عندما اندلعت موجة الاحتجاجات في ميدان تقسيم بوسط أسطنبول، أول من أمس، لم يكن الأمر متعلقا بالإطاحة بالحكومة التركية على الإطلاق، وكان كل ما في الأمر استياء شعبي من خطط لإزالة حديقة جيزي العامة وإقامة مركز تجاري بدلا منها. لكن الاستجابة العنيفة من قبل قوات الشرطة، واستجابة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان المتغطرسة، دفعت إلى ما هو أكبر من ذلك، وربما ثورة ضد النظام وأردوجان. شبكة بلومبرج الأمريكية قالت إن كل ما ستؤدي إليه استجابة أردوجان هو تعزيز الانطباع بأنه أصبح مستبد منتخب ديمقراطيا. وأضافت أنه من حق الأتراك الاحتجاج ضد تدمير الحديقة، وأن تحويل الحكومة التركية المشكلة إلى مواجهة على طريقة ميدان التحرير أمر غير مبرر وأحمق. مجلة أتلانتيك الأمريكية علقت أيضا على الأوضاع المشتعلة في أسطنبول، بقولها إنه بالرغم من أن أصل الاحتجاج كان في حديقة جيزي، إلا أن ديناميكية الاحتجاجات تعكس الآن الخصومات الأساسية في ديمقراطية تركيا المعيبة. وأوضحت أن تعامل أردوجان مع الأزمة يشير إلى أنه لا يزال واثقا في قدرته على الصمود في وجه العاصفة. لافتة أن رئيس الوزراء القوي، على حد قولها، يثق في أن مؤيديه سيربطون المحتجين بالحركة العلمانية ويلقون عليهم بلائمة التسبب في المشكلات. هذا الموقف انعكاس لمشكلة أساسية في ديمقراطية تركيا المضطربة. أتلانتيك أضافت أنه قبل الاحتجاجات، لم تجد كتلة الناخبين غير التابعين لحزبالعدالةوالتنمية سببا موحدا للتعبير عن غضبهم المتزايد من أجندة أردوجان السياسية، وأن هذه المظاهرات أطلقت العنان لهذا الغضب. وتابعت المجلة الأمريكية أن هذا يفترض أن الطريقة الوحيدة أمام الحكومة لاسترضاء المتظاهرين هي التوصل إلى حل وسط، لكن كل شئ في تاريخ حزب العدالة والتنمية يقول إن هذا الطريق غير محتمل، على حد قول أتلانتيك.