أكد مندوب العراق لدى جامعة الدول العربية السفير قيس العزاوي أن مصر والعراق مستهدفان لأن عودتهما بقوة سوف تغيير موازين المنطقة. وأشار إلى أن الانفجارات الضخمة التي شهدها العراق خلال الأسبوع تستهدف عرقلة عودة العراق إلى دوره العربي والإقليمي، خاصة أنها وقعت خلال استضافة بغداد مؤتمر الخبراء العرب والأجانب تفعيل النظام الأساسي للبرلمان العربي. وأعرب مندوب العراق لدى الجامعة العربية عن اعتقاده بأن هناك جهات كبيرة تقف وراء عدم استقرار العراق وليس مجرد منظمات إرهابية، لأنه لو استقر العراق بما يمتلكه من كوادر علمية ونفط وماء وبعد حضاري يمكن أن يعود للمجموعة العربية والإقليمية بنحو أقوى كثير مما هو عليه. وقال قيس العزاوي في حديث مع وكالة أنباء الشرق الأوسط في بغداد عقب مؤتمر تفعيل النظام الأساسي للبرلمان العربي، "تعلمون إن مصر والعراق مستهدفتان ، فلو عادت مصر لدورها الإقليمي والعربي والدولي ستضعف قوى أخرى ، ولكن الله منح مصر التماسك المجتمعي الذي يحميها". وأكد العزاوي أن العراق نجح في التحدي بعقد القمة العربية الثالثة والعشرين في مارس من العام الماضي ببغداد، والتي أعادت الوجه العربي للعراق. وأضاف العزاوي أنه مع قرب تسليم رئاسة القمة العربية لقطر نشعر أننا أوفينا بكل التزاماتنا تجاه المجموعة العربية ، وأقرت الجامعة العربية بأن العراق يعد من الدول القليلة التي أوفت بكل التزاماتها بدء من مساعدة الدول الفقيرة إلى قيام شبكة تعاون إلى تشكيل لجان، لدراسة احتياجات الدول التي بحاجة للمساعدة مثل دعم السلطة الفلسطينية . وأوضح في هذا الصدد أن العراق قدم مساعدات للسلطة الفلسطينية مرتين ، كما أقرت في الموازنة الجديدة للعراق مبالغ للسلطة الفلسطينية . وأشار العزاوي إلى أن العراق طرح مبادرات لتفعيل إعلان بغداد الصادر عن القمة العربية الماضية، واستضاف خلال رئاسته للقمة عددا من المؤتمرات الهامة مثل مؤتمر وضع الدساتير في دول الربيع العربي بالقاهرة ، ومؤتمرا دوليا للأسرى والمعتقلين العرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي وشارك به 70 دولة عقد ببغداد. وقال مندوب العراق لدى الجامعة العربية لقد نظمنا مؤتمرا ثالثا وهو المؤتمر العربي الأول لنشر ثقافة الوعي بالقانون ، ثم نظمنا مؤتمر الخبراء العرب والأجانب لتفعيل النظام الأساسي للبرلمان العربي الذي صادق العرب عليه في قمة بغداد . ولفت إلى أن مؤتمر البرلمان العربي الذي عقد الثلاثاء الماضي جمع مجموعة من الخبراء من أقدم تجربة فيدرالية في العالم وهي التجربة السويسرية ومن أحدث تجربة وهي التجربة البلجيكية ، كذلك من ألمانيا والاتحاد الأوروبي . وقال العزاوي - لقد استمعنا إلى هذه التجارب وتفاعلنا معها ، لتقييم تجربة البرلمان العربي وكيفية الاستفادة من التجارب الأخرى . وأضاف يبقى فقط عقد مؤتمر لخبراء مكافحة الإرهاب العرب ، وكان مقررا أن يعقد في فبراير الماضي ، ولكن الحاجة إلى مزيد من التنسيق ، وبطلب من الجامعة العربية ، تم تأجيله. وحول مغزى الانفجارات التي وقعت في العراق أمس الأول والتي بلغت نحو 20 انفجارا وهل تهدف إلى تعكير جهود عودة بغداد إلى المنظومة العربية.. قال مندوب العراق بالجامعة العربية إن هذا الحجم من التفجيرات لا يمكن أن يقوم به جهة أو حزب، لأنها أمور مكلفة، متسائلا من هي الجهة التي تقتل المدنيين العراقيين بهذا الشكل الوحشي عندما تفجر سيارة أمام مدرسة للأطفال؟. وردا على سؤال حول احتمال وجود خلاف حول تمثيل الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة سوريا في القمة العربية بالدوحة.. قال إنه ليس هناك خلافات ولكن هناك اجتهادات في الصف العربي في هذا الموضوع ، نحن نعتقد أن هذا يتناقض مع ميثاق جامعة الدول العربية، لأنه لا يقبل الأعضاء إلا حين يتم تشكيل حكومات فعلية على الأرض، والفقه الدستوري يقول لابد أن يكون هناك سلطة وأرض وشعب. ولفت إلى أن الائتلاف لا يمثل كل أطراف المعارضة، مشيرا إلى أنه قيل لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى تقبل أن تضم كافة القوى الفلسطينية وفعلت ذلك ، ومع ذلك كان انضمامها استثناء، وفي حالة قبول سوريا سوف يكون استثناء وليس قاعدة. وردا على سؤال حول هل ستكون سوريا سببا في عرقلة التقارب المصري العراقي وخاصة بعد ما حدث بين وزيري خارجية البلدين محمد كامل عمرو وهوشيار زيباري من نقاش وحديث الأخير بأن منطق تمثيل المعارضة السورية في الجامعة العربية مماثل لتمثيل جبهة الإنقاذ لمصر، قائلا قيس العزاوي إنه ليس هناك خلاف، وما قاله وزير الخارجية العراقي كان في إطار الطرافة فقط ، ولكن الإعلام أعطاه بعد آخر، مشددا على أن التعاون بين البلدين لا ينبغي أن يوقفه تعدد الاجتهادات أبدا. وقال العزاوي : إننا أكدنا منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير على وقوف العراق إلى جانب القاهرة، لأن مصر هي "ربع العرب" ، ومن يقول على نفسه عروبيا يجب أن يحب مصر. وأضاف أن مصر هي الدول الوحيدة القادرة على إعادة تجميع العرب، فهي تمتلك كوادر عملية وخبرات، وحضارة عريقة مثل العراق. وأشار إلى أن العراق في حاجة إلى الخبرات المصرية في شتى المجالات من البني التحتية إلى الإسكان ، للمدارس والطاقة ، لافتا إلى أن العراق ينتج كميات كبيرة من النفط ، ولكن يحتاج إلى مصافي ومن هذا المنطلق جاء موضوع تكرير النفط العراقي في مصر. وشدد على أهمية التقارب المصري العراقي، مؤكدا أنه ليس تقاربا بين أحزاب كما يحاول أن يصوره البعض، ولكنه تقارب بين دول عريقة ، وشعوب تاريخية، كما امتلكت ماضيها يجب أن تمتلك مستقبلها. وأبدى دهشته لأن حجم التبادل التجاري بين مصر والعراق لم يتجاوز نصف مليار دولار، في حين أن حجم التبادل التجاري بين أنقره وبغداد تجاوز ال14 مليار دولار. وأشار إلى أن شركة المقاولين العرب تساهم في تعمير العراق، وهناك شركات مصرية تساهم في توليد الكهرباء في جنوب العراق.