باحث علوم سياسية وعضو بحركة الطليعة الناصرية الطغاة يجلبون الغزاة ، هذا ما حدث فى ليبيا و يحدث الآن فى سوريا فالطغاة هم العامل المشترك فى كل الثورات العربية. لكن هناك فارقاً كبيراً بين الثورة فى تونس ومصر و اليمن أو حتى الثورة الموؤدة فى البحرين وبين الثورة فى ليبيا وسوريا فثوار تونس و مصر و اليمن و البحرين لم يحملوا السلاح و لم يطلبوا الحماية الدولية ولم تقتصر ثورتهم على أقليم بعينه فالثورة كانت فى المركز والأطراف و لم يطالبوا بتغيير العلم بل كانت ثورتهم ثورة شعبية بلا أجندة ضد أنظمة القهر و الفساد فى بلادهم . مع ملاحظة أن الشعب اليمنى كله يمتلك السلاح لكن شباب الثورة اليمنية لم يحملوا السلاح و حافظوا على سلمية ثورتهم و رغم طول فترة الثورة و بشاعة المجاذر التى يرتكبها النظام اليمنى إلا إن الشباب اليمنى لم يحمل السلاح و لم يطلب الحماية الدولية. والثورة الموؤدة فى البحرين رغم العلاقة الطائفية التى تربط شيعة البحرين بشيعة إيران ورغم تدخل دول الخليج بالألة العسكرية لقمع الثوار فإن ثوار البحرين لم يطلبوا حتى تدخل إيران . وهو عكس ما نجده فى الحالة الليبية و السورية فثوار ليبيا من أول يوم حملوا السلاح و طالبوا بالتدخل الدولى و كانت ثورتهم قبلية بدأت فى الشرق فقط ثم أمتدت عن طريق قوات الناتو إلى باقى أجزاء ليبيا و قاموا برفع علم الملكية علم التبعية مع ملاحظة أن ليبيا قبل حكم القذافى كان على أراضيها قواعد عسكرية غربية . والحال فى سوريا لا يختلف عن الحال فى ليبيا فثوار سوريا حملوا السلاح و طالبوا بالتدخل الدولى و قاموا برفع علم غير العلم السورى الحالى ( علم الوحدة العربية ) مع ملاحظة أن النظام السورى السفاح الذى أنهى الوحدة مع مصر لم يجرؤ على تغيير علم الوحدة فى الوقت الذى يطالب فيه ثوار الأجندة الفرنسية والتركية فى سوريا بتغيير علم الوحدة . ولمن لا يعلم قصة العلم الذى يرفعه ثوار الأجندة الفرنسية و التركية فى سوريا الآن هذه هى قصته أصدر المفوض السامى الفرنسى فى سوريا و لبنان ( مسيو هنرى بنسو ) قراراً رقم 3111 فى 15 مايو عام 1930 يقضى بإنشاء دستور لدولة سوريا جاء فيه فى الباب الأول مادة 4 يتكون العلم السورى من ثلاثة ألوان هى الأخضر و الأبيض و الأحمر و فى المنتصف ثلاثة نجوم حمراء و ظل هذا العلم إلا أن قامت الوحدة بين مصر و سوريا . وعلم سوريا ليس علماً لنظام بل هو علم الوحدة العربية فلو دققنا لوجدنا مدى التشابه و التقارب بين العلم المصرى و السورى و العراقى و اليمنى و السودانى و الأردنى و خصوصاً اللون الأحمر الذى أسقطه ما يسموا بثوار سوريا فاللون الأحمر يرمز لدماء الشهداء . فيا نظام بشار ارحم سوريا و المنطقة و كفاك سفكاً للدماء و كفاك أستبداداً و يا شباب سوريا لا تكونوا أداة فى يد الغرب فالحرية لن تأتى بيد الغرب و الديموقراطية لا تستورد من الخارج و الثورات و الحقوق لا تقدم بالعمالة و الوكالة إنما الشعوب هى من تغير و تضع أنظمتها بنفسها بما يتوافق مع دينها و أعرافها و عاداتها