباييف للشعب باقتراح لنقل العاصمة حيث لاقى دعما شعبيا منقطع النظير. وكان من الأسباب الرئيسية فى اختيار موقع العاصمة الجديدة هو وضع المدينة الجيوسياسى الهام علاوة على توافر البنية التحتية المتطورة فى مجال النقل والاتصالات ووجود الأراضي الشاغرة الواعدة بالنمو وتواؤم الظروف البيئية المواتية مع البيئة الطبيعية المتوازنة. كان الافتتاح الدولى لأستانا كعاصمة جديدة لجمهورية كازاخستان فى 10 يوليو 1988 حيث شارك فيه العديد من رؤساء الدول و كبار ساسة العالم و مشاهير الثقافة والفنون و ممثلى وسائل الإعلام والصحافة من مختلف الأنحاء . ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا اليوم هو العيد القومى لمدينة أستانا. ومع البداية الناشطة للقرن الحادي والعشرين وبفضل تضافر الاستثمارات الكبيرة الأجنبية و المحلية - في بناء المدينة - مع الإرادة السياسية الهائلة للرئيس نازارباييف فى ظل التأييد الشعبى الكامل فى كازاخستان نجحت الدولة فى تشييد المدينة الحديثة التى تعد على حق مدينة عالمية رائدة من حيث وتائر البناء خلال فترة وجيزة على مدى خمس عشرة سنة تتسابق فيها زمنيا وتشييد دبي الحديثة. وفى هذا الصدد فقد شارك في بناء مدينة استانا 71 مدينة كازاخية و 135 مصنع وأكثر من 400 شركة للمقاولات ممثلة للعديد من الشركات المحلية جنبا إلى جنب مع الشركات التركية والإيطالية والفرنسية والسويسرية ولذلك فقد اعتاد الناس - كل عام - على ظهور العديد من المنشآت الجديدة فى أستانا.
في عام 1999 منحت منظمة اليونسكو جائزة "مدينة السلام " لأستانا وفي عام 2003 أدرجت وكالة التصنيف الشهيرة "موديس اينفيستورز سرفيس" العاصمة الكازاخية فى تقريرها وهكذا أصبحت المدينة "العلامة التجارية " لكازاخستان ودخلت قائمة "أفضل 30 مدينة فى العالم". تولى كيسي كوروكاوا المهندس المعمارى اليابانى - مصمم مشروع متحف فان جوخ في أمستردام و المطار الدولي في كوالالامبور و المتحف الوطني للاثنولوجيا في أوساكا – شخصيا إدارة الخطة الخاصة ببناء أستانا. وأثناء دراسة المفهوم المعمارى للمدينة تم فى عين الاعتبار وضع أفكار الرئيس نور سلطان نزارباييف التى وجهت بإعطاء الملامح الأوراسية للمدينة. أشرف الرئيس على عملية بناء العاصمة بأكملها و يعتبر أيضا المبدع الأول لظاهر أستانا المعمارى لتوقيعه شخصيا على كل منشأة جديدة أو مشروع معماري قبل إنشائه على أرض الواقع .
أصبحت اليوم عاصمة كازاخستان أكثر جاذبية سواء للمقيمين بها أو لزائريها من حيث المباني الشاهقة التي تجمع بين الحداثة والثقافة القومية ومجموعات من مختلف الأنماط المعمارية التى تخلق جمعاء تناغم من تناسق الطرز. وتعد أستانا - مدينة المستقبل - مرآة صادقة تعكس اطراد التنمية فى كازاخستان الحديثة. ويظهر هذا جليا فى كل نمط معمارى حديث من حيث التصميم والحجم والألوان و براعة التخطيط. نذكر هنا بعض الأعمال التى تضفى زينة للعاصمة وتعد من علاماتها المميزة ألا وهى المجمع الحديث المكون من مجموعة العمارات الادارية فى الميدان الرئيسى بما فيها مقر الئيس "اق – أوردا" و مبنى الحكومة و مبنى البرلمان و الفنادق المشهورة مثل "ريكسوس" و "بيجينج بالاس" و "راديسون" والكونجرس هول والحديقة الاثنوغرافية و الأنصبة التذكارية "اتامكان" التى تضم نماذج مجسمة من الخزانات الطبيعية و التماثيل التاريخية ومدن كازاخستان الكبرى . كما توجد أيضا العمارة الحديثة التى يقع فيها مركز المعارض الضخم "كورمى". وعلى خلفية هذه المنشآت الحديثة تجد السهول ذات المساحات الشاسعة .