قال مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية د.عصام الحداد، إن مشاهد التظاهر تطورت كثيراً، حيث "زادت أعداد المتظاهرين المؤيدين والمعارضين للرئيس مرسي، كما اختفي العنف نهائياً من القاهرة". وأضاف الحداد في بيان هو الثاني له في 24 ساعة، باللغة الإنجليزية للإعلام الغربي، أنه يأسف لاستمرار وجود حالات عنف تتضمن حرقاً للمكاتب والمحال التجارية "ومع ذلك فإن النسبة الأكبر من المتظاهرين استطاعوا تنظيم مظاهرات سلمية، فيما يعتبر يوماً آخر للممارسة الديمقراطية التي نعتز بها جميعاً". واستطرد الحداد أن "هذا لا يعني أن مصر خرجت من عنق الزجاجة بعد، لأن المتظاهرين مدفوعون باعتراضاتهم على سياسات وقرارات الحكومة، أو تصوراتهم الخاصة لممارسات الحكومة، لكنهم يمثلون مجموعة واسعة من الانتقادات والمظالم، وليسوا متفقين على حلول محددة". وأوضح الحداد أن الأهم من ذلك هو أن المعارضة ليست قادرة على وضع آليات الاتفاق على الحلول، وأن هناك ثلاثة سبل يمكننا من خلالها تغيير المشهد. والسبيل الأول في رأي الحداد هو "المضي قدماً لبناء ديمقراطيتنا اليافعة بخوض الانتخابات البرلمانية التي هي قاب قوسين أو أدنى، خاصة وأن الدستور منح مجلس النواب صلاحيات واسعة حيث يتم اختيار مجلس الوزراء بناء على أغلبيته، كما أن الدستور ينص على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة إذا فشل الرئيس في الاتفاق مع مجلس النواب على اختيار حكومة، وانحاز الشعب إلى مجلس النواب". وأكد الحداد أن هذه الانتخابات ستجري في مناخ حر ونزيه تماماً، كما أجري الاستفتاء على الدستور، وأن هذه الطريقة في الحراك الديمقراطي هي الأكثر وضوحاً لإحداث التغييرات التي يصبو إليها المصريون. والسبيل الثاني، بحسب الحداد، هو إصلاح الديمقراطية من خلال حوار وطني "وسبق أن اقترح الرئيس مرسي مراراً وتكراراً هذا الأمر، واصطدم في كل مرة بالمعارضة، التي زعمت أحياناً أنه لم يكن جاداً، أو بتبرير موقفها بأن الحوار ليست له أجندة محددة". وأشار الحداد إلى أن "الأصوات المعارضة الأكثر صخباً لم يسبق لها أن شاركت في هذا الحوار". وقال "أما السبيل الثالث فهو أن تلجأ المعارضة للشارع مطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا الأمر في رأيي –والكلام للحداد- وببساطة يدمر ديمقراطيتنا". وأوضح الحداد أن جميع السيناريوهات المطروحة على الساحة لم تقترح طريقة لتحقيق توافق واسع في الآراء بين الفرقاء السياسيين، كما أن جميع المقترحات التي تلقاها الرئيس في شكل مبادرات واستمع إليها جميعاً، افتقرت إلى الأسس التفصيلية، مثل جميع المحاولات التي تمت في السابق بعد الثورة للتوافق الوطني، كما أن جميع المبادرات التي تلقاها الرئيس لم تحدد طريقة الحفاظ على استقرار الشرعية في ظل أي سلطة لاحقة. واختتم الحداد بيانه بالتأكيد على أن "المتظاهرين "اجتهدوا" في الحفاظ على سلمية تعبيرهم السلمي، كما شجبت أصوات أكثر العنف بكل أشكاله" معرباً عن إيمانه بأن "المصريين في أمان مع كل علم لمصر يرفعونه بأياديهم في الشوارع والميادين" وبأن "الشعب المصري يمكنه إيجاد السبيل الذي يبني به وطنه، وليس ما يهدم به ديمقراطيته".