اثناء الحرب العالمية الثانية كانت دول العالم تفعل المستحيل من أجل الحصول علي النصر. و ازدادت اعداد الجواسيس بصورة كبيرة. و لعل أشهرهم ريتشارد سورج الجاسوس الألماني الذى قدم للاتحاد السوفيتي خدمات جليلة اثناء الحرب. كان يكره الحرب و يرى أن العنف و الاقتتال وسيلة الضعفاء بينما يستطيع الانسان بذكائه أن يكسب اشد المعارك. كانت ميوله الشيوعية هي المسيطرة عليه إلا أنه كان يضطر لاخفائها لانجاز مهمته. كان يتحدث خمس لغات عالمية و لعل كفاءته في نقل المعلومات لبلاده جعلتهم يرقونه إلى رتبة العميل الخاص جدا. عمل في المانيا و اليابان و لعل من أشهر و أهم المعلومات التي قدمها ما يخص ضرب ميناء بيرل هاربر و كذلك موعد دخول الجيش الألماني للأراضي السوفيتية و على الرغم من دقة و أهمية المعلومات التي كان يقدمها لوطنه إلا أن زعيم السوفيت ستالين لم يكن يتعامل معها دائما بعين الاعتبار. أهم معلومة استطاع ريتشارد أن يقدمها لموسكو أن اليابان لا تنوي مهاجمة الاتحاد السوفيتي من جهة سيبيريا فقامت موسكو بسحب جنودها من سيبيريا و حشدهم لملاقاة الألمان .. من جهة أخرى و فوجئت ألمانيا بوجودها وحدها و لم تستطع مقاومة السوفيت. و لعل ذلك الحق بألمانيا هزيمة ساحقة فأخذت تتراجع حتى هزمت تماما. و الغريب في الأمر انه على الرغم من كونه شخصية أسطورية في تاريخ الجاسوسية إلا أنه سقط بخطأ لا يعقل أن يرتكبه شخص في حجمه. فقد مزق قصاصة كان ينوي ارسالها لبلده و القاها في سلة المهملات فوقعت في أيدي أحد مراقبيه و قدم إلى المحاكمة التي قضت بإعدامه عام 1944 . أعلن الإتحاد السوفيتي الحداد حزنا عليه فقد كانوا يعتبرونه بطلا قدم الكثير و شريكا اساسيا في النصر.