أعلن وزير الكهرباء المهندس أحمد إمام، أنه يتم حاليا تخصيص مبالغ مالية ثابتة لاستيراد المازوت والغاز اعتبارا من أول شهر يونيو الجاري بما قيمته مابين 150 إلي 200 مليون جنيه شهريا. وجاء ذلك لمواجهة زيادة الاستهلاك في الصيف والحد من تكرار انقطاع التيار الكهربائي. وقال المهندس أحمد على هامش زيارته للرياض حيث وقع مع نظيره السعودي عبد الله الحصين مذكرة التفاهم بخصوص مشروع المد الكهربائي بين السعودية ومصر- إنه يجري حاليا إعداد تقرير شامل، سيرفع إلى القيادة وكافة الأجهزة المعنية، خلال منتصف الأسبوع المقبل حول أسباب أزمة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة مؤخرا يتناول مختلف أوجه القصور، وسبل العلاج وكيفية ضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمة، منتقدا بشدة الداعين إلى عدم سداد فاتورة الكهرباء، قائلا "إنهم لا يتحلون بروح المسئولية وعايزين يقلبوها ضلمة". وعزا وزير الكهرباء أسباب انقطاع التيار إلى أعمال الصيانة التي كانت تجري في بعض حقول الغاز(المشغلة لوحدات توليد الكهرباء)، مما نجم عنه خروج بعض الحقول من الخدمة، واضطررنا إلى تخفيض بعض الأحمال، بنحو 4 آلاف ميجاوات، ولم يكن لدينا في الوقت نفسه مخرون كاف من المازوت (بديل للغاز) في المحطات. وأوضح أن لدينا طاقة تخزين 800 ألف طن مازوت بما قيمته 400 مليون دولار، ولكن نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، قمنا خلال فصل الشتاء بتخفيض المخزون الاستراتيجي. وقال "من السهل أن أضع في الشبكة احتياطيا من الغاز أو أقوم بتخزين مازوتا بقيمة 500 مليون دولار.. لكن الوضع الاقتصادي الحالي للبلد لا يتحمل ذلك.. ليس لدينا رفاهية الاحتياطات ولهذا نضطر لقطع الكهرباء." غير أنه مع دخول فصل الصيف وزيادة الاستهلاك، تقرر زيادة كميات الغاز اللازمة لتوليد الكهرباء بنسبة 1ر9 بالمائة إلى 84 مليون متر مكعب يوميا بدءا من أول يونيو الجاري وزيادة إمدادات المازوت بنسبة 29 بالمائة لتصل إلى 22 ألف طن. كما يجري بحث استبدال المازوت بالغاز بسبب أعباء التشغيل بالمازوت، حيث انه يلوث البيئة ويتطلب تكاليف نقل وتخزين، كما تحتاج وحدات التشغيل بالمازوت إلى صيانة دورية. في الوقت نفسه، أوضح وزير الكهرباء أن الوزارة تعمل حاليا من أجل تشغيل ثلاث محطات إحداها في بنها بسعة 750 ميجاوات وأخرى في شمال الجيزة 2250 ميجاوات والثالثة في العين السخنة بطاقة 1650 ميجاوات. وقال " هذا العام كان من المقرر أن نضيف 2800 ميجاوات دخل منها 1300 ميجاوات من محطة أبوقير لكن لدينا مشاكل في محطتي بنها وشمال الجيزة...المشكلة ليست في المحطات وإنما في ربط المحطة بالشبكة لمشاكل من بينها الانفلات الأمني ومشاكل تتعلق بالعمال." وكشف وزير الكهرباء عن أن هناك زيادة في استهلاكنا بنسبة 10 بالمائة كل سنة، وأننا نريد إضافة محطات بقيمة 30 مليار جنيه كل سنة، لمواجهة الاستهلاك الزائد. ودعا المواطنين للمشاركة بفاعلية في ترشيد الاستهلاك للتغلب على أزمة الكهرباء قائلا: إن الاستجابة " لم تكن بالصورة التي كنا نأملها". وأضاف: " الوزارة أيضا تخسر، فعندما تنقطع الكهرباء لا تعمل العدادات، وخلال الشهرين الماضيين لدينا عجز في التحصيل بحوالي ملياري جنيه". وشدد المهندس أحمد إمام على أن التيار الكهربائي لا ينقطع أبدا عن المستشفيات إلا ان يكون هناك خطأ غير مقصود، وكذا بالنسبة لبعض المؤسسات والأجهزة الحساسة في الدولة، فضلا عن تواجد مولدات احتياطية تعمل أوتوماتيكيا فور انقطاع التيار. وأشار إلى أنه لا يتم استهداف مناطق بعينها عند تخفيف الأحمال حيث تنقطع الكهرباء في المناطق الراقية مثلما تنقطع في المناطق الشعبية والفقيرة.