غدا يتوجه الحجيج للوقوف بعرفة آملين في مغفرة الله سبحانه وتعالى خاشعين مرددين وملبيين افضل دعاء لا إله إلا الله لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير،فى يوم عرفة وفى حجة النبى صلى الله عليه وسلم وقف يعلم الأمة دروس عظيمة لصالح دنيانا وآخرتنا ،قال ايها الناس:إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام الى أن تلقوا ربكم،كحرمة يومكم هذا وكحرمة شهركم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت..فمن كانت عنده أمانة فليؤدها الى من أئتمنه عليها،وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون،وأن الشيطان قد يئس أن يعبد فى أرضكم هذه أبدا ولكنه أن يطع فيما سوى ذلك فقد رضى به مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم.واوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الناس بقوله"اسمعوا قولى واعقلوه،تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرىء من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه،فلا تظلمن أنفسكم ،اللهم هل بلغت؟قالوا :اللهم نعم:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اللهم أشهد. هذه أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم لنا وبه نتقتدى لا أحد سواه. وما أحوجنا لإستعادة هذه الدروس العظيمة وتطبيقها فى حياتنا خاصة فى هذه الأيام التى كثرت فيها الفتن وضاعت فيها كثير من ابجديات الدين،كلنا أخوة مفهوم لابد من إحيائه بعيدا عن التخوين والشيطنة ،مصر تمر بظروف عصيبة لا يرغب احد فى إنقسامها وتناحر أهلها،تحكيم العقل وتطبيق ماوصانا به النبى صلى الله عليه وسلم ضرورة حياة لم يعد ترفا او كمال أخلاق ،فى هذا اليوم الذى يصومه أكثر من لم يكتب له حج بيت الله الحرام رغبة فى الحصول على ثوابه من تكفير السنة الماضية والسنة القادمة كما أخبرنا رسولنا الكريم فصيام التطوع من الأعمال التي تقرب إلى الله تعالى ، وهو من أجلها على الإطلاق كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : الصيام أفضل ما تطوع به ، لأنه لا يدخله الرياء ، والرياء محبط للأعمال مدخل للنيران والعياذ بالله،الكل يبحث عن تكفير السيئات الصغائر وترك الكبائر، وما اعظم جرما من تكفير الآخرين وإستباحة دمائهم وأموالهم،ليكن يوم عرفة فرصة لنا جميعا للتوبة والعودة الى الله راجين رحمته مما اقترفت ايدينا، والعزم على إصلاح أمورنا ،والدعوة الى الإصلاح بالكلمة الطيبة والداعية الى الخير ووقف مايغضب الله سبحانه،لم شمل المصريين ضرورة حياتية ،لن تنصلح الأحوال إلا بها كفانا دعوة للفرقة ،وليقف كل منا مع نفسه وليتقى الله فى نفسه أولا فهناك يوما سنرجع فيه الى الله وهو سائلنا ومحاسبنا،لن تمر تصرفاتنا دون عقاب او ثواب،واهم من يتصور انه بعيد عن قبضة الله سبحانه وتعالى،فلنراجع انفسنا ونضع مصلحة الوطن امام أعيننا،فليس لنا جميعا مسلمين ومسيحيين وعلمانيين وليبراليين مكانا سوى مصر،فلنعش جميعا تحت سماء الوطن آمنيين أحرار لنحقق مستقبل يليق بالمصريين ولنطوى صفحات الفساد التى عاشها المصريون بكل ذلة ومهانة ، ولا يخفى علينا مانمر به من فتن كثيرة وعظيمة يضل فيها كثير من الناس، وقد لا يقف الضلال عند حد المعصية والذنوب والمخالفات الشرعية، بل قد يتطور إلى الكفر بالله! روى أبو هرير رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيا.رواه مسلم. وهنا يكون دور العلماء فعليهم أن يعلنوا عن رأيهم الذي يرونه صوابًا بناءً على ما درسوه من قواعد الشريعة، وقد جرَّدوا نواياهم لله عز وجل، وأجرهم عليه سبحانه . ولن يستطيع العالم أبدًا أن يرضي كل الأطراف، ومن ثم فعليه أن يقول رأيه مخلصًا، وهو لا يبغي إلا إرضاء رب العالمين وكفى... اللهم ارفع غضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا،امين أمين.[]