ترتبط الترجمة بالنهضة، تأسيس حركة قوية لنقل آثار الثقافات المغايرة مفتتح للصعود والتفاعل والبعد عن كل ما يمت إلي ضيق الأفق والتعصب، هذا ما يعلمنا التاريخ، شهدت الثقافة العربية مرحلتين بلغت فيهما الترجمة الذروة وتبع ذلك نهضة الثقافة العربية ذاتها، الأولي في القرن الرابع الهجري، الحادي عشر الميلادي، عندما تأسس مركزان مهمان في القاهرة وبغداد، دار الحكمة، حمل كل منهما نفس الاسم، وخلال هذه الحقبة تم نقل التراث اليوناني القديم إلي اللغة العربية والذي يحوي في طياته فكر العالم القديم، خاصة المصري والبابلي الذي حفظته مكتبة الاسكندرية القديمة والتي كانت بحق جسراً بين حضارتين ونموذجاً للتفاعل الثقافي، مازلنا حتي الآن نقرأ ترجمات القرن الرابع للنصوص اليونانية القديمة، أذكر كتاب الطبيعة علي سبيل المثال لأرسطو، ومازلنا نتذكر أسماء مترجمين كبار لعبوا دوراً مهماً في حفظ الفكر القديم بنقله إلي العربية مثل حنين ابن اسحق، ولولا هذا الدور الخلاّق للثقافة العربية ما كان ممكناً انطلاق عصر النهضة الأوروبي أساس الحضارة الحديثة، الثانية في عصر محمد علي مؤسس الدولة المصرية الحديثة والذي أدرك بذكائه وثاقب بصره أهمية التعليم في تأسيس الدولة، وأوفد عدداً كبيراً من البعثات إلي فرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا لدراسة العلوم جميعها بدءاً من الطب وحتي صناعة الطرابيش وتجليد الكتب، ويحفظ لنا الأمير عمر طوسون تفاصيل ثرية ومثيرة في كتابه النادر «البعثات المصرية في عصر محمد علي» ويشاء القدر أن الأزهري الذي سافر إلي باريس ليكون إماماً للطلبة هو الذي يتقن الثقافة الفرنسية ويعود إلي مصر ليؤسس أوسع حركة ترجمة عرفتها الثقافة العربية وضمنها معهد علمي مازال مستمراً حتي الآن، أعني كلية الألسن، شملت حركة الترجمة في عصر محمد علي تعريب العلوم وليس النصوص الفكرية فقط أو الأدبية، وبنقل هذه الحركة تأسست الدولة الحديثة التي تتعرض الآن لمخاطر حقيقية من قوي الهدم المحلية والعالمية لإشاعة الفوضي في الشرق الأوسط، وتأجيج الحروب المحلية والطائفية، بعد الاحتلال الانجليزي تراجعت حركة الترجمة لتتحول من استراتيجية عامة إلي الاعتماد علي الجهود الخاصة والتي كان أبرزها تأسيس لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 4191، وجهود طه حسين الخلاقة بدءاً من دار الكاتب المصري حتي تأسيس مشروع الألف كتاب الأول الذي مازال يعتبر نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه حركة الترجمة الواعية، وظهور دور الدولة في الستينيات، وتدهوره في السبعينيات، لذلك عندما تولي مثقف كبير أمانة المجلس الأعلي للثقافة في بداية التسعينيات كان من المنطقي أن يؤسس لمشروع كبير للترجمة، أعني الدكتور جابر عصفور ودوره في تأسيس المشروع القومي والذي استمر به حوالي عشر سنوات ويترنح الآن لأسباب سوف أحاول تفصيلها وشرح ما يمكن القيام به لتقويمه. ترتبط الترجمة بالنهضة، تأسيس حركة قوية لنقل آثار الثقافات المغايرة مفتتح للصعود والتفاعل والبعد عن كل ما يمت إلي ضيق الأفق والتعصب، هذا ما يعلمنا التاريخ، شهدت الثقافة العربية مرحلتين بلغت فيهما الترجمة الذروة وتبع ذلك نهضة الثقافة العربية ذاتها، الأولي في القرن الرابع الهجري، الحادي عشر الميلادي، عندما تأسس مركزان مهمان في القاهرة وبغداد، دار الحكمة، حمل كل منهما نفس الاسم، وخلال هذه الحقبة تم نقل التراث اليوناني القديم إلي اللغة العربية والذي يحوي في طياته فكر العالم القديم، خاصة المصري والبابلي الذي حفظته مكتبة الاسكندرية القديمة والتي كانت بحق جسراً بين حضارتين ونموذجاً للتفاعل الثقافي، مازلنا حتي الآن نقرأ ترجمات القرن الرابع للنصوص اليونانية القديمة، أذكر كتاب الطبيعة علي سبيل المثال لأرسطو، ومازلنا نتذكر أسماء مترجمين كبار لعبوا دوراً مهماً في حفظ الفكر القديم بنقله إلي العربية مثل حنين ابن اسحق، ولولا هذا الدور الخلاّق للثقافة العربية ما كان ممكناً انطلاق عصر النهضة الأوروبي أساس الحضارة الحديثة، الثانية في عصر محمد علي مؤسس الدولة المصرية الحديثة والذي أدرك بذكائه وثاقب بصره أهمية التعليم في تأسيس الدولة، وأوفد عدداً كبيراً من البعثات إلي فرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا لدراسة العلوم جميعها بدءاً من الطب وحتي صناعة الطرابيش وتجليد الكتب، ويحفظ لنا الأمير عمر طوسون تفاصيل ثرية ومثيرة في كتابه النادر «البعثات المصرية في عصر محمد علي» ويشاء القدر أن الأزهري الذي سافر إلي باريس ليكون إماماً للطلبة هو الذي يتقن الثقافة الفرنسية ويعود إلي مصر ليؤسس أوسع حركة ترجمة عرفتها الثقافة العربية وضمنها معهد علمي مازال مستمراً حتي الآن، أعني كلية الألسن، شملت حركة الترجمة في عصر محمد علي تعريب العلوم وليس النصوص الفكرية فقط أو الأدبية، وبنقل هذه الحركة تأسست الدولة الحديثة التي تتعرض الآن لمخاطر حقيقية من قوي الهدم المحلية والعالمية لإشاعة الفوضي في الشرق الأوسط، وتأجيج الحروب المحلية والطائفية، بعد الاحتلال الانجليزي تراجعت حركة الترجمة لتتحول من استراتيجية عامة إلي الاعتماد علي الجهود الخاصة والتي كان أبرزها تأسيس لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 4191، وجهود طه حسين الخلاقة بدءاً من دار الكاتب المصري حتي تأسيس مشروع الألف كتاب الأول الذي مازال يعتبر نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه حركة الترجمة الواعية، وظهور دور الدولة في الستينيات، وتدهوره في السبعينيات، لذلك عندما تولي مثقف كبير أمانة المجلس الأعلي للثقافة في بداية التسعينيات كان من المنطقي أن يؤسس لمشروع كبير للترجمة، أعني الدكتور جابر عصفور ودوره في تأسيس المشروع القومي والذي استمر به حوالي عشر سنوات ويترنح الآن لأسباب سوف أحاول تفصيلها وشرح ما يمكن القيام به لتقويمه.