على الرغم من تحول العالم في معظمة إلى النظم الجمهورية إلا أن إنجلترا مازالت من الدول المتمسكة بعاداتها وطقوسها الملكية والمحببة، حتى أنها لم تنسى أن تقيم إحتفالا ملكيا لائقا لعيد مولد ملكتها ال87. ولدت إليزابيث الثانية في عائلتها الملكية 21 إبريل عام 1926، لوالدتها الملكة إليزابيث الأولى ووالدها الملك جورج السادس، ثم تزوجت عام 1947 من الأمير فيليب مونتباتن، دوق أدنبره في ذلك الوقت، تم تتويجها رسميا كملكة لإنجلترا عام 1953 بعد أن توفي والدها بسبب سرطان الرئة. أنجبت الملكة أربعة أبناء هم الأمير تشارلز، الأميرة آن، الأمير أندرو والأمير إدوارد، ويعد الأمير تشارلز ولي العهد هو الأشهر بينهم لقصته الشهيرة مع الأميرة الراحلة ديانا التي أبهرت العالم، ثم تركته في حيرة من أمرة بعد موتها، لكنها لم تترك العالم وحدة لكنها تركت ولديها -حفيدا الملكة إليزابيث- الأمير هنري والأمير وليام؛ وقد أعاد الثاني رومانسية والدة بزواجة من كيت ميدلتون التي شبهها الشعب البريطاني كثيرا بأميرتهم الراحلة ديانا وذلك لأنها جاءت مثلها من عامة الشعب ولكثر أعمالها الخيرية. احتفلت إنجلترا كعادتها بزواج حفيد الملكة وأميرته في حفل أبهر العالم بعد أن أنساه الواقع كيف تكون القصص الخيالية، وخرجت لهم الملكة إليزابيث بعد أن كانت قد نأت بنفسها تماما عن الإعلام والسياسة نتيجة لطبيعة الحكم الدستوري والملكي الذي لا يسمح لها بالتدخل كثيرا في قرارات الحكومة سوى بالإقالة أو الرفض. تعتبر الملكة إليزابيث صاحبة أطول فترة حكم للمملكة المتحدة بمدة تصل إلى 60 عاما وذلك بعد الملكة فيكتوريا - 63 عاما-، ويمكن القول أنه باستثناء بعض الغموض والسرية فيما يتعلق ببعض شئون أسرتها، فإن الملكة قد حكمت شعبها بحب كبير وجعلته يعيش في فترة سلام وازدهار بنسبة كبيرة، كما أنها تحظى -وسائر العائلة الملكية- بحب غامر من الشعب البريطاني. ويحتفل القصر الملكي اليوم بذكرى مولدها بإطلاق 41 طلقة تحية في حدائق هايد بارك وسط لندن، بالإضافة إلى 21 طلقة في قلعة وينزه غرب لندن و62 طلقة تحية أخرى على نهر تيمز، وربما تكون هذة الطلقات رمزا لأن بريطانيا مازال بإمكانها إحياء القصص الخيالية وقتما أرادت.