بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    أسعار الدواجن اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    أسعار العملات اليوم الجمعة 17-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    أسعار الحديد اليوم الجمعة 17-5-2024 في أسواق محافظة المنيا    مراسل القاهرة الإخبارية: العدوان الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يتصاعد    "حزب الله" يشن هجوما جويا على خيم مبيت جنود الجيش الإسرائيلي في جعتون    فصائل فلسطينية: قصفنا تجمعا لآليات الاحتلال وقوة إسرائيلية شرق جباليا    الخضري: لا بد من مشاركة شحاتة أساسيا مع الزمالك.. وأخشى من تسجيل نهضة بركان لهدف    مستقبل تشافي مع برشلونة في خطر.. الأجواء تشتعل    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    سيولة وانتظام حركة السيارات في القاهرة والجيزة.. النشرة المرورية    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة المنيا    أيمن صفوت يفوز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي من مهرجان الفيمتو آرت بأكاديمية الفنون    مي عز الدين تحتفل بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام على طريقتها الخاصة (فيديو)    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    تركيا تجري محادثات مع بي.واي.دي وشيري لبناء مصنع للسيارات الكهربائية    موعد مباراة النصر والهلال والقنوات الناقلة في الدوري السعودي    تشكيل النصر والهلال المتوقع في الدوري السعودي.. الموعد والقنوات الناقلة    أستراليا تفرض عقوبات على كيانات مرتبطة بتزويد روسيا بأسلحة كورية شمالية    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    فصائل فلسطينية: قصفنا تجمعا لآليات الاحتلال وقوة إسرائيلية فى جباليا    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    الفن المصرى «سلاح مقاومة» لدعم القضية الفلسطينية    فرصة استثمارية واعدة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    الاحتلال يُجرف مناطق في بيت حانون    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    «رايحة فرح في نص الليل؟».. رد محامي سائق أوبر على واقعة فتاة التجمع    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير الطاقة وعضو مجلس الأعمال المصري القطرى د. محمد سعد الدين :
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 13 - 06 - 2013

مصرعامرة بعقول نابهة .. ولدينا مخزون وفير من الخبراء الذين يستطيعون تغيير دفة الأمور للأفضل. وهناك تجارب ناجحة لأبنائها المخلصين الذين حفروا الصخر ليتصدروا المقدمة .وبصراحة غير مسبوقة وعفوية نابعة من طيبة قلب يتحدث د. محمد سعدالدين أحد أركان صناعة الطاقة في مصر ليكشف الأمور ويضع يده على مواطن الخلل .. لايبحث عن منصب أو شهرة فقد وصل لقمة النجاح فى صناعة الطاقة لكنه يتطلع لنجاحات أكبر تخدم بلده وتعود بالخيرعلى أبنائها .. يبحث دوما عن الجديد فى كل بقاع الدنيا ليقدم مايراه مفيدا لخدمة بلده .. مهموم بمشاكل الطاقة التى يتمنى توافرها لتدفع عجلة التنمية ..ويتحدث عن المعوقات والحلول بخبرة السنين .. لم يتخوف من قول رأيه بصراحة فى الأزمات التى نعيشهاويرى أننا لابد وأن نعيد التفكير فى طريقة التعامل مع العالم لنرتقى بالإقتصاد ونتصدر المشهد من جديد حتى لو تعاونا مع إسرائيل .. لديه رؤى واقعية تبتعد عن الحلول الوسط ويسعى لتطبيق الواقع لنحل المشاكل من جذورها .. عقلية متميزة بذكاء إبن البلد الذى كلل مسيرته بالعلم ليقدم حلولا مدروسة وناجحة بعيدا عن الفهلوة ..وإلى نص الحوار :
ماهى مشكلة الطاقة فى مصر ؟
مشكلة الطاقة فى مصر ليست وليدة اليوم والمفترض أننا بلد بها تنمية ولابد أن تواكب الطاقة التنمية التى تحدث فى أى بلد ويجب توافر الغاز والبترول والكهرباء بالإضافة إلى الأيدى العاملة المدربه والعنصر الآخر وهى الأموال اللازمة لبناء المنشآت وتشغيلها .وبالنسبة لمشكلة الطاقة فمن المفترض أن لدينا فى مصر خطة للبحث والإستكشاف للبترول والغاز ونروج لها لإحضار الشركات العالمية للتنقيب وإكتشاف حقول جديدة ونقدم لهذه الشركات العديد من الحوافز لجذبهم وإستمرارهم لتنمية الحقول لتساعدنا فى إستخراج خامات الطاقة لتواكب التنمية المنشودة ويجب ألا نستكين لان لدينا حقول منتجه ويجب تفعيل الإستكشاف وتطوير الحقول .
