دائماً ما نصادف في حياتنا ناس غريبة و أخبار اغرب, وكثيرا ما تتركنا هذه الأحداث ومن شدة الدهشة تظل أفواهنا مفتوحة فلا شئ قادر في الحياة علي جذب انتباهنا أكثر من الأشياء غير المعتادة... تكالبت عليهم الظروف وأعياهم الفقر المدقع وصعوبة الحياة ومشقتها وزاد من جحيم حياتهم برودة الشتاء القارص الذي لم يرحم ضعفهم فاستوطن أجسادهم الهزيلة التي لم تكس إلا بالثياب البالية. هذه أسرة (وفاء حسن الضابط) التي تبلغ عددها 3 أفراد ذكورا وإناثا والتي نأت عن العمران والمدنية لتبتني على مشارف مركز الزيتون ما يطلق عليه مجازا (بيتا) لا يقي من برد الشتاء أو لهيب الصيف. هذه الأسرة كتبت لها الشقا منذ أن قابل حسن حامد أبو السعود متوفى منذ شهر أغسطس الماضي والذي كان يعمل سائق ارزقي ( نقل ثقيل) وفاء حسن الضابط والتي تحمل من العمر 46 عاما وتعمل ربة منزل وتزوج منها وبدأت المعاناةمنذ أول ليلية زوجية فأنجبا محمد ومريم حيث إنهما استقلا شقة عباة عن حجرة صغيرة وصالة في احد الحواري المتفرعة من شارع الدكتورة عايدة بالزيتون وكانت هذه الشقة لا تحميهم من برودة الشتاء ولا لهيب الشمس وحرارتها في الصيف . لها الأقدار حياة يملؤها الشظف والعوزابتلاء وامتحانا حيث اكتظت بهم الحياة بعد أن مرض زوجها بقطع في الوتر في قدمه وانتقل إلى المستشفى أكثر من مرة كل مرة يذهب إلى المستشفى يحذره الدكاترة من الأعمال الشاقة التي كان يصمم على مزاولتها لسد حاجة الأسرة إلا أن أصيب بالكبد الذي جاء به أرضا ولازم الفراش من بعدها إلا أن لاقى حتفته ووفته المنية في أغسطس الماضي وانقطعت صلتهم تقريبا عن باقي العائلة . صممت وفاء على العمل نظرا لعدم وجود دخل كافي لسد حاجات العائلة وذلك لان وفاء لا تتقاضى سوى 400 جنية معاشا لزوجها وهذا الدخل الذي لا يكفى لسد حاجتها بمفردها لأنه مريضة بالسكر والتهاب بالأوعية الدموية والكبد هذه الأمراض التي منعتها من الاستمرار في العمل لسد حاجة الأسرة . أما بالنسبة لأبنها وبنتها (مريم ومحمد )فلم يكونوا أوفر حظا من أبويهم حيث لم يتجاوز أحدهم المرحلة الإعدادية والذينيعانون من الغيرة من زملائهم في المدرسة بسبب النقص الشديد في المصروف أو المأكلوالمشرب الذين يكتشفونه من أصحابهم .. ونظرا لعدم وجود سيارة توصلهم إلى مبنى اىمدرسة ، فلولا قرب المدرسة الإعدادية منهم لما تمكنوا من التعليم أصلا باب ليلة القدر التقى بوفاء وقرر صرف 10 ألاف جنية كمساعدة لوفاء لسد القليل من ديونها وتوفير القليل من احتياجاتها التي تضمن لها حياة أدمية.