حالة من التضارب والعشوائية تعيشها محافظة الجيزة ..فمن مشكلات جمة تحاصرها سواء في القمامة أو مياه الشرب مرورا بالباعة الجائلين والترع والمصارف والعشوائيات والمرور وسوء الخدمات الصحية المقدمة للمواطن في بعض المستشفيات.. يقف د.علي عبد الرحمن، في حيرة من أمره بسبب رغبته في حل كل المشكلات التي تعاني منها المحافظة. الجيزة التي شهدت خلال الفترة الأخيرة عدة أحداث تمثلت في أعمال عنف وتخريب من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بدأت من مكان اعتصامهم بميدان النهضة وامتدت إلي مناطق أخري عديدة، كان من بينها الحريق الذي أشعله أنصار الرئيس المعزول في مبني ديوان عام المحافظة ومبني كلية الهندسة بجامعة القاهرة وسور الجامعة, وتخريب بنية ميدان النهضة والحدائق المحيطة به وعلي رأسها حديقة الأورمان, وأجزاء في حديقة الحيوان, بالإضافة إلى ميداني مصطفى محمود بالمهندسين والحصري في6 أكتوبر، وتكلف إعادة تأهيلها وإصلاحها مرة أخرى ما يزيد عن 62 مليون جنيه.. من هنا كان ل"بوابة أخبار اليوم" هذا الحوار مع محافظ الجيزة د.علي عبد الرحمن. في البداية .. أنت راضي حتى الآن عن ما قدمته للمحافظة ؟ بالطبع لا .. فهناك الكثير من المشكلات التي تعاني منها المحافظة والتي يعود أغلبها إلى نقص في الموارد المخصصة للجيزة من الدولة، فالتعداد التقديري لمحافظة الجيزة يتجاوز 9 مليون نسمة وتنقسم المحافظة إدارياً إلى 9 مراكز، 11 مدينة، 8 أحياء، 52 وحدة محلية قروية، 170 قرية تابع، 637 كفر ونجع. وكيف يمكن الخروج من هذه الأزمة ؟ لابد من تحرير يد المحافظين في إمكانية استغلال الأراضي الواقعة في ناطق محافظتهم وطرحها للاستثمار، من أجل جذب المزيد الموارد للمحافظة ورفع عبء الدعم عن كاهل الدولة، وحتى يتحقق ذلك بشفافية لابد أن تضع الدولة آليات ونصوص قانونية واضحة لكيفية استثمار هذه الأراضي، بما يضمن جذب المزيد من الاستثمارات دون إخلال بحق الدولة في تملكها للأراضي ويبتعد بالمحافظ عن شبهة استغلالها في أمور مخالفة أو تحقيق مصالح خاصة، بحيث يكون دور المحافظ إشرافي على استثمار هذه الأراضي. بلغ حجم التعديات خلال العامين الأخيرين على الأراضي الزراعية بالمحافظة لما يزيد عن 500 فدان ما أدى إلى انتشار العشوائيات بشكل كبير في الجيزة.. كيف تتعامل المحافظة مع هذه الأزمة؟ يجب وضع نصوص تشريعية وعقوبات غليظة تضمن على استفادة المخالف من مخالفته، وأنا أسعى لإصدار هذا القانون. أزمة القمامة المنتشرة في جميع شوارع المحافظة أصبحت تشكل تهديداً لصحة المواطنين .. ما هى خطة المحافظة للتعامل مع هذه المشاكل؟ لابد أن أشير إلى أن شركات النظافة ترفع القمامة من شوارع فيصل والهرم 3 مرات يوميا وهذا يكلف المحافظة مبالغ طائلة.. ورغم ذلك فنحن مستمرون في حل هذه الأزمة وسيشعر المواطن بتحسن هذه الخدمة قريبا. ما خطة العمل التي بدأتم في إجرائها لإصلاح التلفيات التي طالت مبني الديوان العام بالإضافة إلى الأماكن الأخرى التي امتدت إليها أيادي التخريب والإتلاف؟ انتهينا من تطوير ميدان النهضة وإصلاح ما أتلفته العناصر المخربة، ورغم ذلك هناك من يعيد تشويه الميدان وسور جامعة القاهرة مرة أخرى عن طريق الكتابة على الحوائط وقمنا بضبط عدد من المخربين وتم تقديمهم إلى النيابة العامة ولكن المشكلة أن معظم المغرر بهم من قبل العناصر المخربة أطفال قُصّر، مما يجعل النيابة تصدر قرارات بإخلاء سبيلهم مرة أخرى.. وبالنسبة لمبنى المحافظة فسيتم افتتاحه في 15 نوفمبر المقبل وكنا قد قدرنا التكلفة التقديرية لإعادة تأهيل وتطوير ديوان عام المحافظة بنحو 53 مليون جنيه، إلا أن إعادة تأهيل المبنى تكلفت أقل من ذلك وجاري عمل الحصر النهائي لإجمالي التكلفة، وكانت المحافظة قد أعدت تقريرا بالتلفيات التي حدثت وتشمل أجهزة كمبيوتر وأثاثات ومعدات وحوائط وأجهزة تكييف وأجهزة كهربائية وسيارات وتم إرسال التقرير إلى وزارة التنمية المحلية. أزمة كرداسة سببها في المقام الأول ما تعانيه هذه المنطقة والمناطق المحيطة بها من فقر وعشوائية وقلة في الخدمات سمحت للعناصر الإرهابية ببث أفكارها المسمومة في عقول أبناء هذه القرى .. كيف يمكن للدولة مواجهة ذلك؟ هناك خطط تم البدء في تنفيذها بالفعل لإمداد هذه المناطق بالخدمات من رصف طرق وإنشاء محاور جديدة بتكلفة تقدر ب 7 مليون جنيه، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير المناطق العشوائية.. وقد اجتمعت بكبار عائلات مناطق ناهيا وكرداسة واستمعت لمشاكلهم، وبدأنا في تسيير خطوط نقل جماعي لخدمة الأهالي في هذه المناطق، ولكن لابد للمجتمع المدني في المساهمة لحل مشاكل هذه القرى، فموارد الدولة وحدها غير كافية لحل هذه الأزمات، ولابد هنا من الإشارة إلى الدولة وعدت بتقديم 130 مليون جنيه من المنحة الإماراتية لتطوير العشوائيات بمناطق أبو قتاتة وسن العجوز والحيتية وغيرها ورفع مستوى الخدمات بهذه المناطق. نجحت المحافظة بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور في فك الاختناقات المرورية بمحيط منطقة شارعي التحرير والسودان.. كيف ستتعامل المحافظة مع باقي الميادين؟ التعديلات تأتى في إطار خطة تنفذها المحافظة بالتنسيق مع الإدارة العامة لمرور الجيزة لمواجهة الاختناقات المرورية في عدد من ميادين المحافظة والمحاور والتقاطعات التي تشهد كثافة في السيارات، وتعطل حركة المرور.. وهناك خطة بدأت المحافظة تنفيذها تتضمن أيضًا تطوير ميادين الجيزة والكيت كات والمنيب خلال الفترة المقبلة، بالإضافة لمحور عرابي الجديد الذي تكلف 350 مليون جنيه ومن شأنه تخفيف الكثافة المرورية على محور 26 يوليو بنسبة 40% ويخدم 2 مليون مواطن بمناطق العجوزة والدقي والمهندسين والبراجيل وبشتيل وأوسيم والوراق بربط هذه المناطق بالطريق الدائري في دقائق معدودة، وقد رصدنا 100 مليون جنيه لتطوير الطرق بالمحافظة. انهيار جسر ترعة الصف يفتح ملف الترع والمصارف المنتشرة في المحافظة .. كيف سيتم التعامل مع هذه المشاكل مستقبلا؟ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة نجحت بالتعاون مع وزارة الري وشركة المقاولون العرب، وأهالي منطقة الصف بالجيزة، في استعادة كفاءة الجسر المنهار .. وأسندت المحافظة مشروع لتدعيم 5 مواقع بجسر ترعة الصف لشركة متخصصة بعد اكتشاف ضعف هذه الأماكن واحتمالات انهيارها في أي وقت.. ونسعى إلى إيجاد حلول حاسمة وسريعة بعيدًا عن الحلول التقليدية أو الجزئية لوضع حد نهائي لمشاكل ترعة الصف، خاصة أنها ممتدة منذ سنوات، وتم تعويض تلاميذ المنطقة التي شهدت حادث انهيار جسر ترعة الصف والمناطق المحيطة بها بكتب دراسية بديلة إثر تعرض منازلهم للغرق، ويبلغ عددهم 34 تلميذاً، بمدرسة الجمال الابتدائية التابعة لإدارة الصف التعليمية. هل ترى أن حدود المحافظة كبيرة ويصعب سيطرة الأجهزة التنفيذية عليها خاصة بعد أن تم إلغاء محافظة أكتوبر وضمها مرة أخرى للجيزة ؟ تعداد محافظة الجيزة الرسمي 7 مليون نسمة، ولكن إذا نظرنا إلى تعداد السكان الحقيقي فإنه يبلغ أكثر من 9 مليون نسمة ومن ثم فإن الأجهزة التنفيذية تبذل قصارى جهدها لخدمة المواطنين في هذه المناطق وقد صرحت أكثر من مرة بأنه لا مكان لأي مقصر في موقع مسؤولية.. أما عن مشاكل مدينة 6 أكتوبر فقد قامت المحافظة بمخاطبة الهيئة العامة لتعاونيات الإسكان لتحسين الخدمات ورصف الطرق بمناطق أكتوبر وحدائق أكتوبر. كيف تعاملت المحافظة مع أزمة كنيسة الوراق وما هى خطط تلافي مثل هذه الحوادث مستقبلا؟ تم صرف تعويضات مادية لأسر ضحايا ومصابي حادث كنيسة العذراء بالوراق، والتنسيق مع وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة لتركيب كاميرات مراقبة على دور العبادة بالمحافظة، وهذه الأعمال الإرهابية تهدف إلى خلق نوع من أنواع الفتنة وإشعالها بين نسيج واحد من أبناء الوطن فالإرهاب لا يفرق بين المسلم والمسيحي وهدفه الأساسي هو زعزعة التماسك والتلاحم الوطني. المناطق الأثرية في الجيزة عانت الكثير من الإهمال خلال الفترة الماضية ما هى خطط المحافظة لإنقاذ هذه المناطق خاصة مع الدعوة لعودة السياحة مرة أخرى ؟ هناك خطة لتطوير المناطق الأثرية بالمحافظة بالتعاون مع وزارة السياحة بتكلفة 70مليون جنيه، وستكون البداية بمنطقة جبانات عمال الأهرامات، ونأمل في انتهاء الدولة من استكمال مشروع إنشاء المتحف المصري الكبير، لأنه سيعود على المحافظة بالنفع الكبير .. ولابد هنا من الإشارة إلى أن المحافظة تمتلك 64 فدانا بمنطقة الأهرامات من المقرر مستقبلا أن يقام عليها 10 فنادق فئة 5 نجوم التكلفة المبدئية للفندق الواحد تصل إلى نحو 2 مليار جنيه، ويصل عدد الفنادق القائمة بمحافظة الجيزة لنحو 81 فندقا بطاقة 10 آلاف غرفة فندقية.