اعتبرت مجلة " فورين بوليسي" الأمريكية أن زيف الديمقراطية التركية السبب الحقيقي الكامن وراء اندلاع الاضطرابات التي تشهدها تركيا حاليا. واستنكرت المجلة ،الاثنين 3 يونيو، أن يكون السبب وراء هذه الاضطرابات هو مجرد حركة احتجاجية علي محاولة تحويل حديقة "جيزي بارك" التاريخية الواقعة في ميدان تقسيم بوسط إسطنبول إلى مركز تجاري وثقافي. ورأت المجلة أن الاحتجاجات هي ذروة تنامي السخط الشعبي من نهج السياسة التركية الأخير. وقالت "المشكلة الفعلية تتمثل في كيفية تضييق حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الخناق على المعارضة التركية ولكن بطريقة تضمن بقاء ذلك الأمر ضمن حدود الديمقراطية "مشيرة إلى أن تركيا في ظل حكم العدالة والتنمية تعد حالة نموذجية للديمقراطية الجوفاء. وأشارت مجلة "فورين بوليسي" إلى ديناميكية الرقابة التركية على الصحافة والترهيب، حيث يتم استهداف وسائل الإعلام التي تنتقد الحكومة وأدت إلى إقالة العديد من الصحفيين الموهوبين الذين تحدوا الحكومة، مؤكدة أن هذا النوع من الترهيب والترويع الخفي للحكومة غير معقول في مجتمع يزعم أنه يقوم على الديمقراطية. ورجحت المجلة أن الإصلاحات الديمقراطية التي قام بها حزب العدالة والتنمية كانت من أجل تلبية متطلبات الإتحاد الأوروبي للحصول على العضوية فقط فضلا عن أن تحول تركيا إلى دولة الحزب الواحد قوض فكرة أن الديمقراطيات الناجحة توفر لمواطنيها سبلا للتعبير عن رغباتهم ومطالبهم قبل إجراء الانتخابات وقد فشلت تركيا بشكل مذهل في هذا الصدد. وتساءلت المجلة بشأن ما إذا كان حزب العدالة والتنمية سيتعلم بعض الدروس المهمة من حشود المواطنين في الشوارع أو أنه سيستمر في تكرار النظرية القائلة بأن "الانتخابات تمنح الحكومة الحق في فعل أي شيء يحلو لها".