اللعنة على"العشوائية".. ذلك المرض المزمن الذي ينهش في عظام القاهرة التي كانت قديماً (ساحرة). باتت العشوائية، بكل ما تحمله من أوجه للفوضى، وعدم التخطيط، وانتشار للباعة الجائلين، قنبلة موقوتة تهدد الشارع القاهري بأكمله، لا يخلو شارع بقاهرة المعز من تلك المظاهر الغير حضارية، بداية من الازدحام المروري، والتدافع لركوب المواصلات، مروراً بعدم الاكتراث بالطوابير، واستخدام السباب والألفاظ البذيئة، وحتى واجهات المباني التي لا تعرف للتصميم الهندسي والتناسق طريق، نهاية بالشوارع المزدحمة، والطرق غير المرصوفة، والباعة الجائلين المنتشرين في كل مكان، حتى أصبح الإهمال سمة أساسية في شوارع القاهرة. كل هذه المشاكل تهدد المجتمع، ولم يعد من الممكن الاستمرار في تجاهلها، غير أن أخطرها، على الإطلاق هو ظاهرة الباعة الجائلين، التي أصبحت تؤثر بشكل قوي على حياة المواطنين اليومية. حاولت "بوابة أخبار اليوم"، التركيز على منطقة وسط البلد، باعتبارها نبض الشارع المصري، بما توفره من حاجات للمواطن بجميع أشكالها، ومعرفة ما هو سبب تحويل هذه المنطقة التي اشتهرت في الماضي بالرقي والتمدن من مكان منظم لأرقى المحال التي يتردد عليها جميع طبقات الشعب المصري، ومقر للفنانين والشعراء والمثقفين، إلى سوق للباعة الجائلين الذين دمروا المنظر الحضاري لهذا المكان وحولوه إلى مكان مشوه لا يستطيع المواطن الحركة فيه بسهولة سواء بسيارته أو حتى على قدميه. وسعينا بكل الطرق، لمعرفة شكل التنظيم القانوني لوضع الباعة الجائلين، وهل من المفترض أنه يشترط الحصول على ترخيص من الجهة المختصة، سواء كانت المحافظة أو المجلس المحلي، أم أن أي شخص يستطيع أن يفترش الأرض، في أي شارع، ويضع أي بضاعة. من خلال جولتنا بشوارع وسط البلد، لمعرفة سبب هذه المشكلة التي ظهرت منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وجدنا أن هناك وضعين لهؤلاء الباعة، الأول وهو الغريب من نوعه، ويصفه أصحاب المحال بأنه فرض عليهم، وبدونه لن يستطيع أن يكسب قوت يومه، حيث يقوم أصحاب المحال بوضع فرشة أمام محله لحجز مكانه بدلاً من أن يتملكه أحد الباعة الجائلين بالقوة، كما يستخدمه أيضاً كنوع من الترويج له وجلب الزبائن، والثاني يصفه الباعة نفسهم، بإنه تقصير من الدولة تجاهه وله حق لا يستطيع أخذه إلا من خلال هذه الطريقة في كسب قوت يومه. محمود علي، صاحب محل ملابس بوسط البلد، قال إن الحكومة هي سبب هذه العشوائية من الباعة الجائلين، لأنها لم تهتم بوجودهم هنا، ولم تتخذ تجاههم أي موقف حتى أصبحوا مرضى تملك هذا المكان. اللعنة على"العشوائية".. ذلك المرض المزمن الذي ينهش في عظام القاهرة التي كانت قديماً (ساحرة). باتت العشوائية، بكل ما تحمله من أوجه للفوضى، وعدم التخطيط، وانتشار للباعة الجائلين، قنبلة موقوتة تهدد الشارع القاهري بأكمله، لا يخلو شارع بقاهرة المعز من تلك المظاهر الغير حضارية، بداية من الازدحام المروري، والتدافع لركوب المواصلات، مروراً بعدم الاكتراث بالطوابير، واستخدام السباب والألفاظ البذيئة، وحتى واجهات المباني التي لا تعرف للتصميم الهندسي والتناسق طريق، نهاية بالشوارع المزدحمة، والطرق غير المرصوفة، والباعة الجائلين المنتشرين في كل مكان، حتى أصبح الإهمال سمة أساسية في شوارع القاهرة. كل هذه المشاكل تهدد المجتمع، ولم يعد من الممكن الاستمرار في تجاهلها، غير أن أخطرها، على الإطلاق هو ظاهرة الباعة الجائلين، التي أصبحت تؤثر بشكل قوي على حياة المواطنين اليومية. حاولت "بوابة أخبار اليوم"، التركيز على منطقة وسط البلد، باعتبارها نبض الشارع المصري، بما توفره من حاجات للمواطن بجميع أشكالها، ومعرفة ما هو سبب تحويل هذه المنطقة التي اشتهرت في الماضي بالرقي والتمدن من مكان منظم لأرقى المحال التي يتردد عليها جميع طبقات الشعب المصري، ومقر للفنانين والشعراء والمثقفين، إلى سوق للباعة الجائلين الذين دمروا المنظر الحضاري لهذا المكان وحولوه إلى مكان مشوه لا يستطيع المواطن الحركة فيه بسهولة سواء بسيارته أو حتى على قدميه. وسعينا بكل الطرق، لمعرفة شكل التنظيم القانوني لوضع الباعة الجائلين، وهل من المفترض أنه يشترط الحصول على ترخيص من الجهة المختصة، سواء كانت المحافظة أو المجلس