من منا لا يعلم دور الأم العظيم في حياتنا، الكيان الذي ربي، سهر حتى صرنا رجالا و نساء لنا وضعنا وهويتنا.. وهذه حكاية أم يحترمها كل من حولها و مثل أي أم تعبت في تربية أولادها حتى جعلت منهم "ضابط جيش، و ابنتين في أحسن حال و ناجحات في حياتهن" . يغلب على تلك الأسرة الطابع الديني، حتى أن احدى بناتها تزوجت برجل متعصب دينيا، و تقبلت إصراره على أن تترك عملها لتتفرغ للأعمال الدينية و الخيرية حتى تولي الرئيس السابق محمد مرسي الحكم و أظهرت البنت و زوجها تأييدهما له و لجماعة الإخوان المسلمين . تحكي الأم أنها تركت كل واحد من أولادها يختار من يريد بحرية رغم كونها من مؤيدي حمدين صباحي و في الإعادة لم تشارك في الانتخابات، ورغم الاختلاف السياسي لم يؤثر هذا على حياتهم الأسرية حتى يوم عزل الرئيس مرسي. وفوجئت الأم بابنتها و زوجها و أولادها ذاهبين لاعتصام رابعة العدوية فطالبت الأم ابنتها بعدم الذهاب و لكن البنت أصرت وذهبت.. وجاء يوم حادث حرس الحدود مما دفع الأم أن تطلب من ابنتها على الهاتف الرجوع للمنزل و أخبرتها بأنها مخطئة و أن هذا لا يدل على شيء سوى أنها مغيبة تماما و لا تعلم شيئا عن الحقيقية، فردت البنت على أمها، قائلة : أنت و ابنك كفرة و قتلة و يا رب تموتوا بدل من الأبرياء المسلمين اللي ماتوا في حادثة الحرس" . انهمرت الأم في حالة من البكاء بسبب ما سمعته أذناها من ابنتها مما جعلها تصرخ في ابنتها، قائلة : "إن بيادة أي عسكري أشرف من كل اللي في رابعة و منك، حرام عليكي الجيش مستهدف من برة وأنتي بتساعدي على إسقاطه فوقي". و كانت نتيجة المكالمة سيئة جدا على الأم التي أصيبت بأزمة قلبية، تم على أثرها نقلها إلى المستشفى، و حاول الأخ الاتصال بأخته ليخبرها بما حدث لأمهما، ولكن أخته لم ترد، فترك لها رسالة يطلب منها أن تترك المكان و ليشرح لها الحقيقة و ترحم أمها و لكن ردها عليه" لوجيت هنا هسبهم عليك عشان يقتلوك" .. وأنهت الأم حوارها في قمة الأسى، قائلة : " الاثنين أولادي و لو حصل حاجة لحد منهم أنا اللي هيجرالي حاجة، بس بردو بنتي مغيبة ومش عارفة إيه اللي ملا قلبها وعقلها بالجهل ده"..داعية لابنها "يا رب احمي ابني و جيش مصر العظيم و السيسي اللي جمع كل المصريين ضد الجهل و الإرهاب و احمي مصر" ....