الانفلات الأمني الذي ضرب مصر كلها لم يكن بعيدا عن المستشفيات التي اكتوت بنارالبلطجة وتعرضت لهجمات متتالية من المجرمين دفع ثمنها الاطباء واطقم التمريض العاملين داخل المستشفيات .. تعالت صرخات الاطباء ومديري المستشفيات لحمايتهم من هجمات البلطجيه دون ان يستجيب لهم احد و مخطئ كل من تصور ان صرخات الاطباء كان سببها هجوم البلطجيه فقط او تعرضهم للاعتداء من قبل اهالي بعض المرضي وانما جاءت صرخاتهم بعد ان فاض بهم الكيل من هول ما يرونه فلم تكن هجمات البلطجية سوي الشرارة التي اشعلت الأحداث واظهرت كل السلبيات التي تعاني منها المستشفيات .. اوجاع الاطباء ومشاكل المستشفيات والوضع الصحي بشكل عام في مصر فهو وضع كارثي بكل المقايس وفيما يبدو ان الاطباء الآن يتجهون الي الاستقالات الجماعيه كسلاح قوي وورقة ضغط والحقيقة أن قرار ال 150 طبيبابمسشق سوهاج باتخاذ خطوة الاستقالة الجماعية المسببة لم يأت بسبب الاعتداءات المتكررة علي المستشفي ضمن سلسلة اعتداءات طالت جميع مستشفيات مصر طوال الأشهر الماضية، ولكن القرار جاء ايضاً بسبب حالة الاهمال واللامبالاة التي يعاني منها الاطباء بسبب اهمال وزارة الصحة لهم علي حد قولهم وعدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بمسألة الكادر الوظيفي. أخبار الحوادث قامت بجولة ميدانية كبري في عدد من مستشفيات الجمهورية لنتعرف علي مشاكل المستشفيات بمصر .. تفاصيل هذه الجوله رصدناها بالكلمة والصورة فماذا حدث ؟ في البداية التقينا بالدكتور شريف زكي مدير عام مستشفيات جامعة عين شمس والذي بدأ كلامه معنا قائلاً : مشاكل الاطباء لا تتوقف فقط عند ظاهرة الاعتداء عليهم من قبل اهالي المرضي ولكن كثير من الاطباء مثل ملايين المصريين يعانون من قلة الدخل وضعف الرواتب وخصوصاً اطباء الامتياز لذا نحاول في الفترة القادمة التغلب علي هذه الامور من خلال ارسال تقرير بالمطالب الي القيادات والعمل علي حلها . ولكن مشاكل المستشفيات بدأت تظهر الي السطح منذ قرار المحكمة بالغاء الحرس الجامعي ومن ثم اصبحت المستشفيات دون تأمين لذا بدأت تظهر حالات البلطجة والتعدي علي الاطباء وتحطيم اقسام الاستقبال بالمستشفيات وذلك نظرا لاحساس الشخص الذي يرغب في خدمة طبية بانه لن يتعرض للعقاب ولا يوجد حرس للقبض عليه ولكن تفاقمت هذه المشكلة تماما بعد الثورة وخرجت الامور عن السيطرة تماماً واصبحنا نواجه حالات من الانفلات والبلطجة بشكل فج . وهذا يؤثر علي الخدمة الطبية التي يحصل عليها المريض فكيف يعمل الطبيب تحت تهديد السلاح ووسط اطلاق النار والمولوتوف . لذا اؤكد ان الغاء الحرس الجامعي قرار طبق بطريقة خاطئة بمعني ان الغرض من الغاء الحرس الجامعي بحسب ما اشيع حتي لا تدخل الشرطة او امن الدولة في اختيار عمداء الكليات والجامعات ولكن كان يجب وجودهم بآلية اخري تضمن تحقيق الامن والامان للاطباء والطلاب علي حد سواء. خاصة ان الضابط يكون مؤهلا للتعامل مع مثل هذه الحالات بخلاف ضابط الامن الداخلي ( الموظف ) المعين من قبل المستشفي فهو رجل امن عمله تنظيمي واداري بحت . ولكن السؤال الهام الذي يطرح نفسه بقوة لماذا تحدث البلطجة من الاساس ؟ الاصل في الموضوع هو نقص أسرة الرعاية المركزة في اقسام الاستقبال فإذا جاء مريض ومعه اسرته ولم يجدوا سريرا خاليا يبدأوا علي الفور في التهديد والوعيد واخراج المرضي من غرفهم حتي يتم استقبال مريضهم ولافساح المجال له . ايضاً من المشاكل الكبري التي تواجه الاطباء نقص الكوادر المؤهلة والمدربة جيداً من التمريض فالتمريض ايضاً مشكله تواجه العديد من المستشفيات. ، ايضاً من المشاكل الكبري هي نقص التمويل وقلة الميزانية المتاحة للتطوير خاصة وان اعمال البلطجة كلفتنا مبالغ طائلة واصابتنا بخسائر ضخمة حيث اضطررنا الي اعطاء الاولوية الي تأمين المستشفي حيث أصدر الدكتور ممدوح الكفراوي رئيس جامعة عين شمس امراً بسرعة انشاء بوابات حديدية ضخمة علي كل ابواب المستشفي واقسامها حتي يتمكن الطبيب او الموظف من القيام بعمله دون التعرض للاعتداء وهذا الامر مكلف جداً. كما قرر الدكتور عبد الوهاب عزت مدير المستشفيات بالجامعة حصر التلفيات وانشاء اماكن جديدة للرعاية تستوعب عدداً اكبر من المرضي لتلبية الاحتياجات الملحة للمرضي خاصة في هذه الظروف. أما عبدالخالق ربيع مدير الشئون المالية والادارية بمستشفيات عين شمس فيقول: لقد تكبدنا خسائر مالية كبري بسبب الاعتداءات مما دفعنا لتركيب بوابات حديدية لتصبح المستشفي مثل السجن. مستشفي الدمرداش انتقلنا بعد ذلك في جولة ميدانية داخل مستشفي الدمرداش لنشاهد علي الطبيعة مشاكل المستشفي والتي ليست أفضل حالاً من غيرها .. التقينا بالدكتور احمد سعفان مدير مستشفي الدمرداش والذي بدأ كلامه معنا قائلاً : أن أفرع المستشفي الخمسة مستمرة في غلق وحدة الاستقبال والطوارئ لحين الاستجابة من الجهات الأمنية لتأمين المستشفي ، فعلي الرغم من وعود وزير الداخلية بإنشاء إدارة بالداخلية تكون مهمتها حماية المستشفيات إلا اننا لا نعلم متي يدخل هذا القرار حيز التنفيذ فنحن نريد هذا الامر باقصي سرعة ممكنة وفي اقل وقت متاح حتي نتمكن من اداء رسالتنا والي ان يتحقق هذا الامر فستظل ابواب الاستقبال موصدة . وأضاف د. سعفان قائلاً : نحن نطلق صرخة استغاثة لإنقاذ الطب وبالذات طب الطوارئ في مصر .. فمن غير المعقول أن نصل لوضع إغلاق أقسام الاستقبال في 8 مستشفيات كبري في القاهرة وحدها ونفقد عشرات الأرواح والإصابات يوميا دون أن يتحرك أحد.واضاف أن المستشفي يستقبل الحالات الحرجة التي لا تتحمل تحويلها لأي مستشفي آخر ولكن بالنسبة للحالات التي يوجد معها عدد من أسرتها ويشتبه في أن يكونوا مسلحين يرفض