سمح الله لإبليس أن يختلف معه ويجادله، أما نحن فلا نطيق لبني آدم أمثالنا أن يروا غير ما نري.جاء في محكم الآيات: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين} «الأعراف: 12» تحاور رب العزة مع ابليس وكان قادرا علي ان يخرسه ويخسف به وبداره سابع ارض، ولكن منحه الفرصة كي يعرض وجهة نظره في عصيان أمر من؟ مالك الكون وخالق الارض والسموات العلا ، لكنك اليوم اذا ابديت وجهة نظر مخالفة لكبير او مسئول، يبقي دخلت في المحظور، وهي ردة وعودة لما وراء خطوط 42 يناير 2011 وقتها كانت الخطوط الحمراء أكتر من الهم علي القلب وكان المنع والحذف من المقالات من التمارين الذهنية لبعض رؤساء التحرير. وكانت الكتابة الحرة التي تمد الخطوط علي استقامتها بلا انحناء او انثناء، من اصعب الامور، عليك ان تجاهد النفس كثيرا، وتلف وتدور وتلجأ للرمز مرة وللاسقاط مرات، حتي تمرر ما تكتب. كان الامر يصيب احيانا ويخيب كثيرا، فلا يري المقال النور. أخشي ان تعود هذه الايام السوداء، خاصة وان بعض بوادرها يلوح في الافق. لماذا بعد ما يقرب من 3 أعوام من الثورة نرجع الي نقطة الصفر. اعتقد ان المشكلة الاساسية فينا نحن الشعب المصري وخاصة من يسمون النخبة او الانتلجنسيا، فعندنا ابنية ديمقراطية دون ان يكون عندنا ديمقراطيون. في الممارسة تظهر ما يمكن ان نسميه الطفولة الديمقراطية ، فأنت تصفق وتشجع هذه الديمقراطية اذا كان من يمارسونها هم من انصارك السياسيين الذين يؤيدون آراءك علي طول الخط ويقفون معك في نفس خندقك، ويا ويلك اذا كنت تمارس نفس هذه الديمقراطية لكنك تحمل افكارا معارضة وتقف في المعسكر المناهض، وقتها تصبح خائنا ، وفي احسن الاحوال - إن ترفقوا بك- تصبح مارقا او خارجا عن الصف. رفع كثيرون باسم يوسف الي مراتب الاعلاميين العظام حين كان ينتقد الرئيس مرسي، وانزلوه الي منازل الاراجوزات بعدما تجرأ وانتقد بعض مسئولي هذا الزمان (مع تحفظي الشديد علي التورية الجنسية والايحاءات الصوتية الخارجة والالفاظ الخادشة للحياء). هذه هي المراهقة الديمقراطية التي لا تعترف إلا بحقك وحدك ان تقول ما تشاء وتحرم المعارضين من نفس الحق..وهكذا لو وضعنا أفضل الدساتير وأجرينا انزه الانتخابات (برلمانية ورئاسية) سنظل كما نحن ولن نتقدم خطوة علي طريق الديمقراطية طالما نطبق ديمقراطية ملاكي تعطينا فقط الحق في قول كل شيء ولا تمنح نفس هذا الحق للمعارضين. دستور 1971 لم يكن سيئا قبل تعديلات 1980 التي اجراها عليه الرئيس السادات بهدف مد فترات الرئاسة من مدتين الي ما شاء الله وملك الموت! وكان هذا الدستور جيدا ايضا قبل تعديلات مبارك في عامي2005 و 2007 للتهيئة لعملية التوريث. ومع ذلك كانت الديمقراطية وقتها هي ديمقراطية الحزب الوطني فقط، الان هي ديمقراطية ما يسمي نفسه بالتيار المدني ، اما تيارات ما يسمي بالاسلام السياسي فهي مقصاة، مستبعدة إن لم تكن مستأصلة، باستثناء حزب النور الذي يكابد سعيا للتوافق مع النظام الحالي. لقد جربنا من قبل الاستفتاء علي دستور2012 دون توافق تام، واجرينا انتخابات مجلس الشعب في اجواء احتقان مجتمعي حاد، فكان ما كان، اليوم يتكرر الامر من تاني..دستور يجري اعداده اختلف عليه حتي من ينضوون تحت لواء واحد، مجلس الدولة وقع في معركة مع هيئتي النيابة الادارية وقضايا الدولة، شباب الثورة يرفض سرية جلسات التصويت علي مواد الدستور ويرفض الاصرار علي محاكمة المدنيين امام محاكم عسكرية، المادة 219 لا تزال تثير الزوابع، الاعضاء الاحتياطيون يصرون علي حضور جلسات التصويت. ورغم كل ذلك أبصم لكم بالعشرة ان الدستور الجديد سيكون دستورا جيدا وراقيا فيما يتعلق بالحقوق والحريات ووضع اسس الحكم الرشيد، لكن المشكلة تظهر دوما عند الممارسة. اتذكر قولا لراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية ان" المادة الثانية من دستور 1971 لم تمنع مبارك من الاستبداد". نحن مغرمون ب"تستيف" الوثائق والاوراق وصكها وصياغتها في ادق صورة، أما عند الممارسة فتجد شيئا آخر مختلفاً تماما. فهي ديمقراطية استئصال الآخر والاقتصار فقط علي الاهل والعشيرة ، وهذه كانت وستظل آفة العقل العربي. الاهل والعشيرة مشكلتنا جميعا، هي شلة طاولة زهراء العجمي عند الراحل د.