هل يتذكر العالم الطفلة "كيم فوك"؟؟ إنها الطفلة الفيتنامية التي التقطتها عدسات المصورين و هي تهرول عارية و قد حرقت النيران الأمريكية جسدها الصغير. تلك الصورة المؤلمة التي عكست واقع الهجوم الأمريكي علي فيتنام و عجلت بنهاية الحرب التي وصفت بأنها واحدة من أبشع الحروب في التاريخ. يعلم الجميع أن بلاد "العم سام" معروفة منذ سنوات طويلة بتشدقها بالإنسانية و الديمقراطية و هي آخر من يطبقها أو يعمل بها فتاريخها الدموي و تدخلها في إرادة الشعوب و شئونها الداخلية أمر ليس بالجديد ،فدولة الحريات هي من غزت العراق بحجة وجود أسلحة نووية و خرجت مثلما دخلت و لم تتكبد سوى الخسارة و الإحراج أمام الرأي العام الدولي. و هي أيضا من ألقي قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما و ناجازاكي اليابانيتين إبان الحرب العالمية الثانية في فاجعة اهتزت لها الإنسانية. و أضافت إلى سجلها العدواني على الشعوب ، حربها على فيتنام. البداية كانت عام 1957 حين شبت خلافات بين جمهوريتي فيتنام الشمالية و الجنوبية نتيجة خرق الجانبين للاتفاقيات الحدودية المبرمة بينهما ،إضافة لذلك ظهرت بعض الفصائل الثورية التي أججت الصراع بين الدولتين، في الوقت ذاته كانت الولاياتالمتحدة تقف في صف فيتنام الجنوبية و تؤيدها بل و تمدها بالمعونات العسكرية و الاقتصادية. خرج الرئيس الأمريكي جونسون في عام 1964 ليعلن أن مدمرتين أمريكيتين قد هوجمتا قبالة سواحل فيتنام الشمالية و لم يتأكد أحد من صحة مزاعمه إلا أن ذلك الهجوم كان سببا في قرار الولاياتالمتحدة بإعداد العدة وتوجيه ضربة عسكرية لفيتنام الشمالية. و نتيجة ضعف الحكومة الفيتنامية و الانشقاق الطائفي، رأت الولاياتالمتحدة أن تدخلها سيحل تلك المشاكل و يعيد الاستقرار للبلاد فقررت غزو فيتنام و قامت بتوجيه هجمات بالصواريخ و القنابل و تدمير المنشات و على الرغم من دعوة فيتنام الشمالية للاستسلام إلا أنها رفضت مما زاد من إصرار الولاياتالمتحدة فكثفت من قصفها و دفعت بعدد كبير من الجنود. ظلت المعركة دائرة بين القوات الأمريكية و الثوار الفيتناميين الذين لم ترجعهم قوة الجيش الأمريكي و أسلحته فظلت المعارك و ظل عدد الضحايا في ازدياد في مارس 1968 أعلن جونسون وقف القصف الأمريكي لفيتنام الشمالية و بدأت جلسات مفاوضات موسعة بين الجانبين في باريس. و أعقبت تلك المفاوضات عدة هجمات تنوعت بين المنفردة و القوية لمهاجمة القواعد العسكرية الفيتنامية حتى تم قصف الميناء الرئيسي بفيتنام الشمالية عام 1972. استخدمت أمريكا في تلك الحرب كل وسائل الدفاع و السلاح المتطور بل و استخدمت أيضا الكيماوي الذي كانت تسقطه بملايين الليترات، و الذي أدى إلى مقتل و تشوه الملايين. عشرة سنوات متواصلة تلقت فيها فيتنام أعنف قصف كيماوي.. و للأسف الشديد الجريمة التي ارتكبت في حق هذا الشعب هي الآثار التي تركتها تلك الغازات السامة و التي كان على رأسها غاز الديوكسين المحرم دوليا، فمواليد تلك الفترة أصابتهم تشوهات عديدة كالتخلف العقلي و أمراض السرطان و اضطرابات في الحركة إضافة لحالات الإجهاض التي كانت تصيب النساء ،و إلى الآن مازالت فيتنام تعاني من ويلات تلك الحرب التي أتت على الأخضر و اليابس. قدرت أعداد الموتى جراء القصف الأمريكي بحوالي مليوني قتيل و أصيب ثلاثة ملايين آخرين معظمهم بتشوهات و حروق. و استطاعت فيتنام بعدها توحيد شطريها الشمالي و الجنوبي و البدء في بناء نظام اقتصادي. فشل الولاياتالمتحدة في تحقيق أي أهداف من تلك الحرب جعل الأمريكيين منقسمين ما بين مؤيد و معارض حول تورط بلادهم في حروب خارجية..و بالأخص أن خسارتهم في تلك الحرب لم تكن قليلة فقد قتل حوالي 58 ألف أمريكي ووقع غيرهم في الأسر. وتحاول أمريكا حاليا والتي اتخذت من نفسها شرطي للعالم تنفيذ نفس السيناريو وتقديم نفس المبررات الواهية بكل تحدي وهنجعيه وتصر علي توجيه ضربة عسكرية لسوريا والشعب السوري بحجه حماية الدمقراطيه وحماية الشعب السوري ، الغريب في الأمر أن الرئيس الأمريكي أعلن أن بشار الأسد ليس هو الهدف وهذا ما يدعو للعجب ، كما أن توجيه الضربة لن ينتظر ورود التقارير التي تؤكد أو تنفي استعمال أسلحه كيميائيه إذن الغرض هو تدمير دوله عربيه لصالح إسرائيل الولاية رقم 51 لأمريكا أو كما يقال الطفل المدلل .. والهدف الخفي هو تشغيل مصانع الاسلحه الامريكيه وحمايتها من التوقف والانهيار وأيضا تجربة بعض الاسلحه الجديدة .