قارنت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية بين ما كان يطمح إليه العرب قبل ثلاثة أعوام، عندما ملئوا الميادين لإسقاط أنظمة استبدت بهم على مدار عقود مدفوعين بالرغبة في الحرية. ورأت - في تعليق للكاتب ديفيد جادنر - أن الوضع الحالي يوحي بأن العرب قد تراجعوا نحو مائة عام إلى الوراء وتحديدا إلى الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى عندما كانت الأراضي العربية ممزقة الأوصال تحت التاج العثماني. ونوهت الصحيفة إلى أن التطلعات الاستعمارية لكل من بريطانيا وفرنسا هي التي رسمت حدود ومستقبل دول المنطقة محذرة من أن الحرب الأهلية الضروس التي تعبر الحدود السورية إلى دول الجوار باتت تنذر بإزالة تلك الحدود. وقالت الصحيفة إن وقود هذه الحرب هو الصراع الذي لا يعرف حدودا بين السنة والشيعة، فيما رصدت ما يراه البعض من أن هذا الصراع إنما ترعاه قوى إقليمية هي السعودية من جانب وإيران من جانب آخر. واستبعدت الصحيفة في ختام تعليقها أن تشهد اللوحة التي رسمتها الأيدي الاستعمارية الأوروبية لبر الشام تغييرا جذريا، مرجحة ألا يتجاوز الأمر كونه مجرد تغييرات طفيفة سواء في داخل دول الشام أو حتى عبر حدوده.