أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات السبت 4 أكتوبر 2025    "بالرقم الوطني" خطوات فتح حساب بنك الخرطوم 2025 أونلاين عبر الموقع الرسمي    ترامب: الجميع توحدوا وأرادوا إنهاء حرب غزة.. هذا يوم مميز وغير مسبوق    عاجل: قبل نهاية اللقاء.. شاهد اليابان يواجه نيوزيلندا في لحظات حاسمة بمونديال الشباب    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    "أحداث شيقة ومثيرة في انتظارك" موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الموسم السابع على قناة الفجر الجزائرية    «نور عيون أمه».. كيف احتفلت أنغام بعيد ميلاد نجلها عمر؟ (صور)    عاجل - حماس: توافق وطني على إدارة غزة عبر مستقلين بمرجعية السلطة الفلسطينية    تتقاطع مع مشهد دولي يجمع حماس وترامب لأول مرة.. ماذا تعني تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني الأخيرة؟    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    أسعار الخضروات فى أسيوط اليوم السبت 4102025    مباشر كأس العالم للشباب - مصر (0)-(1) تشيلي.. الحكم يرفض طلب نبيه    الأرصاد: طقس دافئ اليوم السبت وغدًا الأحد مع انخفاض طفيف بالحرارة    بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالطريق الدائري بالفيوم    بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل    اليوم، الهيئة الوطنية تعلن الجدول الزمني لانتخابات مجلس النواب    نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»    جريندو والعرفاوي يتصدران قائمة المحلة لمواجهة الزمالك.    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    تامر مصطفى يكشف مفاتيح فوز الاتحاد أمام المقاولون العرب في الدوري    حمادة طلبة: التراجع سبب خسارة الزمالك للقمة.. ومباراة غزل المحلة اليوم صعبة    حلمي طولان: منتخب مصر في ورطة قبل كأس العرب.. والأندية تنظر لمصلحتها (فيديو)    الإثنين أم الخميس؟.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للقطاع العام والخاص بعد قرار رئيس الوزراء    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    النص الكامل ل بيان حماس حول ردها على خطة ترامب بشأن غزة    موعد امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل.. التعليم تحدد تفاصيل أول اختبار شهري للطلاب    رابط منصة الشهادات العامة 2025-2026 عبر موقع وزارة التربية والتعليم    مصرع شاب بطلق ناري في مشاجرة بأسوان    احتفاء واسع وخطوة غير مسبوقة.. ماذا فعل ترامب تجاه بيان حماس بشأن خطته لإنهاء حرب غزة؟    جيش الاحتلال الإسرائيلى يقتحم بلدات فى نابلس ويعتقل شابين فلسطينيين    إضراب عام في إيطاليا ومظاهرات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    الصحف المصرية.. أسرار النصر عرض مستمر    الوادى الجديد تحتفل بعيدها القومى.. حفل فنى وإنشاد دينى.. وفيلم بالصوت والضوء عن تاريخ المحافظة    عمرو دياب يشعل دبي بحفل ضخم.. وهذه أسعار التذاكر    وزير الرى الأسبق: ليس هناك ضرر على مصر من فيضان سد النهضة والسد العالى يحمينا    لبحث الجزر النيلية المعرضة للفيضانات.. تشكيل لجنة طوارئ لقياس منسوب النيل في سوهاج    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    متحدث «الري»: أديس أبابا خزّنت كميات مياه ضخمة بالسد الإثيوبي قبل الموعد لأسباب إعلامية    في زفة عروسين، مصرع فتاة وإصابة آخرين خلال تصادم سيارة ملاكي بسور خرساني بمنشأة القناطر    ضبط 108 قطع خلال حملات مكثفة لرفع الإشغالات بشوارع الدقهلية    سعر طن الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء في مصر اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    أسعار السكر والزيت والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين    الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري    داء كرون واضطرابات النوم، كيفية التغلب على الأرق المصاحب للمرض    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة قناة السويس تنظم مهرجان الكليات لسباق الطريق احتفالًا بانتصارات أكتوبر    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    افتتاح 3 مساجد بمراكز محافظة كفر الشيخ    رسميًا.. البلشي وعبدالرحيم يدعوان لعقد اجتماع مجلس الصحفيين من جريدة الوفد الأحد    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيثم المالح.. المعارض وشيخ الحقوقيين بسوريا: 85% من الدخل القومي للبلاد تستولي عليه الأسرة الحاكمة وبطانة السوء الثورة مستمرة حتي إسقاط النظام والعجلة لن تعود للوراء
نشر في المساء يوم 10 - 09 - 2011

أكد هيثم المالح المعارض وشيخ الحقوقيين في سوريا لن يتراجع عن ثورته لاسقاط نظام الأسد مهما قدم من تضحيات ومهما واجه من اعتقالات وتعذيب وقمع فالعجلة لن تعود للوراء أمام نظام أعلن الحرب علي شعبه.
