"ما الدنيا إلا مسرح كبير" من أشهر مقولات عميد المسرح العربي الفنان الراحل يوسف بك وهبي . ولد يوسف وهبي في يوليو 1900 ، في مدينة الفيوم على شاطئ بحر يوسف ، ، وتلقى تعليمه في كتاب العسيلى بمدينة الفيوم، وكان والده يعمل مفتش للري بالفيوم وهو الذي قام بحفر "ترعة عبد الله وهبى" بالفيوم، والتي حولت آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية إلى أراضي زراعية، كما أنشأ المسجد المعروف باسم "مسجد عبد الله بك" المطل على كوبرى مرزبان بمدينة الفيوم، والذي كان يعتبر أكبر مسجد بالفيوم حتى وقت قريب. وهكذا نشأ يوسف وهبى في بيت من بيوت علية القوم ذو الشأن المادي والأدبى في مصر ، و أكمل تعليمه بالمدرسة السعيدية، ثم بالمدرسة الزراعية بمشتهر ، حيث ان والده كان يريده ان يصبح فلاح مثله ولكن عشقه للتمثيل دفعه بعيدا تماما عن هذا الطريق ، وكرد فعل طبيعي "للعار" الذي لحق بسمعة عائلته من جراء فعلته قام والدة بطرده من بيت العائلة، وألحقه بالمدرسة الزراعية في محاولة منه "لإصلاحه وتهذيبه". شغف بالتمثيل لأول مرة في حياته عندما شاهد فرقة الفنان اللبنانى "سليم القرداحى" في سوهاج، فبدأ هوايته بإلقاء المونولوجات وآداء التمثيليات بالنادى الأهلى والمدرسة. عمل مصارعاً في "سيرك الحاج سليمان" حيث تدرب على يد بطل الشرق في المصارعة آنذاك المصارع "عبد الحليم المصري". سافر يوسف وهبي إلى إيطاليا لتعلم المسرح ولكي يهرب من ملاحقة عائلته قام بتغيير اسمه إلى "رمسيس"، ولم يعد إلى مصر إلا بعد أن وصله خبر وفاة والده الباشا الذي توفي وترك له ولأخوته ثروة كبيرة. عمل بجد للنهوض بفن التمثيل في سبيل الارتفاع بمستوى المجتمع، فكون فرقة رمسيس من الممثلين حسين رياض، أحمد علام، فتوح نشاطي، مختار عثمان، عزيز عيد،زينب صدقي، أمينة رزق، فاطمة رشدي، علوية جميل، وقدموا للفن المسرحى أكثر من ثلاثمائة رواية مؤلفة ومعربة ومقتبسة مما جعل مسرحه معهداً ممتازاً للفن صعد بمواهبه إلى القمة، وصار ألمع أساتذة المسرح العربى. وحصل على لقب "البكوية" عقب حضور الملك فاروق أول عرض لفيلم "غرام وانتقام" في سينما ريفولي بالقاهرة. وبعد بداية قوية في المسرح دخل يوسف وهبي إلى السينما متأخرا قليلا وذلك بسبب إعطائه المسرح الجزء الأكبر من اهتمامه، وقام بصناعة أول فيلم مصري ناطق وهو فيلم "أولاد الذوات" الذي حقق نجاحا ساحقا، فقام يوسف وهبي بكتابة ثاني أفلامه وهو "الدفاع" 1935 واشترك في إخراجه مع نيازي مصطفى، ثم كان الفيلم الثالث "المجد الخالد" 1937 الذي قام فيه بالكتابة والتمثيل والإنتاج والإخراج. عمل بعد ذلك يوسف وهبي كمؤلف لثلاثة أفلام متتالية "ليلة ممطرة" "ليلى بنت الريف" و"ليلى بنت مدارس" كلها من إخراج توجو مزراحي، وبعد نجاحهم جميعا قام يوسف وهبي بإخراج فيلم "غرام وانتقام" الذي قام فيه بدور العاشق صغير السن، رغم كونه قد بلغ من العمر حينئذٍ السادسة والأربعين تقريباً. حصل على عديد من الجوائز منها : منحه الملك فاروق الأول للقب البكوية - وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960- منحه بابا الفاتيكان وسام "الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية"، وهو أول مسلم يحصل عليها.. توفى يوسف وهبي في 17 أكتوبر عام 1982 اثر اصابته بكسر في عظام الحوض نتيجه سقوطه في الحمام، توفي بعدها بسكتة قلبية مفاجئة، وتخليداً لذكراه تكونت في مسقط رأسه الفيوم جمعية تحمل اسمه هي "جمعية أصدقاء يوسف وهبى"، وأقيم له تمثال أمام مقر هذه الجمعية بحي الجامعة بالفيوم على رأس الشارع الذي يحمل اسمه.