ولابد للتنمية من ضخ إستثمارات جديدة ولكننا نواجه سياسة خاطئة منذ الأبد بتبنى نظريات العصر الشمولى وهو دعم كل شىء وذلك خطأ كبير .
هل تؤيد رفع الدعم عن المواطنين ؟
أطالب بتوجيهة للمكان الصحيح أو بمعنى أدق للمستحقين . فمسألة الدعم تعمل نوع من التراخى وسوء الإستخدام يعنى سلعة مثل الكهرباء لو دفع المواطن خمسة قروش عن كل كيلو مثلا فلا يهتم بالترشيد ويكون هناك هدر وستتركها شغالة ليل نهاروكذلك البنزين والسولار يعامل بنفس الطريقة من التراخى وعدم الترشيد نظرا لرخص سعره . فلا يتجه المواطن للترشيد إلا إذا كان للمادة التى يستخدمها قيمة .وطالما رخص السعر قل الإهتمام بالترشيد .
فلابد من ترشيد الدعم فسلعة مثل البوتاجاز تكلفة الأنبوبة الفعلية 75 جنيها وتباع ب 2 جنيه مما يزيد الهدر والتهريب .ويشجع الناس على المتاجرة بالسوق السوداء وكذلك ليتر السولار يباع بستة أضعاف .. إحنا فاتحين الحنفية على الآخر . والأرقام فى تصاعد كنا بندعم ب 500 مليون إلى أن وصلنا 180 مليار جنيه . ولو تم توجيه الدعم بعناية وللأفراد الذين يستحقونه ونعطى جزء للمصانع مع التفريق فى أن كل المصانع ليست مستحقه للدعم فمثلا المصانع التى لها دور واضح فى التصدير وجلب العملة الصعبة لابد من دعمه وممكن الدعم يكون نقدى لكن دعم السلع غير مجدى ويسمح بحصول مواطن مقتدر على عدد أكبر بنفس قيمة الدعم أى أنه يستفيد مرات مضاعفة لأنه يصعب السيطرة على السلع ولايمكن منع شخص من الشراء فلو هناك سلعة مدعومة ةبجنية فالفقير سيحصل على قطعة أو إثنان أما الغنى فيمكنه الحصول على مليون قطعة وبهذا يكون قد حصل على مليون جنيه دعم فمن يحكم المسألة . فالدعم النقدى هو الحل .و سيدفع للترشيد ومناسب فى حالة الكهرباء. والتى يجب أن يكون لنا وقفة لأننا بحاجة ملحة للترشيد ونظرا لأننا نعانى أزمة نقص الوقود اللازم للمحطات وتهالك المحطات التى تعمل حاليا وحاجتها الملحة لصيانات متكررة .
وهل ترى أنه يجب رفع الدعم عن المصانع ؟
يجب إلغاء الدعم المقدم لكل المصانع سواء على الغاز الطبيعى أو السولار أو حتى الكهرباء. لأنه سيخفض عجز الموازنة العامة بشكل كبير بالإضافة إلى أنه سيساهم فى إعادة تشكيل منظومة الدعم من جديد.وتقوم وزارة الصناعة والتجارة بمنح الدعم لصناعات معينة وذلك وفقا لااستراتيجيات واضحة. ويكون فى صورة تقديم تخفيض جمركي على كل مستلزمات الإنتاج المستوردة أوالقيام بدعم عمليات التصدير بالمصانع المحلية و تخفيض تكاليف إصدار تراخيص المصانع الجديدة وتكاليف ترفيق الأراضى الصناعية.و يجب على الحكومة أيضا توفير فاتورة دعم طاقة للمصانع واستغلالها فى تعميق التصنيع المحلى ورفع كفاءة المنتجات المحلية لكى تستطيع المنافسة فى الداخل والخارج.