قال ان الشعب لن يسمح باستمرار استيلاء الأسرة الحاكمة في سوريا ورجالها علي 85% من الدخل القومي وترك الشعب يواجه الفقر والبطالة والتهميش.
اعترف في حواره ل "المساء الأسبوعية" ان المعارضة السورية تعاني من التصحر والتشرذم بسبب النظام السياسي الشمولي الذي احتكر السلطة وعمل علي تصفية قادة المعارضة بكافة الاساليب غير المشروعة. ولكن هناك محاولات جادة تبذل من أجل توحيد صفوفها وتكتلها للتصدي لهذا النظام القاتل والعمل علي رحيله.
قال ان سعي إيران ودعمها لبقاء بشار بأي ثمن واستمرار نظامه الحاكم بسبب كونه صمام الأمان في الحفاظ علي مصالحها في المنطقة.. لكن المؤكد ان هناك تغيرا ملحوظا في التوجه والموقف الإيراني نحو مطالب الشعب السوري المشروعة.
أعلن بكل وضوح ان الحلول الجزئية التي يقدمها النظام في سوريا لن تغير أو تفيد أو تحقق تراجعا في خطوات ومسيرة الثورة ضد السلطة التي تواجههم بترسانة عسكرية مؤكدا أنه لابديل عن سقوط البعث.
هدد بأنه اذا لم تتحرك الجامعة العربية بايجابية لحل الأزمة السورية ومساندة الشعب السوري فيما يواجهه الا اللجوء للمنظمات الدولية.
قال انه مع تدويل القضية اذا تراجعت الجامعة الا اننا ضد أي تدخل عسكري بأي شكل من الاشكال في الأراضي السوريين حفاظا علي أرواح المدنيين وعلي عدم تكرار السيناريو الليبي.
أوضح ان القوي الإسلامية بمختلف تنظيماتها عانت من التنكيل والاعتقالات واستخدمتها الانظمة البائدة كفزاعة للغرب.
* القمح والفساد ومحاولة توريث السلطة كانت الاساليب السائدة لعقود في معظم الأنظمة العربية وأدت إلي اندلاع ثورات في بعض البلدان فما هو الموقف في سوريا؟
** هذه الاسباب بالفعل كانت واء انفجار ما عرف بثورات الربيع في الوطن العربي وكانت ثورتا مصر وتونس النموذج والمثل لصوت الشعوب الذي انطلق عارماً مطالباً بالتخلص من كل هذه الاسباب وهي القمع والتوريث والفساد وأعتقد أن الأمر في سوريا هو الأكثر تعقيداً علي كل المستويات المحلية والاقليمية والدولية فمن المعروف أن نظام بشار الأسد لم يقم بأي خطوة حقيقية نحو الاصلاح حتي مشروع السماح بقيام احزاب سوي حزب البعث لا يعدو أن يكون بمثابة خطة استراتيجية لكسب الوقت ويكفي ان نعرف أن الأسرة الحاكمة في سوريا ومن حولها يحصلون علي 85% من الدخل القومي.. كما ان حساب بشار الأسد وحده في أحد البنوك السويسرية يبلغ مليار و980 مليون دولار مما أدي إلي أن بقية أفراد الشعب يعانون من شظف العيش فهناك 60% تحت خط الفقر و30% بلا عمل رغم ان سوريا ليست دولة فقيرة فهي تمتلك ضعف مساحة الأرض الصالحة للزراعة في مصر وعددنا لا يتجاوز ال 20 مليون نسمة وفي ظل كل هذه الظروف فالشعب يعاني من البطالة والقمح وتمارس ضده كل اشكال العنف والتهميش فمن الطبيعي أن يثور علي حكامه ويسعي إلي اقامة مجتمع جديد يقوم علي أسس العدالة والمساواة.
