ضرب الرئيس الاميركي جورج بوش، في محاولته للحصول على دعم لحربه في العراق، على وتر حساس جداً في فيتنام، التي سقط فيها ملايين القتلى جراء التدخل العسكري الأميركي. وكان بوش حذر في خطاب من أن انسحاباً متسرعاً من العراق سيؤدي إلى حمام دم شبيه بالذي حدث في فيتنام بعد هزيمة القوات الأميركية وانسحابها منها. وشبه إعادة الإعمار والعمليات العسكرية في العراق بجهود إحلال الديموقراطية في اليابان وقرار الدفاع عن كوريا الجنوبية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفيتنامي لي دونغ، رداً على بوش، إن الفيتناميين حاربوا من أجل «قضية حقة». وأوضح، خلال مؤتمر صحفي في هانوي، أن «الحرب تركت آثاراً لا تزال جلية حتى اليوم، لكننا كأمة لها تقاليدها التي تقدس السلام، عازمون على عدم نسيان الماضي، لكننا نقدر الحاضر، ونسعى لمستقبل أفضل مع دول أخرى، من بينها الولاياتالمتحدة». وأضاف دونغ «بشأن الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة في فيتنام فجميعنا يعلم أن الشعب الفيتنامي خاض الحرب للدفاع عن وطننا الأم، وبالتالي من أجل قضية حقة». وتابع «ما نأمله هو أن يتحسن الوضع في العراق، وأن يبذل الشعب العراقي كل ما في وسعه لإعادة بناء البلد». وكانت فيتنام توحدت في العام 1975 بعد أن انسحبت القوات الاميركية، وأطاحت فيتنام الشمالية الشيوعية بحكومة فيتنام الجنوبية التي كانت تدعمها واشنطن. وزار بوش هانوي في تشرين الثاني الماضي، ورد الرئيس نجوين منه تريت الزيارة لواشنطن في حزيران. واعتبر عدد من الفيتناميين أن استنتاجات بوش حول فيتنام خاطئة، وقال الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الفيتنامي تون نينغ إن بوش لم يكن حكيماً عبر إثارة ذكريات حساسة لدى الفيتناميين. وأوضح أن «الثمن، الذي دفعناه، نحن الفيتناميين، من الطرفين خلال الحرب، كان بسبب دخول أميركا إلى فيتنام». وقال فو هوي تريو، الذي قاتل الاحتلال الأميركي، «ألا يلاحظ (بوش) انه لو بقيت الولاياتالمتحدة وقتاً أطول في فيتنام لقتل المزيد من الناس؟». وأضاف «لا احد يندم على أن حرب فيتنام لم تطل إلا بوش».