وما سبل مواجهة مشاكل الكهرباء والطاقة ؟
اللجوء للطاقة البديلة هو الحل الأمثل فى ظل الضغوط التى تلاحقنا فى نقص الطاقة وتراجع سبل توفيرها . فقد حبانا الله بشمس مشرقة وفترة سطوع ليست موجودة إلا فى أستراليا والجزائر ولدينا كل المميزات الطبيعية . ولابد أن نستفيد من التجربة الألمانية حيث إستطاعوا إستخدام الطاقة الشمسية رغم عدم سطوع الشمس عندهم لكننا أهملنا ما أعطانا الله من فترت سطوع لامثيل لها .بل يمكننا أن نغذى أوروبا كاملة بالطاقة الشمسية . وبإمكاننا إنتاج 5 ميجاوات بتكلفة 32 مليار جنية وننغطى 20% من إنتاج مصر من الكهرباء .
وما المشكلة فى التنفيذ؟
ببساطة المشكلة فى صاحب القرار . فمشاريع ىعديدة تتوقف بسبب الروتين وأفكار عديدة تموت بسبب تكبير الدماغ فكل مسؤل يهمة عدم الدخول فى مشاكل فالكهرباء تصلها المواد البترولية مدعومة وتستهلكه فى ىتشغيل المحطات وتبيع الكهرباء بسعر يقل عما لو باعته عن طريق التوليد بالطاقة الشمسية فتستريح ولا يجتهد مسؤل فى ىالبحث عن مصادر جديدة للطاقة . وبإعتقاده ىأن التكلفة أقل من خلال إستخدام المازوت والغاز لكنه نسى أن كل هذة المواد مدعومة وتم حرق هذا الدعم فى الهواء والنهاية .. خسارة كبيرة للدولة . فموارد الدولة تنهار بسبب الفكر الخاطىء .
وكيف نشجع استخدام الطاقة الشمسية ؟
لدينا بنوك يمكنها تبنى تلك المشروعات من خلال تشجيع حكومى ولو تم تبسيط الأمور للناس فبحسبة بسيطة تكلفة فاتورة الكهرباء على مدار 8 سنوات تعوض تركيب محطة طاقة شمسية توفر استهلاكنا مدى الحياة . لكن المشكلة فى التمويل والذى يجب أن تشجعة الحكومة لتحفيز الناس .
ومن خلال الإستخدام هناك فائض يتم توليدة وبالإمكان دخولة لشبكة الكهرباء ويستفيد من قيمته المواطن وهذة الطريقة تضمن توفير كميات كبيرة من الكهرباء يمكن من خلالها توفير المحطات نهارا وتشغيلها ليلا وهذا يعطينا فرصة لعملية الربط الكهربائى مع بعض الدول المجاورة ويمكن تبادل الكهرباء لأن وقت ىذروة الإستهلاك يختلف بيننا فالإستفادة تكون للدولتين ويمكن تطبيق تلك المنظومة مع السعودية . وهناك مشكلة أخرى وهى طريقة إستخدامنا للطاقة خاطئة ففى أمريكا يستخدموا اللمبات الموفرة يعنى لمبة 10 وات تعطينا إضاءة 80 وات . وهذا لاتقصير من الحكومة التعى يجب أن تحفز المواطنين لإستخدام اللمبات الموفرة . وإعطاء حوافز للمستوردين بخفض الجمارك على اللمبات الموفرة ورفعها للعادية ودعم مصانع اللمبات الموفرة فى مصر .ولابد من الخروج من الفكر النمطى الذى يدمر مصادر الطاقة فى مصر .