وعلى الرغم من كثرة المباني الحديثة تعد أستانا مدينة رحبة تفتح ذراعيها لزائريها . ويعتبر الممشى الفسيح على طول شاطئ نهر ايشيم البديع المتدفق عبر المدينة - مثل نهر السين في باريس و نهر التايمز في لندن - واحة الهدوء يستمتع من خلالها الزائر برؤية النهضة المعمارية والجسور رائعة التصميم و المزينة بالتماثيل البرونزية لغزلان وأحصنة طائرة و ظباء وثابة .وترتدى أستانا فى المساء أثواب العرس المرصعة بالإضاءة الخلابة للمبانى والطرق و النافورات الراقصة متعددة الألوان فى شارع الماء والخضر الذى أصبح المكان المفضل لسكان المدينة علاوة على إشراقة واجهات المتاجر والحانات والملاهي . يجتمع الكثير من الناس في أستانا بالقرب من الرمز الرئيسي فى الميدان و هو نصب تذكارى يسمى "بايتيريك" الذى تتجسد فيه فكرة الكون عند الشعب الكازاخى.و وفقا للأسطورة القديمة فإن "بايتيريك " هو شجرة الحياة التى يقصدها الطائر سامروك المقدس لدى البدو الرحل فى الماضى . نرى فى العاصمة عدد كبير من ناطحات السحاب وكأنها أتت من المستقبل والمبانى الذهبية على شكل مخاريط مقلوبة و القباب الشاهقة المبناه على الطرز العربية والممرات على النمط القديم و الحديث والمساجد الفاخرة الجديدة الخ. هذا هو الطراز المعمارى الجديد الذى يعكس بدقة روح العاصمة بصفتها مركز كازاخستان التعليمى والثقافى والسياسى والاقتصادى. .
لا يتوقف الرئيس نازاربايف عند هذا الحد فبالفعل حدد بنفسه المهام الجديدة الخاصة بضرورة تطوير أستانا بصفتها مدينة المستقبل طبقا لخطة " المدينة الذكية" و تهدف هذه المهام إلى دخول العاصمة الكازاخية قائمة 50 "مدينة ذكية " في العالم قبل حلول عام 2017 وللعلم فإن أول خمس مدن دخلت هذه القائمة كانت فيينا و تورنتو و باريس و نيويورك ولندن. أما أستانا فهى فى الوقت الحالى تطابق 4 من 16 تبعا لمؤشرات تصنيف المدن الذكية. و في هذا الصدد يعد تنظيم المعرض الدولى "ايكسبو 2017" فى استانا من أهم مشاريع كازاخستان و يرجع هذا الحدث الجم إلى مبادرة الرئيس نازاربايف. فى 22 نوفمبر 2012 خلال اقتراع سري من بين ممثلى 161 دولة عضو في المكتب الدولى للمعارض نم اختيار مدينة أستانا مكانا لاستضافة المعرض الدولي التخصصى "ايكسبو2017 "
وفى خلال السنوات الأخيرة ظهرت مساهمة كازاخستان الواضحة فى مجال إصلاح الهياكل الأمنية الدولية ظهورا بالغا وتشهد على هذا نتائج فعاليات المنتدى الاقتصادي الذى يعقد فى أستانا سنويا. أصبح هذا المنتدى حدثا مشهورا معترف به دوليا حيث يجتمع فيه أفضل العقول البشرية لإيجاد حلول التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحديثة. لقد شارك فى هذا المنتدى أكثر من 9000 ممثل من جميع أنحاء العالم وكان الحدث الأكثر أهمية فى اطار المنتدى المذكور هو المؤتمر العالمى لمكافحة الأزمة الذى تم تنظيمه و انعقاده بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة والرئاسة الروسية في "مجموعة 20" وفى أعقاب هذا المؤتمر تم قبول إعلان أستانا الذى حدد الاتجاهات الرئيسية لخطة مكافحة الازمة العالمية. وتم رفع توصيات هذا المؤتمر إلى مستوى صناع القرار "لمجموعة 20" في قمة قادة الدول المشاركة والتى عقدت فى الفترة من 5 إلى 6 سبتمبر عام 2013 في روسيا و كذلك إلى "مجموعة 8" و صندوق النقد الدولى و البنك الدولى و الأمم المتحدة. يرمز نقل عاصمة كازاخستان إلى أستانا لمرحلة الانطلاقة الجديدة في تطوير الدولة. هل كانت هذه الخطوة صدفة أم لا؟ واليوم أستانا هى فخر كازاخستان ورمز توحيد الدولة و تجسيد الفكرة القومية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.