حالة من الغضب الشديد ممزوجة بالخوف يعيشها أهالي منطقة بين السرايات بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت مساء الثلاثاء 2 يوليو بين المئات من أنصار الرئيس محمد مرسى المعتصمين أمام جامعة القاهرة وأهالي المنطقة . حيث استخدم في هذه الأحداث أنواع مختلفة من الأسلحة النارية والآلية والتي أسفرت عن سقوط 16 ضحية جديدة تضاف إلى قائمة ضحايا النظام منذ اندلاع الشرارة الأولى للثورة الثانية 30 يونيو. شرارة الأحداث البداية على لسان أهالي المنطقة وشهود العيان عندما شاهد عدد من مؤيدي النظام سيارتان عليهما ملصقات "ارحل " واقفتان أمام بوابة كلية التجارة المواجهة للمنطقة . فقاموا بإشعال النيران فيهما بعد التعدي على أصحابها فيما قام احدهم بإطلاق النار من فرد خرطوش في الهواء لتهريب الأهالي .. الأمر الذي أثار حفيظة عدد من الأهالي ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفيين وتطور الأمر بحضور أكثر من ثلاثة ألاف من أنصار الرئيس المعتصمين أمام الجامعة مدججين بالأسلحة الآلية والخرطوش وأطلقوا سيل من الأعيرة النارية تجاه سكان بين السرايات . ولم يكتفوا بذلك على حسب رواية السكان فقد قامت تلك الميليشيات باقتحام عدد من المنازل والعقارات المطلة على الشارع الرئيسي لتأديب الأهالي واعتدوا على النساء والأطفال وتدمير المحال التجارية . انتقلت "الأخبار" إلى منطقة بين السرايات ورصدت حالة الخوف التي يعيشها الأهالي كما رصدت المشهد وحجم الخسائر والاتلافات التي تعرضت لها المنازل التي تم اقتحامهما والتقت مع عدد منهم . قالت سامية رمضان "40 سنة" لم أصدق ما تعرض إليه سكان المنطقة من قتل واهانة وسط غياب أجهزة الأمن فقد قام هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون الرحمة و الإنسانية بكل أنواع العنف الذي لا يصدقه عقل فقد تلوثت أيديهم بدماء أشقائهم المصريين . وأضافت كنا داخل منازلنا وقت الأحداث وفوجئنا باقتحام ملثمين حاملين الأسلحة النارية والخرطوش ويقومون بإخراج الشباب إلى الشارع والتعدي عليهم وتمزيقهم بالسكاكين والآلات الحادة . وأوضحت أن أهالي المنطقة ليسوا بلطجية كما نشر في وسائل الإعلام فلم نتعرض لاي من هؤلاء المعتصمين وتساءلت إذا كنا قد تعرضنا بالفعل لهم كما تردد فمن أين جاء حجم هذا الإتلاف والخراب والقتل الذي تعرضنا له ؟ وتحدثت الحاجة أم خالد وتقطن حارة أمين درويش أن تلك الميليشيات اقتحمت منزلها بالأسلحة وتعدوا على بناتها الستة بالضرب دون أسباب وهم يرددون "حي على الجهاد". كما ذكر محمد مسعود احد سكان المنطقة انه كان يشاهد المؤيدين المعتصمين يقومون بإدخال الأسلحة النارية يخبئونها بثلاجات على مقر الاعتصام . وأضاف أن هؤلاء المؤيدين صعدوا على أعلى مباني جامعة القاهرة وخاصة مبنى كلية التجارة المواجهة بواباتها لمنطقة بين السرايات وكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي على المنطقة وممن كانوا أعلى كوبري ثروت . ضحايا الأحداث وفى السياق نفسه انتقلت "الأخبار" إلى عدد من المستشفيات التي استقبلت عشرات المصابين والقتلى من جراء الأحداث .. حيث تجمع المئات من أهالي الضحايا الذين لقوا مصرعهم على أيدي أشخاص على يعرفون سوى العنف والقتل .. وقفت اسر الضحايا أمام المشرحة مصابون بحالة من الذهول الممزوجة بالدموع المتساقطة وكأنها أرادت أن تقول أننا في حلم وليس على ارض الواقع .. مؤكدين أنهم لن يتركوا حق أبنائهم . فمن أمام مستشفى بولاق الدكرور تجمع أهالي الضحايا أمام مشرحة المستشفى في انتظار استلام جثث ذويهم وتحولت وقفتهم الى مظاهرة غضب ضد النظام وارتفع شعارهم " حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا مرسى وعشيرتك ".. فقد استقبل المستشفى جثامين 5 ضحايا الأحداث وهم رشاد حمدي رشاد "22سنة" طالب جامعي مقيم بمنطقة بولاق الدكرور وعلى جمعة رمضان محمد "28 سنة" عامل بمقهى وعمر حسن حسين (17سنة) عامل ومحمد خميس (13سنة) مقيم بمنطقة بولاق الدكرور وعبد العزيز احمد عبد العزيز القرص (25 سنة) وهو من ذوى الاحتياجات الخاصة وكريم عجيبة (33سنة) . التقت "الأخبار" مع أهالي الضحايا وقال مسعد منصور خال الضحية رشاد حمدى رشاد ان المتوفى كان واقفا اعلى كوبرى ثروت خلال الاحداث واصيب فجأة برصاصة فى رأسة اودت بحياته فى الحال.. واضاف ان ناحية اطلاق الرصاص كانت من اعلى مبنى كلية التجارة وحسبى الله ونعم الوكيل من كل من تلوثت يداه بدماء المصريين . وبدموع لم تتوقف وحرقة قال طارق شحاته ابن عم الضحية عبد العزيز احمد عبد العزيز ان والد عبد العزيز اصيب بطلق نارى فى القدم خلال اقتحام الميليشيات الاخوانية لمنازل منطقة بين السرايات وسقط على الارض مغشيا عليه فشاهده الضحية ونزل مسرعا من منزلة وحاول انقاذ والده فقام احد اعضاء الميليشيات باطلاق النار عليه فسقط بجوار ابيه .. واشار طارق ان الضحية لا يعرف شئ عن السياسة لانه من ذوى الاحتياجات الخاصة ( ابكم) ولا يدرك اى شئ عن الحياة ولم يقترف لهؤلاء شيئا سوى انه حاول انقاذ ابيه المصاب والذى يرقد حاليا فى المستشفى بين الحياة والموت .