النظام الاستبدادي
* وهل تعتقد أن ارادة التغيير التي تملكت الشعب السوري سوف تخفت بمرور الوقت خاصة في ظل العنف الدموي الذي يمارسه النظام الحاكم هناك؟
** الشعب السوري لن ييأس فطوال 50 عاماً منذ حكم الأسد الأب وهو يعاني من نظام استبدادي شمولي أحتكر السلطة وارتكب الممارسات والجرائم الانسانية ضد الابرياء العزل والآن يستخدم ترسانة عسكرية في مواجهة ثورة سلمية ومازالت وقد انفجر هذا الشعب مطالباً بحقوقه والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واعتقد انه لن يتراجع ولن تعود العجلة للوراء وستظل الثورة مشتعلة مهما كانت التضحيات حتي يسقط الحكم وتقوم علي انقاضه نظام سياسي جديد ورغم ذلك فالأمر ليس سهلاً كما يعتقد البعض فقد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت لأن النظام الحاكم بالاضافه إلي ممارسته لكل اساليب القمع يعمل علي أثاره الفتن ويحرض المواطنين علي بعضهم البعض لكن هذا الاسلوب أفقد شريحة كبيرة من السوريين الثقة به.
تشرذم المعارضة
* وهل حقيقي أن المعارضة السورية تعاني من التشرذم مما يضعفها ازاء مواجهة قوة النظام الحاكم؟
** هذا الكلام صحيح في جزء كبير منه لأن حزب البعث الحاكم علي مدار 50 عاماً انفرد بالسلطة وأبعد كل التيارات الأخري المنافسة والمناوئة له وآضر بالبلاد أشر الضرر ويكفي أن نظام البعث المماثل في العراق أوصلها للدمار والاحتلال وفي سوريا نحن أيضاً نعاني من تصحر سياسي بمعني عدم وجود كوادر سياسية داخل البلاد فمعظم قادة المعارضة غادروا سوريا منذ فترة طويلة وآخرين تمت تصفيتهم جسديا ومعنويا وبالتالي نعاني من عدم وجود قوة موحدة للمعارضة ولكن رغم ذلك توجد محاولات لايجاد صيغة مشتركة تلتف حولها قوي المعارضة لكن تستطيع التخلص من هذا النظام إلي الأبد.
الدور الإيراني
* هل تعتقد أن الدعم الإيراني الكبير الذي تمنحه لنظام الحكم في سوريا يمثل أحد أسباب قوة واستمرار النظام؟
** هذا أحد أهم الاسباب لأن إيران تريد الحفاظ علي استمرارية هذا النظام باعتباره جسرا لحزب الله في لبنان ويمثل ذراعها في المنطقة ومن ثم من مصلحتها استمراره باي شكل من الاشكال لكن مؤخراً بدأنا نلاحظ ان هناك تحولا بسيطاً في التوجه الإيراني فهناك مطالبات لبشار بالاستماع للمطالب المشروعة للشعب وهي خطوة لم نكن نتوقعها لكن ارادة الشعب وصموده كفيل بأن يغير مواقف الدول.
رحيل النظام
* اذن هل من الممكن أن يكون اجراء بعض التعديلات والاستماع إلي جزء من مطالب الشعب سبيلاً لايقاف الثورة أن رحيل النظام برمته هو الهدف؟
** لقد حسم الشعب أمره فلم يعد يحتمل القتل والتعذيب ولن يضحي بما قدمه من تضحيات سواء قتلي أو مصابين يفوق عددهم اعداد الضحايا في ثورات العالم العربي فهناك أكثر من 30 ألف معتقل وحوالي 15 ألف مهجر إلي الاردن وتركيا ولبنان وآلاف المفقودين الذين لم يتم تحديد اعدادهم حتي الآن وأكثر من 3 آلاف قتيل وبعد سقوط النظام سيتبين أن الأرقام الحقيقية تتجاوز هذه الأرقام بكثير مؤكدا ان موجات الغضب لن تتراجع ولن تتوقف إلي أن يسقط نظام البعث.
المأساة الليبية
* وهل تعتقد أن استمرار سقوط الضحايا يومياً معناه أن تتكرر المأساة الليبية وتفقد سوريا المزيد من ابناتها؟
** بداية المعارضة السورية ترفض أي تدخل عسكري تحت أي مسمي مثلما حدث في ليبيا فنحن لا نريد تكرار السيناريو الليبي لكننا سنضطر إلي تدويل الأزمة خاصة اذا لم تتحرك الجامعة العربية لايقاف الدمار والموت الذي يحصد ارواح ابناء سوريا في كل المدن.. واعتقد أن الجامعة العربية يمكن ان تضغط من خلال وسائل عديدة مثل سحب السفراء وتجميد أرصدة سوريا فهذه عوامل تمثل ورقة ضغط علي النظام القائم وتساعد علي اسقاطه فهذا النظام أصبح فاقداً للشرعية فأي نظام يقدم علي تصفية شعبه لابد من اسقاطه وفرض العقوبات الدولية عليه لشل حركته واسقاطه وقد كنا نتوقع من الدول العربية أن تكون صاحبة خطوات أكثر فاعلية في هذا الشأن خاصة وأننا طالبنا مراراً بإصدار مذكرة توقيف للمسئولين السوريين في كافة البلدان العربية.
