كان متفانيا جدا، يعشق زوجته التي لم تغضب الله فيه، والتي هي مثال الزوجة والأم والصديقة والحبيبة، أنجب منها ثلاثة أميرات، و خمس " جدعان".علي حد قوله.. كان كل طموح "عم سيد" أن يطمئن قلبه ويستر بناته، زوج فتاتين، والثالثة قلبت موازين حياته، و حياة البيت كله، عندما تغيبت عن المنزل لمدة شهرين ثم عادت إلى البيت بعد أن رماها الخاطفون على أبواب القرية مغشيا عليها وفى حالة يرثى لها.. كانت فى حالة إعياء شديدة وأخذوها إلى مستوصف القرية وكانت الصدمة لعم سيد فقد تأكدت مخاوفه وماكان يخشى أن يسمعه من الطبيب..بنتك تم إغتصابها لمدة وبصفة دائمة وقد هتك عرضها وكانت المفاجأة التي كانت صدمة العمر. بعد البكاء والنحيب لم يكن بيد ه شىء...رضي عم سيد بقضاء الله ثم إسترد أنفاسه قليلا حينما تقدم له من يرغب الزواج بإبنته فكان بمثابة ملاك جاء يستر "ميادة".. وافق والدموع تنهمر من عينيه، وتيقن بأن الله لم يتركه، بل جعل له من يستر عرض ابنته، ويرتضي بها زوجة له.ولكنه كان غير مطمئن القلب لهدف ذلك الذى جاء ليتزوج إبنته ..أهو فعلا يريد لها الستر ولعم سيد أم له فيها مآرب اخرى...ولماذا وهو ليس بينه وبينهم أى معرفة ولا سابقة تعامل يقف بجوارهم ويفعل ذلك.. انتاب قلب الأب القلق من الزوج الذي جاء يطلب يد الفتاة المغتصبة، دون قصة حب، أو علاقة طيبة، أو أي شيء يدفعه للزواج بها، إلا أنه وافق من أجل الحفاظ على سمعة ابنته.. وأنا الابنة ميادة فطارت من الفرح ولكن لاتأتى الرياح بما تشتهى السفن .. فزوجها " محمود" لم يكن لها سوى ابتلاء جديد فقد كان كثير التشاجر معها والتذمر ولكنها تحملت الأمر، فهو فوق رأسها ستر عليها وتزوجها فليفعل مايشاء وهى راضية فهذا قضاء الله ..و كانت لا تجد متنفسا لها، سوى بيت أمها التي تخفف عنها وتزيل عنها الغضب .. وأثناء زيارة ميادة لأمها، بعد مشاجرات بينها وبين زوجها الذي حاول منعها، خرجت ذاهبة إلى بيت الأم، و عندماإنتهت زيارتها، ركبت توك توك، كوسيلة وحيدة للرجوع لبيت زوجها.بسرعة حتى لا يبدأ فى الشجار معها مرة أخرى وأوصلها أبيها للتوك توك ولكن لم يرتح لشكل السائق ونظراته ولكنه كان أسرع من عم سيد وتحرك على الفور.. كانت آخر كلمة من عم سيد لإبنته أن تطمئنه عندما تصل كما تفعل دائما...ولكن ابنته لم تطمئنه على عودتها كما اعتاد منها، فما كان منه سوى الاتصال بزوجها " محمود" يسأله عما إذا كانت ميادة قد عادت إلى البيت، إلا أن الشك أصبح يقينا عندما أخبره الزوج بأنها لم تعد حتى هذه الساعة. انزعج الأب وأخبر زوجها أن يذهب إلى أقرب نقطة شرطة ليقوم بعمل محضر يثبت فيه اختطاف الابنة إلا أن الزوج ذهب و قام بعمل محضر تغيب الزوجة بمحض ارادتها. وأخذ معه صديق له ليشهد معه بأن زوجته تركت المنزل وذهبت بمحض إرادتها..أسقط فى يد الأب..فشهادة زوج ابنته وصديقه فى البلاغ المقدم أذهلته.. وفجأة اتصل مجهولون بالأب يطلبون فدية 15000 جنيه حتى ترى ابنتك مرة أخرى.. لم تتحمله قدماه فسقط على الأرض..ورقة طلاق ابنته فى يد المحضر ..حسبى الله ونعم الوكيل ماذا يفعل ؟ احتار عم سيد فهو وأولاده لايستطيعون تجميع هذا المبلغ .. وأخيرا عثر أولاد الحلال على ميادة مربوطة بالحبال وعيناها معصوبتان وحليقة الرأس وبجسدها العديد من الإصابات المتنوعة منها بالحرق ومنها بالضرب ومنها غير ذلك ستروها بالأغطية وحملوها وهم يتعجبون من كل ما يحدث لتلك الفتاة ولأسرتها.. وذكر أولاد الحلال أن 4 رجال شوهدوا قرب العشة وهربوا لدى رؤيتهم يقتربون وكان من ضمن الرجال الذين فروا سائق التوك توك وصديق الزوج.. سرها عم سيد فى نفسه ثم اجتمع بأولاده وبعض حكماء وكبار القرية وقص عليهم ما يحمله فى صدره فهو يشك فى زوجها.. انتظروا اللحظة المناسبة وجاءوا بهم وكأن كل من بالقرية له ثأر معهم فعم سيد عم والد الكل ومياده أختهم وابنتهم جميعا وضربوا الأربعة ضربا مبرحا حتى إعترفوا بالحقيقة.. وكانت صدمة مذهلة فزوجها هو من قام بخطفها أول مرة هو ومن معه وإعتدوا عليها وهو من قام بإغتصابها أولا ثم اعتدوا عليها بعد ذلك ولكن فى المرة الثانية لم يسمح لهم بالقرب منها ولكنه كان يعذبها بنفسه وكان يطمع فى أى مبالغ يأخذها .. أبلغ عم سيد عنه وتم القبض عليه وكان كل مايقوله لمياده سامحينى..فهل تسامحه..؟