عاطف صدقي، اختار من هذه الشلة معظم وزراء حكومته، احدهم كان عديله (رحم الله الاثنين) وهي مجموعة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار عند د.نظيف،التي اختار منها وزراء حكومته ايضا ، وهي جماعة لجنة السياسات التي كانت تحكم مصر قبيل الثورة عند جمال مبارك.. الاهل والعشيرة الان هي جبهة الانقاذ التي تشكل الحكومة ومنها بعض رجال مؤسسة الرئاسة والمجلس القومي لحقوق الانسان وغيره . من كان منكم بلا أهل أو عشيرة فليرجم هؤلاء بحجر. نريد تحرير العقل من آفة تتلبس كل مصري فما أن يتولي هذا المصري اي منصب إلا ويسرع بإحاطة نفسه بالاهل والاقارب والشلة، وبالتالي تترسخ الديمقراطية الانتقائية التي تناصر بها مؤيديك والانتقامية التي تتخلص بها من مخالفيك. تلقيت اتصالا رقيقا من د. جلال مصطفي السعيد محافظ القاهرة بشأن ما كتبته في الاسبوع الماضي تحت عنوان" سور التحرير العظيم" أوضح فيه انه لن تقام بوابات علي جميع مداخل ميدان التحرير ولكن هي بوابة واحدة فقط علي مدخل الميدان في اتجاه شارع قصر العيني وذلك حتي يمكن ازالة البلوكات الخرسانية التي تغلق الشارع بشكل دائم، وقال المحافظ ان هذه البوابة سيتم تصنيعها بشكل يتمشي مع التخطيط العمراني للميدان وسوف تعمل بشكل أوتوماتيكي وعند فتحها ستسهل حركة المرور القادم من جنوبالقاهرة والمتجه الي شمالها. واستطرد المحافظ انه يبذل اقصي الجهود من اجل راحة سكان القاهرة والقادمين اليها وان يوم عمله يبدأ في الخامسة فجرا وينتهي عند منتصف الليل. أشكر د. جلال مصطفي السعيد حرصه علي التوضيح. خير البر عاجله في ظل الديمقراطية طرف واحد يكرس طاقاته دائما لمحاولة إثبات أن الطرف الآخر لا يصلح للحكم وكلاهما ينجح عادة، وكلاهما علي حق. (الناقد الامريكي مينكين). الديمقراطية تعني ببساطة ضرب الشعب بالهراوات بواسطة الشعب لصالح الشعب. (الكاتب الامريكي الساخر أوسكار وايلد). نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر. (الفيلسوف اليوناني افلاطون). أعداء الحرية لا يجادلون ، بل يصرخون ويطلقون النار. (المؤلف والقس الانجيلي الانجليزي وليم رالف إنج). بدلا من إعطاء السياسي مفاتيح المدينة، من الأفضل تغيير الأقفال. (الكاتب الامريكي دوج لارسون). أصعب شيء في أي حملة سياسية هو كيفية الفوز دون أن تثبت أنك لا تستحق الفوز. (المرشح الخاسر للرئاسة الامريكية اوائل الخمسينيات أدلاي ستيفنسون). تقدمت لخصومي بصفقة: إذا توقفوا عن قول اكاذيب علينا، سأتوقف عن قول الحقيقة عنهم. ( أدلاي ستيفنسون). لا أتوسل للهند أن تنبذ العنف لضعف فيها أريدها أن تنبذ العنف مدركة لقوتها وجبروتها فحمل السلاح ليس دليلا علي القوة. ( الزعيم الهندي غاندي). يمكننا الانتصار علي خصمنا فقط بالحب وليس بالكراهية، فالكراهية شكل مهذب للعنف تجرح الحاقد ولا تمس المحقود عليه. (غاندي) لا تصدق شيئا مقروءا كان او مسموعا، صدق فقط ما يتفق مع مبادئك وما يتفق مع المنطق. (غاندي). الساسة هم انفسهم في كل مكان. يعدون ببناء الجسور حتي لو لم يوجد نهر.(الزعيم الروسي خروشوف). السياسة هي فن البحث عن المتاعب، واختلاقها حتي لو لم تكن موجودة، و تشخيصها بطريقة غير صحيحة، وتطبيق العلاج الخاطئ. (الاديب الالماني بن ارنست). السبب في ان هناك عدداً قليلاً جدا من الساسة من النساء هو أنه من المتعب وضع المكياج علي وجهين. فمعظم الساسة اصحاب وجهين. (الاستاذة الجامعية الكندية مورين ميرفي). في المكسيك يسمي جهاز التكييف بال "سياسي" لأنه يصنع الكثير من الضجيج دون ان يعمل بشكل جيد. (الكاتب الامريكي لين دايتون). السياسيون مثل الحفاضات. يجب تغييرهما بانتظام ولنفس السبب. (الممثل الامريكي روبين ويليامز في فيلم الرئيس).