وماهوالدور الحكومى الذى تتمناه ؟
لابد أن نسير فى خطوط متوازية بعمل إكتشافات جديدة لحقول البترول وتفعيل تنميتها وكذلك ترشيد إستهلاكنا للطاقة إلى جانب التوسع وتشجيع إستخدام الطاقة البديلة لنحل المشكلة التى تحاصرنا وتزحف على الأجيال القادمة وتطارد مسار التنمية . وأكرر أنه لابد من النظر للدعم بأنه أساس مشاكل الطاقة فى مصر . فالناس تحصل على الغاز والبنزين والسولار والبوتاجاز بسعر رخيص والدولة تستورد بسعر عالى فلابد من تشريع يرفع السعر ومن يستحق الدعم يحصل على دعم نقدى .
هل ترى أن إستيراد الغاز سيحل مشاكل الطاقة ؟
الإستيراد سيخلق مشكلة إذا لم نرفع الدعم .. حتى يكون هناك عدل فهناك أسعار مختلفة تحصل بها المصانع على الطاقة فكثيفة الإستهلاك خلاف المصانع الأخرى .. ولكن الحل الواقعى هو رفع الدعم وفتح الإستيراد . ولابد أن يكون راسخا لدينا أننا نضر الناس بدعم السلع ولكن ندعمهم ماديا أفضل فهناك فرد يحصل على أنبوبة بوتاجاز مدعومة بخمسون جنيها وفى المقابل صاحب مصنع يحصل على 50 أنبوبة ويستفيد من الدعم على كل أنبوبة أين العدل فى ذلك ونفس المأساة فى السولار والبنزين . وإذا تم فتح الإستيراد وتجنيب الدعم سنقضى على التهريب الذى هو آفة المشكلة فى أزمة الطاقة .
ولابد من تمثيل حقيقى لجميع الجهات التى تعمل فى مجال الغاز الطبيعى انتاجا واستهلاكا وتوزيعا فى عضوية المجلس المقترح انشاؤه لتداول الغاز فى السوق المحلى مشيرا إلى أن وضع قواعد وشروط واضحة لعمليات استيراد وتداول الغاز سيقضى تماما على وجود احتكار فى السوق.و تحديد سعر معين للبيع فى السوق المحلى وتحديد الكميات المراد استيرادها والغرض منها يضمن توجيه هذه الكميات لوجهتها الصحيحة سواء فى ظل وجود مجلس أعلى أو فى ظل عدم وجوده .فنحن مع أى خطوة أو قرار يعود بالنفع على مصر ويصب فى الصالح العام.
ماجدوى مشروع تنمية قناة السويس وهل الضجة المثارة حول الدور القطرى وإستحواذها فى محلها ؟
لاشك أن تنمية محور قناة السويس سيحدث نقلة إقتصادية عظمى فى تاريخ مصر. لكن لابد أن نتعامل بفكر إقتصادى مدروس ونخطط ونفكر جيدا ومشروع تنمية قناة السويس مثله كأى مشروع والدولة كيان منظم تعمل دراسات وتطرح المشروعات وتضع ضوابط وشروط معينة ومدروسة بعناية وتطرح تلك المشروعات فى مناقصات . المشكلة تتواجد من عدم وجود ضوابط . فالأمن القومى يكون على رأس الضوابط وكل الشروط التى تحقق مصلحة البلد وأى شخص يدخل ليستثمر تكون هناك شروط حاكمة . والهوجة المثارة حول شراء القطريين مبالغ فيها وبدأت تدخل فى نطاق التهريج ونسمع كلام بأن القطريين سيشتروا مصر . فهل عندما إشترى القطريين هارودز إشتروا لندن . الناس يجب أن تتفهم كيفية تعامل المستثمرين والتعاون المبنى على أسس وإتفاقيات وشروط تحكمها معاملات دولية . وطالما هناك شروط وأحكام تضمن مصلحة الدولة فلا توجد أدنى مشكلة .
