أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني التزامه بالوفاء بوعوده لشعبه ومن بينها الانخراط في تفاعل بناء مع العالم. وقال روحاني - في سياق مقال للرأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية علي موقعها الإلكتروني الجمعة 20 سبتمبر- إن برنامجه للتعقل والأمل اكتسب قبل 3 أشهر تفويضا واسعة وشعبيا ، مضيفا أن الإيرانيين تبنوا نهجه إزاء الشئون الداخلية والدولية نظرا لأنهم رأوا أن ذلك أمر كان يجب القيام به منذ فترة طويلة. ورأى روحاني أن العالم تغير حيث إن السياسة الدولية لم تعد عبارة عن لعبة هناك خاسر ومهزوم بها بل إنها ساحة متعددة الأبعاد يحدث تعاون ومنافسة فيها دائما في نفس الوقت. وأوضح أن زمن الخلافات الدموية قد ولى، وأنه من المتوقع لقادة العالم أن يقودوا عملية تحويل التهديدات إلى فرص، وتابع "يواجه المجتمع الدولي تحديات كثيرة في هذا العالم الجديد - الإرهاب والتطرف والتدخل العسكري الأجنبي وتجارة المخدرات وجرائم الإنترنت والتعدي على الثقافات - جميعها في إطار ممارسة النفوذ السياسي واستخدام القوة الوحشية". وأضاف "يتعين علينا الانتباه إلى تعقيدات هذه القضايا الموجودة في المتناول من أجل حلها"، وأشار إلى أنه للأسف فإن الممارسات أحادية الجانب مستمرة في الإلقاء بظلالها على السبل البناءة فهناك سعي للأمن على حساب أمن آخرين بعواقب كارثية، ضاربا المثل بمواصلة تنظيم القاعدة ومتطرفين متشددين آخرين في التدمير بعد أكثر من عقد واندلاع حربي العراق وأفغانستان عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر. واعتبر روحاني أن سوريا، إحدى جواهر الحضارة، باتت مسرحا للعنف الذي يدعو للحسرة بما في ذلك هجمات الأسلحة الكيميائية التي ندينها بشدة. وأوضح الرئيس الإيراني أن إدارة دورة الوقود الذري وتوليد الطاقة النووية بالنسبة لبلاده تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة بنفس القدر الذي تعد به قضية هوية للإيرانيين والمطلب من أجل الكرامة والاحترام وما يترتب على ذلك من مكانة في العالم. وحث روحاني نظراءه، الذين يتوجهون مثله إلى نيويورك من أجل افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، على انتهاز الفرصة التي قدمتها الانتخابات الإيرانية التي جرت مؤخرا وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التفويض الذي منحه الشعب الإيراني له من أجل الانخراط المتعقل والحوار البناء.