تحولت حياة غالبية المسلمين في الولاياتالمتحدة إلى الأسوأ بعد أحداث 11 سبتمبر، فقد تعرضوا للتمييز والتصنيف العرقي والتفرقة والاستهداف بالمراقبة من قِبَل أجهزة الأمن الأمريكي، إلى ذلك الترهيب والتحرش وحتى القتل. وأكد تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، تضمن نتائج لاستطلاعات الرأي في أوساط المسلمين في بريطانيا ، أن 69% من عينة الاستطلاع يشعرون بأنهم على هامش الحياة اليومية بينما تعرض نحو واحد من كل ثلاثة مسلمين إلى التعدي لكونه مسلم. كما خسر المسلمون في دول الغرب قنوات هامة، كانت تتيح لهم العمل الخيري خلال مؤسسات عملت طيلة سنوات على تقديم المال و الغذاء و الغطاء للمسلمين المضطهدين و الفقراء في مختلف بقاع الأرض. وامتلأت الأسواق الأمريكية بكتابات عدد من أكثر الكتاب الأميركيين تطرفًا في موقفهم من المسلمين والعرب مثل دانيال بايبس مؤلف كتاب "الإسلام المسلح يصل أمريكا" ، الصادر عام 2003، وستيفن إمرسون مؤلف كتاب "جهاد أميركي...الإرهابيون الذين يعيشون وسطنا"، الصادر في العام نفسه، فقد روج هؤلاء لمعتقد أن المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا والغرب هم أعداء مقيمون في الولاياتالمتحدة، يتحينون الفرص للانقضاض عليها، ومن ثم يجب مراقبتهم والتضييق عليهم وتهميش منظماتهم. ويرى هؤلاء أن الأحداث التى شهدتها المنطقة ولا زالت أثرت بشكل كبير على التعاون الأمني وجهود مكافحة الإرهاب مع دول الشرق الأوسط. وأصبح يخشى استغلال التنظيمات الإرهابية للفراغ الأمني في مصر وتونس وليبيا بعد الاطاحة بالرئيسين السابقين حسني مبارك وزين العابدين بن علي والعقيد الليبي معمر القذافي لتجميع قوتها والعودة أكثر قوة من جديد. وإذا كانت هجمات 11 سبتمبر قد ارتدت بالسلب على العراق وليبيا, فانها تداعياتها قد ارتدت بالإيجاب على دول أخرى مثل الجزائر فهي تنادي منذ اندلاع العمليات الإرهابية فيها على يد الجماعات المتشددة في 1992، بضرورة مواجهة الإرهاب وخطره على العالم. وساعدت التحالفات التي دخلت فيها الجزائر بالخصوص مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية الأخرى الى جانب التنسيق وتبادل المعلومات وشراء الأسلحة المخصصة في مكافحة الإرهاب على بسط سيطرتها شبه الكلية على الجماعات الإرهابية وتقليص دورها وحصرها في الجبال والمناطق النائية بعدما كانت تهدد المدن الكبرى. وبدا أمام الولاياتالمتحدة فرصة تاريخية لأن تلعب دور الوسيط وتحول استراتيجيتها فى العلاقات الدولية من خانة الهيمنة والنفوذ الى المشاركة فى بناء عالم مختلف مبنى على الاحترام المتبادل, لا سيما أن الكيانات السياسية الجديدة الخارجة من رحم الثورات العربية تؤثر فيها جماعات محافظة قادمة من رحم جماعات الاسلام السياسى وأخرى مدنية تخشى أن تصنف كعميلة للولايات المتحدة.