المحلي، أم أن أي شخص يستطيع أن يفترش الأرض، في أي شارع، ويضع أي بضاعة. من خلال جولتنا بشوارع وسط البلد، لمعرفة سبب هذه المشكلة التي ظهرت منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وجدنا أن هناك وضعين لهؤلاء الباعة، الأول وهو الغريب من نوعه، ويصفه أصحاب المحال بأنه فرض عليهم، وبدونه لن يستطيع أن يكسب قوت يومه، حيث يقوم أصحاب المحال بوضع فرشة أمام محله لحجز مكانه بدلاً من أن يتملكه أحد الباعة الجائلين بالقوة، كما يستخدمه أيضاً كنوع من الترويج له وجلب الزبائن، والثاني يصفه الباعة نفسهم، بإنه تقصير من الدولة تجاهه وله حق لا يستطيع أخذه إلا من خلال هذه الطريقة في كسب قوت يومه. محمود علي، صاحب محل ملابس بوسط البلد، قال إن الحكومة هي سبب هذه العشوائية من الباعة الجائلين، لأنها لم تهتم بوجودهم هنا، ولم تتخذ تجاههم أي موقف حتى أصبحوا مرضى تملك هذا المكان. (الثورة متهم) أضاف علي، أن أزمة الباعة الجائلين من إنتاج ثورة 25 يناير، معللاً أنها التي سمحت لهم بالانتشار في شوارع القاهرة بهذا الكم الهائل واستخدام الأرصفة أماكن دائمة لبيع منتجاتهم وهذا له اثر كبير بالسلب على أصحاب المحال لنهم يدمرون وجهاتنا، فمنا من استطاع السيطرة أمام محلة ومنهم من لم يستطع بسبب فرض الباعة أمور بلطجة عليهم. ويقول إبراهيم القط، صاحب محل أحذية: "حاولنا الاستغاثة بالحي أكثر من مرة لحل هذه الأزمة ولكن لم يستجيب احد بالمرة، مما اضطررنا أن نضع "فرشة" مثل الباعة الجائلين أمام محلاتنا لعدم حجب المحل عن الزبون وجلبة ألينا، موضحا انه حدث الكثير من المشاكل في وسط البلد بسبب هؤلاء الباعة ولكن البقاء هنا للأقوى، فأصبح المكان محاط بالباعة سواء كانوا باعة جائلين أو باعة تابعين للمحال". وأشار سيد، أحد الباعة الجائلين، إلى أن حال الدولة هو الذي فرض عليهم هذه المهنة الصعبة، بحثاً عن لقمة العيش، وقال: "بوابة دخولنا لوسط البلد كانت ثورة 25 يناير، بسبب الانفلات الأمني حتى أصبح هذا مكاننا الدائم وأصبح أمر واقع، وإذا وفروا لنا مكان بالقرب من هنا سنستجيب له، وليس لدينا استعداد في التخلي عن زبون وسط البلد". بينما يرى الكاتب والأديب، د.عرفة عبده، أحد المثقفين دائمي التواجد بمنطقة وسط البلد، وله تاريخ طويل في وسط البلد، أن المكان الذي كان مركزاً للمتعة الثقافية من مقاهي ومكتبات وسينمات، لها دور كبير وجزء كبير في الذاكرة لجيله والأجيال السابقة وحتى العرب والأجانب من مثقفين وأدباء وشعراء، أصبح منذ ثورة 25 يناير يشهد حالة من الانحدار الشديد حتى نفر منه كل هذه الطوائف، ومن يفكر في الذهاب إلى هناك يصاب بحالة من الحزن الشديد. (شبيهة باريس) أضاف عبده: "جمعت كتب الرحالة في عصر الخديوي إسماعيل ومع بداية القرن العشرين على نظافة وسط البلد، كما وصفوها أنها أرقى وأحلى من باريس، حيث تم بنائها على الطراز الإسلامي القديم لتكون مثل فرنسا في جمالها حتى تفوقت عليها، وألان لم يبقى منها سوى بنك مصر ومعهد الموسيقى العربية فقط". وقال الكاتب والروائي، مكاوي سعيد، صاحب كتاب مقتنيات وسط البلد: "وسط البلد اختلفت تماماً لكنها لا تزال محتفظة ببعض الفعاليات الثقافية لانتشار المكتبات ودور النشر والأماكن الثقافية المدعومة من الخارج وقد حلت هذه الأماكن مكان المقاهي الثقافية كالندوة وريش والبستان وسوق الحميدية وعلى بابا واسترا التي كانت الندوات والفاعليات تقام فيها في الماضي". وأشار سعيد، إلى أن مشكلة الباعة الجائلين قنبلة موقوتة في ظاهرة تضايق المثقفين والناس العاديين، لكنه يعتقد أنه من السهل القضاء عليها لو تم توفير أماكن بديلة لهم أو لم تتقاعس الشرطة عن مكافحتهم ففي أوقات كثيرة تنجح الشرطة في إجلائهم لكنهم يعودون من جديد ولو كانت هناك خطة جيدة لمكافحتهم لاختفى هذا المشهد الضار من وسط البلد نهائياً. (الداخلية والمحافظة) وزارة الداخلية، على لسان العقيد محمد البنداري، مشرف غرفة عمليات القاهرة، ألقت باللوم على محافظ القاهرة، قائلاً: "دائماً ما نلاحق هؤلاء الباعة أكثر من مرة، ولكنهم يعودون مرة أخرى، كما طالبنا كثيرا من محافظ القاهرة د.جلال السعيد، توفير أسواق بديلة لهؤلاء ألباعه حتى لا يعودوا مرة أخرى، ووعد بأنه سيقوم بذلك، ولكن ذلك لم يتم".