ومشروع تنمية قناة السويس هو تعظيم لإستخدام الموارد التى نملكها وبما تملكه قناة السويس كأحد الممرات المائية فى العالم وتميزها بحجم هائل من مرور تجارة العالم فمن المفترض أن ننمى هذا المكان ونستغل كل شبر فيه لصالح إقتصاد بلدنا . ونرتقى بالخدمات ولايقتصر الأمر على عبور السفن بل يتعدى ذلك لتقديم خدمات متعددة مثل إقامة مراكز لتموين السفن وصيانتها وإقامة إستراحات وفنادق ومراكز تجارية ومراكز ترفية وبنوك لنجلب مدخول أعلى ونخلق فرص حقيقية للإستثمار والأيدى العاملة . ونتخطى فكرة تحصيل الرسوم فقط من السفن نظير المرور ونحولها لمنطقة عالمية لجذب الإستثمار لمصر . وطالما الضوابط موجودة نطمئن . فالمستثمر لن يأخذ المشروع ويهرب . فإذا وضعنا شروطا وقواعد سليمة سنبنى منطقة واعدة وإستثمار ناضج .
إذا كانت مشروعات التنمية تتجه للقناة فأين المستثمرين من صحارينا ؟
عندنا صحارى هائلة وغنية بموارد لم تستغل لكننا نعانى من عدم وجود حوافز للإستثمار . بصراحة مصر غنية بإدارة غبية .فالطريقة التى تعامل بها الحكومة المستثمرين طاردة ولا تشجع على الجذب ولم تتجه الدولة لتنمية الصحارى بالفكر الذى يجلب فرص حقيقية فلابد من تغيير الفكر القديم مع المستثمر سواء كان مصريا أو أجنبيا لأن الفائدة فى النهاية للبلد . وهناك تجارب سيئة للتعامل الحكومى مع الذين يبحثون عن إستثمار وتنمية حقيقية وفعلية . فمنذ فترة ذهب عدد من المستثمرين لسيوة لبحث رؤى وخطوات للإستثمار الزراعى ورأينا منطقة صخرية ملحية وبعد التحليل والفحص تبين وجود ملح جيد وبدأنا عملية غسيل الملح وجمعنا 200 ألف طن ملح فى المرحلة الأولى للتصدير لكننا ظللنا سنة نجرى وراء إستخراج التصاريح من إدارة لإدارة ومن وزارة لأخرى . فهل هذا الأسلوب يشجع على الإستثمار . مايحدث من تسهيلات كلام والحقيقة على أرض الواقع مختلفة تماما للأسف . فمناخ الإستثمار بكل أسف وصل لمرحلة الصفر .لايوجد أمان وتعامل بجدية مع المستثمر .
بعد مشاكل الطاقة ماهى رؤيتك لمشكلة المياة خصوصا بعد قضية سد النهضة ؟
لو فكرنا فى موضوع المياه فالإنتاج المائى فى حوض النيل أكثر من 7آلاف مليار متر مكعب . والذى نحصل عليه فى مصر حوالى 55 مليار متر مكعب أى نسبتنا تقريبا 1% والباقى 18 مليار متر للسودان والباقى تبتلعة البرك والمستنقعات . ببساطة وبعيدا عن الثرثرة والكلام الذى لايودى ولايجيب .. لماذا لانتعامل بحكمة وبعقلية إقتصادية تضمن مصالحنا ؟ يجب أن نجلس مع أثيوبيا ونستثمر ونفكر فى إنشاء قنوات جديدة لتجميع ما تستنزفه المستنقعات والبرك فالحلول العملية وطريقة الإستثمار المواكبة للمرحلة ستخلق فرص واعدة لرفع حصتنا . وهذة القنوات يمكنها تجميع ما يتم هدره من مياه لتضاف لمياه النيل عندنا والحكومة تدخل مع مستثمرين وتدعمهم . فليست المشكلة فى الأثيوبيين بل فى طريقة تعاملنا مع الأمور والتى يجب أن تدار بفكر يضع حلول واقعية فالأثيوبيين لديهم طموح ولديهم مياه ويرغبون فى تطوير أراضيهم وإحداث نهضة وكان فكرهم يرمى لإقامة سد يخزن 15 مليار متر مكعب طموحهم إرتفع ليخزنوا 74مليار متر مكعب . لماذا لانشاركهم ونبنى معهم ونستفيد بالكهرباء وتنظيم المياة بمنطق أننا نفيدهم ونحن نستفيد . ويبقى وجودنا معهم للأبد و لابد أن نعيد التفكير بتفعيل إستثمارات تخدم مصالحنا عن طريق المشاركة فى التنمية التى تجعلهم يشعرون بدورنا . ونقيم هناك مصانع ومزارع ونولد الكهرباء ونستفيد بجد .
