حذرت الشعبة العامة للمواد البترولية من حدوث كارثة خلال الأيام المقبلة، بسبب نقص المعروض من السولار وقيام جميع السائقين على مستوى الجمهورية بإضراب شامل يهدد توفير السلع والمنتجات للمواطنين وحدوث أزمات في الاحتياجات الأساسية. جاء ذلك في اجتماع طارئ للشعبة العامة للمواد البترولية بإتحاد الغرف التجارية برئاسة د.حسام عرفات، والذي أكد أن الحكومة أصبحت عاجزة تماما عن حل الأزمة والتي تفاقمت بسبب استمرار نقص المعروض خلال الأسابيع الماضية في الوقت الذي تتزايد الاحتياجات. وأشار عرفات إلى أن الأيام المقبلة ستتفاقم الأزمة خاصة مع بدء موسم حصاد القمح والذي يحتاج لحوالي 30 مليون لتر لمدة شهر، وقال إنه رغم تصريحات وزيرا التموين والبترول بحل الأزمة إلا أن أزمة السولار في تصاعد. وطلب الرئيس مرسي طلب حلا عاجلا من وزير البترول للأزمة وفك الاختناقات على المحطات ولكن رغم إقالة عدد من مسؤولى البترول لم تظهر أية بوادر لانفراجة الأزمة وزادت الطوابير وتكدست السيارات على المحطات بحثا عن السولار. وقام عدد من العاملين بالهيئة العامة للبترول باعتصام مفتوح وتوقفوا عن العمل بسبب قرار وزير البترول بإقالة نائب الرئيس التنفيذي للهيئة للعمليات عمرو مصطفى، على إثر أزمة السولار التي تضرب البلاد مؤخرا. وأبدى العاملون غضبهم الشديد نتيجة إقالة مصطفى والذي يعتبرونه كبش فداء لأزمة السولار التي يعانى منها قطاع البترول واستمرار وزير البترول في إخفاء الأسباب الحقيقية للأزمة والتي تتلخص في فشل وزارة البترول في تدبير الاعتمادات المالية اللازمة لاستيراد الخام والمنتجات البترولية في ظل تزايد الطلب على استهلاك المنتجات البترولية وخاصة السولار بالسوق المحلى. وأكد العاملون أنه يوجد 5 ناقلات سولار بإجمالي كمية 200 ألف طن سولار تنتظر في الموانئ المصرية في انتظار فتح الاعتمادات المالية وهذا هو السبب الرئيسي للأزمة، بالإضافة إلى الانفلات الأمني وعدم الرقابة الكافية من وزارة التموين والأمن وطالب العمال بإقالة رئيس الهيئة العامة للبترول باعتباره المسئول وليس نائبه. وأشار العاملون إلى أن الاعتصام سيستمر حتى عدول الوزير عن قراره وعودة عمرو مصطفى لمنصبه بالهيئة، مشيرين إلى أنها بداية للإطاحة بقيادات تغطي فشل إدارة الأزمة ولتهدئة الرأي العام. وفي شركة مصر للبترول نظم عدد من العاملين وقفة أمام مكتب نصر أبو السعود رئيس الشركة المقال تعبيرا عن تضامنهم معه لكفاءته والتزامه ومحاربته الفساد. وقال أحد العاملين إنه يجب تكريمه ولن نسمح أن يترك موقعه بهذه الطريقة لأنه يستحق المكافأة ولن نسمح أن يكون كبش فداء للمسئولين الحقيقيين ولماذا لم يقيل الوزير مسئولى شركات التوزيع الأخرى. وقال نصر أبو السعود لبوابة أخبار اليوم إنه لم يقصر في عمله وظل يعمل بكفاءة لكنه يمتثل للقرار طالما يرى المسئولين أنه في صالح البلد. ومن جهة أخرى قام رئيس مصر للبترول الجديد سعيد مصطفى، بزيارة لشركة مصر للبترول وقابله العاملين بترحاب ولم يعترضه أحد من المعتصمين، ويتمتع سعيد مصطفى بشخصية قوية وكفاءة جعلته يحتوى الأزمات المتكررة للعاملين ببتروتريد وحلها. وأعلن عمال مصر للبترول والسائقين دخولهم في اعتصام مفتوح يبدأ صباح الاثنين 11 مارس، لرفض إقالة نصر أبو السعود. ودخلت أزمة السولار أسبوعها الحادي عشر دون تحسن رغم إقالة عدد من المسئولين و تصريحات مسئولى وزارة البترول بضخ كميات إضافية من السولار بزيادة ألف طن عن المعتاد. وشهدت الشوارع زحاما شديدا بسبب مشادات بين سائقي الميكروباص وعمال المحطات الذين امتنعوا عن البيع. وشهدت المحطات زحاما شديدا بعد تزايد أعداد السيارات المقبلة، من الأقاليم للتزود بالوقود من محطات القاهرة نتيجة لاختفاء السولار بمعظم المحافظات بالإضافة إلى تكدس الشاحنات وأتوبيسات المدارس كما شهدت عدة محطات نقصا واضحا في بنزين 80. وأكد مصدر مسئؤل بوزارة البترول أنه تم إعداد خطة لزيادة كميات السولار خلال الأيام القادمة لمواجهة إقبال المزارعين بسبب موسم الحصاد لتصل إلى 36 ألف طن يوميا مؤكدا انتظام عملية الاستيراد وانتظام معامل التكرير. وأشار إلى تفاقم الأزمة نتيجة عمليات التخزين واستخدام الجراكن دون وجود رقابة على المحطات، في الوقت الذي أكد عدد من المزارعين أن ضخ 36 ألف طن سولار يوميا غير كاف والمطلوب ضخ 40 ألف طن على مدار 10 أيام على الأقل لتعويض النقص وحتى يتشبع السوق مع التشديد على عمليات التهريب ومراقبتها والتصدي لها بحسم لمنع استنزاف الكميات.