صدر عن كل من معهد دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية والمعهد السويدي بالإسكندرية كتاب "دور الحركات العمالية في دعم الديمقراطية"، وهو من إعداد ممدوح مبروك، الباحث بمكتبة الإسكندرية. ويأتي الكتاب في إطار المؤتمر الدولي لدور الحركات العمالية في دعم الديمقراطية بمكتبة الإسكندرية الذي نظمه كل من معهد دراسات التنمية بالمكتبة والمعهد السويدي بالإسكندرية. ويقدم الكتاب العلاقة بين النقابات العمالية والديمقراطية من أوروبا إلى أمريكا اللاتينية إلى آسيا وصولاً بالتجارب المتنوعة في الخبرة العربية، وينتهي بطرح أسئلة يمكن مواصلة البحث فيها. ويتناول الفصل الأول من الكتاب الحركات العمالية في التجارب الديمقراطية العالمية، من خلال التجربة البولندية والإنجليزية واليابانية والسويدية وتجربة أمريكا اللاتينية. ويبين الكتاب إن الحركة العمالية واجهت على مدار تاريخها مشكلة أساسية تمثلت في كيفية تحويل العمل النقابي إلى ثقافة وروح ومضمون أكثر من كونه مجرد آليات وأدوات تتعلق بتشكيل نقابات وسن قوانين والمساومة الجماعية، إلخ. وأشار الباحث إلى أن الحركات النقابية على مستوى العالم لعبت دورًا أساسيًّا في حركات التحرر الوطني ومقاومة العنصرية التي شهدها العالم، والأمثلة على ذلك عديدة؛ فقد لعبت المنظمة النقابية بجنوب إفريقيا دورًا كبيرًا في إنهاء التمييز العنصري، وكذلك الحركة النقابية في إسبانيا قدمت مساهمة قيمة في إنهاء نظام فرانكو الفاشستي، هذا بالإضافة إلى أن بعض رؤساء النقابات أصبحوا فيما بعد رؤساء دول مثل: ليخ فاوينسا في بولندا، ولولا دي سيلفا في البرازيل. ويتطرق الفصل الثاني إلى الحركات العمالية ورياح الديمقراطية في العالم العربي. ويقدم الفصل عرضا لملامح العمل النقابي ودوره في عدد من التجارب العربية التي أصبحت متفاوتة من حيث نصيبها من التحول الديمقراطي، ما بين دول شهدت ما يُطلق عليه ثورات الربيع العربي مثل مصر وتونس، وأخرى تتبنى سياسات إصلاحية كالمغرب، وثالثة لها تجربة مع الحكم الإسلامي كالسودان، ورابعة لها خصوصية سياسية وثقافية في التنوع والتعددية وهي لبنان، وخامسة تتناول خبرة التنظيمات العمَّالية في ظل الاحتلال وهي الخبرة الفلسطينية.