وإسرائيل تقوم بدور محورى فى التنمية معهم وتديره بعناية وكل ماتسعى إليه إسرائيل هو سعيها بكل الحيل للتحكم فينا والضغط على مصالحنا ولابد أن ننتبه إلى أنها تفعل كل هذة الضغوط لكى تجبرنا على إمدادها بالمياة من سيناء وتوصيل قناة من ترعة السلام لها . بإختصار إسرائيل عينها على مياه النيل وهدفها الذى تسعى إليه وتستخدم كل الضغوط من أجله .
وهل نستجيب لإسرائيل لتتركنا دون مشاكل ؟
الأمور إختلفت وأعداء اليوم يمكن أن يصيروا أصحاب اليوم والتعامل بلغة الإقتصاد يختلف والمصالح الدولية تجعلنا نعيد التفكير فى أمور كثيرة دون المساس بمصالحنا القومية أو التنازل عن كرامتنا فالوطنية الحقيقية تستوجب التعامل مع الأمور بطريقة تعود بالنفع على البلد ومصلحة البلد هى المحرك الأساسى .
هل ترى أن نتعاون مع إسرائيل فى موضوع المياة ؟
ولية لأ .. طالما إتفقنا ووضعنا شروط تخدم مصلحة الشعب دون الجور على كرامته وحقوقة ؟
لكن سيخرج من يعارض هذا التعاون مع إسرائيل ؟
أنارجل وطنى وأميل للحلول الحاسمة والكلام المفيد ولا أتلون وألعب بالألفاظ .. وطنيتى تحتم على أن أرفع مصلحة البلد وإقتصادها لأن الإقتصاد القوى سيعطينا قوة عسكرية وسيعطينا مكانة أرفع . يمكننا عقد إتفاق مع إسرائيل بأن تقيم إستثمارات فى أثيوبيا وتعمل مشروعات وتبنى السدود لتوفير المياة ويكون هناك طريقة لرفع حصتنا فبدلا من حصولنا على 55 مليار متر مكعب نحصل على 95 مليار متر مكعب ونعطى إسرائيل 5 مليار متر مكعب مياه ونستفيد ب 40 مليار متر إضافية عن حصتنا الأصلية . وتتكفل إسرائيل بالنفقات وستكون مستفيدة ونحن مستفيدين . وأظن إن ساعتها سيكون أنا المتحكم فى وصول المياه لها وهذة تكون وسيلة ضغط أستخدمها عند اللزوم . أنا أعطيها حق مرور المياه من أراضى فى مقابل الإستفادة بحصة إضافية وفيرة وسنكون نحن المتحكمين . فعندما تحصل على المياه والغاز ستكون تحت رحمتنا ونستطيع إستخدام كل هذة الموارد كوسائل ضغط . لكننا يجب أن نعرف كيف ندير الأمور .
لكن هذا يمثل صدمة بالنسبة لعدد كبير ؟
لازم نغير نمط التفكيرومن يدعى أننى غير وطنى فأرد عليه وأقول له هذة هى الوطنية بعينها . فأنا أجبر عدوى على أن يظل تحت رحمتى وروحه فى إيدى بدلا من أن يساومنى عن طريق تمركزة وسيطرته . فلدينا ورقة رابحة لحماية الأمن الوطنى نستطيع الإستفادة منها بهذا الإتفاق الذى يضمن مصالحنا ويحميها .
