تسلّم نائب الرئيس الإماراتي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تقرير لجنة تحديث تعليم اللغة العربية، الذي حمل عنوان "العربية لغة حياة". وأكد خلال استقباله للجنة علي أن العربية هي لغة حياة نعيشها وتعبر عنا بمختلف حالاتنا، وليست ماض مندثر وتاريخ لا يصلح لزمننا الحاضر، مشدداً سموه إلى أن المحافظة عليها هي مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية لا تقتصر على بلد واحد بل تمتد لتشمل الأمتين العربية والإسلامية. وقال ابن راشد بمناسبة إنجاز التقرير: أؤمن بأن رؤيتنا وطموحاتنا لمستقبل أفضل للإمارات يبدأ من مدارسنا وصفوفنا ومناهجنا التعليمية، وأن الاهتمام باللغة العربية وتطوير طرائق وأساليب تدريسها وتعليمها جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية. ووجّه نائب رئيس الامارات المؤسسات التعليمية بأن تتخذ أساليب مبتكرة في التعليم تحبب جيل المستقبل بلغته الأم وتدفعه للإبداع والابتكار، قائلاً : العربية لغة حياة، عصرية غنية، والتقرير الذي بين أيدينا اليوم هو نتاج جهد وبحث ودراسة والتوصيات التي يتضمنها قيّمة وتستحق العمل بها، وسنبدأ بأنفسنا، وأوجّه وزارة التربية والتعليم وكافة الهيئات والمؤسسات المعنية بقطاع التعليم في الدولة أن تكون السبّاقة بالأخذ بهذه التوصيات وخاصة ما يتعلق بتعليم اللغة العربية بأساليب مبتكرة ومشوّقة تحبب جيل المستقبل بلغته الأم وتدفعه للإبداع والابتكار. وأضاف: نحب الخير لنا ولأشقائنا، ولم نقم بهذا الجهد للإمارات فقط، هذا مشروع عربي لنا جميعا، ونحرص ان تعم الفائدة علينا وعلى اشقائنا، لذا وجّهنا بنقل نتائج أعمال وتوصيات اللجنة ورفع تقارير بشأنها إلى كافة الجهات المعنية في الدول العربية الشقيقة، وإلى كافة الدول والشعوب المهتمة باللغة العربية، للاسترشاد بمضمون التقرير وأخذه بعين الاعتبار للتعرف على مكامن القوة والضعف والتحديات التي تواجه المؤسسات المعنية بتطوير تعليم اللغة العربية في تلك الدول. وذكر "بالنسبة لنا العربية لغة حياة للإنسانية جمعاء، فهي لغة أجدادنا وآبائنا وأساس حضاراتنا، ومعيار وحدتنا كأمة عربية، لذا فالمسؤولية التي تقع علينا اليوم هي مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية، وبلغتنا تتحقق عزتنا وهي التي تقودنا إلى تحقيق نقلة نوعية في التعليم والإعلام والترجمة وكافة العلوم، وتعزز تمسك أجيالنا بلغة الضاد". وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن التقرير وما يتضمنه من نتائج قيّمة يشكل المدخل الأساسي للمرحلة التنفيذية الهادفة إلى الارتقاء بكافة جوانب تعليم اللغة العربية واستخداماتها في العلم والمعرفة والمجتمع والمدرسة والمنزل، مُشيراً سموه إلى أن تعليم وتعلّم اللغة العربية هو مسؤولية فردية ومجتمعية لغرس حب اللغة العربية في نفوس الأبناء كقيمة أصيلة. وأضاف: "إن »رؤية الإمارات 2021« تهدف إلى جعل الدولة مركزاً للامتياز في اللغة العربية، و أن دولة الإمارات قد أخذت على عاتقها رفع لواء المحافظة على اللغة العربية، ودعم كل المبادرات الهادفة للحفاظ عليها وجعلها متطلباً أساسياً في المراحل الدراسية وفي الجامعات وتحديث أساليب تعليمها، بما ينمي القدرات اللغوية للطلبة ويشكل محوراً سينهض بالحركة التعليمية عموماً وعلاقتها باللغة العربية. وأثنى الشيخ محمد بن راشد على جهود وإنجازات لجنة تحديث تعليم اللغة العربية وما خرجت به في تقريرها من توصيات قيمة، موجهاً كافة الجهات المعنية بالدولة إلى ضرورة الأخذ بها والعمل على تنفيذها، وأن تتخذ أساليب مبتكرة في التعليم تعزز ارتباط جيل المستقبل بلغته الأم. كما وجّه سموه رسالة إلى الشباب في دولة الإمارات والوطن العربي يحثهم فيها على التمسك باللغة العربية والمحافظة عليها باعتبارها لغة عصرية إذا عرفنا كيف نستخدمها ونتعلمها ونعلمها، حيث قال سموه: "أريد أن أوجه رسالة لأبنائي وإخواني في الإمارات والوطن العربي وأقول لهم "احرصوا على لغتكم العربية مثلما تحرصون على النجاح والتفوق". يُذكر أن تقرير اللجنة الذي تم إنجازه ورفعه إلى نائب الرئيس الإماراتي والذي يحمل عنوان "العربية لغة حياة" ويمكن الاطلاع عليه عبر الموقع الالكتروني (العربية لغة حياة امارات) (www.arabicforlife.ae)، قد بُني على دراسة فعلية وميدانية معمّقة لواقع تعليم اللغة العربية وأساليب تعليمها وتدريسها والتحديات التي تواجهها في البلاد العربية والعالم، وعلى عدة أسس من أهمها الأصالة التي تدفع للتحديث والتطوير والبعد عن التنظير، مع عدم إغفال التحديات الحقيقية التي تواجه تعليم اللغة العربية. ويركز التقرير على تطوير أدوات ووسائل تعليم واستخدام اللغة العربية الفصيحة في أوساط الأجيال الشابة والاستفادة من التقنيات ووسائل التواصل الحديثة بما يتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم وميولهم في الوقت الذي نشهد فيه اهتماما كبيرا بتعليم اللغة والتعرف على الثقافة العربية من الناطقين بغيرها. ويعكس التقرير تفاؤلاً بوجود فرصة حقيقية لإحداث تغيير أساسي وعميق في طرائق تعليم اللغة العربية نظرا للاهتمام الكبير والدّعم الذي تحظى به اللغة العربية في الكثير من بلاد الوطن العربي والوعي الجيد بأهمية الانتقال إلى مجتمعات تخلق المعرفة وتبدعها بلغتها الأمّ.