قامت الثورة لأهداف نبيلة وسامية ووطنية لم يكن بينها بكل تأكيد ان تأتي مجموعات من الباعة الجائلين ومقيمي الاكشاك العشوائية ومروجي خطوط المحمول لتحتل الشوارع والنواصي ومحطات المترو دون ضابط أو رابط أو تراخيص من الجهات المختصة لدرجة تعطل المرور حتي التجمد. وما يدعم حالة الفوضي التي تجعلنا هنا نطرح سؤال الشارع لمين؟ هو الغياب التام لأجهزة الأمن والرقابة عن اداء دورها مما يجعل المستقبل محاطا بعلامات الاستفهام والتعجب وربما علامات الاستنكار كذلك. قام الأهرام المسائي بجولة في الشارع راصدة حالة الفوضي في اكثر شوارع القاهرة حيوية حيث قال احمد عبدالرازق محاسب انه حزين جدا لما يحدث في الشارع المصري حاليا حيث استغل البعض الظروف الحالية التي يمر بها البلاد في ظل غياب دور المحليات والامن وقاموا بإنشاء اكشاك مخالفة للقانون دون الرجوع الي الجهة المسئولة واضاف ان هذه الظاهرة تلعب دورا كبيرا في توقف حركة المرور بشكل غير طبيعي حيث ان المسافة التي يستقل فيها الإنسان مثلا مواصلة لا تتعدي فترتها الزمنية15 دقيقة اصبحت الآن تصل لأكثر من ساعة. واكد حمادة عبدالمقصود مدرس ان هذه الظاهرة اثرت بشكل كبير علي انتظام الموظفين حيث اصبح من الطبيعي ان يصل الموظف مقر عمله متأخرا بفترة زمنية تتراوح ما بين30 الي90 دقيقة مناشدا الجهات المسئولة بضرورة التدخل العاجل والفوري لحل هذه هذه المشكلة في اسرع وقت من اجل الحفاظ علي دائرة العمل التي نسعي جميعا الي تحقيقها. وقال اشرف محفوظ احد اصحاب المحال بوسط البلد ان هناك عصابات منظمة تقف وراء الباعة الجائلين للملابس بوسط القاهرة وتتصدي لأصحاب المحال الذين يرغبون في رحيلهم أو شرطة المرافق لذا يقترح ضرورة توفير اماكن اخري لهم حتي يتم حل هذه المشكلة. واقترح عبدالعظيم يونس عامل قيام الحكومة بمصر اعداد هؤلاء الباعة الجائلين وإنشاء مولات تجارية لهم في اكثر من مكان وذلك للقضاء علي المشكلة نهائيا. واضاف انه يمكن تسليم المحال لهؤلاء الباعة عن طريق التقسيم مع مراعاة الدخل الشهري حتي يستطيع كل فرد منهم سد حاجته اليومية لاستمرار الحياة الاجتماعية بشكل يليق بالإنسان المصري مؤكدا ان محاربتهم بدون توفير بديل يعد حكما عليهم بالقتل جوعا حيث ان نسبة كبيرة منهم ارباب اسر يحتاجون دخلا يوميا لسد احتياجات الاسرة من اجل الاستمرار والبقاء في الحياة الاجتماعية كما ان بعضهم شباب يحاول كل منهم فتح باب رزق له من اجل تجهيز عش الزوجية لذا فإن توفير البديل امر غاية في الاهمية ويجب وضعه في الاعتبار قبل البحث عن طرق القضاء عليهم في وسط شوارع القاهرة. وعلي الرغم من رفض عامة الشعب لاختراق القانون إلا ان ما يدعم هذه الظاهرة هو وجود زبائن لهؤلاء البائعين خاصة ان توفير البائع لإيجار المحل وما يستتبع ذلك من ادائه للضرئب وخلافه يجعل السلع ارخص الي حد ما وهذا يؤكده قول تحية محمود ربة منزل انها وجدت بمنطقة مترو البحوث بالدقي سلعا عليها عروض خاصة جدا وتمتد صلاحيتها لمدة طويلة وتلك العروض غير متوافرة في المحلات الاخري وقال علي هيكل موظف انه نظرا للظروف التي تمر بها البلاد فجميعنا يبحث عن سد حاجته المعيشية بأرخص ثمن لذلك توجهنا الي الارصفة التي اشتملت علي كل انواع السلع المرغوبة فيها وبأسعار مناسبة. البائعون انفسهم يرون ان هذه الطريقة مصدر رزقهم وقوتهم الوحيد ولولا ذلك لتوجهوا للسرقة وبحسب سيد محمد بائع اغذية معلبة ان البيع علي الرصيف هو مصدر قوته الوحيد ولو ان الدولة وفرت البديل لابتعدنا فورا عن الميادين لكن الحكومة دائا تطاردنا دون ان تطرح لنا البدائل وكذلك شهادة محمد مصطفي بائع ومندوب احد شركات الاغذية اذلي يقول ان المحل الخاص به تم تدميره اثناء الثورة ولم يعد لديه بديل سوي البيع علي الرصيف حتي يسد جوع اولاده واسرته مطالبا الجيش بأن يخصص لهم اماكن ليبتاعوا فيها بعيدا عن مناطق الزحام دون ان يقطعوا ارزاق الباذعين. بينما ابدي اصحاب المحال والسوبر ماركت الكبيرة في تلك المناطق غضبهم الشديد من هذا التعدي علي الارصفة واصفين ذلك بأنها فوضي عارمة ولابد للجيش من ان يتدخل لمنع تلك الفوضي التي تؤثر حتما بالضرر علي محالهم وارزاقهم ويعان يعادل محمود فكهاني انه من قلة الاقبال عليه نتيجة توجه الناس لبائعي الرصيف لشراء الفاكهة والخضروات بأسعار اقل من سعر المحل وهو ما يؤكده علا شوقي صاحبة محل ملابس بالدقي حيث قالت ان الارصفة المقبلة للمحل والمجاورة لها ايضا انشغلت بأنواع كثيرة من الملابس لجميع الاعمار وحتي الملابس كانت عليها عروض خاصة حتي ابتعد الناس عن المحلات الاصلية واصبح الرصيف والميدان بشكل عام اشبه بسوق أو معرض كبير به اوكازيون وبحسب سامي السيد صاحب سنترال فإن الباعة الجائلين لم يرحموا حتي كروت الشحن التي يعتمد لعيها المحال الخاص به حيث تزاحموا علي الارصفة وعند مداخل مترو الانفاق في الميادين المختلفة ويقول محمود احمد بائع في سوبر ماركت ان الرصيف تحول لسوبر ماركت متكامل وانه طوال اليوم لم يقترن احد من مححلهم الخاص سوي خمسة اشخاص وكلهم ميسورو الحال وابدي غضبه الشديد لوجود مثل هذا المشهد خاصة انه تسبب في تعطيل المرور وازدحام الشوارع مبديا العذر للناس فالكل يحتاج الي التوفير.