2012- م 05:12:50 الاثنين 02 - ابريل منى امام افتتح الاثنين 2 أبريل فعاليات مؤتمر"أطفال الشوارع أزمة وطن: رؤية استراتيجية لآليات المواجهة"برعاية وزير التأمينات والشئون الاجتماعية د.نجوى خليل ومفتي الديار المصرية د.علي جمعة. وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والتي حضرها لفيف من الوزراء والمحافظين، والباحثين والاكاديمين والإعلاميين، في مختلف المجالات، بعرض فيلم حول أطفال الشوارع بعنوان " أطفالنا المعرضون للخطر". تناول نماذج عديدة لأطفال الشوارع، وتم التأكيد خلاله علي أن الفقر والتفكك الأسري من أهم أسباب المشكلة. وطرح الفيلم تساؤل حول جدوى القانون المصري الذي يكفل للطفل الحق في جميع أنواع الرعاية والحماية، وإنه إلي متي سيظل القانون مجرد واجهة حضارية نتفاخر بها فقط دون تطبيق فعلي؟. وأكدت مديرة المركز د.نسرين البغدادي علي أن موضوع المؤتمر يتعلق بمسألة في غاية الخطورة استشعرها المجتمع في الآونة الأخيرة، وأن برنامج المؤتمر يحتوي علي العديد من المحاور التي تتناول القضية بأبعادها المختلفة. وأشارت إلي أن تلك الظاهرة تم تناولها في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بشكل مباشر وغير مباشر في العديد من البحوث والدراسات والمؤتمرات التي تم اجرؤاها مثل بحوث الاتجار بالبشر وبحوث التسول. كما أكدت مدير المركز علي أن المؤتمر الحالي يهدف إلي الخروج بتوصيات يمكن تنفيذها علي أرض الواقع, وذلك من خلال عقد حلقة نقاشية بعد انتهاء أحداث المؤتمر لمناقشة النتائج وتحويلها إلي خطة قابلة للتنفيذ. وأكد مفتي الديار المصرية د.علي جمعة علي أن الرحمة هي الأساس وأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جوعان" وهذا كلام متفق عليه بين الأديان كلها علي وجه الأرض. وأشار فضيلة المفتي أننا أمام قضية تجاوزت الأزمة ودخلت في مرحلة الكارثة ولذلك ينبغي علينا ان نضع حلول عاجلة لمواجهتها، وقارن فضيلته بين شكل ومضمون الظاهرة في المجتمع المصري والمجتمع الأمريكي منوها إلي أن المشردين في المجتمع الأمريكي متعلمون وبالغين في حين أننا في المجتمع المصري أمام أطفال جهلة قد يكونوا أدمنوا التشرد. وأضاف فضيلة المفتي أننا لابد وان نواجه المشكلة بالتوكل علي الله ورفع شعار بأننا نقدر ولا ينبغي ان نيأس فسنقدر وننجح بالرغم من كل هذه الصعاب، ولن نترك بلادنا تنهار أو تنفجر. وفي هذا السياق أشار فضيلته إلي إمكانية الاستفادة من تجارب بعض الدول مثل تجربة الصين التي قامت بعمل معسكرات تم من خلالها تدريب الأطفال علي الحرف المختلفة. وطالب فضيلته من كل جهة أن تتحمل مسئوليتها في هذه الكارثة، وأشار إلي ان الجيش المصري هو الأقدر أن يتدخل في بعض اللحظات من التاريخ وانه لابد من إنشاء شيء بين العسكرية والمدنية، يخرج في النهاية بشكل مدني. واختتم بالتأكيد علي ضرورة تعاون كل الجهات والخروج بتوصيات يتم دفعها للعسكري والحكومة ومجلس الشعب والمجتمع المدني. وأشارت وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية ورئيس مجلس إدارة المركز د.نجوي خليل إلي أن مشكلة أطفال الشوارع أصبحت بالفعل كارثة وصلت إلي مرحلة لا يتساوي فيها العدد مع الأبعاد المترتبة عليها. كما أشارت إلي أن خطورة هذه الظاهرة ترجع إلي ان هذه الفئة هي عماد المجتمع وسلاحه في المستقبل، وانه إذا لم يأخذ أطفال الشوارع حقهم في الرعاية المحترمة سنكون مسئولين وسنحاسب عليها في الدنيا والآخرة. وأكدت الوزيرة علي ضرورة وجود سياسات وآليات تنفيذية واضحة ومحددة فلا نريد ان نكتفي بالتشخيص فالأهم هو سبل العلاج والمواجهة، لأن المجتمع المصري تشبع بالتصريحات والخلافات وأن المطلوب الآن هو المنطق والعقل لحل هذه المشكلة واعتقد أنهما يتوافران بالمركز. وأشارت إلي وجود ثلاثة أجنحة يمكنها التعاون لحل هذه المشكلة تتمثل في الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. واختتمت الوزيرة بالتأكيد علي ان الوزارة قامت بوضع مجموعة من الملامح العامة التي سيتم مراعتها في مؤسسات الرعاية من أهمها: وضع المعايير المناسبة لإنشاء دور الأيتام، دراسة وضع مسافات تفصل بين دور الذكور والإناث لتجنب العديد من المشاكل، إعادة النظر في شروط الجمعيات العاملة في تربية الأطفال من خلال إعادة هيكلتها والتركيز علي تدريب القائمين عليها، إعادة النظر في أعداد المقبولين والاقتراح بألا يزيد العدد عن 20 الاستفادة من الخبرات الأكاديمية في مجال الرعاية الاجتماعية والنفسية للأطفال وتدريب الكوادر بالوزارة.