قالوا للرئيس كلاماً كاد ان يطيح به ولكنه نجا من التقارير الأمنية بسبب قطعة قماش تباع في شارع قصر النيل!!.. في لقاء خاص مع الأستاذ الكبير صلاح الشاهد كبير أمناء الرئاسة فى عهود الملك فاروق والرؤساء عبد الناصر والسادات وحسنى مبارك أزاح لى الستار عن أهم كواليس الرئاسة وأسرار الوزراء وكبار المسئولين وروى لي على ثلاثة شرائط كاسيت ما لم يصل إلى عالم الصحافة أو وصل إليها ولم تستطع أن تنشره ! كان اللقاء في بيته المجاور لبيت الرئيس السادات بشارع النيل بالدقي وفى حجرته الخاصة الممتلئة بصور ملوك ورؤساء العالم وقد وضع كل منهم إمضاءه أسفل الصورة بعد كلمة إهداء رقيقة لسيادته .. وسوف أكشف في حلقات ما لم تنشره الصحف العديد من تلك الأسرار من واقع ما رواه لي صلاح الشاهد.. كانت كتابه التقارير الامنيه هي الغالبة في هذا العصر وقليلون من نجوا من فخ هذه التقارير ... كمال رمزي أستينو وزير التموين كان الوزير الوحيد الذي نجا منها! أكدت التقارير التي رفعها جهاز رفيع المستوى إلى رئيس الجمهورية أن كمال رمزي أستينو لم يعد صالحا للبقاء فى الوزارة! قالت التقارير انه يسرف فى التصريحات.. والنرجسية.. ويخالف القانون وتعليمات رئيس الدولة.. ودليل إدانته يقع داخل محل أقمشة بشارع قصر النيل.. فالمحل يبيع الأقمشة المستوردة المحظور استيرادها في الأسواق المصرية! غضب عبد الناصر من الوزير.. لكنه سيطر على أعصابه واستدعى صلاح الشاهد ليتأكد من أن المحل المكتوب عنوانه بالتفصيل في التقارير يبيع أقمشة مستوردة.. بل أخرج عبد الناصر من درج مكتبه قطعة قماش وأخبر كبير الأمناء أن هذا النوع من القماش تم استيراده من فرنسا بالمخالفة للقانون وعليه شراء كمية من نفس النوع لتكون مبررا لإخراج الوزير من منصبه! وذهب صلاح الشاهد إلى محل الأقمشة! طلب من صاحب المحل قماشا من الحرير لفستان زفاف إحدى قريباته.. على أن يكون حريرا مستوردا من فرنسا.. فوجئ صلاح الشاهد باعتذار صاحب المحل عن بيع أقمشة مستوردة. وهنا أخرج صلاح الشاهد قطعة القماش و قدمها لصاحب المحل.. سأله ألم يبع هذا النوع من القماش.. أجابه دون تردد.. "نعم.. أبيعه ومازلت أبيعه" بل أنشر عنه إعلانات في الجرائد!.. ارتسمت الحيرة فوق وجه صلاح الشاهد.. لكن صاحب المحل ابتسم وهو يفك له اللغز.. فالرجل يقوم بتصدير الحرير المصري الخام إلى فرنسا.. وهناك يتم تجهيزه وصباغته وطبعه.. ثم يعاد تصديره إلى مصر! علم عبد الناصر بالحقيقة فضرب كفا بكف وهو يردد: - "هل أبحث عن ملائكة لكتابة هذه التقارير.. وألا يستثمرونها في تصفية حساباتهم حتى مع الوزراء!.. هذا الشخص الذي كتب هذا التقرير لابد أن يعاقب ليكون عبرة لغيره". ومرت الأيام.. ولم يعاقب هذا الشخص. بل رقى إلى رتبه أعلى!