فماذا نستفيد من تهديدات إسرائيل.. فبإمكانهم ضرب السد العالى لكن طالما مستفيد حيحافظ عليه وعلى مصالحك لأنها ستخدم مصالحة .وعند اللزوم ممكن أن يضايقونا فى مسألة المياة فى أثيوبيا لكن لو ضمنت إسرائيل ذهاب المياه عن طريق مصر ستسعى لتأمين مياهنا .
عايزين نتعامل بأفعال وأشياء ملموسة على أرض الواقع ونترك الثرثرة ونستفيد من الحلول التى تخدمنا . لأن المصالح هى المحرك الرئيسى لدعم العلاقات وتغيير مسارها وتكوين كيان إقتصادى قوى هو الهدف وسجعل لنا الكلمة العليا . وأكرر أن الدول الكبرى تغير علاقاتها حسب مصالحها وأكبر دليل أمريكا . فحبيب الأمس عدو اليوم والعكس .
وهل تطاردنا إسرائيل بسحب الغاز من مياهنا الإقليمية ؟
إسرائيل تحاول من زمن أن تجد لنفسها حلا لمشكلة الغاز ومع حدوث الخلافات مع مصر وحاجتها للغاز فقد بحثت عن حلول متطورة وإتفقوا مع قبرص للبحث فى المياة العميقة وهناك فرص لتلامس الحدود المائية مع مصر وقبرص وإسرائيل وممكن أن يتلاقوا فى نقطة واحدة ومن السهل أن يجوروا علينا . إسرائيل بحثت ونقبت وتفاعلت لتبحث عن حلول وإحنا نايمين فى العسل لانجد سوى الكلام فقط .ونحن منتظرين لم نتخذ خطوات للبحث عن ثرواتنا والبحث الجيد والتنقيب وتشجيع الإستثمارات البترولية والشركات الأجنبية لضخ أموال لنبحث عن ثرواتنا ويبدو أننا سنظل جالسين إلى أن تورد لنا إسرائيل الغاز وهذا غير مستبعد فإسرائيل ستسعى لذلك ويمكنها أن تبيع الغاز بسعر معقول يجبرنا على التفكير فى الشراء منها .
هل ترى أن هناك سوء إستخدام للطاقة وبالأخص الغاز الذى زادت مشاكله ؟
إنتاجنا من الغاز تستنفذ الكهرباء 60% منه و35% للصناعات الكثيفة ونصدر 2% فقط و3% نستخدمه فى المنازل وما يحدث أننا نتعامل بطريقة خاطئة بل خطأنا فادح فلاتوجد بلد تتعامل بهذا الأسلوب مع هذة الثروات فنحن نحرق الغز ولانستفيد منه الإستفادة السليمة ونتجاهل تماما إعلاء القيمة المضافة للغاز وإستخدامه بتوجيهة للصناعات المجدية بدلا من حرقة فى الكهرباء فيمكننا من خلال إستخدامه الصحيح تطوير ونهضة صناعة الأسمدة والبلاستيك والمكونات الصناعية وتطوير صناعة البتروكيماويات التى هى صلب الصناعة الحديثة وتدخل فى مكونات معظم المنتجات والصناعات . ويجب الإتجاه لطرق بديلة لتوليد الكهرباء لتعظيم القيمة المضافة للغاز وإعلاء درجات الإستفادة منه . فإستخدامنا الخاطىء هو أساس تصعيد مشاكل الطاقة وهدر الغاز وحرقة .
وهل هناك طريقة للتخلص نهائيا من أزمات أسطوانات البوتاجاز بلا رجعة ؟
إستهلاك البوتاجاز فى تزايد رغم التوسع فى توصيل الغاز للمنازل لأننا نقوم بعمليات التوصيل بمالايتناسب مع معدل وحجم الإستهلاك . فنحن نتوسع بالتوصيل فى المدن وتركنا الريف الذى هو موضع المشكلة لأن الإستخدام فى الريف لايقتصر على الطهى بل يدخل فى كل شىء من مزارع الدواجن وقمائن الطوب ومختلف الإستخدامات التى تلتهم ما ننتجه من إسطوانات . فالتركيز على الريف مطلوب ولابد أن تبدأ التنمية من الريف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.