قدم الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة استقالته من منصب مستشار رئيس الجمهورية للشئون العسكرية مؤكدا انه عندما يريد الشعب يجب ان ينصاع الجميع . ,قال ان العام الأخير شهدت مصر العزيزة حالة غير مسبوقة من التدهور والتراجع، لم تعرفها عبر تاريخها الطويل المجيد في ظل رئيس منتخب بعد ثورة شعبية متحضرة ضحي فيها شبابنا الطاهر بالغالي والنفيس، واحتضنتها القوات المسلحة ومجلسها الأعلى بالعناية الواجبة، وأخذت على نفسها العهد بالابتعاد عن التفكير في الاستحواذ على السلطة، والحرص على تسليم المسئولية لمن يختاره الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة، تعبر عن إرادة الأمة. واضاف ان المؤسسة العسكرية الوطنية المخلصة اوفت بكل ما وعدت به، وسلمت السلطة في مشهد عبقري أبهر العالم، ولم يفكر أحد من أبناء القوات المسلحة في الاعتراض على الخروج غير اللائق للقيادات في الثاني عشر من اغسطس سنة 2012، وكان ذلك تغليباً لمصلحة الوطن وحرصا على أمنه واستقراره، وتجنبًا للانشقاق والتشرذم وإسالة الدم المصري الغالي. واضاف الفريق عنان فى بيان استقالته انه بعد عام كامل لابد من الاعتراف بأن الآمال جميعًا قد خابت، وأن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية قد تدهورت ووصلت إلى الحضيض، في ظل حكم استبدادي إقصائي غير رشيد، يعمل لمصلحة جماعة بعينها دون النظر إلى الأغلبية الساحقة من أبناء الوطن، وينجرف بذلك السلوك عن المنشود من الأهداف والطموحات ، وينحرف بثورة الخامس والعشرين من يناير عن مسارها الذي أراده الشعب . واوضح الفريق سامى عنان انه من منطلق انتمائه الوطني وتاريخه الذي يعتز به في خدمة مصر وشعبها، يعلن تضامنه الكامل مع جموع المصريين الشرفاء الرافضين للقمع والقهر وانتهاك الحريات وتقسيم المجتمع ويقدم استقالته من منصبيه كمستشار رئيس الجمهورية للشئون العسكرية (حتى ولئن كان منصبا شرفياً دون مهام ) وطالب القوات المسلحة الباسلة أن تضرب مرة أخرى مثالاً جديدًا في التضحية والفداء وحب الوطن والمواطن وتنحاز لمطالب الشعب، حتى يعود المسار إلى ما قامت من أجله الثورة، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، فهي السبيل الوحيد لحقن دماء المصريين. واختتم الفريق سامى بيانه "من أجل مصر نحيا.. وفي سبيلها نموت ..عاشت مصر وطنًا لكل المصريين"