أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية اليوم الإثنين فى افتتاح مؤتمر "أطفال الشوارع.. أزمة وطن" أن مشكلة أطفال الشوارع تعد المفرخة لكثير من مشكلات وأزمات الوطن في الوقت الحالي، مشدداً أننا أمام مصيبة تجاوزت حد المشكلة ودخلت في حد ما يسمى بالكارثة، وأنه ينبغي علينا أن نضع خططاً بما يتواءم مع هذه الكارثة ونبتدع من الأساليب ما نحل به المشكلة على أرض الواقع. أضاف المفتى خلال كلمته الافتتاحية أنه طبقاً للإحصائيات، فقد وصل عدد ضحايا هذه الظاهرة إلى ما يقرب من 3 ملايين فرد وأننا نحتاج إلى تعاون كافة مؤسسات الدولة للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ومن بينها القوات المسلحة والحكومة والمجتمع المدني والإعلام مشيراً إلى أنه لا يكفي أن نجد حلاً لهذه المشكلة المزمنة بل لابد أيضاً من تجفيف منابع هذه الظاهرة الخطيرة، ومن بينها مشكلة التهرب من التعليم، وشدد على ضرورة أن نتكاتف جميعاً من أجل إيجاد حلول واقعية قابلة للتنفيذ وطالب المفتي بتحمل كل جهة مسئوليتها مشيداً بما قامت به محافظتا القاهرة والجيزة من جهود لحل مشكلة العشوائيات. من جانبه، أكد الدكتور أشرف فهمي، مستشار المفتي، أن مؤتمر أطفال الشوارع يقام على مدار يومين في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، مشيراً إلى أن المؤتمر يبحث في خمس محاور مهمة وهى: تشخيص واقع ظاهرة أطفال الشوارع وأبعادها الأمنية والقانونية والمؤسسية ورسم رؤية استراتيجية لآليات مواجهة هذه الظاهرة والرؤية المجتمعية المقترحة وتفعيل الاستراتيجيات الخاصة بها. وأضاف فهمي أن ما يقرب من 40 بحثاً سيتم مناقشتهم على مدار اليومين القادمين للتوصل لحلول وخطط عمل قابلة للتنفيذ مشيراً أن الأمر يتطلب مساهمات جادة من جميع المؤسسات المنوطة بهذه الظاهرة. أشارت الدكتورة نجوي خليل، وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية، ورئيس مجلس إدارة المركز, إلي ان مشكلة أطفال الشوارع أصبحت بالفعل كارثة, وصلت إلي مرحلة لا يتساوي فيها العدد مع الأبعاد المترتبة عليها. ولفتت الى أن خطورة هذه الظاهرة ترجع إلي أن هذه الفئة هي عماد المجتمع وسلاحه في المستقبل, وأنه إذا لم يأخذ أطفال الشوارع حقهم في الرعاية المحترمة سنكون مسئولين وسنحاسب عليها في الدنيا والآخرة. وأكدت خليل ضرورة وجود سياسات وآليات تنفيذية واضحة ومحددة فلا نريد أن نكتفي بالتشخيص فألاهم هو سبل العلاج والمواجهة, لأن المجتمع المصري تشبع بالتصريحات والخلافات وأن المطلوب الآن هو المنطق والعقل لحل هذه المشكلة واعتقد أنهما يتوافران بالمركز. وأشارت إلي وجود ثلاثة أجنحة يمكنها التعاون لحل هذه المشكلة تتمثل في الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وخلال كلمتها بالمؤتمر، أكدت الدكتورة نسرين البغدادي، مدير المركز, علي أن موضوع المؤتمر يتعلق بمسألة في غاية الخطورة استشعرها المجتمع في الآونة الأخيرة , وأن برنامج المؤتمر يحتوي علي العديد من المحاور التي تتناول القضية بأبعادها المختلفة, كما أشارت إلي أن تلك الظاهرة تم تناولها في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بشكل مباشر وغير مباشر في العديد من البحوث والدراسات والمؤتمرات التي تم إجراؤها مثل بحوث الاتجار بالبشر وبحوث التسول. وأشارت البغدادى الى أن المؤتمر الحالي يهدف إلي الخروج بتوصيات يمكن تنفيذها علي أرض الواقع, وذلك من خلال عقد حلقة نقاشية بعد انتهاء أحداث المؤتمر لمناقشة النتائج وتحويلها إلي خطة قابلة للتنفيذ. وأكد الدكتور عبد القوى خليفة، محافظ القاهرة، أن قاطني العشوائيات يعيشون في مناطق لا تليق, كما أنهم يشعرون بفوارق مع المواطنين, وأن تلك المشكلة لم تعد مشكلة المحافظة فقط بل مشكلة المجتمع بأسره واختتم كلمته مؤكدا أن المحافظة جاهزة لتنفيذ التوصيات التي يخرج بها المؤتمر.