الجامعة العربية
* معني هذا أنكم ترفضون الموقف الذي اتخذته الجامعة العربية حتي الآن؟
** بالفعل نحن لنا الكثير من التحفظات علي الدور الذي تمارسه الجامعة تجاه الأزمة السورية فلم يعد مجدياً أن تظل كما كان يحدث في الماضي قراراتها مجرد شجب وادانة فالعالم الآن ينتهج اسلوبا جديدا مختلفاً فقد آن الأوان لكي يكون للجامعة فاعليه ودور مختلف فعليها مسئوليه في مواجهة استبداد الانظمة الحاكمة المستبدة ومطالب الشعوب المشروعة ولذلك من المستغرب ان أمين الجامعة العربية لم يدل حتي الآن بأي تصريح قوي ازاء الموقف السوري فقد سمعنا ان هناك مبادرة عربية سيطرحها علي النظام ولكن ليس لدينا أي معلومات أو تفاصيل عنها وفي حالة استمرارية هذا الوضع سنضطر للجوء لقوي أخري مثل المنظمات الدولية والأمم المتحدة لحماية الشعب السوري.
القوي الدولية
** وكيف ترون امكانية اللجوء إلي المنظمات الدولية في ظل وجود قوي دولية مثل الصين وروسيا تدعم نظام الأسد؟
** بالفعل روسيا لها قاعدتان بحريتان في اللاذقية وطرطوس وأكبر مورد للاسلحة لدمشق وبالتالي نحن لا ننكر رغبتها الأكيدة في البقاء في سوريا وكذلك الصين حريصة علي مصالحها الاقتصادية لكن حيال قوة الثورة واستمراريتها وعدالة مطالبها وتفهم معظم الدول الغربية ايضا لحقوق الشعب لن تستطيع هذه الدول الا أن تغير مواقفها.
نتائج ايجابية
* تقوم حالياً بجولات في عدة دول فهل هناك نتائج ملموسة علي الأرض تحققت منها؟
** معظم الزيارات كانت لدول الاتحاد الأوروبي للحصول علي دعمها وتأييدها لثورة الشعب السوري وبالفعل التقيت بوزراء خارجية كل من بلجيكا وألمانيا واسبانيا ووجدت تفهماً ومساندة لدعم الشعب السوري واعتقد أنه شيء ايجابي سيساعدنا في المرحلة الحالية ومستقبلاً للتخلص من الطغاة وتأسيس مباديء الحرية والديمقراطية والتقيت أيضاً بعدد كبير من المسئولين في منظمات حقوق الانسان في مصر والغرب وجميعها مؤيدة بالكامل لمطالب الشعب السوري وهنا يهمني أن أشيد بلقائي مع محمد فائق نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان في مصر فقد كان الحوار معه مثمراً وبناء فيما يتعلق بدعم مسيرة حقوق الانسان في سوريا وسيكون هناك تعاوناً مستمراً مع الجمعية السورية لحقوق الانسان التي قمت بتأسيسها منذ نهاية الثمانينات خاصة وان أوضاع حقوق الانسان سواء في سوريا أو مصر أو البلاد العربية الأخري متشابهة فالانظمة العربية بصفة عامة تعادي منظمات حقوق الانسان ولا تعطيها الفرصة لممارسة دورها الحقيقي ولك أن تتخيل ان كافة القوانين التي يعمل بها في سوريا تفتقد للشرعية وتتنافي مع الدستور والمواثيق الدولية.
حقوق الانسان
* اذن أن تري ان منظمات المجتمع المدني لم تكن فاعلة في دعم مسيرة حقوق الانسان؟
** هذا ليس عيباً في المنظمات فهي في الاصل ليست ضعيفة وتحاول قدر جهدها تفعيل مباديء حقوق الانسان ولكن المشكلة في أن الانظمة القائمة تعمل علي اضعافها خاصة وانها كانت تقوم برصد جميع الاخطاء من انتهاكات للحريات وتعذيب للسجناء وتراجع وتدني حقوق المرأة والطفل والاقليات.. كل هذه القضايا كنا نؤدي دورنا فيها باتقان واجادة رغم من تعرضنا لمضايقات وتهديدات بالقتل والسجن ولكننا كنا نحاول كشف الحقائق وكثيراً ما قمنا بإرسال هذه التقارير.
