قال الرئيس الإيراني "حسن روحاني"- "قبل ثلاثة أشهر، اكتسب برنامجي الانتخابي المزيد من الأمل والتعقل، لذا حظى بتفويض شعبي واسع، وهو ما دعا الإيرانيين إلى احتضان توجهي في الشؤون الداخلية والخارجية، وأنا مازلت ملتزمًا بالوفاء بالوعود التي قطعتها على نفسي أمام شعبي، بما في ذلك الانخراط في تفاعل بناء مع العالم الخارجي." وأوضح "روحاني" في مقال له اليوم الجمعة في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن العالم تغير، وأن السياسة الدولية لم تعد لعبة محصلتها صفر بل متعددة الأبعاد، لافتًا إلى أن عصر الدماء ولى، ولن يعود والتهديدات ستتحول إلى فرص لبناء الأمم. وأشار "روحاني" إلى أن المجتمع الدولي يواجه تحديات كثيرة بما فيها التطرف والإرهاب والتدخل العسكري الأجنبي فضلًا عن الجرائم الحاسوبية، وهو ما يدعونا إلى أن نكرس جهودنا لحل مثل هذه القضايا المطروحة على الساحة، موضحًا أنه ينوي المشاركة في حل مثل هذه القضايا بشكل بناء يصب في صالح المجتمع الإيراني. وأكد الرئيس الإيراني إلى أن اتباع الدبلوماسية لا يعني التنازل عن الحقوق؛ بل يعني المشاركة مع النظائر الدوليين على أساس المساواة والاحترام المتبادل لمعالجة المخاوف المشتركة وتحقيق الأهداف المشتركة، فعقلية الحرب الباردة ستكبد الجميع خسائر فادحة. وأضاف "روحاني" أنه في كثير من الأحيان يكون العمل بشكل منفصل أو منفرد يثير المزيد من الشكوك حول نهج بناء، وحينها ربما سيتحقق الأمن على حساب انعدام أمن الآخرين مع عواقب وخيمة على الجميع، مؤكدًا على أن القوة الغاشمة لا تولد إلا المزيد من العنف كما هو الحال في العراق وأفغانستان. ومضى الرئيس الإيراني يقول:" إن نهجنا في السياسة الخارجية يهدف إلى حل القضايا من خلال معالجة الأسباب الكامنه وراءها. ويجب علينا أن نولي اهتمامًا كبيرًا لمسألة الهوية باعتبارها محرك رئيسي للتوتر في إيران وفي الشرق الأوسط." وحول البرنامج النووي الإيراني، لفت "روحاني" إلى أن بلاده تسعى إلى استخدام النووي كمصدر جديد للطاقة، منوهًا بأن الإيرانيين يسعون إلى الكرامة والاحترام المتبادل ومكانة عالمية من خلال تقدم كبير في المجالات المتعددة. وانتهى "روحاني" بأنه ملتزم بمواجهة التحديات المشتركة من خلال نهج ذو شقين: الأول: يجب أن نعمل معًا بصورة بنائه نحو حوار وطني سواء في سوريا أو البحرين، وأعلن ان حكومتي على استعداد للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة. الثاني: يجب علينا أن نعالج الخصومات والخلافات التي تؤجج العنف والتوترات في المنطقة، وأحد الجوانب الرئيسية لالتزامي بتفاعل بناء هي جهد مخلص وحقيقي من إيرن بالتعامل مع الدول الجيران، والدول الأخرى من أجل حلول ترضى جميع الأطراف.