عزيزي القارئ.. نعيش في مصر ملحمة الثورة المفتقدة.. بعد أن تفتحت الزهور في عيون شهداء التحرير.. الكل في مصر يرقب وينتظر وهو تائه بين مماطلات وقرارات بعيدة عن روح الثورة والتغيير المفروض أن يحدث بعد أي ثورة. الشعب السوري البطل مازال يرابض في الطرقات رافعين شعارات الحرية مطالباً بالتغيير وتفعيل الديمقراطية وأرواح الشهداء ترفرف فوق رؤوس الأشهاد محفزة لكل مواطن سوري بطل بأن يصمد حتي يرحل الطاغية بشار الأسد. نكمل الحكاية التي بدأناها في الجزء الأول حيث رفضت روسيا والصين فرض أي عقوبات على سوريا بعد أن هددت روسيا باستخدام حق الاعتراض Vito ضد أي قرار، ولكن هناك أخباراً تقول أن روسيا ستتخلى عن مناصرة الأسد امام الضغط العالمي وطلبت منه اجراء اصلاحات فوراً ووقف إراقة الدماء وعودة الجيش الى ثكاناته قبل تنفيذ العقوبات المزمع اصدار قرار بها. إن صادرات نفط سوريا الى أوروبا حوالي 90٪ من الانتاج فلو فرضت اوروبا عقوبات سيكون موقفا صعباً على بشار لأن هدفه تفعيل حصار اقتصادي لنقل الاموال في يد بشار التي يفرقها على المناصرين له وهنا سيجد نفسه وحيداً أمام الضغط الثوري والروح الوطنية المتأججة المنادية بالحرية والديمقراطية. ان الوضع الاقتصادي في سوريا يسير من السيئ الى الأسوأ فهناك خلل اقتصادي ورفع اسعار وقلة دخول وهذا سيضرب الشعب السوري في مقتل خاصة الفقراء منهم وانهارت السياحة حيث فقدت حوالي 90٪ من دخلها. تصوروا وصل الاجرام بالأسد ان اقتحم رجاله المساجد في ليلة القدر واعتدوا بالضرب على امام مسجد عبد الكريم الرفاعي. بتشجيع وتدعيم من ايران وحزب الله يسعيان الى عمل محور شيعي يمتد عبر العالم العربي، ولكن لن يتم هذا بعون الله بعد أن بدأت حركات التحرر والثورة ضد العلويين والشيعة في سوريا. ايران دفعت 60 مليار دولار لعدم الثورة المضادة في سوريا على أمل أن يصمد حكم بشار الموالي لها. كان للوفد ومازال دوراً بارزاً في مناصرة ثورات التحرير وبعد ان دعم الوفد ثورة 25 يناير وكان من أول المشاركين في الثورة، كان له دور رئيسي في دعم ثورة ليبيا ورأس الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب وفدا من قيادات الحزب وتوجه به الى بني غازي من اوائل شهر يونيه 2011 ليدعم ويناصر ثوار ليبيا ويؤكد حكومتهم الانتقالية. أما بالنسبة للثورة السورية فقد زار ثوار سوريا حزب الوفد وعقدوا اكثر من ثلاثة اجتماعات مع رئيس الحزب والقيادات وكان الحزب لهم السند والمرشد ووفر لهم كل سبل الدعم الاعلامي والمعنوي وعقد لهم المؤتمرات والمعارض. عقد الوفد مؤتمراً في فندق بيراميدا مع ثوار سوريا وألقى البدوي خطاباً شاملاً عن سوريا وثوار سوريا وطلب منهم أن يعلنوا عن حكومة انتقالية لتدبير شئون الثورة وتدعم الاتصالات والاعلام الخارجي حتي يتحرك العالم لايقاف نزيف الدم في سوريا الذي وصل الى ما يقرب من ثلاثة آلاف شهيد غير المفقودين الذي يتعدى عددهم ذلك الرقم، وحدث فعلاً أن شكلت حكومة في المنفى وسخر البدوي كل الامكانات الاعلامية من جريدة الوفد والبوابة والموقع الالكتروني وقناة المصري الفضائية الناطقة باسم الوفد لدعم الثورة والثوار. إن نجاح الثورة المصرية وتفعيل التغيير والتحول الى الحكم المدني في مصر نجاح لكل الثورات العربية وتحفيز لقيامها واستمرارها كما حدث ويحدث في ليبيا وسيحدث باذن الله في سوريا واليمن وستضرب الانظمة العقيمة في كافة البلاد العربية وستتحرر شعوبها وتزدهر الديمقراطية في العالم العربي. وبنجاح الثورات وتحول نظم الحكم في البلاد العربية الى الديمقراطية يمكن من تفعيل الجامعة العربية وتفعيل الوحدة العربية الاقتصادية والسياسية لمواجهة اسرائيل وأطماع دول الغرب في ثورات العرب ويجعل من العرب قوة ضاربة يحسب لها حساب في كافة المحافل الدولية. نداء الى المجلس العسكري.. من فضلك فِّعل الثورة وفِّعل التغيير واضرب فلول الحزب الوطني المنحل الفاسد بيد من حديد حتي يعود الأمن والأمان للشارع المصري وفِّعل الحكم المدني حتي تسطع شمس الحرية في سماء مصر لكي تعود الى سابق عهدها كرائدة ومنظرة وباعثة للحرية والديمقراطية في وطننا العربي والاسلامي، فنجاح الثورة المصرية يعتبر الوقود الحيوي لنجاح أي ثورة في العالم العربي والشرق الأوسط. كفانا مماطلات.. وكفانا وعوداً.. فقد مرت شهور طويلة ولم تنفذوا وعودكم بعودتكم الى الثكنات بعد القضاء على الانفلات الأمني الذي كدنا نصدق أنه متعمد وتفعيل الحكومة المدنية.. احذروا فقد ثقة الشعب فيكم بعد أن كنتم حارسين للثورة ولم تعتدوا على الشعب كما طلب منكم الطاغية.. وهذا يحسب لكم.. ولكننا لن نقبلكم حكاما مرة أخرى لمصر.. فأنتم حراس مصر وشعب مصر تتربعون على رؤوس الشعب وتسكنون كل قلوب الشعب حتي اليوم. حزب الوفد الذي يتصدر المشهد السياسي المصري وتعقد عليه الآمال لتفعيل الحكم المدني الليبرالي الحر يخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمة مستقلة مدعما بثقة الشعب المصري بالوفد وثوابته ومبادئه لتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحرصه الدائم على الوحدة الوطنية. حزب الوفد يحيى الشهداء في مصر وسوريا وليبيا واليمن.. شهداء الثورة فهم الورود التي تفتحت في الجناين والميادين.. ميادين الحرية.. والعدالة.. والديمقراطية. ----------- المنسق العام لحزب الوفد