سواء للمسئولين في الدولة أو الجهات المماثلة في الخارج واتمني بعد انتهاء ثورات الربيع العربي ان تحصل هذه المنظمات علي حقها وتكون القائدة والاداة لترسيخ مباديء الديمقراطية والعدالة والرقيب علي النظم الحاكمة الجديدة حتي لا تنحرف عن المسار مرة أخري.
محاكمة مبارك
* باعتبارك قاض سابق.. كيف تري اجراءات محاكمة مبارك؟
** هذه المحاكمة نتاج طبيعي لنجاح الثورة المصرية وتعطي نموذجاً وقدوة للعالم العربي ونتمني أن يحاكم رموز الانظمة العربية التي تسقط بنفس اسلوب المحاكمات المصرية حتي تعطي درساً ومثلاً بأن الانظمة الاستبدادية هي التي قادت نفسها إلي هذا المصير وعموما فالقضاء المصري لا يحتاج لشهادة من أحد فهو علي مدار تاريخه الطويل يتميز بالنزاهة والعدالة والحيادية.
ينبغي الحفاظ علي استقلالية القضاء كضمانه قوية في مسيرة الديمقراطية والحرية.
المجلس العسكري
* وكيف تري سير الأمور بصفة عامة في مصر؟
** أريد أن أشيد بالدور الذي لعبه المجلس العسكري منذ البداية في حماية شباب الثورة المصرية ورفضه اطلاق رصاصة في قلب أي شاب مصري كذلك حرصه علي فتح قنوات اتصال مع كافة القوي السياسية من أقصي اليمين إلي اقصي اليسار فهو يلعب دوراً حيادياً نزيهاً إلي أن يسلم الحكم إلي سلطة مدنية منتخبة.
تداول السلطة
* هل تعتقد أن الثورات العربية بداية لتداول الحكم في الوطن العربي بشكل سليم؟
** هذا شيء مفروغ منه فتداول السلطة الشيء الطبيعي في العالم كله وماكنا نمارسه كان الخطأ بعينه لأن استمرار أي نظام رغم شفافيته في البداية يجعل هذا من يلتفون حوله من المنتفعين وهؤلاء يكونوا أحرص الاشخاص علي استمرار الوضع الذي يخدم مصالحهم ولهذا يكونوا علي استعداد للتضحية بأي شيء حتي الشعوب نفسها حتي يستمرون في جني المكاسب.
التيارات الاسلامية
* ظلت التيارات الاسلامية في العالم العربي تؤرق الدول العربية وتمثل فربيا لدي الانظمة والشعوب من الاسلام.. فهل سيستمر الأمر كذلك بعد نجاح الثورات؟
** لقد استخدمت الانظمة العربية الفاسدة هذه القوي الاسلامية كفزاعة للغرب وذلك لضمان بقائها واستمراريتها في الحكم وايضا لضمان دعم الغرب لهذه الانظمة.. مما دفع الحكام العرب بالتنكيل بهذه الجماعات ووضع قياداتها في السجون والاعتقالات للعديد من الكوادر أو هروب الكثير منها إلي خارج الوطن.
حقيقة الأمر أن بعض هذه التنظيمات لا تشكل خطورة علي الحياة السياسية كما حاولوا تصديرها ولديهم رؤي وخطط ومنهاج عمل نحو بناء الدولة الحديثة قد لا تعرف بعض الشعوب الكثير عنها.
اعتقد ان وعي الشعوب وارادتها في تقرير مصيرها هذا لرهان علي اختيار نظام الحكم الذي تريده ولن تنخدع الشعوب ولن تنساق وراء اية شعارات اسلامية أو علمانية لا تراعي مصلحة الوطن.
في مصر الآن حالة حراك وعمل بين صفوف التيارات الاسلامية علي اختلافها علينا ان نستفيد من هذه التجربة.
الدور الغائب للإعلام
* خلال اللقاء مع وسائل الإعلام.. كيف ترون دور الاعلام في الوقت الراهن؟
** بصفة عامة في ظل الانظمة السائدة لم يقم الاعلام العربي بدوره في كشف الحقائق أمام الشعوب بل كان هناك تعتيم وتستر علي الكثير من الممارسات والاخطاء علي الرغم من وجود اقلام ومحاولات لفضح التجاوزات والفساد ولكن الأجهزة الاعلامية وغيرها من أجهزة الرقابة وحقوق الانسان كانت مكبلة بالقوانين ومئات من الخطوط الحمراء التي ينبغي الا تتجاوزها.
هذه الصورة ستختفي تباعا في كل الدول العربية ولن يستطيع أي مسئول ان يعيد الزمن للوراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.