قرأ الفلسطيني علي الزغل برهبة الرسالة النصية القصيرة الغامضة التي تلقاها في ساعة مبكرة الثلاثاء الماضي "سامحني يا أخي". بعد دقائق طعن شقيقه سلام "21 عاما" مستوطناً إسرائيلياً كان ينتظر في منطقة مزدحمة بالمرور في الضفة الغربيةالمحتلة ليقتله قبل أن يطلق الجنود الرصاص عليه ويعتقلونه. وبينما كانت عائلة المستوطن القتيل تنعي فقيدها، أشادت عائلة الزغل التي تعيش في فقر في شمال الضفة بما فعله ابنها واعتبرته مبرراً. وقال والد سلام المسن أسعد الزغل وهو يجلس مع أقارب محزونين في دائرة من الكراسي البلاستيكية "هذا قدره ونحن كعائلة فخورون به"، مضيفاً أن ما فعله ابنه واجب علي كل فلسطيني يعيش في ظل عدوان الجيش والمستوطنين. وافياتار بوروفسكي "31 عاماً" هو أول إسرائيلي يقتل على يد فلسطيني في الضفة الغربية منذ عام 2011 عندما لقي سبعة إسرائيليين من بينهم عائلة اثنين من المستوطنين وأبنائهما الثلاثة الصغار حتفهم طعنا. وقتل تسعة فلسطينيين برصاص الجنود الإسرائيليين هذا العام معظمهم أثناء اشتباكات مع المحتجين. وما فعله سلام قد يجلب الفخر لعائلته بين بعض الفلسطينيين في هذه القرية الفقيرة حيث أدانت السلطات الفلسطينية شقيقه عبد الفتاح بالتجسس لصالح إسرائيل. وتقول قوات الأمن الإسرائيلية إنها تحقق لمعرفة ما إذا كان الهجوم الذي شنه سلام كان يستهدف تطهير سمعة العائلة أم لا. وينفر المجتمع الفلسطيني من الجواسيس المشتبه بهم في مجتمعهم ونادراً ما تتخلص العائلات من عار ارتباطها بأحد هؤلاء.