تساءلت مجلة تايم الأمريكية في تقرير لها اليوم الإثنين عما إذا كان ميدان تقسيم في تركيا سيتحول إلى ميدان التحرير بالنسبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان؟. وذكرت المجلة على موقعها الإلكتروني أن الاحتجاجات في شارع الإستقلال، في قلب حي التسوق والترفيه في إسطنبول، ليست شيئا جديدا. ودللت لى ذلك بأنه خلال العام الماضي، تظاهر الأتراك ضد تدهور أوضاع حرية الإعلام، وضد الطفرة العمرانية المتهورة، وضد مسودة القانون يهدف إلي فرض قيود جديدة على الإجهاض، وضد تعامل الحكومة مع الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا المجاورة لهم. كما احتج الأتراك أيضا خلال العام الماضي ضد حبس المئات من جنرالات الجيش بتهم الانقلاب، وضد اعتقال الألاف من النشطاء الأكراد بتهمة مساعدة حزب العمال الكردستاني،والذي تضعه تركيا على قائمتها للارهاب، وكان أحدث تلك الاحتجاجات ضد فرض قيود جديدة على مبيعات المشروبات الكحولية. واستطردت المجلة أن الاحتجاجات الكبيرة ضد حكومة أردوغان الإسلامية المعتدلة التي تشهدها البلاد منذ يومين لاتختلف عن سابقاتها سوى في أنها الأكبر خلال أعوام. حيث إنه في ليلة الجمعة الماضية تدفق الآلاف إلى شارع الإستقلال في طريقهم إلى ميدان تقسيم، الذي اندلعت منه الشرارة الأولى لحالة الاضطرابات الحالية، قبل أن يتعرضوا للضرب على أيدي رجال وحدات الشرطة التركية. ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن كل ذلك بدأ يوم 27 مايو الماضي في حديقة صغيرة بالقرب من ميدان تقسيم، حيث تجمع عدد من النشطاء للاحتجاج على خطط تحويل المنطقة ؟ والتي تعد واحدة من المساحات الخضراء القليلة في وسط المدينة؟ إلى نسخة مقلدة من الثكنات العثمانية وممر تجاري. وأضافت أنه خلال الأيام القليلة التالية، ومع استمرار أعمال البناء وقيام العمال باقتلاع الأشجار، قامت الشرطة بالإغارة عدة مرات على الميدان، لفض المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات ومدافع المياه. وتناقلت على الفور القنوات التليفزيونية ووسائل الإعلام صور الشباب والفتيات المصابين، مثيرة موجات تلو موجات من الغضب الشعبي، بالإضافة إلى انتقادات جماعات حقوق الإنسان التي شجبت الاستخدام المفرط للغاز ضد المتظاهرين السلميين. وأوردت المجلة الأمريكية أن الأمور وصلت لنقطة الغليان في صبيحة يوم الجمعة بعد أن أغار رجال الشرطة على حديقة جيزي مرة أخرى وأحرقوا خيام المتظاهرين وأطلقوا المزيد من قنابل الغاز المسيل للدموع مخلفين وراءهم عشرات المصابين. و بنهاية اليوم كانت الشوارع المؤدية إلى ميدان تقسيم قد امتلاءت عن آخرها بالمتظاهرين. وأشارت الصحيفة إلى أنه بدا أن شكاوى كل الجماعات المعارضة للحكومة قد تبلورت في مطلب واحد فقط، وفي شارع الإستقلال صرخت زينب الطالبة التي تبلغ من العمر 21 عاما والتي تشارك في المظاهرات منذ يومها الأول وتشتكي من غلق المسارح ووحشية الشرطة والبناء الاسمنتي المتزايد قائلة " إننا لا نريد المزيد من المراكز التجارية إننا نريد الأشجار"، وقد امتزج صراخها مع الهتافات المطالبة بتنحي أردوغان. وبالقرب منها اتهمت فتلتان في س المراهقة رئيس الوزراء التركي بتقييد حرية التعبير وتحويل تركيا، من دولة علمانية بأغلبية مسلمة، إلى دولة إسلامية. وذكرت المجلة أن الاحتجاجات في معظمها من الشباب اليساريين وحماة البيئة والعلمانيين، وجميعهم مناهضين للحكومة، بالإضافة إلى عدد قليل من الإسلاميين المتدينين المحافظين. وترى المجلة أن تلك القلة المسلمة المحافظة تمثل الخطر الأكبر على أدروغان، حيث إنهم يشكلون قاعدة حزب العدالة والتنمية، الذي سوف تتراجع شعبيته مع صور وحشية الشرطة مع المتظاهرين .،مما يدفعهم إلى الانضمام إلى صفوف المحتجين. وخلصت المجلة إلى أن هذا هذا ربما يكون إحد الأسباب التي دفعت الحكومة التركية إلى سحب الشرطة من ميدان تقسيم وتضييق الخناق على وسائل الإعلام بشكل أشد وأكثر وضوحا من السابق.