طالت الفوضى مستشفيات الغربية، بعد أن تعرضت للإهمال على مدار السنوات الطويلة الماضية، ليتم حرمان الغلابة من أبسط حقوقهم في الرعاية الصحية، والعلاج المجاني، وتركهم فريسة للأمراض. ملايين الجنيهات تم إهدارها على إنشاء مستشفيات التكامل وتم تحويلها بعد ذلك إلى مراكز لصحة الأسرة، اقتصر دورها على تطعيم الأطفال فقط. يقول د.نادر السيد – طبيب بالمحافظة- إن الغربية تضم عددا لا بأس به من المستشفيات، لكنها تعانى نقصا شديدا في الأطباء، والتجهيزات الطبية اللازمة،وعلى سبيل المثال مستشفى قطور الذي يشهد عجزا في بعض التخصصات، وفقرا في الإمكانيات الطبية، كما أن الوحدات الصحية بقرى المحافظة تعاني من عجز شديد وإهمال غير طبيعي. وأضاف د.محمد سعيد – طبيب بالمحافظة- أن الإهمال يسود المستشفيات الحكومية وأصبحت أغلب الأجهزة الطبية التي كلفت الدولة الملايين من الجنيهات معطلة، مشيرا إلى أن مشاكل الأطباء لا تتوقف فقط عند ظاهرة الاعتداء عليهم من قبل أهالي المرضى، ولكن كثيرا من الأطباء مثل ملايين المصريين يعانون من قلة الدخل وضعف الرواتب وخصوصاً أطباء الامتياز، لذا نحاول في الفترة المقبلة التغلب على هذه الأمور من خلال إرسال تقرير بالمطالب إلي القيادات والعمل على حلها. وأشار د.محمد أكرم – طبيب بالغربية- إلى أن المستشفيات دون تأمين وحالات البلطجة والتعدي على الأطباء وتحطيم أقسام الاستقبال بالمستشفيات تتم نهارا جهارا، وذلك نظرا لإحساس الشخص الذي يرغب في خدمة طبية بأنه لن يتعرض للعقاب ولا يوجد حرس للقبض عليه، وقد تفاقمت هذه المشكلة تماما بعد الثورة وخرجت الأمور عن السيطرة تماماً وأصبحنا نواجه حالات من الانفلات والبلطجة بشكل فج، وهذا يؤثر على الخدمة الطبية التي يحصل عليها المريض، متسائلا:" كيف يعمل الطبيب تحت تهديد السلاح ووسط إطلاق النار والمولوتوف؟". ويضيف د.أحمد محمد، أنه من المشاكل الكبرى التي تواجه الأطباء نقص الكوادر المؤهلة والمدربة جيداً من التمريض، فالتمريض أيضا مشكلة تواجه العديد من المستشفيات، وأيضا من المشاكل الكبرى هي نقص التمويل وقلة الميزانية المتاحة للتطوير. وأوضح د.عبد الرحمن محمد، قائلا:" نحن نطلق صرخة استغاثة لإنقاذ الطب وبالذات طب الطوارئ .. فمن غير المعقول أن نصل لوضع إغلاق أقسام الاستقبال في عدد من مستشفيات المحافظة ونفقد عشرات الأرواح والإصابات يوميا دون أن يتحرك أحد". ويؤكد د.فارس محمود، على الإهمال في المستشفيات الحكومية، قائلا:"نري بعض الأطباء ذوي الذمم الخربة والضمائر المعدومة بعضهم يسرق المريض لعيادته أو لمستشفى استثماري ويعطي له موعدا وكارت لاستقباله هناك أو يحول المريض من حالة المستشفى لحالة خاصة لأخذ أتعابه خارج حسابات المستشفى، ومنهم من يغير من توصيف العمليات التي يجريها بمعني يجري الطبيب عملية جراحية صغيرة بالمستشفي مثل جراحات اليوم الواحد ويسجلها بأنها مهارة، أي عملية كبيرة والمريض يدفع الأتعاب دون دراية وتحسب لمصلحة الطبيب".